|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() جريمةُ فاحشةِ اللِّواطِ في ضَوْءِ الكِتابِ والسُّنَّةِ الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري الحمدُ للهِ الَّذِي عَلا فَقَهَرَ، وبَطَنَ فَخَبَرَ، ومَلَكَ فَقَدَرَ، الحمدُ للهِ الذي يُحْيي ويُمِيتُ، وهوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابه. أما بعد: فاتقوا الله عبادَ الله، واحذرُوا الذنوبَ والجرائمَ والقبائح والمعاصي، وخاصة تلك الجريمة: التي ليسَ في الجرائمِ أعظَمُ مَفْسَدَةً منها، وهيَ تلي مَفْسَدَةَ الكُفْرِ، ورُبما كانت أعظَمَ من مَفْسَدَةِ القتلِ، جريمةٌ عاقبَ اللهُ فاعليها بما لم يُعاقب به أُمَّةً من الأُمَمِ، جريمةٌ تدلُّ على انتكاسِ الفطرةِ، وطَمْسِ البصيرةِ، جريمةٌ تَكَادُ الأرضُ تَمِيدُ مِنْ جَوَانِبِها إذا عُمِلَتْ عليها، جريمةٌ تَهْرُبُ الملائكةُ إلى أقطارِ السماواتِ والأرضِ إذا شَاهَدُوها، خَشْيَةَ نُزُولِ العذابِ على أَهْلِها، فيُصِيبُهُمْ مَعَهُمْ، وتَعِجُّ الأرضُ إلى ربِّها تباركَ وتعالى، وتَكَادُ الجِبالُ تَزُولُ عن أماكِنِها، ونَزَلَ سَخَطُ الجبَّارِ جلَّ جلالُه عليهِم وغَشِيَتُهُم اللعنةُ، وحَفَّتْ بهم الشياطينُ، واستأذَنَتِ الأرضُ ربَّهَا أنْ تَخْسِفَ بهِم، وثَقُلَ العَرْشُ على حَمَلَتِهِ، وكبَّرَتِ الملائكةُ، واسْتَعَرَتِ الجحيمُ، جريمةٌ عَاقَبَ الله مُرتكبيها عُقُوبَةً لم يُعاقِبْ بها أَحَدًا غيرَهُم، وجَمَعَ عليهِمْ مِن أنواعِ العُقُوباتِ بينَ الإهلاكِ، وقَلْبِ دِيارِهِم عليهِم، والخَسْفِ بهِم، ورَجْمِهِم بالحِجَارَةِ مِنَ السماءِ، فَنَكَّلَ بهِم نَكَالًا لم يُنَكِّلْهُ أُمَّةً سِواهُم، وذلكَ لِعِظَمِ مَفْسَدَتها، إنها جريمةُ فاحشةِ اللِّواطِ، عافَنَا اللهُ وذريَّاتنا والمسلمين فيمن عافى. أيها المسلمون: إنَّ فاحشةَ اللِّوَاطِ لم يَبْتَلِ اللهُ تعالى بها قبلَ قَوْمِ لُوطٍ أَحَدًا مِن العالَمينَ، قالَ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 80]، وقد ذكَرَ اللهُ سُبحانه عقوبةَ اللُّوطيَّةَ وما حَلَّ بهِم مِن البلاءِ في عَشْرِ سُوَرٍ مِن القرآنِ، قال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 80 - 84]، وقال تباركَ اسْمُه: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ﴾ [الحجر: 72 - 75]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ وَقَعَ على بَهِيمَةٍ، لَعَنَ اللهُ مَن عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ» ثَلاثًا؛ رواه الإمام أحمد وحسَّنه مُحقِّقو المسند، وقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: « مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فاقْتُلُوا الفَاعِلَ والْمَفْعُولَ بهِ »؛ رواه الإمام أحمد وصحَّحه أحمد شاكر والألباني، قال ابنُ القيِّم مُعلِّقًا على الحديثِ: (ولم يَجِئْ عنهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لَعْنَةُ الزَّاني ثلاثَ مَرَّاتٍ في حديثٍ واحِدٍ، وقدْ لَعَنَ جَمَاعَةً مِن أهلِ الكبائرِ، فلم يَتَجَاوَزْ بهِمْ في اللَّعْنِ مَرَّةً واحِدَةً، وكَرَّرَ لَعْنَ اللُّوطِيَّةِ، وأَكَّدَهُ ثلاثَ مَرَّاتٍ، وأَطْبَقَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على قَتْلِهِ، لم يَخْتَلِفْ مِنهُم فيهِ رَجُلانِ، وإنما اختَلَفَتْ أقوَالُهُمْ في صِفَةِ قَتْلِهِ) انتهى. وقد خافَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على أُمَّتهِ مِن هذهِ الفاحشةِ، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: « إنَّ أَخْوَفَ ما أَخَافُ على أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ »؛ رواه ابنُ ماجه وحسَّنه الألباني. اللهم جَنِّبنا وذُرِّيَّاتنا مُنكراتِ الأخلاقِ والأهواءِ والأدواءِ، آمين. الخطبة الثانية الحمدُ للهِ الأَعْلَى، وسَلَّمَ اللهُ على أَشْرَفِ المخلُوقِينَ محمَّدٍ وعلى آلِ وصَحْبِ محمَّدٍ وصَلَّى. أما بعد: مِن أضرارِ هذهِ الفاحشة: إشاعة الأمراض التي لم تكن في السابقين، (عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ قالَ: أَقْبَلَ علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: يا مَعْشَرَ المُهاجرِينَ خَمْسٌ إذا ابْتُلِيتُمْ بهِنَّ، وأَعُوذُ باللهِ أنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قَوْمٍ قَطُّ حتى يُعْلِنُوا بها، إلاَّ فَشَا فيهِمُ الطَّاعُونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِمُ الذينَ مَضَوْا، ولم يَنْقُصُوا المكيالَ والميزانَ، إلا أُخِذُوا بالسِّنِينَ وشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وجَوْرِ السُّلْطانِ عليهِم، ولمْ يَمْنَعُوا زكاةَ أموالهم، إلا مُنِعُوا القَطْرَ مِنَ السَّماءِ، ولولا البهائِمُ لم يُمْطَرُوا، ولم يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وعهدَ رسولهِ، إلا سَلَّطَ اللهُ عليهِم عَدُوًّا مِن غيرِهِم فأخَذُوا بعضَ ما في أيدِيهِم، وما لم تحكُم أئمَّتُهُم بكتابِ اللهِ ويَتَخَيَّرُوا مما أنزلَ اللهُ، إلا جَعَلَ اللهُ بأْسَهُم بينَهُم)؛ رواه ابن ماجه وحسَّنه الألباني. فظَهَرَ طاعونُ العَصْرِ (الإيدز)، وهو فُقدان المناعة المكتسبة، ومُعَدَّل انتقال هذا المرض بسبب اللواط يقترب مِن 100%، و جاءَ في كتاب الإيدز حَصَاد الشذوذ: بأنَّ اللواط (يُعتبرُ أوسع طرق انتشار مرض الإيدز، إذ بلغت نسبة الذين أُصيبوا به عن هذا الطريق 73% من مجموع حالات الإيدز التي اكُتُشفَ حتى الآن) انتهى، ومِن الأمراض: الهربس، وغيرها من الأمراض، ومِن أضرار هذه الفاحشة على المجتمع: تعرُّضهم لعذاب الله، قال عزَّ وجلَّ مُحذِّرًا لِمَن عَمِلَ عَمَلَهُم ما حَلَّ بهِم مِن العذاب الشديد، ﴿ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 89]، ومِن أضرارها: انهيار نظام الأُسرةِ وتفكُّك المجتمع، وقَطعُ النسل والحيلولة دون استمرار بقاء النوع الإنساني، وظُهورُ الأمراض والأوبئة الفتَّاكة في المجتمع، وزيادةُ نِسبةِ العُنوسةِ في المجتمعِ، إلى غيرِ ذلك مِن أضرارها في الدَّارينِ. عباد الله: بعد يوم أو يومين سيحلُّ شهرٌ كان نبيُّنا صلَّى الله عليهِ وسلمَ يُعظِّمُه، فعن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: (لَم يَكُنِ النبيُّ صلى الله عليهِ وسلمَ يَصُومُ شهْرًا أكثرَ من شعبانَ، فإنهُ كانَ يَصُومُ شعبانَ كُلَّهُ) رواه البخاري، وقالت رضيَ اللهُ عنها: (وما رأيتُهُ صلى الله عليهِ وسلمَ في شَهْرٍ أكثَرَ منهُ صيامًا في شعبانَ) رواه مسلم، وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: (كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومُ شعبان كُلَّه، ورُبَّما صَامَهُ إلا قليلًا.. فمَن صامَ أكثر الشهر أو الشهرَ كُلَّه فقد أصابَ السُّنة) انتهى، رزقني الله وإياكم من فضله العظيم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |