|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
ويمكننا القول أن البنيويين والسيميائيين، والوظيفيين، وعلم لغة النص، والتداولية، يعتبرون الاعتراض من باب الزيادة، فزيادة المبنى تجلب زيادةً في المعنى، كما يرى علماء العربية أيضًا، وهذا من الأمور المشتركة بين اللغات. خامسًا: التقديم والتأخير: درس ابن جني هذه الوسيلة في الخصائص في (فصل في التقديم والتأخير) حيث يقول: "وذلك على ضربين: أحدهما: ما يقبله القياس، والآخر: ما يسهله الاضطرار".[98] ويقول عنه: " انتقالك في المادة الواحدة من تركيب إلى تركيب؛ أعنى به: حال التقديم والتأخير".[99] ويرى ابن جني أن التقديم والتأخير يقع في المفردات والجمل؛ وذلك على النحو الآتي: (1) تحدث ابن جني عن التقديم والتأخير في الكلمة الواحدة: حيث يقول: " التقديم والتأخير نحو: اضمحل وامضحل، وطأمن واطمأن، والأمر واسع".[100] ويقول: " اعلم أن كل لفظين وجد فيهما تقديم وتأخير، فأمكن أن يكونا جميعًا أصلين، ليس أحدهما مقلوبًا عن صاحبه؛ فهو القياس الذي لا يجوز غيره، وإن لم يمكن ذلك حكمت بأن أحدهما مقلوب عن صاحبه ثم أريت أيهما الأصل وأيهما الفرع، وسنذكر وجوه ذلك، فمما تركيباه أصلان لا قلب فيهما قولهم: " جذب وجبذ " ليس أحدهما مقلوبًا عن صاحبه؛ وذلك أنهما جميعا يتصرفان تصرفًا واحدًا؛ نحو: "جذب يجذب جذبًا، فهو جاذب والمفعول مجذوب"، و" جبذ يجبذ جبذًا، فهو جابذ والمفعول مجبوذ"، فإن جعلت مع هذا أحدهما أصلاً لصاحبه فسد ذلك؛ لأنك لو فعلته لم يكن أحدهما أسعد بهذه الحال من الآخر، فإذا وقفت الحال بينهما ولم يؤثر بالمزية أحدهما، وجب أن يتوازيا، وأن يمثلا بصفحتيهما معًا، وكذلك ما هذه سبيله ". [101] ويؤكد ابن جني أن التقديم والتأخير لا يتم بطريقة عشوائية بل له ضوابطه، حيث يقول: " فإن قلت فقد تقول: ضرب يحيى بشرى. فلا تجد هناك إعرابًا فاصلاً، وكذلك نحوه. قيل: إذا اتفق ما هذه سبيله مما يخفى في اللفظ حاله، ألزم الكلام من تقديم الفاعل وتأخير المفعول، ما يقوم مقام بيان الإعراب، فإن كانت هناك دلالة أخرى من قبل المعنى وقع التصرف فيه بالتقديم والتأخير؛ نحو: " أكل يحيى كمثرى ". لك أن تقـدم وأن تؤخر كيف شئت، وكذلك "ضرب هذا هذه، وكلم هذه هذا"، وكذلك إن وضح الغرض بالتثنية أو الجمع جاز لك التصرف؛ نحـو قولك: "أكرم اليحييان البشريين، وضرب البشر بين اليحيون"، وكذلك لو أومأت إلى رجل وفرس، فقلت: " كلم هذا هذا فلم يجبه " لجعلت الفاعل والمفعول أيهما شئت؛ لأن في الحال بيانًا لما تعنـي، وكذلك قولك: " ولدت هذه هذه "؛ من حيث كانت حال الأم من البنت معروفة غير منكورة، وكذلك إن ألحقت الكلام ضربًا من الإتباع، جاز لك التصرف لما تعقب من البيان؛ نحـو: " ضرب يحيى نفسه بشرى، و كلم بشرى العاقل معلى، أو كلم هذا وزيدًا يحيى "، ومن أجاز " قام وزيد عمرو" لم يجز ذلك في نحو " كلم هذا وزيد يحيى "، وهو يريد " كلم هذا يحيى وزيد " كما يجيز " ضرب زيدًا وعمرو وجعفر ". [102] ويقـدم ابن جني تفسيرًا لوقوع ظاهرة التقديم والتأخير في مفردات اللغة العربية وتراكيبها؛ حيث يقول: " وأنا أرى أنهم إنما يقدمون الأقوى من المتقاربين من قبل أن جمع المتقاربين يثقل على النفس، فلما اعتزموا النطق بهما قدموا أقواهما لأمرين: أحدهما: أن رتبة الأقوى أبدًا أسبق وأعلى. والآخر: أنهم إنما يقدمون الأثقل، ويؤخرون الأخف؛ من قبل أن المتكلم في أول نطقه أقوى نفسًا وأظهر نشاطًا، فقدم أثقل الحرفين، وهو على أجمل الحالين". [103] ومن أمثلة التقديم والتأخير لديه قوله: " ومن ذلك وجوب تأخير المبتدأ إذا كان نكرة". [104] وقوله: "ويجوز تقديم المفعول له على الفعل الناصبه؛ نحو قولك: طمعًا في برك زرتك، ورغبةً في صلتك قصدتك، ولا يجوز تقديم المفعول معه على الفعل؛ نحو قولك: والطيالسة جاء البرد". [105] وقوله: " ومما يضعف تقديم المعطوف على المعطوف عليه من جهة القياس: أنك إذا قلت: قام وزيد عمرو، فقد جمعت أمام زيد بين عاملين أحدهما: قام. والآخر: الواو، ألا تراها قائمة مقام العامل قبلها". ([106]) وقوله: " لا يجوز تقديم ما انجر به عليه كان، ألا يجوز تقديم المجزوم على جازمه أحرى وأجدر". [107] ويقول: " فكما لا يجوز تقديم الصفة علـى موصوفها، كذلك لا يجوز تقديم ما اتصل بها على موصوفها، كما لا يجوز تقديم معمول المضاف إليه على نفس المضاف؛ لما لم يجز تقديم المضاف إليه عليه، ولذلك لم يجز قولك: القتال زيدًا".[108] ومنه قوله: " فكما لا يجوز تقديم الفاعل على الفعل، فكذلك لا يجـوز تقديم المميز؛ إذ كان هو الفاعل في المعنى على الفعل". [109] ويقول: " وفي تقديم المضاف إليه أو شيء منه على المضاف من القبح والفساد ما لإخفاء به ولا ارتياب ".[110] والأمثلة التي ساقها عند دراسته لظاهرة التقديم والتأخير كثيرة في خصائصه. ومما هو جدير بالذكر هنا أن التقديم والتأخير في المفردات والجمل ليس سواءً، فمنه الحسن والجيد ومنه القبيح، ومنه الواجب والجائز والضعيف والفاسد والممتنع، وقد اتضح ذلك مما سقناه من أقوال لابن جني، ومن ذلك أيضًا قوله: " قبح تقديم المبتدأ نكرة في الواجب ". [111] والأمثلة على ذلك كثيرة وجلية، يمكن تتبعها في الخصائص. ويوجد في النحو العبري ظاهرة التقديم والتأخير، والتأويل، والحذف، والزيادة، وغير ذلك من الظواهر النحوية العربية [112]. وهذه الظواهر اللغوية معروفة لدى تشومسكي وطبقها على اللغة الإنجليزية [113]. ووجد لها صدى مدوياً في الآفاق في تلك الفترة الراكدة لغوياً، فعمل على إحياء اللغة الإنجليزية، وأحدث زلزاله العربي فيها وأعاد بناءها من جديد من خلال الظواهر النحوية العربية الجديدة عليها. وذلك من خلال التقديم والتأخير والتأويل الذي لم يعرف في النحو الإنجليزي من قبله، وجاء به من البصرة بنبأ يقين. فعمل على زلزلة النحو الإنجليزي القديم، وطبق الظواهر النحوية العربية عليه؛ وسار على منواله كل لغويي العالم تقريباً عرباً وغير عرب[114]. وقد اهتم البنيويون التحويليون بدراسة ظاهرة التقديم والتأخير، وهم يرمزون إليها بما يأتي: إعادة الترتيب: (أ + ب) - (ب + أ)([115]. وقد ميز تشومسكي بين نوعين من تغيير ترتيب الكلمات في الجملة: تغيير لا يؤدي إلى تبديل النظام الأساسي القواعدي للجملة، ويحمل فقط طابعًا أسلوبيًا سماه: التقديم أو التأخير الأسلوبي Stylistic inversion)). وتغيير يؤدي إلى تبديل النظام الأساسي القواعدي للجملة وتنجم عنه تحولات قواعدية سماه: التقديم أو التأخير (Transformation inversion). [1] ينظر: محمد على الخولي، قواعد تحويلية للغة العربية ص40. [2] ينظر: جون ليونز، نظرية تشومسكي اللغوية ص32. [3] الخصائص 3/18. [4] المرجع السابق 2/343. [5] المرجع السابق 1/67. [6] المرجع السابق 1/161-162. [7] المرجع السابق 2/360. [8] المرجع السابق 1/80. [9] المرجع السابق 2/360. [10] المرجع السابق 2/317. [11] المرجع السابق 2/320. [12] المرجع السابق 2/381. [13] المرجع السابق 1/271. [14] المرجع السابق 2/479. [15] المرجع السابق 2/74. [16] المرجع السابق 3/203. [17] المرجع السابق 1/286. [18] المرجع السابق 2/273. [19] المرجع السابق 2/279. [20] المرجع السابق 2/280. [21] ينظر: الخصائص 2/361 - 382 بتصرف. [22] المرجع السابق 2/362 بتصرف. [23] ينظر: الكتاب 1/220، والخصائص 2/370. [24] الخصائص 2/378. [25] المرجع السابق 2/379. [26] المرجع السابق 1/193. [27] المرجع السابق 2/284. [28] المرجع السابق 2/314. [29] المرجع السابق 2/452. [30] المرجع السابق 2/368. [31] المرجع السابق 2/378. [32] الخصائص 2/360، وينظر: الكتاب 1/258. [33] الخصائص 2/361. [34] المرجع السابق 2/379. [35] المرجع السابق 1/314. [36] المرجع السابق 1/287. [37] المرجع السابق 1/285. [38] المرجع السابق 1/290. [39] المرجع السابق 1/284. [40] المرجع السابق 2/378. [41] المرجع السابق 2/378. [42] المرجع السابق 2/371. [43] المرجع السابق 1/285. [44] المرجع السابق 3/149. [45] المرجع السابق 1/186. [46] المرجع السابق 3/64. [47] عبده الراجحي، النحو العربي والدرس الحديث ص146. [48] ينظر: جون ليونز، نظرية تشومسكي اللغوية ص32. [49] ينظر: صبحي إبراهيم الفقي، علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق، القاهرة، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، 2000م، 2/191-192. [50] ينظر: المرجع السابق 2/200-201. [51] الجاحظ، الحيوان، 2/86. [52] ابن الأثير، المثل السائر، تحقيق: بدوي طبانة وآخرين، القاهرة، نهضة مصر 2/232. [53] ينظر: عبد الله جاد الكريم، الاختصار سمة العربية، مكتبة الآداب، القاهرة، 2006م. [54] ينظر: الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، ط دار الفكر، بيروت، ص56. [55] خالد الأزهري، موصل الإعراب إلى قواعد الإعراب، تحقيق: د.عبدالكريم مجاهد، الطبعة الأولى، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1996م، 1/161. [56] الخصائص 1/83. [57] المرجع السابق 1/86. [58] المرجع السابق 2/43. [59] المرجع السابق 1/83. [60] المرجع السابق 1/83. [61] ينظر: جون ليونز، نظرية تشومسكي اللغوية ص32. [62] La linguistique، P. 121 [63] ينظر: المبحث الثالث من الفصل الأول. [64] عبد السلام المسدي، مجموعة محاضرات ألقيت على طلبة الدراسات العليا بجامعة دمشق 1981م. [65] ينظر: جون ليونز، نظرية تشومسكي اللغوية ص32. [66] الخصائص 3/80. [67] المرجع السابق 2/273. [68] المرجع السابق 1/194. [69] المرجع السابق 2/284. [70] المرجع السابق 3/268. [71] المرجع السابق 3/266. [72] المرجع السابق 1/237. [73] المرجع السابق 2/285. [74] المرجع السابق 2/74. [75] المرجع السابق 3/203. [76] المرجع السابق 1/320. [77] المرجع السابق 2/51. [78] المرجع السابق 2/482. [79] المرجع السابق 2/120. [80] المرجع السابق 1/363. [81] المرجع السابق 1/230. [82] المرجع السابق 1/314. [83] المرجع السابق 1 / 106. [84] المرجع السابق 3 / 229. [85] المرجع السابق 1 / 341. [86] المرجع السابق 2/32. [87] المرجع السابق 3/101-103 بتصرف. [88] عبده الراجحي، النحو العربي والدرس الحديث، ص153. [89] الخصائص 1/331. [90] المرجع السابق 1/335. [91] المرجع السابق 1/331. [92] المرجع السابق 1/330. [93] سورة الواقعة، الآيات 75-77. [94] الخصائص 1/3359. [95] المرجع السابق 1/338. [96] المرجع السابق 1/337. [97] المرجع السابق 3/257. [98] المرجع السابق 2/382. [99] المرجع السابق 1/67. [100] المرجع السابق 2/88. [101] المرجع السابق 2/69-70. [102] المرجع السابق 1/35. [103] المرجع السابق 1/55. [104] المرجع السابق 1/299. [105] المرجع السابق 2/383. [106] المرجع السابق 2/387. [107] المرجع السابق 2/388. [108] المرجع السابق 2/391. [109] المرجع السابق 2/384. [110] المرجع السابق 2/397. [111] المرجع السابق 1/299. [112] سيد سليمان عليان، قواعد اللغة العبرية: عليان، سيد سليمان، الرياض، جامعة الملك سعود، النشر العلمي والمطابع، لا طبعة، 2000م، ينظر الجملة العبرية. [113] Chomsky، N. Cartesian Linguistics…1966. Op. Cit. - Chomsky، N. Aspects of the Theory of Syntax، Cambridge، Mass،: M، I، T، Press، 1965 [114] ينظر: محمد علي الخولي، قواعد تحويلية للغة العربية مرجع سابق. [115] ينظر: جون ليونز، نظرية تشومسكي اللغوية ص32.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |