خطبة: فضل وأهمية طلب العلم الشرعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 304369 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 199 )           »          5 أفكار لدمج ورق الحائط فى ديكور البيت.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لنوم هادئ ومريح.. 8 نباتات احرص على شرائها فى غرفة نومك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل سلطة البطاطس المقلية بالصوص والأعشاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لو عندك برطمانات زجاجية.. اعرفى إزاى تنضفيها فى 5 خطوات سهلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح البشرة بخطوات بسيطة.. من الكركم للعرقسوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          5 طرق فعالة تخلى غسيلك الأبيض مزهزه.. بعضها مكونات طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          8 عادات مسائية ابعد عنها لو نفسك تكون ناجح.. السهر العشوائى الأسوأ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          7 حيل لمكياج ثابت فى الحر.. حضرى بشرتك صح وما تنسيش بودرة التثبيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2022, 06:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,064
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: فضل وأهمية طلب العلم الشرعي

خطبة: فضل وأهمية طلب العلم الشرعي
تركي بن إبراهيم الخنيزان





إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا،﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102]؛ أما بعد:
فيا أيها المؤمنون، إنَّ غالِبَ الناسِ يَبحَثُونَ عن السعادةِ والشَّرَفِ والرِّفْعَة، وكلُّ إنسانٍ يَضرِبُ طَرِيقًا أو أكثرَ ليصِلَ إلى ذلك، فمُستَقِلُّ ومُستَكثِر، إلا أنَّهُ لدى كلِّ مُسْلِمٍ ومسلمةٍ طَريقًا قَلَّ سَالِكُوه، وهو أسرعُ طَريقٍ يوصلُ العبدَ إلى السعادةِ والشَّرَفِ ورضوانِ اللهِ تعالى وجَنَّاتِه، وهذا الطريقُ أيها المؤمنون ليسَ حَكْرًا على أَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، بلْ هُوَ لِكُلِّ مُسلمٍ ومسلمةٍ مِنَ الجِنِّ والإنسِ، وهذا الطريقُ هُوَ مِيراثُ الأنبياءِ والرُّسُل صلوات الله وسلامه عليهم الذي مَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر.

هذا الطريق عباد الله هو طَريقُ طَلَبِ العِلْمِ الشرعيِّ والاستِزادَةِ منه، فكفى بالعلم فضلًا أنَّ الله تعالى حَصَرَ الذين يخشونه في أهل العلم، فقال: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، ويكفي أهلَ العِلْمِ شَرَفا وفضيلةً ونُبلًا أن الله سبحانه وتعالى قرَن شهادتهم بشهادته سبحانه في أعظم مشهودٍ به، ألا وهو توحيدُهُ سبحانه؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].

وميَّز اللهُ بينَ أهلِ العلمِ وبينَ مَنْ سِوَاهُم من العباد، فقال - تبارك وتعالى-: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقال الله سبحانه: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].

وقال الله تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الملك: 22].

وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَق، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا"؛ مُتفَقٌ عَلَيْهِ.

وَالْمُرَادُ بِالْحَسَدِ هُنَا: الْغِبْطَةُ، وَهُوَ: أَنْ يَتَمَنَّى مِثْلَهُ، وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّين"؛ مُتَّفَقٌ عَلَيْه.

قال أهل العلم: مفهوم الحديث أن من لم يُرِدِ اللهُ به خيرًا لم يُفقِّهه في الدين، وصدق الشاعرُ حينَ قال:
مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ
عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ
وَوَزْنُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ
وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ
فَفُزْ بِعِلْمٍ وَلَا تَجْهَلْ بِهِ أَبَدًا
فالنَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ



عباد الله، ينبغي للمسلمِ أنْ يجعلَ العلمَ الشرعيَّ في أولوياتِ مَطَالِبِه، وأهمِّ مَقَاصِدِهِ، في كلِّ يومٍ مِنْ أيامِه، ولَقَدَ عد العلماءُ يومًا لا تُحَصلُ فيهِ عِلمًا يَومٌ خَاسِر؛ لأنَّ طَلَبَ العِلمِ مِنْ أهمِّ أَهدَافِ المسلمِ في يَومِه، وانظر إلى هذا المعنى فيما كان يدعو به نبينا عليه الصلاة والسلام في كلِّ يَومٍ مِنْ أيَّامِهِ بَعدَ صَلاةِ الصُّبحِ بَعدَ أنْ يُسَلِّم؛ فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولُ بعدَ صلاةِ الصُّبح بعدَ أنْ يُسلِّم: "اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبلًا"؛ رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وهذه الثلاثُ أيها المؤمنون هيَ أهدافُ المسلمِ في يَومِهِ؛ علمٌ نافع، ورزقٌ طيب، وعملٌ متقبَّل، وأهمُّ هذهِ الأهدافِ وأعظَمُهَا شَأْنًا: العلمُ النَّافِع؛ لأنه به يُمَيِّزُ المرءُ بَيْنَ طَيبِ الرِّزقِ وخَبِيثه، وصَالِحِ العَمَلِ وفَاسِدِه.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا أيها المؤمنون، أفضل العلومِ على الإطلاقِ هو العلمُ بالشريعة، فبهِ تعرفُ الطريقَ إلى الفوزِ بالجنةِ والنجاةِ من النار، ونحن ندعو كلَّ يومٍ، وفي كلِّ ركعةٍ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة 6، 7]؛ أي: طريقَ الذين أنعمتَ عليهم بِهِدَايَتِكَ لَهُم؛ كالنَّبِيِّينَ والصدِّيقينَ والشهداءِ والصالحين، وهُم: الذي عَرَفُوا الحقَّ فَعِملُوا به، ثمَّ نقول: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]؛ أي: غيرِ طريقِ المغضوبِ عليهم، وهُم الذين عَرفُوا الحَقَّ ولَمْ يَعْمَلُوا به، كاليهودِ ومَن شَابَهَهُم، وغير طَرِيقِ الضَّالينَ عَن الحَقِّ، الذين لم يَهْتَدُوا إليه، كالنصارى، ومن أشبههم.


ثم اعلموا رحمكم الله أن العلمَ الشرعيَّ مِنْ حَيثُ وُجوبِ تَعَلُّمِهِ ينقسمُ إلى قِسْمَيْنِ:

القسم الأول: ما يجبُ تعلُّمُه على كلِّ مُسلمٍ ومُسلمة، وهو: ما يُصحِّحُ به المرءُ عقيدتَه وعبادتَه والمعاملاتِ التي يُقدِمُ عليها، ومن ذلك أن يتعلمَ: كيف يُصلي؟ كيف يصوم؟ كيف يبيع؟ كيف يشتري؟ وما الواجباتُ ليمتثلها، وما المُحرَّمات ليجتنبها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ"؛ متفق عليه؛ أي: مَنْ عَبَدَ اللهَ بعبادةٍ ليست على وفقِ ما شَرَعَ اللهُ تعالى ورسولُه صلى الله عليه وسلم؛ فَعَمَلُهُ مَردُودٌ عَليْهِ غَير مقبولٍ عندَ الله تعالى.


وأما القسم الثاني من العلم الشرعي:
فَهُوَ ما زَادَ عَن العلمِ الواجِبِ، وهُوَ فَرضُ كِفَايَةٍ، إذا قامَ بِتَعَلُّمِهِ مَنْ يَكفِي مِنَ الأُمةِ سَقَطَ الإثمُ عَن الباقين.


عباد الله،ومن نِعمَةِ اللهِ علينا أنْ يَسَّرَ لنا طُرُقَ طَلَبِ العلمِ الشرعي، مِن دُرُوسٍ في المساجد، وكُتُبٍ مطبوعة، ودُرُوسٍ مُسجَّلة، وكُلِّيَّاتٍ شرعية، ومواقعَ إلكترونيةٍ لتعليمِ العلمِ الشرعي، وتَطبِيقَاتِ فتاوى علماءِ أهلِ السُّنَّةِ الراسخين في العلم، وغيرها من الوسائل، فلا يكادُ أحدٌ يَتعَسَّرُ عليهِ طلبُ العلمِ الشرعيِّ.

فبادر أيها المسلم، واطلبْ أشرَفَ العُلُومِ وأَعلَاهَا، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنةِ"؛ رَوَاهُ مُسْلِم.

نسألُ اللهَ تعالى أن يُوفِّقنا لطلب العلم النافع، وأن يرزقنا خشيته، وأن يهديَنا صراطَهُ المستقيم.

ثم صلُّوا وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]