الإنفاق على الأيتام سبيل إلى مرافقة النبي في الجنة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4865 - عددالزوار : 1833655 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4432 - عددالزوار : 1178813 )           »          شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 749 - عددالزوار : 74953 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 92 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 84 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2022, 10:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,842
الدولة : Egypt
افتراضي الإنفاق على الأيتام سبيل إلى مرافقة النبي في الجنة

الإنفاق على الأيتام سبيل إلى مرافقة النبي في الجنة


عبد الله بن محمد الطيار



من تزود في الدنيا بالأعمال الصالحة وجد الثواب الكبير والعطاء الجزيل عند رب العالمين، ولقد رغب الله - جل وعلا - في الإنفاق في سبيله، وأعظم الأجر والثواب لمن بذل لوجهه وأخلص فيها، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261]، وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة:245]، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني قال: «هم الأخسرون ورب الكعبة»، فقلت: فداك أبي وأمي من هم؟ قال: «هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم»؛ (رواه البخاري ومسلم).

عباد الله:
تفكروا وأنتم تدخلون بيوتكم فيستقبلكم أولادكم بالبشر والسرور وهم يرددون (بابا بابا) فيلتفون حول آبائهم، ويلقون أنفسهم في أحضانهم، فيحاطون بالأيدي، ويضمون إلى الصدور، ويقبلون على الجباه والرؤوس، فكم من طفل يتيم حرم من أمه وأبيه، يقف لسانه عاجزاً عن قولها لحرمانه من أحدهما، لم يسمع هذا الطفل يوماً كلمة (يا ولدي)، ولم يستشعر في يوم من الأيام معاني العطف والرعاية والرحمة والحنان، تذكروا ذلك اليتيم الذي لم يجد طعاماً وشراباً يتلذذ به كما يتلذذ أولادنا، انظروا لذلك اليتيم وقد حرم أعظم حنان وأجل حب، حرم ممن يدخل عليه السعادة والسرور، حرم ممن يدخل عليه بلباس العيد لكي يفرح مع أطفال المسلمين.

عباد الله:
ألم نفكر يوماً في حال هؤلاء الأطفال المساكين وحاجتهم لتعويض هذا الحرمان، ألم ننظر لحالهم وهم يجلسون وقد ملأ الحزن قلوبهم، والأسى يقطع قلوبهم، ألا نتفكر في حالنا مع كلام ربنا، القائل في كتابه: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]، فكم من يتيم ينشد من يقوم برعايته، ويسعى في مصلحته، ويمسح على وجهه ورأسه، ويخفف عنه يؤسه وحزنه، يتطلع إلى من يرعى شؤونه وحاجاته، لذلك جاء الإسلام العظيم ليمسح عن هذا اليتيم دمعة عينه، وأسى قلبه، فجاءت النصوص الشرعية تحث المسلمين على كفالتهم، والحرص على رعايتهم والإنفاق عليهم، قال تعالى في كتابه أمراً بالإحسان إليهم وإصلاح شؤونهم وأحوالهم: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36]، وقال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة: 220]، وأمر أيضاً بالإقساط إليهم وعدم ظلمهم {وَآَتُوا اليَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} [النساء: 2]، وأشار سبحانه إلى أن من أجل الأعمال التي تكون سبباً في الجزاء العظيم عند الله تعالى هو إكرام اليتيم.

ولقد أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة بكفالة اليتيم ووجه إلى الحرص عليها، وأشار إلى أنها من أفضل الأعمال التي تكون سبباً في مرافقته في الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا»، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً؛ (رواه البخاري ومسلم) .وقال أيضاً - صلى الله عليه وسلم -: «من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين» وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى؛ (رواه أحمد).

وقال: «اللهم إني أُحَرِّجُ حق الضعيفين اليتيم والمرأة»؛ (رواه أحمد، وابن ماجة).

ومن توجيهات السلف في كفالة اليتيم قول ابن بطال: (حق على من سمع هذا الحديث- يعني قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «أنا وكافل اليتيم...» الحديث- أن يعمل به ليكون رفيق النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك.

وكفالة اليتيم لها فضائل كثيرة ومن ذلك:
أنها صدقة يضاعف لها الأجر إن كانت على الأقرباء، وكفالة اليتيم والمسح على رأسه وتطييب خاطره يرقق القلب ويزيل عنه القسوة، وكفالة اليتيم تعود على الكافل بالخير العميم في الدنيا والآخرة، وكفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية، وتسوده روح المحبة والودِّ، وكفالة اليتيم تزكي المال وتطهره وتجعله نعم الصاحب للمسلم، وكفالة اليتيم من الأخلاق العالية التي أقرها الإسلام وامتدح أهلها، وكفالة الأيتام من أفضل الأعمال وأجلها، وأحبها إلى رب العزة جل وعلا، ومحبة الله لها جعل ثمنها مرافقة حبيبه - صلى الله عليه وسلم - في مكانته العالية في أعلى منازل الجنة.

ومن صور كفالة اليتيم ما يلي:
• رعايته بالولاية عليه وعلى أمواله إن كان له مال.
• رعايته بالإنفاق عليه وإطعامه وكسوته، وتوفير السكن والمأوى له.
• رعايته حال المناسبات، كرمضان، والأعياد، والإجازات، ونحو ذلك.
• القيام على رعايته وتربيته، وتقويم سلوكه، والعناية بتعليمه وتقويم أخلاقه


فاحرصوا بارك الله فيكم على كفالة الأيتام، واعلموا أن كل ريال ينفق عليهم يعود أولاً عليكم بالخير والنماء والمزيد، ويعود عليهم بالسعادة والفرح والسرور ويخرجون بإذن الله تعالى نبتة صالحة طيبة ينتفع بها المجتمع كله - بإذن الله تعالى -.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268].









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.86 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]