|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() طرق استخدام .. خاصة! هنادي الشيخ نجيب يقول أحد علماء النفس: "إن أعظم اكتشاف نفسيٍّ يتمثَّل في قدرة الإنسان على تغيير مجرى حياته، إذا ما غيَّر طريقة تفكيره". وبما أننا أمة الواقعية المثالية، فيجب أن نتعاطَى مع الأدوات المتوفرة بين أيدينا؛ لاستخدامها بطريقة أقربَ ما تكون إلى المثالية، ولتحقيق أفضلِ ما يمكن تحقيقُه.. وتصديقًا لذلك؛ سأسوق لكم قصة تُعِيننا في تحديد خطوة البداية على طريق الإنجاز المطلوب؛ فقد وُجد رجلٌ يقطع شجرة، فسُئِل: لماذا تقطعها؟ أجاب: لأنني وجدتُ بجانبها فأسًا! قيل له: ألم يكن من الممكن أن تحفر قناة تجرُّ الماء لهذه الشجرة؟! أجاب: كان ممكنًا! سئل: ألم يكن من الأفضل أن تقطع - بالفأس - الحشائش الضارَّة حول الشجرة، أو أن تحرث الأرض؛ لتزرع بجانبها شجرة أخرى؟! قال: بلى، كان ذلك أفضل! قيل له: ألم يخطرْ ببالك أنها الشجرة الوحيدة هنا، وستحتاج إلى ظلِّها في هذا الجو الحارِّ؟! وقف الرجل مشدودًا لتلك الاستدراكات، وراح يفكِّر فيما فعله، ثم حدَّث نفسه متعجبًا: "كيف لم يخطرْ ببالي أن أستخدم الفأس للقيام بأعمال أحسن من الذي عَمِلتُ؟!". قرَّاءنا الأكارم، لقد أوتي الرجل فأسًا، فكان أول ما فكَّر فيه هو أن يستخدم الأداة في قطع تلك الشجرة! مع أن البدائل - غير القطع - كثيرةٌ، وممكنة، وإيجابية.. وهنا يفترض بنا أن نسأل سؤالاً مهمًّا: ألم تتحكَّم طريقة تفكير الرجل في كيفية استخدام الأداة الموجودة معه؟! ولو أنه غيَّر اتجاه تفكيرِه، لوجدَ مائة استخدام أكثر نفعًا، وأعظم أجرًا، وأعمَّ فائدة. وإذا انتقلنا إلى الوجه الآخر من الموضوع، لنتعرَّف على الأدوات الموجودة فعلاً في حسابنا، فإنَّه لا أعدلَ ولا أحكم من قول الله -تعالى-: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7]، ولو يمسك كل واحد منكم - قرَّاءنا الأعزاء - ورقة وقلمًا، ويشرع في جردِ وتدوين (ما آتاه الله) من أدوات، ثم يجلس ويفكِّر في طرق استخدام كل أداة، ويبحث عن دَور لها، شرطَ أن يتم التركيزُ على الأدوار الإيجابية، والتغافل عن طرق الاستعمال (الشريرة) - إن صح التعبير - أو السلبية، مع الالتفات إلى أن تلك الاستخدامات السلبية تمتلكُ من الرشاقة والمرونة ما يمكِّنها من القفز بسرعة إلى الأذهان، واحتلال المراتب الأولى ضمن لائحة البدائل! كما أننا في رحلة البحث عن طرق استعمال أدواتنا، علينا أن ننتبهَ لأمرٍ أساسي ومريحٍ، يُختَصرُ في عبارة واحدة: "فكِّروا في الموجود.. ولا تتحسَّروا على المفقود"، نعم، وأنتم بصدد إعداد تلك اللائحة، يجب أن تركِّزوا على الموجود؛ فقد تمتلكون شبابًا، وصحة، وذكاءً، وعلمًا، ولكل تلك الأدوات أدوارٌ عظيمة، تحتاج إليها أمَّتُنا اليوم، فلا تذهبْ أنفسُكم حسراتٍ أنَّ نصيبَكم من المال ليس وفيرًا، أو تحزنوا لفوات منصب أو جاه.. والعكس قد ينطبق على كثيرين! إنَّ البحث عمَّا آتانا الله -تعالى- هو الخطوة الأولى في مسيرة العطاء، تتبعُها خطوة ثانية متمثِّلة في إيجاد طرق استخدام ما أَوْلانا ربُّنا - جل وعلا - بما يتوافق مع مهمة الاستخلاف في الأرض. خلاصة القول - قرَّاءنا الأعزاء - أن أدواتكم أمانةٌ في أعناقكم، وأفكاركم موجِّهُ أدواتِكم، وحياتكم من صنع أفكاركم، فاستعينوا بالله ولا تَعجِزوا، فهو المسدِّد والموفِّق، وهو ولي المجتهدين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |