|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الأدب المقارن الإسلامي: حالة التقاليد الأدبية الإسلامية في الأدب القوقازي - حوار ريبيكا روث غولد عبدالرحمن أبو المجد س: هل تمكنتِ مِن العثور على نصوص سرديَّة ومواضيع مشتركة بين الآداب المختلفة في الآداب العربيَّة والفارسية والشيشانية والجورجية والروسية؟ • ريبيكا غولد: أعتقد أنَّه مِن الممكن تصوُّر مجموعة مِن النُّصوص التي يمكن وصفها بأنَّها "أدب العالم الإسلامي"، وهذه المجموعة من النُّصوص تتبنَّى نهجَ الثَّقافة الإسلاميَّة على نِطاقٍ واسِع، ولكنَّها ليست محدَّدة بالتزاماتها بعقائد دينيَّة محددة أو باختلافها عنها، ما نعرفه هو أقل مِن الانتماء الدينيِّ في النصِّ، فضلًا عن القِيَم الجماليَّة التي يهيم بها، وتشمل المؤلَّفات العالمية الإسلاميَّة نصوصًا في اللُّغات الفارسيَّة والعربيَّة والتركية وفي العديد من لغات السكان الأصليين في القوقاز، من آفار إلى الشيشان إلى إنغوشيا ودارجي وكاباردين وأبخازيا، فضلًا عن القوقاز. تشمل أدبيات العالم الإسلامي أيضًا العديد مِن لُغات جنوب آسيا، واللغة الهندية (الأوردو)، إن كانت لم تحدد كل سماتها بالقِيَم الدينية، أدب العالم الإسلامي يشير إلى الكون جماليًّا، فضلًا عن مجموعة مِن المذاهب أو النظريات العالمية. س: برأيك ما هي المجالات الرئيسية غير المدروسة في البحوث الأدبية داخل الدراسات الإسلامية؟ • ريبيكا غولد: أحد المجالات التي أودُّ أن أفرد لها البحثَ مستقبلًا هو علم الخطابة الإسلامية (علم البلاغة)، وعلى الرغم من التأثير الكبير الذي طرأ على تطوُّر النَّقد الأدبي في العربية والفارسية والتركية وغيرها من اللغات الإسلامية، فإن علم البلاغة قد أُهمل اليوم إهمالًا شديدًا، ولا سيَّما من قِبل العلماء الذين يُتوقَّع أن يكونوا أكثر اهتمامًا به (علماء الأدب) باستثناءات قليلة من هذا الإهمال؛ مثل اهتمام الشاعر أدونيس، الذي يعترف بأهميَّة بالغة وحاسمة للبلاغة في أعماله، وهذا ما يكشف عن تحول في الأدب عبر العالم الإسلاميِّ وخارجه. إلى جانب مساهمتها المحتملة في الثقافة الإسلامية المعاصرة، فمن الممكن أن تكتسب انضباطًا في الأدب المقارن، وعلى قدر كبير مِن المشاركة الموسعة مع البلاغة، لا سيَّما وأنَّها تطوَّرتْ من قِبل علماء مثل الباقلاني والرمَّاني، والأهم من ذلك عبدالقاهر الجُرجاني. مشروعي الحالي "النظرية الأدبيَّة العالمية: الأدب القوقازي في سياق مقارن" محاولات لتحقيق مثل هذا اللِّقاء بين الدِّراسات الأدبيَّة المعاصرة والخطابة الإسلاميَّة الكلاسيكية، ويتألَّف المشروع مِن أربع دراسات إفراديَّة للمساهمات العربية والفارسية والتركية والجورجية في علم الخطابة، وأحاول أن أُدخل هذه التقاليد في المقارنة المنهجية لأول مرَّة في الدراسات الأكاديميَّة الأوروبية، وأَمَلي هو أن أضَع هذا النِّظامَ في إطار مقارن، وأجعله متاحًا للباحثين عن التقاليد الأدبيَّة الأخرى، بما فيها تلك النَّاشئة في أوروبا وإفريقيا وجنوب آسيا، مما يمكنهم مِن التقدُّم بدور الخطابة البلاغيَّة، والقراءة الوثيقة في تعاملهم مع النصوص الأدبية. س: ما هي أهم مساهمة في كتابك الأخير (الكتاب والثوار: أدب التمرد في القوقاز)؟ • ريبيكا غولد: على الرغم من أنَّ كلاًّ مِن المعنيِّين بالجماليات فيما يتعلَّق بالسياسة والكتاب والمتمردين، إلَّا أنَّ بحثي يتحدَّث عن جانب مختلف من "النظرية الأدبية العالمية"، ويستمدُّ إلهام هذا الكتاب من السنوات الطَّويلة التي أمضيتها في تبليسي، وفي جمع المواد وإجراء المقابلات المتعلِّقة بتاريخ مقاومة الحكم الاستعماري في القوقاز، وعقب العديد من المقابلات، والبحوث الأرشيفية، والانغماس في المصادر الأوَّلية، أدهشني الميلُ المستمرُّ من المقاومة المتشدِّدة لمكافحة الفساد، وخاصَّة بين الشيشان، وامتدَّ هذا الاتجاه إلى المصادر الروسية، ولكنَّه لم يقتصر عليها بأيِّ حال من الأحوال عبر الآداب الأصلية في القوقاز، فضلًا عن النصوص في اللُّغات الشيشانيَّة والجورجية، كم مِن النُّصوص المضادة للتآكُل أشرق مِن خلال الأدب كبطل، وتجلَّى في الشهيد في نهاية المطاف كهدَفٍ أسمى، وقد وضعت نضالاته في فترة شبه دينيَّة، حتى عندما كان اهتمامه الأول هو التحرُّر الوطني، ولكن على الرغم مِن أن العلماء السابقين ناقشوا الأبعادَ السياسية لهذا النَّص المقدَّس، وهذا المنظور سيطر على التاريخ السوفيتي، فإن قلَّةً منهم قد نسبوه إلى الآثار الدينيَّة، وظلَّت الإهانة قاصرة على تهميش الدراسة. بدأتُ أتساءل: ما هي الظروف التاريخية والسياسية التي مكَّنتْ مِن تقديس النصوص المقدَّسة؟ لقد طورت نظرية "الحرمة المتعدية" مِن أجل تمكيننا مِن تحليل هذه الظاهرة بشكلٍ أفضل، والتي يمكن استشفافها في جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ حيث كانت تمثِّل شكلًا مِن أشكال العنف الذي يحكم عليه بأنَّه مُدانٌ ومُعادٍ للمجتمع في ظلِّ الأحكام السياسية السابقة (المنظمة وفقًا للقانون العرفي، والأعراف، فضلًا عن الشريعة)، وباعتبار الشهادة مقدسًا كالعدل والاستقامة عندما يكون هذا العنف نفسه موجَّهًا ضد الظُّلم، ونتيجة لهذه الإعفاءات القانونية الجديدة فإن النقاط المرجعية الأخلاقية المألوفة معكوسة، والعنف المعادي للمجتمع يتحوَّل فجأة إلى نهج من القداسة. توفرُ دراسةُ التمرُّد في منطقة القوقاز خلال الفترة الاستعمارية الدَّعمَ للرأي القائل بأنَّ تصور العنف ومدى شرعيَّته يكاد يكون دائمًا ما تمَّ توظيفه مِن قِبل الذين يمارِسون هذا العنف بالنيابة عنهم وضد أيِّ نوع من السكَّان، ومِن النادر أن نرى العنفَ يُدان مِن جانب واحد، وعلى الرغم من أنَّ بعض خيوط المسالَمة الصوفيَّة (مثل فرع القادرية التابع للصوفية التي تتبع الراعي كونتا حجي) كان مؤثرًا بين بعض الشيشانيين والإنغوش. ويقدِّم تاريخُ القوقاز عمومًا مزيدًا مِن الأمثلة على العنف الذي يستخدم لما ينظر إليه على أنَّه غايات مبرَّرة من الأفراد الذين يَرفضون العنفَ من جانبٍ واحد، مهمَّة لأولئك مِن الذين يقفون ضدَّ العنف، أو الذين يرغبون في فهمه بشكلٍ حاسم، هو فهم أفضل لكيفيَّة تبرير العنف في سياقات محدَّدة، واستخدام هذا الوَعي النَّقدي للحَدِّ منه، وبالتالي الحد مِن جاذبيته الأخلاقية. ثانيًا: بالنَّظر إلى شروط العُنف في هذا الطَّريق لا يتطلَّب مستوى فهم مِن الداخل، وهو ما حاولتُ القيام به في كلِّ فصل من فصول الكتاب، على طول الطَّريق علاجات خاصَّة بي تجاه النُّصوص المعادية للمجتمع في الشيشان، وجورجيا، وفي الأدب الداغستاني إلى حساباتي الإثنوغرافية من المقابلات مع الجيران. س: كيف تفسِّرين قرنين من العصيان الإسلامي في القوقاز؟ هل العنف هو القصَّة الوحيدة التي تستحق القول؟ • ريبيكا غولد: أعتقد أنَّه من المهمِّ أن نتذكَّر أنَّ هذين "القرنين من العصيان العنيف" اتَّسَما أكثر بكثير مِن العُنف، بالنسبة لكلِّ قصَّة من قصص المقاومة العنيفة، هناك أيضًا قصص مِن نوعٍ آخر من الاستجابة، والتي ربما كانت سلميَّةً أو براغماتية، ولكنها لم تكن عنيفة، وعلى الرغم من ذلك لا شك في أنَّ العُنف هو أحد المواضيع الرئيسيَّة للأدب المضاد للتآكل والاستلاب في القوقاز. س: حسنًا، ركزت الأعمال القديمة على التمرُّد ضد القوات الروسيَّة في القوقاز، وألهبت القصائد التي كتب معظمها النِّساء - أرامل المناضلين - تتقاسَم عادة خبراتهنَّ الشخصية بشأن كيفية التعامل مع وفاة زوجها، هل يمكن أن تعطينا بعضًا من الأمثلة على هذه الأعمال؟ • ريبيكا غولد: مِن أكثر القصص الشهيرة وتتصدَّر قمة المركز الدولي: محاولةُ أمِّ شامل باهو ميسادو؛ التي حاولت إقناعَ ابنها بالسَّعي إلى السلام مع الروس مِن أجل وقف الهجوم على القرى الشيشانيَّة، وغضب شامل جدًّا من هذا الاقتراح الذي عقوبته أن يتمَّ ضرب مَن يقترح هذا مائة جلدة، ولم يستثن مِن الحكم والدته رغم برِّه الشديد بها، وبعد خمس جلدات، فقدت (باهو) الوعيَ، وأصرَّ شامل على أن يأخذ مكانَها ال 95 جلدة، وعلى الرغم مِن أن أتباعه تردَّدوا في إيقاع هذه العقوبة على زعيمهم، إلَّا أنَّه هدَّد كلَّ مَن حاول وقفَ الجلد بالموت بهذه الطَّريقة، على الرغم مِن أنَّ القصَّةَ لا تكشف عن قَسوة شامل إلَّا أنها تكشف عن حبه لأمِّه، وأنه لم يكُ راغبًا في المساومة على نِضاله مِن أجل استرضائها. والرواية الحيَّة الأخرى تجسد تجربةَ حياة بطلٍ شيشاني تَمرَّد على الروس، تسرد من منظور أنثوي، تقدَّم في رواية سليم خان يندرباييف ماغوميد ماماكاييف، سليم خان يشتهر بـ (زلمخا) (1968)، من أكثر المتمرِّدين على الاستعمار الروسي شهرةً في القوقاز بعد الإمام شامل، مشهور باللغة الإنجليزية بأنه سليم الخاراشوي Zelimkhan of Kharachoi (ت.1914م)، كان سليم خان بخلفيَّة تختلف تمامًا عن الإمام شامل، كان شيشانيًّا (الإمام شامل داغستاني)، وليس له وضع قانوني كإمام، حوَّله الظلمُ الرُّوسي الذي سلَب خيرات البلاد إلى مُنتقِم (أبريك)، تعني: (المقاتلين المناهضين للاتحاد السوفيتي في شمال القوقاز)، وعلى الرغم من أنَّ انتقام الشيشان انتشر في التعابير الإسلامية، إلَّا أنَّ انتقام سليم خان هو الذي يتذكَّره الآخرون مِن الناحية القوميَّة الدينية، وفي الوقت نفسه تبيِّن الرِّواية بجلاء أنَّ المنتقمين الأبريك لديهم الدِّين والمواطنة ليسا منفصلين تمامًا عندما يتعلَّق الأمر بتاريخ المقاومة المضادَّة للتآكل في القوقاز، وقام بسلب المحاصيل المتجهة لروسيا، وقام بتوزيعها على القرى والفقراء. وبالعودة إلى سؤالك، صوَّرت بيتسييس (زوجة سليم خان) في رواية ماماكاييف مؤيدة قويَّة لاحتراف زوجها ووقوفه (أبريك) باعتباره من الشيشان الشجعان الذين رفَضوا الاحتلالَ الروسي وقاموا بالمقاومة، قامت تشجِّعه لدرجة أنَّها أصبحت بعدَ فترةٍ وجيزة (أبريك) هي بنفسها، ومن الرِّوايات الأخرى التي كتبت عن شَجاعة سليم خان رواية (أوسيتيان) كتبها تساغو غاتييف (ت 1937)، تصف بيتسييس بأنَّها شجاعة نسائية، تواصل تشجيع زوجها وتشاركُه بعضَ بطولاته على الرغم مِن ثقتها بأنها ستموت على أيدي القوَّات الروسية الباغية، وعلى الرغم مِن أن (أبريك) أغلبية ذكوريَّة ساحقة، إلَّا أنه يجب أن يتذكر أمثالها مثل (بتي)، التي وقفت شجاعةً جنبًا إلى جنب الرَّجل الشجاع الشيشاني، وأخيرًا عند مناقشة هذه النصوص بشأن سليم خان، من المهمِّ أن نتذكَّر أنَّ كلًّا مِن أعمال ماماكاييف وغاتويف روايات وليست تاريخًا، وعلى الرغم من ذلك فإنَّها روايات مكتوبة بأسلوب وثائقي، يَحتوي على قَدرٍ كبير من الحقيقة التاريخيَّة، تكشف عن قَدر كبير مِن الذَّاكرة الثقافية الشيشانية. س: ماذا عن الروايات التي تركِّز على الشهادة (الاستشهاد) في القوقاز؟ • ريبيكا غولد: مِن أكثر الأعمال إلحاحًا في هذا الموضوع رواية مكتوبة باللغة الإنجليزية ومن وجهةِ نظرٍ مسلمة، للكاتبة السودانيَّة ليلى أبو العلا (المقيمة حاليًّا في إسكتلندا) بعنوان لطف الأعداء (2015)، البحث في حياة الإمام شامل، زعيم القرن 19 الذي قاد المقاومة المناهضة ضد روسيا في الحرب القوقازية. وهذه الرواية تقدِّم صورةً مقنعة لمقاومة الغزو الروسي مِن منظور الإمام شامل وعائلته، أنا أوصي بها حول الحروب الروسية القوقازية، وأبو العلا على دراية كبيرة بالخلفيَّة الإسلامية لمقاومة الاستعمار الروسي، على الرغم مِن أنَّها تبالغ إلى حدٍّ ما في تأثير التصوُّف على الإمام شامل. س: ما الذي تقومين ببحثه الآن؟ • ريبيكا غولد: كتابي القادم، المعنون "سرد الكارثة" مؤقتًا: الهجرة القسرية من الاستعمار إلى مرحلة ما بعد الاستعمار في القوقاز، ينظر إليه على أنه تتمَّة، وكرد على دراستي الأولى عن العنف المضاد للاستعمار الروسي، هذا المشروع هو استجابة للكتاب والمتمردين؛ بمعنى أنَّه ينظر إلى ما هو أبعد من العنف باعتباره التعبير المهيمِن لوصف آثار الحكم الاستعماري، ويعتمد بدلًا من ذلك تركيزًا آخر على الهجرة القسريَّة والسرد الذي تولَّد عنها، يسرد الاستخدامات التي تمَّتْ مِن السرد الإسلامي للهجرة في آداب القوقاز في القرنين التاسع عشر والعشرين. وأركز بصفةٍ خاصَّة على هجرة السكَّان مِن شمال القوقاز (الشيشان، إنغوشيتيا، داغستان، الشركس) إلى الأراضي العثمانيَّة خلال الستينيات، وكذلك على عمليات ترحيل الشيشانيين والإنغوشيين وغيرهم إلى جمهوريتي كازاخستان وقيرغيزستان في آسيا الوسطى خلال الأربعينيات، كما هو الحال مع الكتاب والمتمردين، والنصوص الأدبيَّة جلبت هذه الهجرات القسرية معًا في الذاكرة الثقافيَّة في رواية الكارثة؛ وكما تبين لي منذ الأربعينيات والترحيل كان مِن الموضوعات الممنوعة خلال الفترة السوفيتية، والعديد مِن اهتمامهم بالهجرات القسرية لشعوب القوقاز إلى الأراضي العثمانيَّة في ستينيات القرن العشرين، قد تأثَّر بالنمط المطرد والوحشي للهجرة القسرية التي كانت سائدة في القرن العشرين، وعندما يتم وَضْع هذا الكتاب إلى جانب الكتاب والمتمردين، آمُل أن يَعملا معًا ليُتمكَّن مِن تجسيد رؤية موضوعيَّة عن التحوُّل الجذري بعيدًا عن العدسة التي تهيمِن عليها الروسية، والتي من خلالها دعمت الاستعمارَ للمواجهة في القوقاز، والتي كان ينظر إليها على نطاق واسع على مدى القرنين الماضيين. عبدالرحمن: شكرًا جزيلًا يا ريبيكا. • ريبيكا غولد: شكرًا لك يا عبدالرحمن، من دواعي سروري الانضمام إلى صحبة العديد مِن العلماء اللامعين الذين أجريت معهم مقابلات هنا. ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |