|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر السيد مراد سلامة عن قيس بن أبى حازم قال: سمعت جرير بن عبد الله قال: كُنَّا عِنْدَ الرسول صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً الْبَدْرَ فَقَالَ: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا)، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها ﴾ [طه: ١٣٠]، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: افْعَلُوا لا تَفُوتَنَّكُمْ)[1]. دروس وعبر: في هذه اللية المقمرة المشرقة بنور رسول الله صلى الله عليه وسلم، جلس الصحب الكرام مع خير الأنام صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر وبشَّرهم بأعظم بشارة، ألا وهي رؤية الله تعالى يوم القيامة، وقال: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر)، والمعنى: لا ينالكم ضيم، والضيم أصله الظلم، وهذا الضيم يلحق الرائي من وجهين: أحدهما: من مزاحمة الناظرين له؛ أي: لا تزدحمون في رؤيته، فيراه بعضكم دون بعض، ولا يظلم بعضكم بعضًا. والثاني: من تأخره عن مقام الناظر المحقق، وكأن المتقدمين ضاموه، ورؤية الرب جل جلاله يستوي فيها الكل بلا ضيم ولا ضرر ولا مشقة. وتظاهرت الأخبار والقرآن وإجماع الصحابة فمن بعدهم عَلَى إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوٌ من عشرين صحابيًّا كما ذكره النووي[2]. هذا الحديث نص في ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، كما دل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ*إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23]، ومفهوم قوله في حق الكفار: ﴿ كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾ [المطففين: 15]. قال الشافعي وغيره: لَما حجب أعداءه في السخط دلَّ على أن أولياءه يرونه في الرضا. واعلم أن من أسباب رؤية الله يوم القيامة المحافظة على الفجر والعصر، (فالمحافظة على هاتين الصلاتين تكون سببًا لرؤية الله في الجنة في مثل هذين الوقتين، كما أن المحافظة على الجمعة سببٌ لرؤية الله في يوم المزيد في الجنة، كما قال ابن مسعود: سارعوا إلى الجمعات؛ فإن الله يبرز لأهل الجنة في كل جمعة على كثيب من كافور أبيض، فيكونون منه في الدُّنو على قدر تبكيرهم إلى الجمعات[3]. [1] صحيح البخاري - (ج 2 / ص 389) [2]صحيح مسلم بشرح النووي" 3/ 15. [3] «فتح الباري لابن رجب» (4/ 324).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |