|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() ولاية الله والطريق إليها وخاصة في شهر رمضان الشيخ فايز النوبي الوصول إلى درجة الولاية لله عز وجل امر سهل ميسور لمن يسره الله لذلك كما دلت عليه النصوص الشرعية فيمكن لكل مسلم إن رغب وأراد أن يكون من أولياء الله تعالى فالوليّ مشتق من المولاة أو الولاء وهو القرب كما أن العدو من المعاداة وهي البعد أو المباعدة. فوليّ الله من والاه بالموافقة له في محبوباته ومرضياته وتقرّب إليه بما أمر به من طاعاته وأولياء الله عزوجل هم الذين تولوا أمره وقاموا بشريعته وآمنوا به إيمانا صادقا ونصروا دينه، واتقوا ربهم في الغيب والشهادة، واتقوا المعاصي باجتنابها والبعد عنها واتقوا عذاب الله وناره وأليم عقابه بترك كل قول وفعل يؤدي إلى هذا العذاب والجحيم. أولياء الله تعالى قوم عرفوا مالهم وما عليهم فأدوا ما كلفوا به وقاموا بالواجب المنوط بهم على أتم وجه وأكمله فهم صالحون ظاهرا وباطنا. وما أجمل ما قاله فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ![]() ![]() تجد من هؤلاء من يخدعون السذج والبسطاء من العامة فيخترعون لهم أذكارا وعبادات وطقوسا وحضرات ما أنزل الله بها من سلطان ويتخذون من هذا العمل وهذه الدعوة وسيلة لخداع الجماهير وجذبهم نحوهم وجمع أموالهم والسيطرة عليهم لكن عندنا والحمد لله ضابط بين وتعريف واضح ذكره الله عزوجل لنا في كتابه الكريم يصف به أوليائه (الذين آمنوا وكانوا يتقون ) هؤلاء هم أولياء الله الذين تولى الله عزوجل حمايتهم وأحبهم وأعلن الحرب على من يعاديهم فهو القائل سبحانه في الحديث القدسى ![]() أولياء الله هم صفوة الله من خلقه وخيرته من عباده وإذا كان الأمر كذلك فأفضل الأولياء هم الأنبياء، وأفضل الأنبياء المرسلون، وأفضل الرسل هم أولو العزم الخمسة الذين ذكرهم الله عز وجل، وأفضل أولو العزم وأعظم اولياء وأفضل الخلق أجمعين وسيد الاولين والآخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صاحب اللواء المعقود والحوض المورود والشفاعة العظمى في اليوم المشهود، وأفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم هو الصدّيق رضي الله عنه ثم الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي رضى الله عنهم أجمعين. وأفضل الصحابة بعد الخلفاء الأربعة الستة الباقون من تمام العشرة وهم طلحة والزبير وأبو عبيدة وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد ثم باقي أهل بدر ثم أصحاب أحد ثم أهل بيعة الرضوان والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين كلهم عدول وهم خيار أولياء الله المتقين أكرمهم الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم الذى قال عنهم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وبعد الصحابة يأتي التابعون لهم بإحسان وأفضلهم في الجملة (أويس بن عامر القرني )الذى أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيّن بعض صفاته، وطلب من عمر ومن يلتق به بأن يطلب منه الدعاء لشدة صلاحه وحسن صلته بربه وبره بوالدته. وأفضل التابعين علماً سعيد بن المسيب كما قال الإمام أحمد رحمه الله وسيدتا التابعين من النساء حفصة بنت سيرين وعمرة بنت عبد الرحمن. وقال الإمام الشافعي رحمه الله :إذا لم يكن العلماء بأولياء؟ لله فليس لله ولي قال تعالى [إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ] {فاطر:28}. والأولياء غير الأنبياء ليسوا بمعصومين فلا عصمة لأحد في هذه الأمة بعد رسولها صلى الله عليه وسلم لا لصاحب ولا إمام ولا ولي بل الجميع يمكن أن يتلوث أو يقع في المعاصي من عافاه الله من الكبائر ربما وقع في الصغائر لكن للصحابة مزية على من جاء بعدهم للسبق للإسلام ولجهادهم في سبيل الله ولشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ولذلك وصفهم الله بقوله : [وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ] {التوبة:100} وقد يتوهم البعض ويظن أن الولاية لا تكون إلا بحدوث كشف أو خارق للعادة وهذا غير صحيح ولكن قد يكرم الله أولياءه بمدد منه وتكون لهم كراماتهم والتي في الغالب لا يبوحون بها بل انهم يستترون منها ويخفونها عن الناس خشية الرياء والفتنة لهم أوبهم. وشهر رمضان المبارك فرصة للوصول لولاية الله تعالى فجذوة الإيمان فيه متقدة وتهفو النفوس فيه للطاعة والإقبال على الله عز وجل وتنقطع عن كثير من الغيّ والعصيان فنهار المؤمنين صيام وصيانة وليلهم قيام وتلاوة وغالب وقتهم في الشهر الكريم فعل للخيرات وبُعد عن المنكرات فالطريق سهل ومعبّد لمن أراد الوصول لولاية الحي القيوم . بقي أن نقول؛ إن الكلام عن الولاية والأولياء إذا كتب فيه أو تحدث عنه من لا يتصف به وإن شمله اسم الإسلام قد لا يتقن ولا يجيد كما إذا كتب أو تحدث من اتصف بها ولكن هذا لا يمنع كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى وهو من هو علماً وعملاً وفضلاً عندما شرح حال المقربين ذكر أنه لم يشم لهم رائحة يعني نفسه ثم بين رحمه الله لماذا يتحدث عنهم وهو ليس منهم فقال: لعل فيمن يسمع الكلام أو يقرأه( وهو مكتوب في طريق الهجرتين) يستفيد ويطبق فيكتب له من الأجر والثواب مثل أجر فاعله لأن من دل على خير أو هدى فله مثل أجر فاعله. ولذا أسأل الله تعالى أن لا يحرم كاتب هذه السطور أجر من انتفع بها. اللهم اجعلنا من أوليائك المتقين وجندك الغالبين وحزبك المفلحين وعبادك الصالحين واغفر لنا وارحمنا يا رب العالمين
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |