آداب المشي ولبس النعال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أحكام شهر ذي القعدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من صيام التطوع: صوم يوم العيدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من كتاب "إتمام الرصف بذكر ما حوته سورةالصف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تفسير سورة الكوثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، والرحيم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من مائدة العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1237 )           »          فضل الذكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          آية المحنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2023, 07:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,136
الدولة : Egypt
افتراضي آداب المشي ولبس النعال

آداب المشي ولبس النعال
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ، أما بعدُ:
فحَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوع بعنوان:«آداب لبس النعال، والمشي».



وسوف ينتظم حديثنا معكم حول محورين:
المحور الأول:آداب المشي.
المحور الثاني:آداب لبس النعال.

واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.

المحور الأول: آداب المشي:
أيها الإخوة المؤمنون ينبغي لنا أن نتأدب بهذه الآداب عند المشي:
الأدب الأول: عدم الالتفات يمينا، أو يسارا، أو للخلف من غير حاجة:
رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: اتَّبَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ[1]، فَكَانَ لَا يَلْتَفِتُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: «ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا[2]، وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ، وَلَا رَوْثٍ»، فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ بِطَرَفِ ثِيَابِي، فَوَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ، وَأَعْرَضْتُ عَنْهُ[3]، فَلَمَّا قَضَى أَتْبَعَهُ بِهِنَّ[4][5].

وروى الحاكمبِسَنَدٍ صَحِيحٍ عن جَابِرٍ ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى لَمْ يَلْتَفِتْ»[6].

الأدب الثاني: المشي بالتواضع:
رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ[7] تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ[8] جُمَّتَهُ[9]، إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ[10] إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[11].

ورَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ه بَصَقَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «قَالَ اللهُ: ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ، وعَدَلْتُكَ[12] مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ[13]، وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ[14]، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ[15] حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ؟»[16].

الأدب الثالث: الأحق بإلقاء السلام:
رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، والرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي، وَالمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ»[17].

الأدب الرابع: أن يلقي السلام على جميع المسلمين:
رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهماأَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ[18]»[19].

الأدب الخامس: إلقاءُ السلام على الصبيان:
رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ[20].

الأدب السادس: أن يميطَ الأذى عن الطريق:
رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ الله لَهُ، فَغَفَر لَهُ»[21].

الأدب السابع: أن يتجنب المسلم مِشية التشبُّه:
رَوَى البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ»[22].

الأدب الثامن: المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار:
رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهقال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم«إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ[23]، فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ[24]، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ فِي صَلَاةٍ إِذَا مَا كَانَ يَعْمِدُ الصَّلَاةَ»[25].

الأدب التاسع: لا تمشِ المرأة في وسَط الطريق:
روى ابن حبان بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنهقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ للنِّسَاء وَسَطُ الطَّرِيقِ»[26].

الأدب العاشر: لا تضرب المرأة برجلها؛ لتظهر زينتها:
قال تعالى: ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].

الأدب الحَاديَ عَشَرَ: لا تتعطر المرأة إذا خرجت من بيتها:
رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمقَالَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ؛ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ، وَكُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ[27]»[28].

أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم.



الخطبة الثانية
الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..
المحور الثاني: آداب لبس النعال:
أيها الإخوة المؤمنون ينبغي لمن أراد أن يلبس نعله أن يتأدب بهذه الآداب:

الأدب الأول: التيمن في لبس النعل:
رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن عائشة رضي الله عنهاقَالَتْ: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلملَيُحِبُّ التَّيَمُّنَ[29] فِي طُهُورِهِ إِذَا تَطَهَّرَ، وَفِي تَرَجُّلِهِ[30] إِذَا تَرَجَّلَ، وَفِي انْتِعَالِهِ[31] إِذَا انْتَعَلَ»[32].



الأدب الثاني: البدء بالشمال عند الخلع:
رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمقَالَ: «إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ، وَإِذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، لِيَكُنِ الْيُمْنَى أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ، وَآخِرَهُمَا تُنْزَعُ»[33].

الأدب الثالث: أن يلبس النعل وهو جالس:
رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهقَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمأَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ، وَهُوَ قَائِمٌ»[34].

الأدب الرابع: عدم المشي في نعل واحدة:
رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمقَالَ: «لَا يَمْشِي أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا»[35].

ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، أَوْ يَمْشِيَ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ[36]، وَأَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ[37]كَاشِفًا عَنْ فَرْجِهِ»[38].

ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ[39]أَوْ مَنِ انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ فَلَا يَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَ شِسْعَهُ، وَلَا يَمْشِ فِي خُفٍّ وَاحِدٍ، وَلَا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَحْتَبِي بِالثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَلَا يَلْتَحِفِ الصَّمَّاءَ[40]»[41].

الأدب الخامس: عدم المشي بين المقابر بالحذاء:
رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ بَشِير ابْنِ الخَصَاصِيَةِ رضي الله عنهقَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمفَمَرَّ عَلَى قُبُورِ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ شَرًّا كَثِيرًا[42]»، ثُمَّ مَرَّ عَلَى قُبُورِ المُشْرِكِينَ، فَقَالَ: «لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا[43]»، فَحَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ فَرَأَى رَجُلًا يَمْشِي بَيْنَ الْقُبُورِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ[44]أَلْقِهِمَا»[45].

الأدب السادس: يستحب أن يمشي الرجل حافيًا أحيانًا:
رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمرَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَهُوَ بِمِصْرَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَمُدُّ نَاقَةً لَهُ[46]، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، إِنَّمَا أَتَيْتُكَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ فَرَآهُ شَعِثًا، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا[47]وَأَنْتَ أَمِيرُ الْبَلَدِ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمكَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْإِرْفَاهِ[48]، وَرَآهُ حَافِيًا، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ حَافِيًا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمأَمَرَنَا أَنْ نَحْتَفِيَ[49]أَحْيَانًا[50][51].

قال العلماء: قد كره النبي صلى الله عليه وسلم الإفراط في التنعم من التدهين، والترجيل على ما هو عادة الأعاجم، وأمر بالقصد في جميع ذلك, وليس في معناه الطهارة، والنظافة, فإن النظافة من الدين.

والقيد بالكثير في الحديث إشارة إلى أن الوسط المعتدل من الإرفاه لايذم, وبذلك يجمع بين الأخبار[52].

الدعـاء...
اللهم اغفر لنا، وارحمنا، واهدنا، وعافنا، وارزُقنا، واجبُرنا، وارفعنا.

اللهم زِدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تُهنَّا، وأعطنا ولا تحرِمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارضَ عنا.

اللهم أحسنتَ خَلْقنا فأحسنْ أخلاقنا.

اللهم ثبِّتنا، واجعلنا هادين مهديين.

اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، ونسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك.

اللهم إنا نسألك شكرَ نعمتك، وحُسن عبادتك، ونسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا.

اللهم إنا نسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب.
أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.

[1] وَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ: أي لقضاء الحاجة من بول وغائط.

[2] أَسْتَنْفِضْ بِهَا: أي أُزِيلُ بها عنِّي الأذَى.

[3] أَعْرَضْتُ عَنْهُ: أي وليت وجهي عنه.

[4] أَتْبَعَهُ بِهِنَّ: أي مسح بالأحجار الأذى.

[5] صحيح: رواه البخاري (155).

[6] صحيح: رواه الحاكم(7862)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (4787).

[7] يَمْشِي فِي حُلَّةٍ: أي في ثوب.

[8] مُرَجِّلٌ: أي مُسَرِّح.

[9] جُمَّتَهُ: الجمة من الإنسان مجتمع شعر ناصيته، وهي جمة إذا بلغت المنكبين.

[10] يَتَجَلْجَلُ: الجلجلة حركة مع صوت.

[11] متفق عليه: رواه البخاري (5789)، ومسلم (5586).

[12] عَدَلْتُكَ: أي جعلتك معتدلا معدَّل الخلق مقوَّما.

[13] بُرْدَيْنِ: البردان هما الرداء والإزار، أو الرداء والقميص.

[14] وَئِيدٌ: الوئيدُ: صَوت شِدَّة الوَطءِ على الأرض يُسْمَع كالدَّوِيّ مِن بُعْد.

[15] فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ: أي جمعت الأموال، ومنعت أن تعطي أحدا شيئا.

[16] حسن: رواه أحمد (17842) بسند حسن، وصححه الحاكم، والذهبي، والألباني في «الصحيحة» (1144).

[17] صحيح: رواه البخاري (6231، 6232).

[18] تَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ: أي تسلم على كل من لقيت.

[19] صحيح: رواه البخاري (28).

[20] صحيح: رواه البخاري (6247).

[21] متفق عليه: رواه البخاري (654)، ومسلم (1914).

[22] متفق عليه: رواه البخاري (5885)، ومسلم (2168).

[23] إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ: أي أقيمت.

[24] وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ: أي وأنتم مسرعين.

[25] متفق عليه: رواه البخاري (908)، ومسلم (602).

[26] حسن: رواه ابن حبان (1969)، وحسنه الألباني في «الصحيحة» (856).

[27] كل عين زانية: أي كل عين نظرت إلى محرم من امرأة أو رجل فقد حصل لها حظها من الزنا إذ هو حظها منه.

[28] صحيح: رواه الترمذي (2786)، وقال: «حسن صحيح».

[29] لَيُحِبُّ التَّيَمُّنَ: أي البداءة باليمين.

[30] الترجل: أي تسريح الشعر، وتعديله.

[31] الانتعال: لبس النعل.

[32] صحيح: رواه مسلم (268).

[33] متفق عليه: رواه البخاري (5856)، ومسلم (2097).

[34] صحيح: رواه أبو داود (4135)، والترمذي (1775)، وابن ماجه (3618)، وصححه الألباني.

[35] متفق عليه: رواه البخاري (5855)، ومسلم (2097).

[36] أَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل به جسده لا يرفع منه جانبا، فلا يبقى ما يخرج منه يده، سُمِّيت صماء؛ لأنه سد المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق.

[37] أَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ: أي أن يقعد الإنسان على أليتيه، وينصب ساقيه، ويحتوي عليهما بثوب، أو نحوه أو بيده، وهذه القِعدة يقال لها: الحبوة بضم الحاء، وكسرها.

[38] صحيح: رواه مسلم (2099).

[39]إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ: أي شسع نعله، وهو ما يدخل بين الإصبعين.

[40] لَا يَلْتَحِفِ الصَّمَّاءَ: أي لا يلبس لباسا لا منفذَ فيه ليديه.

[41] صحيح: رواه مسلم (2099).

[42]لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ شَرًّا كَثِيرًا: أي سبقوه حتى جعلوه وراء ظهورهم ووصلوا إلى الخير.

[43]لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا: أي أنهم تقدموا وجاء خير كثير بعدهم لم يدركوه.

[44] يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ: النعلان السبتيتان هما اللتان صنعتا من الجلد المدبوغ بالقرَظ.

[45] حسن: رواه أبو داود (3230)، وقال الإمام أحمد: «إسناده جيد» كما في «تنقيح التحقيق» (2/158)، وصححه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/510)، وَحَسَّنهُ النووي في «الأذكار» (365)، والألباني.

[46] يَمُدُّ نَاقَةً لَهُ: أي يطعم ناقة له.

[47] شعثا: متفرق الشعر غير مترجل في شعرك، ولا ممتشط في لحيتك.

[48] كان ينهانا عن كثير من الإرفاه: أي التنعم , ومنه أخذت الرفاهية، وهي السعة، والدعة، والتنعم.

[49] نحتفي: أي نمشي حفاة.

[50] أحيانا: أي حينا بعد حين، وهو أوسع معنى من غِبا.

[51] حسن: رواه أبو داود (4160)، وأحمد (23969) بسند حسن.

[52] انظر: «فتح الباري» (10/368).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.65 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.22%)]