|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة: كيف نستقيم على صراط الله تعالى؟ يحيى سليمان العقيلي معاشر المؤمنين: تحدثنا في خطبة سابقة عن الاستقامة؛ مفهومها ومجالاتها، ونتحدث اليوم بتوفيق الله عما يُرسِّخ الاستقامة، ويثبت أقدام المؤمن عليها؛ فنقول وبالله التوفيق: إن أول عوامل وأسباب رسوخ الاستقامة هو تثبيت الإيمان، وتعاهد أسباب زيادته وثباته، وتجنب أسباب ضعفه، فهو قاعدة الاستقامة الأولى، وركنها الرَّكِين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13]. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((قل: آمنت بالله ثم استقم))، والإيمان يزداد بالتفكُّر والطاعات، واستدامة الذِّكْرِ والقُرُبات؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101]. ومما يرسخ الاستقامة في قلب المؤمن العلمُ النافع، والتزام كتاب الله تعالى؛ تلاوةً وحفظًا وتدبُّرًا لآياته، وحضورُ مجالس العلم؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ومن سَلَكَ طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة)). ومما يرسخ الاستقامة إتباعُ العلمِ العملَ، واستدامة العمل الصالح، وتتابع القربات والأعمال الصالحة؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 7]. وقال سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [النساء: 66 - 68]. ومما يرسخ الاستقامة - عباد الله - صلاة الجماعة في المساجد، فيها يتجدد الإيمان، وتترسخ معالمه، ويقوى بنيانه، وتزداد صلة العبد بربه؛ قال تعالى بشارةً لعُمَّار مساجده: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18]. ومما يرسخ الاستقامة - عباد الله - الاستعانة بالله ودعاؤه جل وعلا، كما علمنا ربنا سبحانه في كل صلاة أن ندعوه: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 5، 6]، فهو جل وعلا الذي يثبت قلب المؤمن على الإيمان: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27]. معاشر المؤمنين: يظن البعض أنه إذا استقام على منهج الله تعالى، فإن في ذلك تقييدًا له، وتفويتًا لفرص الربح والغِنى والسَّعَة، وقد فنَّد القرآن ذلك الظنَّ؛ فقال جل وعلا: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]. رزقنا الله وإياكم الاستقامةَ على صراطه المستقيم، والثبات على دينه القويم. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم. معاشر المؤمنين: لتثْبُتَ أقدام المؤمن على صراط الله المستقيم، عليه أن يتجنب سُبُلَ الشيطان وأبواب الشُّبُهات، ويحذر طرق الشهوات ومسالك الظلمات، مما نراه اليوم من استهداف عقيدتنا وديننا وأخلاقنا، وإفساد ناشئتنا فتيانًا وفتياتٍ، ممن يزين لهم الانحراف والشذوذ والإلحاد، من المفسدين من شياطين الإنس والجن؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴾ [الأنعام: 112، 113]. ((خطَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيمًا، وخط خطوطًا عن يمينه وشماله، ثم قال: هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153]))؛ [أخرجه أحمد والنسائي والدارمي].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |