محاذير في كتب الأدب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خروج النبي من المسجد مُسْرِعاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          شرح دعاء: اللهم اجعلني يوم القيامة فوق كثير من خلقك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          ثلاث حالات للناس عند الابتلاء؛ تحدث في آن واحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          كيف تؤثر الصلاة في حياتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          طارق بن زياد.. والعبور إلى الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أنماط الشخصية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          التعريف بكتاب الإحكام لابن حزم رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          اليقين ضد الشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 681 )           »          الدعاة وقواعد الحكم على المخالفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الصمد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-09-2023, 06:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,692
الدولة : Egypt
افتراضي محاذير في كتب الأدب

محاذير في كتب الأدب
عمرو عبدالله ناصر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين، أما بعد:
فإن الناظر في كتب الأدب يلفى مادة من التحقيق العلمي العالي، والمخزون المعرفي الرصين؛ فيجد فيها الحكم المستفادة، واللطائف المستجادة، والكَلِم المضُبّب بنصاعة البيان المرصع بذلاقة اللسان، ومع هذا فإنه لن يعدم ما يجب أن ينبّه إليه ويحذر منه.

لهذا أردت جمع أظهر وأهم ما يستوجب المقام ذكره وإبرازه؛ استيضاحًا للصواب؛ وحذارًا من الخطأ، وقد انتظم ذلك في عدة محاذير.

الأول: كثرة الأحاديث والآثار الضعيفة والواهية.

إن من مهمات الدين التنبيه على ما وُضع من الحديث واختلق على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم[1].

وأكثر ما توجد في بعض الكتب التي عنيت بذكر الآداب والحكم، فيقمشون فيها الأخضر واليابس، بل ربما ذكروا من الواهي أضعاف ما يذكرون من الصحيح، هذا فضلًا عما يُذكر مناقضًا للثابت من الشريعة؛ فازداد الأمر ضِغثًا على إبّالة.

وقد أدى انتشارها إلى مفاسد كثيرة، منها ما هو من الأمور الاعتقادية الغيبية، ومنها ما هو من الأمور التشريعية[2].

ومن تحدث في غير فنه أتى بالعجائب، وكل علم يُسأل عنه أهله، فأحاديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم ليست كلأ مباحًا لكل حاطب ليل؛ فقد قام لها رجال الإسناد وأساطين الحديث، وبَيْن صنيع الفريقين مفاوز؛ فرحم الله علماء الإسلام، وأفاء عليهم من الحسنى.


الثاني: المجون والفحش.
والفحش: ما ينفر عنه الطبع السليم، ويستنقصه العقل المستقيم[3].
أو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة[4].

وهذه مسألة كثر طرقها منذ قديم، وتزاحم فيها فهوم الكثير، فراضٍ بها داع إليها؛ يرى أن هذا ميدانها، وشانئ لها مبعّد عنها؛ يرى أنها مفسدة للخُلق.

لكن خير الأمور ما سدد وقارب ولعل الأقرب أن يقال:
إن ما يذكر منها على نوعين:
النوع الأول: ما فيه إسفاف وإخلال، يكب ماء الوجه، وينزع روح المروءة؛ فهذا وجه النكران فيه ظاهر، ومَن أكثر النظر إليه وداوم المطالعة فيه: فالله أعلم بعُقباه؛ إذ فيه اعتياد وإلف للمنكر وما يزري بالخلق والمروءة.

قال ابن حبان: إنَّ الوقح إذا لزم البذاء، كان وجود الخير منه معدومًا، وتواتر الشر منه موجودًا[5].

ورأس الرادع عن ذلك الديانة أولًا، ثم الحياء ثانيًا؛ لأن الحياء هو الحائل بين المرء وبين المزجورات كلها؛ فبقوة الحياء يضعف ارتكابه إياها، وبضعف الحياء تقوى مباشرته إياها[6].

وغاية الحياء: أن يستحيي المرء من نفسه[7].

النوع الثاني: ما كان دون ذلك، فالخطْب فيه أيسر.

الثالث: القصص المكذوبة على الصالحين.


وأولى الداخلين فيهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ثم من تبعهم من الصحابة والأولياء، وغير قليل ما يمس فيهم جانبًا من الطعن، أما ميدان الطعن في الصحابة فأمر تشيب له الذوائب، وغير خافٍ على ذي ميز ما وراء ذلك من سبب.


والأصل: أن يُرجع في هذا إلى المراجع الأصلية ويُستقى منها، وقد يذكر بعضهم شيئا من هذا -جهلًا منه- وعظًا وإرشادًا وهو مخالف لما عُلم ضرورةً وعقلًا؛ كأثر حذيفة رضي الله عنه أنه رأى رجلًا لا يحسن يصلي فقال: منذ كم تصلي؟ فقال الرجل: منذ ستين سنة، فقال له حذيفة: منذ ستين سنة لم تصل.


قال العلامة بكر أبو زيد: وهذا الأثر مع هذه المدة الزمنية لو ورد بإسنادٍ على شرط الشيخين فمتنه فيه شاهد على نكارته وعدم صحته؛ ذلك أن حذيفة رضي الله عنه توفي في خلافة الإمام علي رضي الله عنه سنة ست وثلاثين من الهجرة النبوية؛ فكيف يقول: منذ ستين سنة؛ يعني أنه يصلي مسلمًا قبل البعثة النبوية بنحو خمسة عشر عامًا وهذا مستحيل؛ فبطل التحديد بهذه المدة، والله أعلم[8].

الرابع: حكايات الفسق.

كذكر الخمور القَينات وآلات اللهو والاستخفاف بالدين، كما كتاب أبي الفرج الأصفهاني الأغاني، حتى اتُهم، وقد ألف المؤرخ وليد الأعظمي كتابًا في هذا الشأن أسماه: السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني، وكفى باسمه غنية عن مضمونه؛ إذ من يقرأ كتابه[الأغاني] ويظن أن حال الأمة السائد كما ذَكر ليقولنّ: أنى لها إفاقة! بله ما ذكر غير ذلك من البواقع، وبسط ذلك هو يطول.


الخامس: ذكر بعض المخالفات الشرعية.

كذكرهم الاستسقاء بالأنواء، وحالات من سب الدهر، والاعتراض على الأقدار، والاستغاثة غير المشروعة، وغيرها من المجازفات.

وهذا صنيع متباين بين المؤلفين، فقد يكون هذا الأمر عائدًا إلى مذهب المؤلف وديانته؛ فإن كان معتزليًّا – مثلًا - تجده يبث النفحات الاعتزالية في الكتاب، وقد يرجع ذلك إلى تساهل المؤلف وعدم تحقيقه، فيكون مبلغ همه الجمع والتجرّي بلا تحرّي.

وختامًا:
أقول: لا ينبغي للمرء والمعتني بكتب الأدب أن ينْكب عن كتب العلماء المحققين ممن جمعوا العلم وحلّوه بالأدب؛ ككتاب روضة العقلاء لابن حبان البستي، وبهجة المجالس وأنس المجالس لابن عبد البر القرطبي، والجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي للمعافى بن زكريا؛ فالعق العسل ولا تسل، وكما قيل: كل الصيد في جوف الفَرا.

[1] اللآلئ المصنوعة للسيوطي ١ /٩.

[2] سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ٤٧/١.

[3] التعريفات للجرجاني صـ١٦٥.

[4] التوقيف على مهمات التعريف للمناوي صـ٢٥٧.

[5] روضة العقلاء صـ٥٨.

[6] روضة العقلاء صـ٥٨.

[7] من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غرر الحكم صـ٣٣٤.

[8] التعالم وأثره على الفكر والكتاب صـ٩٣.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.33 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]