|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مؤشرات الصعود الفلسطيني والتراجع الصهيوني كتبه/ غريب أبو الحسن فقد زرعت دول الاحتلال الغربي إسرائيل في أحشاء العالم العربي، بل في الحقيقة لم تتوقف الدول الغربية من قبل عن محاولة غزو الدول العربية والإسلامية منذ الحملات الصليبية، ودأبت على محاولة إنشاء إمارات صليبية على سواحل الشام، وكأنها ظلت تحلم بشطر العالم العربي لقسمين، ومِن ثَمَّ الإسلامي، فالعرب والمسلمون هم عدوهم الإستراتيجي؛ الذي أنهى الإمبراطورية الرومانية، والذي يملك حضارة تجمع بين الجانب الروحي والمادي، التي غزت قلب أوروبا، وتهدد عرش الحضارة الغربية المادية البائسة؛ الحضارة الإسلامية الزاهرة التي اصطدم معها الغرب عبر تاريخ كبير من الصراع. ثم تفتق الذهن الغربي عن حلٍّ بديلٍ بعد فشل الحملات الصليبية القديمة، وحملات الاحتلال الحديثة، وهو: زرع إسرائيل في أحشاء العالم العربي، وحرصت الدول الغربية منذ قيام دولة الكيان المحتل على فرض معادلة من التفوق الإسرائيلي المستمر في القدرات العسكرية والجانب الاقتصادي، وحرصت على دعم الصلف الإسرائيلي المستمر؛ يظهر ذلك في التعامل باستهانة مع قرارات المنظمات الدولية التي تتحكم فيها أمريكا ووكلاؤها بشكل مستمر، وحتى في أحداث غزة الأخيرة تلقت إسرائيل دعمًا دبلوماسيًّا لتغطية مذابحها الوحشية على قطاع غزة، وسائر الأراضي المحتلة، مع جسر مفتوح من المساعدات العسكرية، ومخازن مفتوحة من السلاح صُبَّت كلها فوق رؤوس المدنيين! فدعونا بعد قرابة المائة عام من الصراع، نراجع مؤشر القوة بين إسرائيل والفلسطينيين الذي تحرص إسرائيل على أن يكون لصالحها بفارق كبير، وتروج لذلك إعلاميًّا بشكل مُلِحٍّ حتى يصيب ذلك الفلسطينيين بالإحباط الدائم فلا يفكروا في حلم التحرر والعودة! فلو نظرنا لمؤشر القوة الإسرائيلي بعد أحداث السابع من أكتوبر؛ لوجدنا أن هذا المؤشر آخذ في التهاوي، ومن دلائل انحدار وتهاوي مؤشر القوة الإسرائيلي: - انهيار أسطورة التفوق الاستخباراتي: كان لنجاح المقاومة في اختراق جدار غزة، ومفاجأة الجيش الإسرائيلي بعملية "طوفان الأقصى"، الأثر الكبير في تحطيم أسطورة المخابرات الإسرائيلية التي تدعي أنها تعرف دقائق الأمور في قطاع غزة، وأنها تمتلك تكنولوجيا متطورة وجيشًا من العملاء، وغيرها من الأساطير التي تحب إسرائيل تردادها على مسامع العالم، وخاصة العرب والفلسطينيين كنوعٍ من الحرب النفسية والبروباجندا الإعلامية؛ انهار كل ذلك حين نجحت المقاومة الفلسطينية في التمويه وخداع الاستخبارات الإسرائيلية التي أفاقت على هول ما حلَّ بها، وعلى ما حصلت علية المقاومة من معلومات بعد عملية "طوفان الأقصى". - اختلال معادلة الأمن الإسرائيلي: بعد أن نقلت المقاومة المعارك إلى العمق الإسرائيلي؛ مما أربك هذه المعادلة، وتحولت إسرائيل من دولة تتباهى بأن كل معاركها كانت على أرض خصومها، إلى دولة تخوض المعارك في عمق أراضينا التي احتلتها. - الصراع الداخلي في إسرائيل: تفاقم الصراع السياسي الإسرائيلي قبيل أحداث طوفان الأقصى، والذي شهد ذروته في صراع حكومة "نتن ياهو" مع القضاء والمعارضة، والشارع؛ ذلك الصراع المنبعث من صراع اجتماعي بين تصنيفات الإسرائيليين المختلفة والمنقسمة بين علمانيين، وقوميين، ومتدينين، وعرب؛ صراع قديم لم يستطع عامل الوقت أن يصهر تلك المكونات، ومن المتوقع أن يحتدم الصراع كأقوى ما يكون بعد مرور الأزمة الأخيرة التي وحَّدت الداخل الإسرائيلي بشكل مؤقت. - الهجرة العكسية من إسرائيل: كان من آثار طوفان الأقصى، واختلال المعادلة الأمنية وصدمة، وهجوم المقاومة الذي ضرب عمق الأراضي المحتلة، ووصوله لمستوطنات غلاف غزة؛ زيادة الرغبة في الهجرة العكسية من إسرائيل، خاصة وأن العديد من الإسرائيليين يحملون جنسيات مزدوجة، وفكرة الهجرة العكسية تقوض وجود دولة إسرائيل من أساسها، حيث قامت على استقدام اليهود من كل دول العالم للأراضي المحتلة. - تراجع التفوق الإعلامي في إسرائيل على يد السوشيال ميديا والإعلام الشعبي: ظلت إسرائيل على امتداد الصراع العربي الإسرائيلي تملك زمام الإعلام حول العالم عن طريق امتلاكها للقنوات الإعلامية وتحكمها فيها، وتحكمها في الإعلاميين والتنكيل بكلِّ مَن يخالف التوجهات والروايات الإسرائيلية للأحداث، ولكن تغير الفلسفة التي تدير بعض المنصات الإعلامية حول العالم ومزاحمة عالم السوشيال ميديا للمنصات المملوكة للدول ولرجال العالم التي كانت تتلاعب بهم إسرائيل، فدخول عالم السوشيال ميديا على الخط صعَّب على إسرائيل السيطرة على كل هذا النهر المتدفق من المقاطع والمشاركات واليوتيوبرز والبلوجرز، وغيرهم؛ مما أثَّر على الرأي العالم العالمي، ثم أجبر حكومات بعض الدول الغربية على ترك الرواية الإسرائيلية للأحداث والرضوخ نسبيًّا للضغط الشعبي في تلك الدول. - ارتفاع صوت المعارضة لإسرائيل في العالم الغربي: وكنتيجة للصوت الداعم للفلسطينيين ارتفع الصوت المعارض لإسرائيل في العالم الغربي، وإن كان هذا الصوت يمثل بدرجة أكبر الصوت الشعبي الغربي؛ إلا أن بعض المسئولين الغربيين قد أعلنوا عن رفضهم للعدوان والإجرام الصهيوني على غزة مثل حكومات إسبانيا والبلجيك، والعديد من المسئولين في الخارجية الأمريكية والعديد من نواب الكونجرس الديمقراطيين والجمهوريين، وارتفاع الصوت المعارض لتأييد بايدن المطلق للهمجية الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة. - أثر الأسلحة الفلسطينية محلية الصنع على سمعة السلاح الإسرائيلي: وأيضًا انتقال المقاومة الفلسطينية من المقاومة بالحجارة للمقاومة بالأسلحة ثم إطلاق الصواريخ، ثم زيادة المدى الذي تصل إليه هذه الصواريخ، مع عدم تمكن القبة الحديدية من التصدي لكل صواريخ المقاومة؛ مما يعني أن كل ما تحتله إسرائيل أصبح مهددًا بصواريخ المقاومة، وهذا له أثر كارثي على الصناعة الإسرائيلية، وعلى السياحة الإسرائيلية، بل وعلى استقرار المجتمع الإسرائيلي ذاته. - الفشل في تحرير الرهائن بالقوة: وكان للفشل الإسرائيلي في تحرير الرهائن بالقوة واضطرارها بعد ذلك للتفاوض مع المقاومة عن طريق الوسطاء رسالة واضحة على تراجع ميزان القوة الإسرائيلي لصالح المقاومة، والكل يتحدث الآن عن أن إسرائيل نزلت من على الشجرة وقبلت بالتفاوض حتى تحقق شيئًا ملموسًا فيما يتعلق بالرهائن الذي شكَّل ذويهم ضغطًا متزايدًا على حكومة نتن ياهو. - جرائم الحرب التي تفقد إسرائيل أي شرف لمعاركها: نعم الإجرام الإسرائيلي ليس بجديد، ولكن الجديد هو أن التاريخ أصبح يُوثَّق بالصوت والصورة، بل وينقل في بث مباشر فيراه العالم؛ فقد شاهد العالم بالصوت والصورة جرائم الكيان الصهيوني في غزة؛ تلك الجرائم التي فاقت ما فعله التتار والنازيين بخصومهم، ورغم أنها حاولت قلب الحقائق في بادئ الأمر؛ إلا أن السحر انقلب على الساحر، وخرجت المظاهرات حول العالم للتنديد بهذا الإجرام في حق الأطفال والنساء والمدنيين. - تأزم العلاقة مع الدول التي وقَّعت معها معاهدات سلام، مثل: مصر والأردن: كانت إسرائيل تعمل على بقاء العلاقة بينها وبين مصر والأردن هادئة، فكلا الدولتين تملكان حدودا مترامية الأطراف مع الكيان الغاصب ومن مصلحة الكيان المحتل أن تظل تلك الحدود هادئة، ولكن توترت العلاقة بشكل كبير بعد هجوم إسرائيل على قطاع غزة، ومحاولتها تهجير الشعب الفلسطيني نحو تلك الدولتين؛ مما ترتب عليه ارتفاع نبرة الانتقاد المصري والأردني لدرجة غير مسبوقة من عشرات السنين، وإعلان الأردن أن التهجير هو بمثابة إعلان حرب، وتوتر العلاقة بين إسرائيل من جهة، والأردن ومصر من جهة أخرى، خصم من مؤشر القوة الإسرائيلي بلا أدنى شك. - تراجع مشاريع التطبيع مع العديد من الدول العربية، وبالتالي المشاريع الاقتصادية مع العديد من الدول العربية: كانت إسرائيل تعوِّل بشكل كبير على أن تكون المعادلة في المنطقة هي: الاقتصاد مقابل السلام، وليس الأرض مقابل السلام؛ ذلك الشعار الذي عملت إسرائيل على القضاء عليه وعلى الاستهزاء به، فبمساعدة أمريكية كانت إسرائيل على وشك تطبيع العلاقة مع عدد من الدول العربية المهمة، ولكن جاءت عملية طوفان الأقصى ثم الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة؛ ليفقد إسرائيل الأمل في هذا التطبيع، ومن ثم تعود إسرائيل لعزلتها المستمرة في واقع إقليمي معادٍ لها. - آثار الحرب الاقتصادية والتي ستدفع إسرائيل ضريبتها الفترة القادمة: ومن مؤشرات تراجع القوة الإسرائيلية: الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي أصيبت بها إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى، ففاتورة الحرب العسكرية على القطاع وفاتورة المستوطنين الفارين من غلاف غزة والشمال المحتل، وفاتورة توقف المصانع بسبب استدعاء الاحتياط، وفاتورة عزوف المستثمرين والسياح، سوف تظل تدفعها إسرائيل لفترة كبيرة من الزمن. - تراجع الرغبة في الهجرة لإسرائيل: بنيت إسرائيل عن طريق الترويج ليهود العالم عن الفرص المتاحة والحياة الجديدة الرغيدة التي تنتظرهم عندما يهاجرون لإسرائيل، وأنهم سوف يجدون السكن والعمل، والميزات المتعددة، نعم تراجعت الهجرة إلى إسرائيل، فمنذ فترة الهجرة الروسية لإسرائيل لم تحدث هجرة كبيرة لإسرائيل، ولكن الفترة المقبلة بعد عملية طوفان الأقصى وزيادة الرغبة في الهجرة العكسية من إسرائيل فمتوقع أن تقل نسبة الراغبين للهجرة إلى إسرائيل في ظل التهديد الأمني الخطير الذي أصبحت تشكله المقاومة، وتوقف الهجرة إلى إسرائيل وزيادتها إلى خارجها من المتوقع أن يقوِّض عمود الخيمة الذي تعتمد عليه إسرائيل. - إسرائيل تذوق طعم إجلاء سكانها كما أذاقته للفلسطينيين: لم يتوقف نهم الإسرائيليين عن اقتطاع المساحات من أراضي الضفة، وغيرها من الأراضي المحتلة وزرع مستوطناتها، ونشرها كما تنتشر الخلايا السرطانية في الجسد، لكن بعد عملية طوفان الأقصى حدث ما لم يكن في الحسبان؛ فقد تم إجلاء سكان مستوطنات غلاف غزة ومستوطنات شمال الأراضي المحتلة، وتكدست فنادق الكيان المحتل، وتأفف الاشكيناز من يهود أوروبا من السفرديم، وهم اليهود الشرقيين، والذين كانت تلقي بهم إسرائيل في مستوطناتها المتطرفة بعيدًا، والذين تنظر لهم نخبة الاشكيناز بشيء من الاشمئزاز والاحتقار. الصعود الفلسطيني: إذا تحدثنا عن الصعود الفلسطيني بعد أزمنة من المعاناة والنسيان: - هجوم 7 أكتوبر وتغير معادلة الردع: سيكون -بإذن الله- هجوم السابع من أكتوبر نقطة تحول في معادلة الأمن في الأراضي المحتلة، فبعد نجاح المقاومة في تحطيم سور الحصار في غزة، والتغلب على المخابرات الإسرائيلية، وتدمير كتيبة غلاف غزة والتغلب على التقنية الحديثة التي تراقب السور على مدار الساعة، ووصول صواريخ المقاومة لكل مكان في إسرائيل تقريبًا، وتصدي أسلحة المقاومة محلية الصنع لمدرعات جيش الاحتلال، أصبح واضحًا أن معادلة الأمان سوف تتغير، وأن الغطرسة الإسرائيلية لن تكفي وحدها لتحقيق الأمن لإسرائيل، ولكن في المرحلة المقبلة لابد أن يكون الأمن متبادلًا؛ الأمن مقابل الأمن والتفكير الجاد في حل الدولتين الذي كانت تماطل فيه دولة الكيان المحتل. - توعد إسرائيل القضاء على المقاومة وفشلهم في ذلك: بعد هجوم السابع من أكتوبر توعدت إسرائيل بمحو غزة والمقاومة، وأعطاها الغرب الغطاء اللازم لتصب على غزة آلاف الأطنان من القنابل الذكية والغبية، والموجهة وغير الموجهة، والقنابل الفسفورية المحرمة دوليًّا، ورغم فارق القوة والدعم الأمريكي والغربي المفتوح لم تستطع إسرائيل لا محو غزة، ولا تهجير سكانها، ولا القضاء على المقاومة، ولا حتى إيقاف الصواريخ المتدفقة من غزة، وهذا الصمود الفلسطيني والفشل الصهيوني مؤشر على زيادة قوة المقاومة الفلسطينية، بينما يتراجع مؤشر القوة الصهيوني. - تطور القدرة الصاروخية الفلسطينية والتي أصبحت تصل لكل الأراضي المحتلة: فلم تعد المقاومة قصيرة الذراع في استهداف كل الأراضي المحتلة؛ مما يشكل ضغطًا كبيرًا على الاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الحكومات الإسرائيلية، وأصبح يشكل صداعًا دائمًا في رأس صناع القرار في إسرائيل، وهو الألم الذي سوف يدفع إسرائيل لاحترام حقوق الشعب الفلسطيني الذي كانت تعتبره بلا حقوق لعقود من الزمان. - تطور قدرة المقاومة في صناعة الأسلحة المحلية، والتي أرهقت المدرعات الصهيونية وأصابتها بالإحراج البالغ: في ظل صمت عالمي تجاه الجرائم الإسرائيلية، بل وتأييد مستمر لتلك الجرائم وصلف إسرائيلي تجاه أي قرار أممي، استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تصنع من سلاحها المحلي رادعًا يوقف هذا الصلف وتلك الغطرسة، وأصبح ليس من السهل على إسرائيل أن تجتاح بعض الأراضي المحتلة، وهذا نوع من الاستقرار يتيح للمقاومة أن تطور منظومة أسلحتها وهي الطريقة التي يستطيع بها الفلسطينيون التفاهم مع الدولة التي تحتلهم وتسلب حريتهم، وتنتهك مقدساتهم ومقدسات جميع المسلمين، وهو إبداع يستحق الإشادة كيف استطاعت المقاومة أن تصنع سلاحها وتحفر خنادقها، وتطلق صواريخها في ظل انفرادها بالمواجهة. - التفوق الاستخباراتي للمقاومة والقدرة على المناورة وخداع إسرائيل: كان التخطيط المحكم لعملية طوفان الأقصى ونجاحها في خداع الاستخبارات الإسرائيلية وتحقيق عنصر المفاجأة في الهجوم له الأثر الكبير في اختلاف النظرة للمقاومة الفلسطينية من حيث تحسن الأداء، وللكيان الصهيوني حيث علم الجميع أن السمعة المدعاة لقدرات الكيان المحتل أكبر بكثير من الحقيقة. - نقل المعارك إلى عمق الأراضي المحتلة للمرة الأولى منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي: فقد نجحت المقاومة في أن تجعل الإسرائيليين يستيقظون على صوت القصف فوق رؤوسهم وصوت الطلقات في طرقاتهم ومقاتلي المقاومة في قواعدهم العسكرية، وفي منازلهم الأمر الذي لم تكن تحلم به إسرائيل في أسوأ كوابيسها. - تفوق تدريب ومعنويات المقاتل الفلسطيني صاحب الأرض على المقاتل الإسرائيلي المحتل: تتحدث التقارير عن فرار مقاتلي كتيبة غلاف غزة من أمام المقاومين في السابع من أكتوبر، بل وفر بعضهم من الدبابات أمام المقاومين المترجلين، ثم تتحدث التقارير عن فرار سريتين إسرائيليتين أثناء اجتياح جيش الاحتلال البري لقطاع غزة، رغم فارق التسليح بين جيش الاحتلال والمقاومة؛ إلا أن عامل التدريب والجهوزية والروح المعنوية كان لصالح أفراد المقاومة. - تزايد التأييد الشعبي العربي والإسلامي: مع كثرة المآسي التي تمر بها أمتنا الإسلامية والعربية توارت القضية الفلسطينية قليلًا، وكأن الشعوب العربية اعتادت على سماع المآسي، وأحاط طريق العودة مزيد من الصعوبات والإحباط. ثم حدثت عملية طوفان الأقصى والهجوم الإسرائيلي المجرم الأمر الذي أشعل عاطفة الشعوب العربية والإسلامية، وزاد التأييد الشعبي والشعور بالجسد الواحد بين أبناء أمتنا الإسلامية، وليس أدل على ذلك من المساعدات التي يقوم بها أبناء العالم الإسلامي، والتي تحط في مطار العريش قبل أن ترسلها السلطات المصرية للقطاع. - تزايد التأييد الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية: حاولت الآلة الإعلامية الإسرائيلية أن تدفع العالم وفق رواية إسرائيلية مغلوطة عن الأحداث لكي تحصل على الدعم والتعاطف العالمي، ولكن انقلب هذا التأييد من قِبَل الحكومات الغربية إلى تعاطف شعبي عالمي مع القضية الفلسطينية، فخرجت المظاهرات حول العالم للتنديد بجرائم الحرب الصهيونية، وإدراك أن القضية لم تبدأ في السابع من أكتوبر حين هاجمت المقاومة الأراضي المحتلة، ولكن القضية بدأت حين سرق اللص الإسرائيلي الأراضي الفلسطينية وهجر شعبًا بأكمله، وارتكب الفظائع من أجل هذا الإجلاء. - الموقف القوي لمصر والأردن: فقد كان للموقف المصري والأردني في هذه المرة الدور الرئيسي في التصدي لمحاولة تهجير أهالي غزة إلى مصر وأهالي الضفة للأردن رغم الضغط العالمي، ورغم العروض السخية من أجل تهجير الشعب الفلسطيني لتصفية القضية وإعادة المعادلة الأمنية الإسرائيلية المستباحة بعد أحداث السابع من أكتوبر. نعم أجرمت إسرائيل، ولكن كان هناك موقف قوي من الحكومة المصرية والأردنية حتى لا يكون هذا الإجرام أضعاف ما قامت به حكومة الاحتلال الصهيوني، ورغم حجم المأساة، ولكن وضع الخطوط الحمراء أمام إسرائيل كبح جماح شهوتها نحو مزيد من القتل والتهجير. - عودة القضية الفلسطينية على رأس اهتمام الدول العربية والإسلامية، ورغم حالة الانقسام التي تعاني منها الأمة العربية، فرغم أن تاريخ العلاقات العربية يغلب عليه الصراع والقليل من أوقات التعاون؛ إلا أن الأحداث فرضت نفسها، فزادت الدول الداعمة من دعمها، وتراجعت الدول المندفعة نحو التطبيع. وأخيرًا: إن القضية الفلسطينية تحتاج لمزيد من الدعم على مستوى الأفراد والشعوب والدول، تحتاج أن نتمسك بالنقاط التي توحد شعوبنا في وجه الصلف الإسرائيلي المجرم، والدعم الغربي المتبجح والمطلق للعدوان الإسرائيلي على أهلنا في فلسطين. ومن صور الدعم التي نستطيع أن نقدمها للقضية الفلسطينية: - الوحدة العربية السياسية والعسكرية والاقتصادية، والتوقف عن الصراع الداخلي الذي يستنزف مقدرات أمتنا العربية. - نحتاج أن نلتف حول ما يوحدنا من دين واحد، وشريعة واحدة وحَّدت الأجداد، وصنعت منهم قوة غيَّرت وجه التاريخ؛ فإن أمة لها دين واحد، ولسان واحد، وتاريخ واحد، وهموم واحدة، وتطلعات واحدة؛ فأي عقل يقول: أن تظل هذه الأمة بلا وحدة اقتصادية، وعسكرية، وسياسية، واحدة؟! وكيف تتوحد دول أوروبا التي تختلف في كل شيء إلا القرب الجغرافي، ولا تتوحد أمتنا التي تتفق في كل شيء؟! - نحتاج لوحدة فلسطينية تأخرت كثيرًا تجمع جهود شعبنا المجاهد على ثوابت الأمة وثوابت الدين. - ونحتاج أن تسفر جهود الوحدة العربية عن الضغط الدبلوماسي والإعلامي على إسرائيل، فحتى الاستنكار الجماعي أكبر أثرًا من الاستنكار الفردي. - استمرار مقاومة التطبيع والحصار الاقتصادي لإسرائيل. - الدعم التام والصريح للمقاومة الفلسطينية، وتقديم كل صور الدعم العسكرية والسياسية والاقتصادية للشعب الفلسطيني المقاوم، وهذا حقه المشروع؛ حتى يسترد أرضه وحقوقه، ومقدسات أمتنا الإسلامية. - استخدام كل سلاح متاح، وخاصة ما تملكه الأمة العربية من مقومات من: بترول وغاز، وممرات، وأجواء، وطرق. - الضغط على الدول التي تدعم الكيان الصهيوني، وجعلها تدفع ثمن هذا الدعم خصمًا من مصالحها في المنطقة. - زيادة وعي شعوب العالم بعدالة القضية الفلسطينية، والتي بالتالي تضغط على دولها المنحازة لإسرائيل. - الضغط على إسرائيل لقبول حل الدولتين كمرحلة يحصل فيها الشعب الفلسطيني على بعض حقوقه المهدرة، والقدرة على بناء دولته المعترف بها دوليًّا، حيث لها مطاراتها وموانيها، ولها مواردها ويجتمع فيها ويعود لها الفلسطينيون في الشتات. فما ضاع حق وراءه مطالب.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |