ديكتاتورية الحرية العاهرة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4862 - عددالزوار : 1821993 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 1170916 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 302058 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 67 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-11-2023, 07:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي ديكتاتورية الحرية العاهرة!

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (1)



كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فـ"ودت العاهرة لو أن كل النساء زانيات"؛ ذلك هو المناط، وتلك هي الحقيقة الواقعية المؤلمة؛ حقيقة انقلاب المعايير، وتحول العهر إلى أمر يحاولون فرضه على أهل الطهر!
فعندما تعترف رئيسة "والت ديزني" أن ابنيها مثليان، وأنها تنوي بث برامج ومحتوى للأطفال يشجع على الشذوذ والمثلية، وحينما تتسلَّط الدول الغربية -وأمريكا على رأسهم- على العالم لتقوده نحو الشذوذ والمثلية رغمًا عنه بكلِّ هذه البجاحة الإعلامية، وباستخدام كل وسائل التهديد الاقتصادي أو الدعم في الاضطرابات السياسية، أو حتى عبر وسائل الترفيه: كالكرة، والألعاب الإلكترونية، تحت مفاهيم العولمة الثقافية؛ فهذا جرس إنذار لنا لنفهم ما يراد بمستقبل أولادنا، وما يخططونه لدمار مجتمعاتنا بعد ما استشعروا قرب الانهيار الداخلي لمجتمعاتهم بغرقهم في كل مستنقعات الرذيلة والشذوذ والإباحية.
وهذا يدفعنا للحرص جميعًا بشدة على حماية أبنائنا من عهر هؤلاء القوم عن طريق العودة الحقيقية لنشر القيم الأخلاقية والتعاليم الدينية، والعمل على حسن التربية الإيمانية والتي هي المانع الرئيس على الحقيقة من غرق أبنائنا في وحل هذا العالم المفتوح على مصراعيه والمليء بمثل هذه القاذورات، حتى لا نتفاجأ جميعًا أن أبنائنا وأجيال المسلمين القادمة صارت كما يتمنى ويخطط هؤلاء الشواذ لنا.
ويدفعنا هذا أيضًا على أن نحرص كآباء وأمهات على مراقبة تلك المحتويات الإعلامية التي يتعرض لها أبناؤنا ومنع الفاسد منها، فالتربية تعتمد على عِدَّة عناصر؛ فهناك التربية الوقائية، كما أن هناك تربية بنائية وتربية علاجية، والوقاية كما هو معلوم خير من العلاج.
ومن أعظم سبل التربية الوقائية: زيادة الوازع الإيماني في القلوب ببيان حكم هذه الأفعال الشاذة في شرع الله وكثرة طرح خطورتها على المسلم في الدنيا والآخرة أولًا، ثم زيادة الوعي بتلك الطرق الخبيثة التي يستخدمها داعمي هؤلاء الشذاذ لتمرير مفاهيمهم وتسويغها في النفوس والواقع.
لذا يجب التنبيه دائمًا على التالي:
- معرفة حكم فعل قوم لوط:
قد بيَّنت الشريعة الإسلامية الغراء أن جريمة الشذوذ من اللواط والسحاق -واللواط هو: أن يأتي الرجلُ الرجلَ، والسحاق هو: أن تأتي المرأةُ المرأةَ- من أعظم الجرائم، وأقبح الذنوب، وأسوأ الأفعال وقد عاقب الله فاعليها بما لم يعاقب به أمة من الأمم، فهي تدل على انتكاس الفطرة، وطمْس البصيرة، وضعف العقل، وقلة الديانة، وهي من أعظم علامات الخذلان، وسلم الحرمان؛ فقد قال -تعالى-: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ . إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ . وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ . فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ . وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (الأعراف:80- 84).
وقال أيضًا في بيان حال قوم لوط: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ . فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ . فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ . وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) (الحجر:72- 76).
وقد ذكر المفسرون أن من أسباب هلاك نساء قوم لوط -مع أزواجهم- أنهن كن يفعلن هذه الفعلة الشنيعة؛ لأنه لما استغنى رجالهم بالرجال عن النساء، ولم تجد النساء مَن يقضي وطرهن من الرجال استغنى بعضهن ببعض عن الرجال، فقد جاء في تفسير الألوسي -رحمه الله-: "وبدأ أيضًا السحاق في قوم لوط -عليه السلام-، فكانت المرأة تأتي المرأة، فعن حذيفة -رضي الله تعالى عنه-: إنما حق القول على قوم لوط -عليه السلام- حين استغنى النساء بالنساء، والرجال بالرجال. وعن أبي حمزة: قلتُ لمحمد بن علي: عذب الله -تعالى- نساء قوم لوط بعمل رجالهم؟ فقال: الله -تعالى- أعدل من ذلك، استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء".
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-12-2023, 12:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديكتاتورية الحرية العاهرة!

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (2)



كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنستكمل حديثنا حول ديكتاتورية الحرية العاهرة، ومحاولات فرض الشذوذ بأنواعه على المجتمعات والأمم.
حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فاعل فعل قوم لوط بالقتل: فعن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، وعنه: أن نبي الله قال: (لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ، ثَلاثًا) (رواه أحمد بسندٍ حسنٍ).
وقد أجمع الصحابة على قتل اللوطي، لكن اختلفوا في طريقة قتله، فمنهم من ذهب إلى أن يحرق بالنار -وهذا قول علي رضي الله عنه-، ومنهم من قال: يُرمى به من أعلى شاهق، ويتبع بالحجارة -وهذا قول ابن عباس -رضي الله عنه-، ومنهم من قال: يرجم بالحجارة حتى يموت، وكما هو معلوم فالحكم بالقتل في الشريعة منوط تطبيقه للحاكم وليس إلى آحاد الناس.
وقد بسط الإمام ابن القيم الكلام على هذه المسألة، في كتابه: "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي"، والذي وضعه لعلاج هذه الفاحشة المنكرة وغيرها، ومما ذكره في ذلك قوله: "ولما كانت مفسدة اللواط من أعظم المفاسد، كانت عقوبته في الدنيا والآخرة من أعظم العقوبات، وقد اختلف الناس: هل هو أغلظ عقوبة من الزنا، أو الزنا أغلظ عقوبة منه، أو عقوبتهما سواء؟ على ثلاثة أقوال: فذهب أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وخالد بن الوليد، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، ومالك وإسحق بن راهويه، والإمام أحمد في أصح الروايتين عنه، والشافعي في أحد قوليه: إلى أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنا، وعقوبته القتل على كل حال؛ محصنًا كان أو غير محصن. وذهب الشافعي في ظاهر مذهبه، والإمام أحمد في الرواية الثانية عنه إلى: أن عقوبته وعقوبة الزاني سواء. وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن عقوبته دون عقوبة الزاني وهى التعزير".
إلى أن قال: "قال أصحاب القول الأول وهم جمهور الأمة، وحكاه غير واحد إجماعًا للصحابة: ليس في المعاصي مفسدة أعظم من مفسدة اللواط، وهي تلي مفسدة الكفر، وربما كانت أعظم من مفسدة القتل، قالوا: ولم يبتلِ الله -تعالى- بهذه الكبيرة قبل قوم لوط أحدًا من العالمين، وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أمة غيرهم، وجمع عليهم أنواعًا من العقوبات من الإهلاك، وقلب ديارهم عليهم، والخسف بهم ورجمهم بالحجارة من السماء، وطمس أعينهم، وعذّبهم وجعل عذابهم مستمرًا فنكّل بهم نكالًا لم ينكّله بأمة سواهم، وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عُملت عليها، وتهرب الملائكة إلى أقطار السماوات والأرض إذا شاهدوها؛ خشية نزول العذاب على أهلها، فيصيبهم معهم، وتعج الأرض إلى ربها -تبارك وتعالى-، وتكاد الجبال تزول عن أماكنها.
وقتل المفعول به خير له من وطئه؛ فإنه إذا وطأه الرجل قتله قتلًا لا تُرجى الحياة معه، بخلاف قتله؛ فإنه مظلوم شهيد. قالوا: والدليل على هذا -يعني على أن مفسدة اللواط أشد من مفسدة القتل-: أن الله -سبحانه- جعل حد القاتل إلى خيرة الولي؛ إن شاء قتل، وإن شاء عفا، وحتَّم قتل اللوطي حدًّا كما أجمع عليه أصحاب رسول الله، ودلَّت عليه سنة رسول الله الصريحة التي لا معارض لها، بل عليها عمل أصحابه وخلفائه الراشدين -رضي الله عنهم أجمعين-.
وقد ثبت عن خالد بن الوليد: أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلًا ينكح كما تنكح المرأة، فكتب إلى أبي بكر الصديق، فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة، فكان علي بن أبي طالب أشدهم قولًا فيه، فقال: ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة، وقد علمتم ما فعل الله بها؛ أرى أن يحرق بالنار، فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه. وقال عبد الله بن عباس: ينظر أعلى ما في القرية فيرمى اللوطي منها منكسًا ثم يتبع بالحجارة، وأخذ ابن عباس هذا الحد من عقوبة الله للوطية قوم لوط، وابن عباس هو الذي روى حديث: (مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ)، واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث.
قالوا: وثبت عنه أنه قال: (لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ، ثَلاثًا)، ولم يجئ عنه لعنة الزاني ثلاث مرات في حديثٍ واحدٍ، وقد لُعن جماعة من أهل الكبائر، فلم يتجاوز بهم في اللعن مرة واحدة، وكرر لعن اللوطية فأكده ثلاث مرات، وأطبق أصحاب رسول الله على قتله لم يختلف منهم فيه رجلان، وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله، فظن بعض الناس أن ذلك اختلاف منهم في قتله، فحكاها مسألة نزاع بين الصحابة، وهي بينهم مسألة إجماع، لا مسألة نزاع. قالوا: ومن تأمل قوله -سبحانه-: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) (الإسراء: 32)، وقوله في اللواط: (‌أَتَأْتُونَ ‌الْفَاحِشَةَ ‌مَا ‌سَبَقَكُمْ ‌بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ) (الأعراف: 80)، تبيَّن له تفاوت ما بينهما، فإنه -سبحانه- نَكّرَ الفاحشة في الزنا، أي هو فاحشة من الفواحش، وعرّفها في اللواط وذلك يفيد أنه جامع لمعاني اسم الفاحشة، كما تقول: زيد الرجل، ونعم الرجل زيد، أي: أتأتون الخصلة التي استقر فحشها عند كل أحد، فهي لظهور فحشها وكماله غنيّة عن ذكرها، بحيث لا ينصرف الاسم إلى غيرها..." (انتهى).
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-12-2023, 09:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديكتاتورية الحرية العاهرة!

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (3)



كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا بد من أهمية إدراك خطر الأساليب الخبيثة التي يستخدمها دعاة الإباحية ومروجي الشذوذ، لاستعطاف فئام من الناس للكلام والدفاع عن المثليين وحقوق الشواذ في المجتمع، كقولهم: إن الشذوذ الجنسي يُعد مرضًا عضويًّا!

وهذا كلام باطل شرعًا وعقلًا؛ فالله -عز وجل- قد رفع قدر الإنسان، ورفع الحرج عن المريض والأعمى والأعرج، بل والضعيف كما في سورة النور وسورة التوبة؛ فقد قال -تعالى-: (‌لَيْسَ ‌عَلَى ‌الْأَعْمَى ‌حَرَجٌ ‌وَلَا ‌عَلَى ‌الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) (النور:61)، وقال أيضًا: (‌لَيْسَ ‌عَلَى ‌الضُّعَفَاءِ ‌وَلَا ‌عَلَى ‌الْمَرْضَى ‌وَلَا ‌عَلَى ‌الَّذِينَ ‌لَا ‌يَجِدُونَ ‌مَا ‌يُنْفِقُونَ ‌حَرَجٌ) (التوبة:91)، بل ورخص الله -عز وجل- للمريض الفطر في رمضان، مع أن الصيام ركن من أركان الإسلام كما جاء في سورة البقرة، بينما عاقب الله -عز وجل- قوم لوط الذين مارسوا الشذوذ الجنسي -اللواط- بأن خسف بهم قراهم، بل جمع الله عليهم أصنافًا من العذاب لم يجمعها على قوم غيرهم، فقد طمس أعينهم حتى انمحت من أماكنها، ورفع جبريل -عليه السلام- أرضهم حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وأصوات حيواناتهم، ثم قلب بهم الأرض وأتبعهم حاصبًا؛ وذلك لفعلهم لهذه الفاحشة ووقوعهم في هذا الشذوذ الجنسي الذي كان من أسباب ردهم دعوة لوط -عليه السلام-.

ولو كان فعلهم هذا مرضًا -كما يزعم دعاة الإباحية وهؤلاء السائرون في ركابهم من مروجي الشذوذ-؛ لما عاقبهم الله -عز وجل- على فعلهم الشاذ هذا بمثل هذه العقوبات الشديدة التي لم تجتمع على أمة أخرى غيرهم، فالشذوذ ليس محرمًا فقط في الإسلام، بل هو محرم في كل الشرائع.

والشذوذ كارثة مجتمعية عند كلِّ العقلاء في العالم، بل وعند الكثير من الملحدين الذي يعظمون عقولهم، ويجعلونها حاكمًا على شهواتهم، فالشذوذ عندهم سبيل للانقراض البشري، ويهدد وجود البشرية واستمرار النوع الإنساني على حدِّ تعبيرهم.

ولو افترضنا -على سبيل التنزل- أن هذا السلوك عند البعض قد يكون بسبب "مرض نفسي"، فإن هذا حقيق به أن يدفع المجتمعات إلى أن تُخضع هذه الفئة إلى (العلاج الإجباري) و(الاختباء والستر) حتى تتم معالجتهم، مع منعهم حتمًا من الممارسة، بل عقابهم إن فعلوها، لا أن يتم الاحتفاء بهم وتشجيعهم على شذوذهم والسماح لهم بنشر فاحشتهم، أو أن تقر لهم قوانين مبيحة لشذوذهم وداعمة لهم.

ومن أساليبهم الخبيثة أيضًا:

ثالثًا: الخطوات التكتيكية المتتالية والمدروسة والتي ينتهجها داعمو الشذوذ في العالم الآن من أصحاب الدين العالمي الجديد، ومشاريع التغريب العالمانية العالمية -ممَّن انتكست عقولهم، وأظلمت قلوبهم وتلوثت فطرتهم السليمة- في نشر قاذوراتهم الجنسية، وفرضها في المجتمعات العربية والإسلامية؛ فتجدهم الآن:

- يقومون بنشر الأعلام الخاصة بالشواذ -أعلام الرينبو، وقوس القزح بألوانها المعروفة- على كل البرندات وألعاب الأطفال، ولوجوهات الشركات العالمية، كخطوة للتطبيع المجتمعي مع هذا الانحراف الديني والأخلاقي والسلوكي.

وتجدهم يحاولون تلطيف مصطلحات الشذوذ الجنسي باستخدام ألفاظ أخرى ليسهل تقبلها، مثل:

- حرية شخصية؛ بدلًا من انحراف سلوكي وأخلاقي وديني.

- مثلية جنسية؛ بدلًا من الشذوذ الجنسي/ سدومية.

- مثلي/ مثلية؛ بدلًا من لواط / سحاق.

- مجتمع الميم؛ بدلًا من مجتمع الشواذ.

ويا سبحان الله! مجتمعات غربية انهارت أخلاقيًّا وسلوكيًّا ومجتمعيًّا بسبب مثل هذه الشذوذات الجنسية، ثم نجد الآن -من بني جلدتنا- من يريد أن تنتشر هذه القاذورات في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية تحت مسميات الفن والإبداع الإنساني في موافقة عجيبة لتلك الطبائع الشاذة، أو سيرًا في ركب إملاءات السياسات الغربية؛ تحصيلًا للانتفاع المادي أو السياسي؛ فحينما نجد من ينتج أفلامًا أو يعمل في أفلام يقرر فيها الشذوذ والزنا، والخيانات الزوجية بين الأصحاب -كواقع، بل ويدعون فيها إلى التعايش مع هذه الأمور بأريحية-؛ فهؤلاء ليسوا أصحاب أعز -كما أطلقوا على أنفسهم!-، بل هم شر الأصحاب إن لم يكونوا كالأنعام، بل هم أضل!

وحينما نجد في ذات الوقت مَن يروجون لهؤلاء أفعالهم، ويسوغون لهم تلك الدعوة للكبائر المحرمة: كبعض الإعلاميين، ويقفون لهم احترامًا وإجلالًا؛ فإننا والله نخشى على هؤلاء أن يكون عقابهم في الدنيا من الله كعقاب امرأة لوط التي كان من فعلها أنها دلَّت الشواذ على أضياف لوط لتسهيل أفعالهم، فكان مصيرها هلاكها معهم بأشد أنواع العقوبة والعذاب الذي أصاب قومًا من الأقوام عبر التاريخ.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26-12-2023, 11:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديكتاتورية الحرية العاهرة!

ديكتاتورية الحرية العاهرة! (4)



كتبه/ سامح بسيوني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما زال حديثنا موصولًا حول أهمية إدراك خطر الأساليب الخبيثة التي يستخدمها دعاة الإباحية ومروجي الشذوذ، لاستعطاف فئام من الناس للكلام والدفاع عن المثليين وحقوق الشواذ في المجتمع! ومن تلك الأساليب:
رابعًا: محاولات التركيز على تغير مفهوم الهوية الجنسية عند الأطفال من الصغر، عن طريق استخدام أفلام الكرتون في الترويج للشواذ، والترويج للشخصيات الكارتونية المعروفة عند الأطفال بالبطولة من الصغر على أنها ثنائية الميل الجنسي؛ كما تم فعلًا من الإعلان على أن سوبرمان ثنائي الميول الجنسية، وكما أعلنت "شركة ديزني لاند الأمريكية" -والتي يتابعها مئات الملايين من الأطفال وينفق عليها مئات المليارات من الدولارات- بأن مِن سياستها المستقبلية نشر المثلية عبر أفلام الكارتون للأطفال، في محاولة لتغيير فطرة الأبناء، وفرض ثقافة حرية الهوية النوعية الجنسية أو هوية الجندر gender identity فرضًا على المجتمعات باستخدام تعريفات متعددة للهوية الجنسية كـ(مثليات الجنس Lesbian - مثليي الجنس Gay - مزدوجي الميول الجنسية Bisexual - المتحولين جندريًّا Transgender أو المتحولين جنسيًّا Transsexual - المتشككين / المتسائلين Questioning - الأحرار جنسيًّا - Queer اللاجنسيين Asexual - اللارومانسيين Aromantic - إلخ) بدلًا من الذكر والأنثى التي فطر الله عليها الخلق، كما قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ ‌شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات: 13).
لذلك وفي خضم هذه الحرب الضروس على الأجيال القادمة، -والتي أصبحت الآن في أشدها، حيث الاختراقات الثقافية والفكرية لتغيير الفطرة والثوابت والقناعات الدينية على كل المستويات، والتي لا تتوقف-؛ فلا بد أن ندرك أن المحافظة على ثوابت ديننا وقيمنا هي مسئولية الجميع، فكلنا موقوف أمام الله وحده، وكل واحد منا مسئول عن رعيته، فقد قال الله -تعالى-: (‌وَكُلُّهُمْ ‌آتِيهِ ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ ‌فَرْدًا) (مريم: 95).
والواجب الانتباه إلى ضرورة الممانعة المستمرة الواضحة والقوية على كل الأصعدة المجتمعية والتشريعية لتلك الخطوة التي يحاول الغرب فرضها على مجتمعاتنا، فالشرع بأوامره والعقل برجاحته والأمانة بمفهومها، تقتضي منا أن نحافظ على أبنائنا وبناتنا، وأن نحفظ لهم تلك المسارات الآمنة التي تجعلهم صالحين للقيام بواجباتهم تجاه دينهم ووطنهم في المستقبل.
ومن أهم أنواع الصلاح: عدم مخالفة الوحي والشرع ووجود الوعي الذي يفرقون به بين الصحيح والخطأ، بين النور والظلام، بين الذين يحبون الوطن وبين المتسللين لهدمه، أما أن نقول: إن الجميع سواسية، وأن الأفكار متساوية، وأن الحرية تقتضي احترام التعرّي والشذوذ كاحترام الاحتشام والعفة؛ فهذا مخالف للشرع ومصادم للعقل ومضيع للأمانة التي تستلزم حفظ معالم الشريعة الإسلامية والقيم الأخلاقية والدينية في المجتمع، وتعمل على المحافظة على استقرار الوطن وحماية أبنائه.
وفي الختام: فإن من المقترحات العملية الواجبة على حكومات الدول الاسلامية والعربية، ورجال الأعمال المسلمين في ربوع الأرض -إن كنا صادقين في حماية أبنائنا- أن يتم تبني صناعة المحتوى المناسب لديننا وقيمنا في مثل تلك الوسائل الموجهة لأجيالنا بطرق مشوقة جاذبة لأبنائنا، وعدم الاعتماد على تلك المنتجات الغربية المروجة لأفكارهم، أو الانسحاق لمفاهيم تلك الحضارة الغربية تحت ضغط سياساتهم الخبيثة.
فأجيالنا هم رأس مالنا، وأمة بلا أجيال مستقيمة، أمة لا مستقبل لها على تلك البسيطة، وصدق الله -تعالى- حين قال: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ، وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) (النساء: 27)، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرة، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور: 19).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.81 كيلو بايت... تم توفير 3.05 كيلو بايت...بمعدل (3.87%)]