وداعا رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 535 - عددالزوار : 97180 )           »          أدب الخلاف والاختلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          لماذا هذا التعب والكدح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عيسى ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الاعتبار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          النية والأمنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          بقية العشر ويوم النحر وأيام التشريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الخصائص العلية للأمة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عمود الإسلام (20) حق الله تعالى في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1445هجرية (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2024, 02:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,816
الدولة : Egypt
افتراضي وداعا رمضان

وداعًا رمضان

د. شريف فوزي سلطان

ها نحن نودِّع رمضان شهر الصيام، والقيام، والصبر، والتقوى، والدعاء، والتوبة، والجهاد، والصدقة، والجود، والرحمة، والمغفرة، والعتق من النار.

ها نحن نودعه، وقد أودعناه ما عملناه من أعمال حسنها وسيئها، والأيام خزائن حافظة لأعمالنا نُدْعى بها يوم القيامة؛ كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30]، وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا، فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه"[1].

رمضان سوق انتصب ثم انفضَّ، ربح فيه الرابحون، وخسِر فيه الخاسرون، فيا سعادة من عمَّر أوقاته بالطاعات، ذهبت مشقة الطاعة عنه، وبقيت لذة الفوز! ويا خسارة من فرَّط فيه، ذهبت لذة النوم واللهو والتفريط، وبقيت حسرة الندامة والخسران، في يومٍ توزَّع الأرباح!

انقضاء رمضان عبرة وعظة، فما مضى منه لن يعود، وهو كأعمارنا؛ كما قال الحسن البصري رحمه الله: "يا بن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يومك ذهب بعضك"[2].

تمر بنا الأيام تترى وإنما
نساق إلى الآجال والعين تنظرُ
فلا عائد ذاك الشباب الذي مضى
ولا زائل هذا الشيب المكدر



ينبغي ونحن نودِّع رمضان أن نراعِيَ ما يلي:
1ـ أن نقف مع أنفسنا وقفة صدق قبل أن ينسحب رمضان من بين أيدينا:
في هذه الوقفة، سل نفسك سؤالًا صريحًا: هل أنت راضٍ عن نفسك، وعن أدائك وعملك في الأيام الماضية؟

إن كنت راضيًا عن نفسك، بمعنى: قد قمتَ بما تقدر عليه، وفي نفسك شعورٌ بأنك ما قصرت، وإن لم تكن قد بلغت الكمال، أو وصلت النهاية، فاحمد الله، وداوم إلى النهاية، وإن لم تكن راضيًا عن نفسك، بمعنى: في نفسك شعورٌ بالتقصير، فقد ضيَّعت بعضَ وقتك أو كثيرًا منه، ولم تستغل الأيام الماضية استغلالًا حسنًا، تقدِر على استغلال الأيام المتبقية، ولو قليلة، ولو سُوَيعات، بالتوبة والإنابة، والندم، والإقبال على الله، تَقدِر أن تنظِّم وقتك، وتُحسِن فيما بقي، فإنما الأعمال بالخواتيم، فمن أحسن في الأيام الأخيرة، فقد أحسن، ومن أساء فقد أساء.

2ـ احرص كل الحرص على نبذ الخصام والتنازع والشحناء، وفُضَّها، وتَخَلَّص منها:
فإن ذلك سببُ منع الخير عن الأمة، أليس ذلك أو شيئًا منه سببَ إخفاء ليلة القدر؟ ففي حديث عُبَادَةُ بْنُ الصامِتِ أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، ‌فَتَلَاحَى ‌رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: "إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، التَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالخَمْسِ"[3].

3ـ الزم الاستغفار:
فإن الطاعاتِ عمومًا يُستحب ختامها بالاستغفار، كأنه جبرٌ للنقص، ودعاءٌ بالقبول، فالصلاة مثلًا علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نختمها بالاستغفار، فكان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام"[4].

وبعد قيام الليل وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18].

وبعد أداء المناسك قال سبحانه: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199]، فنستغفر الله العظيم عن تقصيرنا، ونسأله تعالى قبول أعمالنا.

4ـ الحرص على طلب العفو:
فالعفو صفة الله، والعفُوُّ اسم الله، وهو جل جلاله يحب أن يطلب عبادُه منه ذلك، فمن عفا الله عنه سعد في الدنيا والآخرة، فعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "قلت: يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي"[5].


فمن رُزق في تلك الليلة العفو، فقد أفلح وأنجح، ومن أُوتي العفو والعافيةَ في الدنيا والآخرة، فقد أُوتي الخير بحذافيره.

ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله الحكمة من سؤال العفو في هذه الليلة على وجه الخصوص، فقال: "وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر - بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر - لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملًا صالحًا ولا حالًا ولا مقالًا، فيرجعون إلى سؤال العفو، كحال المذنب المقصر"[6].

5ـ أحسِن توديعه كما أحسنت استقباله:
وهكذا الحال مع كل ضيفِ كريم، نقوم له داخلًا، ونقوم له مولِّيًا خارجًا، كما استقبلناه بالهمة والعزم والنشاط، حتى نكون من المقبولين الفائزين.

[1] رواه مسلم.

[2] لطائف المعارف.

[3] رواه البخاري.

[4] أخرجه مسلم وغيره.

[5] رواه ابن ماجه والترمذي، وصححه الألباني.

[6] لطائف المعارف.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]