|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة عيد الفطر 1445هـ د. صغير بن محمد الصغير الْحَمد لله الَّذِي بلغنا رمضان فأدركناه صائمين، والحمد لله يسّر لِعِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ إلى مرضاته سَبِيلا، والحمد لله كتب في قلوب المؤمنين الإيمان وأيدهم بِروح مِنْهُ لما رَضوا بِاللَّه رَبًّا وبالإسلام دينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا، والحمد لله الَّذِي أَقَامَ فِي أزمنة الفترات من يكون بِبَيَان سنَن الْمُرْسلين كَفِيلا، وَ نعوذ بِاللَّه من شَرور أـنفسنا وسيئات أعمالنا استعاذةَ عبدٍ فار إلى ربه من ذنوبه وخطاياه ومعتصم بِهِ من الأهواء المردية والبدع المضلة.. ونشهد أن لَا إله الا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَةً ندَّخرُها عِنْد الله عُدَّة ليَوْم الدّين، ونشهد أنّ مُحَمَّدًا عَبده الْمُصْطَفى وَنبيه المرتضى وَرَسُوله الصَّادِق المصدوق الَّذِي لَا ينْطق عَن الْهوى إِن هُوَ إِلَّا وَحي يُوحى، فصلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين صَلَاة دائمة بدوام السَّمَوَات والارضين مُقِيمَة عَلَيْهِم أبدا لَا تروم انتقالا عَنْهُم وَلَا تحويلا.. أمّا بَعدُ: فيسعدُ المؤمن في هذا اليوم المبارك لأنه أتمّ رمضان صائمًا وهذا يوم فطره وقد قال صلى الله عليه وسلم " للصَّائمِ فرحتانِ: فرحةٌ حينَ يفطرُ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّهُ " رواه الترمذي وصححه الألباني. وهذه الأولى ونسأل الله بكرمه ومنّه وفضله الثانية. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ. يفرح المؤمن ويتفاءل لأن الله وعده أن تكونَ العاقبةُ له إن حقّق التقوى. ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83]وقالَ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ. يفرح المؤمنُ لأن اللهَ خالقَه ورازقَه ومدبرَ الكون وعدَه بالنصرِ والرفعةِ و الفرَج والتمكينِ مهما تكالبت عليه الفتن والابتلاءات إن هو حققَ التوحيد ونبذَ الشرك وتوكل على الله حق توكله ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]. ولماذا لا يستبشر المؤمن، والله وعدَه بالتمكينِ في الأرضِ والاستخلافِ إن أخلص العبادة، وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأمرَ بالمعروفِ ونهى عن المنكرِ، بل كُلَّمَا اشتَّدَ الْيَأْسُ وَالْإِحْبَاطُ فِي الْقُلُوبِ ظَهرَ نصرُ اللهِ ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ﴾ [يُوسُفَ: 110].: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الْحَجِّ: 40 - 41]، ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النُّورِ: 55]. بل الأمرُ أعظمُ من ذَلك جعلَ الله نصرَه للمؤمنين الصادقين سنّةً كونيةً مِنْ كَلِمَاتِهِ الَّتِي لَا تُبَدَّلُ، وَمِنْ وَعْدِهِ الَّذِي لَا يُخْلَفُ: ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ﴾ [الْأَنْعَامِ: 34]، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ. أَيُّهَا الأخ المبارك:إنَّ انتماءَك لهذا المجتَمعِ الطاهرِ وهذا الدين العظيم بحقْ يُوجِبُ عليكَ الشكر في يوم الشكر، فلتكنْ حريصًا على الاجتماعِ ووحدة الصّفِّ و السمع والطاعة بالمعروف و نبذِ الفُرقة، بارًا بوالديكَ واصلًا لرحمك وإن قطعوك، مُحسنًا لجيرانِك وإن جفوك، مبتعدًا عن أماكنِ الفتنِ والمنكرات واللهوِ والعَبث والغيبة والنميمة التي تَسحق بركتَها. محافظًا على أمنِ بلادك و نعمِ الله تعالى فيها حتى لا تزول خيراتُها ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ. ربنَا أدِمْ علينا وعلى أمُتِنا وبلادِنا وبلاد المسلمين الأفراحْ، واصرف عنا وعن أمتّنا وبلادِنا الهمومَ والأحزانَ والأتراح أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ... الخطبة الثانية الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ؛ بَلَّغَنَا عِيدَنَا، وَأَتَمَّ نِعْمَتَنَا، وَدَرَأَ الشَّرَّ عَنَّا، وَعَافَانَا مِمَّا ابْتَلَى بِهِ غَيْرَنَا، وَجَعَلَنَا مِنْ خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَمُصْطَفَاهُ مِنْ عِبَادِهِ؛ رَفَعَ اللهُ تَعَالَى ذِكْرَهُ، وَأَعْلَى شَأْنَهُ، وَنَشَرَ دَعْوَتَهُ؛ فَنَحْنُ نَتَفَيَّأُ ظِلَالَهَا فَضْلًا مِنَ اللهِ تَعَالَى وَنِعْمَةً، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أمّا بعد..فاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ. اتقوا الله عباد الله..: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29]. أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ:إنّ انتماءكِ لهذا الدين وهذا المجتمعِ الطاهرِ يُوجِبُ عليكِ أن تكوني كخِيَار نِسَاءِ الأمّة طُهْرًا وَعَفَافًا وَاسْتِقَامَةً عَلَى الدِّينِ، وَطَلَبًا لِمَرْضَاةِ اللهِ تَعَالَى؛ ولا يغرنكَ تلك الساقطات اللاتي تأثرن بالشرق أو الغرب ونزعن جلباب الحياء والعفة وعصين الله ورسوله جهارًا نهارًا في الشاشات وعبر وسائل التواصل، فإنهن وإنهم مهما بلغت شهرتهم وأموالهم يعيشون جحيمًا لا يطاق وإن قالوا غير ذلك فهم يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون.. فمن خالف وجاهر بالمعصية فقد قال الله عنه ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124]. إنّ اهتمامَكِ أيتها المسلمة بحجابكِ فيه طاعةٌ لمولاكِ ونصرٌ لدينك وتربية للأجيال من بعدك، ولذا ما ذُكرت أدلةُ الحجابِ في القرانِ الكريم إلا وذُكر خِريُ أعداءِ الأمّةِ من المنافقين وغيرِهم. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴾ [الأحزاب: 59 - 61].. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ. الموفقُ من ختَم عبادَته باستغفارٍ.. واستَّمر على العملِ الصالحِ ومن العملِ الصالحِ إتباعُ رَمَضَانَ بِصِيَامِ سِتٍّ مِنْ شَوَّالَ، وَأَحْسِنُوا فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.. أَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَينَا وَعَلَيكُمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالْإِسْلَامِ، وثبتا وَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ. ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ.... ﴾ [ الْأحْزَابَ: 56].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |