كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14680 - عددالزوار : 1070867 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 231 - عددالزوار : 75257 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5025 - عددالزوار : 2169673 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4606 - عددالزوار : 1450659 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 224 - عددالزوار : 143971 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 105 - عددالزوار : 22611 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 21719 )           »          بيع الاستجرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بم تدرك الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          آفة الاستعجال وأثرها في تأخر النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-08-2024, 04:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,672
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء التاسع والعشرون
سورة القيامة
الحلقة (561)
من صــ163 الى صـ 180






[سورة المدثر (74) : الآيات 49 الى 51]
فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)

خبر (عن التذكرة) متعلّق ب (معرضين) وهو حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، (من قسورة) متعلّق ب (فرّت) .
جملة: «ما لهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كأنّهم حمر ... » في محلّ نصب حال من الضمير في معرضين فهي حال متداخلة.
وجملة: «فرّت ... » في محلّ رفع نعت ثان لحمر «1» .
الصرف:
(50) مستنفرة: مؤنّث مستنفر، اسم فاعل من السداسيّ استنفر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(51) قسورة: اسم جامد بمعنى الأسد، أو اسم جمع بمعنى الجماعة الرماة لا واحد له من لفظه.. وعند العرب كلّ ضخم شديد فهو قسورة، وزنه فعللة، بفتح فسكون.
البلاغة:
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ» .
شبههم في إعراضهم عن القرآن، واستماع الذكر والموعظة، بحمر فرّت من حظيرتها، مما أفزعها. وفي تشبيههم بالحمر: مذمة ظاهرة، وتهجين لحالهم بيّن، كما في قوله تعالى: «كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً» ، وشهادة عليهم بالبله وقلة العقل، ولا ترى مثل نفار حمير الوحش واطرادها في العدو إذا رابها رائب.
[سورة المدثر (74) : الآيات 52 الى 53]
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (52) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (53)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (منهم) متعلّق بنعت ل (كلّ امرئ) (أن) حرف مصدريّ ونصب، ونائب الفاعل ضمير مستتر.
جملة: «يريد كلّ امرئ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤتى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يؤتى ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يريد.
(كلّا) حرف ردع وزجر (لا) نافية.
وجملة: «لا يخافون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يؤتى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يؤتي- بياء في آخره متحركة قبلها تاء مفتوحة- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(منشّرة) ، مؤنّث منشّر، اسم مفعول من الرباعيّ نشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.

[سورة المدثر (74) : الآيات 54 الى 56]
كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (55) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يذكرون) أي إلّا بمشيئة الله «2» .
جملة: «إنّه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
وجملة: «ذكره ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يذكرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «هو أهل ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(56) التقوى: هو عوض من المصدر المؤوّل في البناء للمجهول أي أهل لأن يتّقى..
انتهت سورة «المدثر» ويليها سورة «القيامة»
سورة القيامة
آياتها 40 آية

[سورة القيامة (75) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (3) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (4)

الإعراب:
(لا) زائدة «4» ، (بيوم) متعلّق ب (أقسم) ، ومثلها (لا أقسم بالنفس ... ) ،
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أقسم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.. وجواب القسم لكلا الجملتين محذوف دلّ عليه ما بعده أي: لتبعثنّ.
3- (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ التوبيخيّ (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف «5» .
وجملة: «يحسب الإنسان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لن نجمع ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
والمصدر المؤوّل (أن لن نجمع ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب.
4- (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ أي بلى نجمعها (قادرين) حال منصوبة من فاعل الفعل المقدّر (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
والمصدر المؤوّل (أن نسوّي ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرين) .
وجملة: « (نجمعها) قادرين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نسوّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(اللوّامة) ، مؤنّث اللوّام، صيغة مبالغة من الثلاثيّ لام، وزنه فعّال والمؤنّث فعّالة بفتح الفاء.
البلاغة
فن صحة الأقسام أو التناسب بين المعاني: قوله تعالى «لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» .
فهذه الآية تعدّ من محاسن التقسيم، لتناسب الأمرين المقسم بهما، فقد أقسم بيوم البعث أولا، ثم أقسم بالنفوس المجزية فيه، على حقيقة البعث والجزاء.
[سورة القيامة (75) : الآيات 5 الى 6]
بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (5) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (6)

الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (اللام) زائدة (يفجر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أمامه) ظرف أستعير للزمان- وكان للمكان- منصوب «6» ، (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (يوم) .
جملة: «يريد الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يفجر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يفجر ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يريد- وهو المحلّ البعيد- وجملة: «يسأل ... » في محلّ نصب حال من فاعل يفجر «7» .
وجملة: «أيّان يوم ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل يسأل المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.
الصرف:
(5) أمامه: اسم ظرف للمكان- أستعير في الآية للزمان- وزنه فعال بفتح الفاء.
(6) أيّان: اسم استفهام- وقد يكون للشرط- مستعمل للدلالة على الزمان، وزنه فعّال بفتح الفاء.

[سورة القيامة (75) : الآيات 7 الى 10]
فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (يقول) وإذ اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المفرّ) .
جملة: «برق البصر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «خسف القمر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر.
وجملة: «جمع الشمس ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر.
وجملة: «يقول الإنسان ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أين المفرّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(المفرّ) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ فرّ «8» ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، نقلت حركة العين إلى الحرف قبلها لمناسبة التضعيف.
[سورة القيامة (75) : الآيات 11 الى 13]
كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)

الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر عن طلب الفرار (لا) نافية للجنس، والخبر محذوف تقديره موجود (إلى ربّك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (المستقرّ) ، (يومئذ) ظرف متعلّق بالخبر المحذوف «9» ، و (يومئذ) الثاني متعلّق ب (ينبّأ) ، (بما) متعلّق ب (ينبّأ) ..
جملة: «لا وزر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إلى ربّك.. المستقرّ.» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ينبّأ الإنسان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «قدّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(وزر) ، اسم بمعنى الملجأ أو الحصن، وزنه فعل بفتحتين.

[سورة القيامة (75) : الآيات 14 الى 15]
بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (15)

الإعراب:
(بل) للإضراب (على نفسه) متعلّق ب (بصيرة) «10» وهو الخبر و (التاء) للمبالغة «11» ، (الواو) حالية.
جملة: «الإنسان.. بصيرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ألقى ... » في محلّ نصب حال من الضمير في بصيرة..
وجواب الشرط محذوف تقديره: ما قبلت منه.
الصرف:
(ألقى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ألقي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(معاذير) ، جمع معذرة على غير قياس «12» ، وهو اسم جمع على رأي الزمخشريّ..

[سورة القيامة (75) : الآيات 16 الى 19]
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (19)

الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (به) متعلّق ب (تحرّك) ، (اللام) للتعليل (تعجل) مضارع منصوب بأن مضمرة.
والمصدر المؤوّل (أن تعجل) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تحرّك) .
(به) الثاني متعلّق ب (تعجل) ، (علينا) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الفاء) عاطفة، والثانية رابطة للجواب.
جملة: «لا تحرّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعجل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إنّ علينا جمعه ... » لا محلّ لها تعليل للنهي.
وجملة: «قرأناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
19- (ثمّ) حرف عطف (علينا) متعلّق بخبر إنّ الثاني (بيانه) اسم إنّ منصوب..
وجملة: «إنّ علينا بيانه» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(قرآنه) ، مصدر الثلاثيّ قرأ، مضاف إلى المفعول أي قراءتك إيّاه، وزنه فعلان بضمّ فسكون.
الفوائد:
- حرص النبي (صلّى الله عليه وسلّم) على حفظ القرآن: أشارت هذه الآية إلى حرص النبي (صلّى الله عليه وسلّم) الشديد على حفظ آيات الوحي، حتى لا تتفلت منه،
فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يعالج من التنزيل شدة، وكان يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل (لا تحرك به لسانك) ، فكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي (صلّى الله عليه وسلّم) كما قرأ وفي رواية: كما وعده الله تعالى. هذا لفظ الحميدي. ورواه البغوي من طريق البخاري، وقال فيه: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) إذا نزل عليه جبريل بالوحي، كان مما يحرك لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله وعز وجل الآية: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)
. قال: إن علينا أن نجمعه في صدرك ونقرأه (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)
فإذا أنزلناه فاستمع (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ)
علينا أن نبينه بلسانك. فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى. وفي رواية: كان يحرك شفتيه إذا نزل عليه، يخشى أن يتفلت منه، فقيل له: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)
أي نجمعه في صدرك، وقرآنه أي تقرأه.

[سورة القيامة (75) : الآيات 20 الى 21]
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21)

الإعراب:
(كلّا) للردع (بل) للإضراب (الواو) للعطف.
وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

[سورة القيامة (75) : الآيات 22 الى 25]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25)

الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع «13» نعت ب (ناضرة) ، (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ إذ.. متعلّق بالنعت ناضرة (إلى ربّها) متعلّق بالخبر (ناظرة) ، (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ باسرة) مثل الآية الأولى (بها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يفعل) ، (فاقرة) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يفعل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
جملة: «وجوه ... إلى ربّها ناظرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «وجوه.. تظنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: «تظنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) الثاني.
وجملة: «يفعل بها فاقرة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(22) ناضرة: مؤنّث ناضر، اسم فاعل من (نضر) الثلاثي وزن فاعل وهي فاعلة.
(24) باسرة: مؤنّث باسر، اسم فاعل من (بسر) بمعنى عبس، وزنه فاعل.
(25) فاقرة: اسم للداهية.. وفي المصباح فقرت الداهية الرجل نزلت به، وزنه فاعلة.
الفوائد:
- هل يرى المؤمنون ربهم في الآخرة؟
قال علماء أهل السنة: رؤية الله سبحانه وتعالى ممكنة، غير مستحيلة عقلا، وأجمعوا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله سبحانه وتعالى دون الكافرين، بدليل قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) . وزعمت طوائف من المعتزلة والخوارج والمرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلا، لكن قولهم هذا لا يستند إلى دليل من الكتاب أو السنة، وإنما يقوم على الرأي والظن، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة، على إثبات رؤية الله تعالى، وقد رواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراض المعتزلة لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة، وليس هنا موضع ذكرها ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي، ولا غير ذلك.
وأما الأحاديث
فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)
وعن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنظر إلى القمر ليلة البدر، قال: إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) .
هذا وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة بهذا الصدد لا مجال لعرضها جميعا.

[سورة القيامة (75) : الآيات 26 الى 30]
كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30)

الإعراب:
(إذا) متعلّق بالجواب الذي دلّ عليه قوله (إلى ربّك يومئذ المساق) ، وفاعل (بلغت) محذوف دلّ عليه السياق وهو الروح أو النفس (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (راق) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (بالساق) متعلّق ب (التفّت) ، (إلى ربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المساق) ، (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق بما تعلّق به الظرف إذا فهو بدل منه..
والمصدر المؤوّل (أنّه الفراق ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
جملة: «بلغت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت.
وجملة: «من راق ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «14» .
وجملة: «ظنّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت..
وجملة: «التفّت الساق ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت..
وجملة: «إلى ربّك ... المساق» لا محلّ لها تفسير لجواب إذا المقدّر أي:
إذا بلغت التراقي.. تساق إلى حكم ربّها.
الصرف:
(التراقي) جمع ترقوة، اسم للعظم الأعلى الممتدّ من القصّ إلى الكتف، أو هو مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث ترقى فيه النفس، وزنه تفعلة بفتح التاء والعين واللام، ووزن التراقي تفاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله التراقو، جاء ما قبل الواو مكسورا قلبت ياء.
(راق) ، اسم فاعل من (رقي) أو من (رقى) ، الأول بمعنى صعد باب فرح، والثاني قرأ عليه ليشفيه باب ضرب، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، فهو منقوص.
(المساق) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ ساق، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب أصله مسوق بفتح الميم والواو بينهما ساكن..
نقلت فتحة الواو إلى السين وسكّنت الواو- إعلال بالتسكين- تحرّكت السين بالفتح قبل الواو قلبت الواو ألفا- إعلال بالقلب-
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» .
في الآية الكريمة استعارة تمثيلية، لشدة مفارقة المألوف من الوطن والأهل والولد والصديق، وشدة القدوم على ربه جلّ شأنه. وقد التفّت الشدتان ببعضهما، كما تلتف الساق على الساق. ويقال: شمرت الحرب عن ساق استعارة لشدّتها.

[سورة القيامة (75) : الآيات 31 الى 33]
فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) نافية في الموضعين (لكن) حرف استدراك مهمل (إلى أهله) متعلّق ب (ذهب) .
جملة: «لا صدّق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا صلّى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «ذهب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب أو تولّى.
وجملة: «يتمطّى ... » في محلّ نصب حال من فاعل ذهب.
الصرف:
(صلّى) ، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو لأنّ جمع الصلاة صلوات.. تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعّل.
(يتمطّى) ، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو، فهي مأخوذة من المطا وهو الظهر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه يتفعّل.
[سورة القيامة (75) : الآيات 34 الى 35]
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35)

الإعراب:
(أولى) خبر لمبتدأ محذوف تقديره العقاب أو الهلاك «15» ، (لك) متعلّق ب (أولى) ، (الفاء) عاطفة (أولى) الثاني خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي التهديد أو الشرّ (ثمّ) حرف عطف..
جملة: « (العقاب) أولى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (هو) أولى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أولى لك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة للتوكيد.
وجملة: « (هو) أولى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولى لك.
[سورة القيامة (75) : آية 36]
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (سدى) حال منصوبة من ضمير يترك.
والمصدر المؤوّل (أن يترك) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب.
جملة: «يحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يترك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(سدى) ، صفة مشتّقة للواحد والجمع يقال: إبل سدى أي مهملة.. و (الألف) منقلبة عن ياء.. وقال العكبري: الألف منقلبة عن واو.. وجاء في المصباح سديت الأرض فهي سدية من باب تعب كثر سداها وسدا الرجل سدوا من باب قال مدّ يده نحو الشيء، وسدا البعير سدوا مدّ يده في السير.. وأسديته تركته سدى أي مهملا.
[سورة القيامة (75) : الآيات 37 الى 40]
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (يك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف (من منيّ) متعلّق بنعت ل (نطفة) ، والضمير اسم (كان) يعود على المنيّ، وفاعل (خلق) ضمير يعود على الله وكذلك (سوّى) و (جعل) ، (منه) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (الذكر) بدل من الزوجين منصوب.
جملة: «لم يك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يمنى ... » في محلّ جرّ نعت منيّ.
وجملة: «كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يك.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: «سوّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
40- (الهمزة) مثل الأولى (قادر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن يحيي..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادر) .
وجملة: «ليس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(منيّ) ، اسم لماء الذكر المقذوف في الرحم، وزنه فعيل.
(يمنى) ، فيه إعلال بالقلب أصله يمني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(سوّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله سوّي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(الموتى) جمع ميّت.. انظر الآية (28) من سورة البقرة.
انتهت سورة «القيامة» ويليها سورة «الإنسان»
__________
(1) أو محلّ نصب حال من حمر لتخصّصه بالوصف بتقدير قد بحذف مضاف أي وقت مشيئة الله، متعلّق ب (يذكرون) .
(2) أو هو في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(4) قيل (لا) ليست بزائدة فهي للنفي، وفي تفسير ذلك توجيهان: الأول نفي للقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوّامة والثاني هي ردّ لكلام مقدّر، كأنّهم قالوا أنت مفتر على الله في البعث فقال لا ثمّ ابتدأ بالقسم.. وله نظير في كلام العرب.
(5) يجوز أن يكون اسمها ضمير متكلّم الجمع للتعظيم أي: أنّنا لن نجمع ...
(6) أي يريد الإنسان أن يدوم على فجوره في ما يستقبله من الزمان.
(7) يجوز أن تكون استئنافا بيانيّا.. أو بدل من جملة يريد.
(8) لا يجوز أن يكون اسم مكان لأنه يجب أن يكون على مفعل- بكسر العين- مضارعه يفرّ..
(9) لا يجوز تعليقه بالمستقرّ، فإن كان مصدرا ميمّيا فلا يتقدّم عليه المعمول، وإن كان اسم مكان فلا عمل له. [.....]
(10) أو هو خبر مقدّم للمبتدأ بصيرة بحذف موصوف أي عين بصيرة أو جوارح بصيرة، والجملة خبر عن المبتدأ الإنسان.
(11) كما يقال فلان حجّة أو عبرة.. ويجوز أن يقدّر الإنسان بالجوارح.
(12) انظر الآية (165) من الأعراف.
(13) جاز البدء بالنكرة لأنها وصفت.
(14) هي في الأصل مقول القول.
(18) حكى المحلّي أنّ (أولى) اسم فعل ماض بمعنى وليك شرّ بعد شرّ، والفاعل ضمير مستتر يعود على ما يفهم من السياق أي شرّ أو ما تكره، اللام في (لك) للتبيين فهي زائدة، وضمير المخاطب مفعول به، وأولى الثاني خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي مضمون معنى أولى الأول.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-10-2024, 02:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,672
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة النبأ

الحلقة (564)
من صــ211 الى صـ 225



الجزء الثلاثون
سورة النبأ
آياتها 40 آية

[سورة النبإ (78) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)

الإعراب:
(عمّ) متعلّق ب (يتساءلون) ، (عن النبأ) متعلّق بفعل محذوف تقديره يتساءلون (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان للنبأ (فيه) متعلّق ب (مختلفون) .
جملة: «يتساءلون ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: « (يتساءلون) عن النبأ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم فيه مختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
الفوائد:
- (ما) الاستفهامية:
ومعناها: (أيّ شيء) كقوله تعالى (ما هِيَ) (ما لَوْنُها) (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) ، ويجب حذف ألف (ما) الاستفهامية إذا جرّت، وإبقاء الفتحة دليلا عليها، نحو: فيم، إلام، علام، بم. وقال الكميت بن زيد:
فتلك ولاة السوء قد طال مكثهم ... فحتام حتام العناء المطوّل
الشاهد فيه دخول حتى على ما الاستفهامية فحذفت ألفها. وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) .
وأما قول حسان:
على ما قام يشتمني ليئم ... كخنزير تمرغ في رماد
فهذا ضرورة شعرية لا يقاس عليها.
وإذا ركّبت (ما) الاستفهامية مع (ذا) لم تحذف ألفها نحو (لماذا جئت) لأن ألفها قد صارت حشوا.
[سورة النبإ (78) : الآيات 4 الى 5]
كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)

الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر في الموضعين عن التساؤل (السين) للاستقبال (ثمّ) للعطف جملة: «سيعلمون (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيعلمون (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة لزيادة الوعيد والتهديد.
[سورة النبإ (78) : الآيات 6 الى 16]
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (7) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (10)
وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (11) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (12) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (15)
وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (مهادا) مفعول به ثان منصوب (الجبال أوتادا) مثل الأرض مهادا ومعطوف عليه.
جملة: «نجعل الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
8- 11 (الواو) عاطفة (أزواجا) حال منصوبة من ضمير المفعول في (خلقناكم) ، (سباتا) مفعول به ثان منصوب وكذلك (لباسا، معاشا) .
وجملة: «خلقناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
12- (فوقكم) ظرف منصوب متعلّق ب (بنينا) بتضمينه معنى رفعنا (سبعا) مفعول به منصوب- وهو نعت عن منعوت محذوف أي سموات سبعا- وجملة: «بنينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ...
13- (سراجا) مفعول به منصوب عامله جعلنا بتضمينه معنى خلقنا «1» .
وجملة: «جعلنا (الرابعة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ...
14- 16 (من المعصرات) متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) للتعليل (نخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤول (أن نخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل..
وجملة: «نخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(11) معاشا: مصدر ميميّ بمعنى المعيشة، وقصد به ظرف الزمان إذ لم يثبت مجيئه في اللغة اسم زمان فيجب تقدير مضاف محذوف أي وقت معاش، كقولنا آتيك طلوع الفجر أي وقت طلوع الفجر. وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب والأصل معيش- بفتح الياء- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(13) وهّاجا، صفة مشبّهة باسم الفاعل من الثلاثيّ وهج يوهج باب فتح أو وهج يهج باب ضرب وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين، وقد يقصد به المبالغة.
(14) المعصرات: جمع المعصرة مؤنّث المعصر، اسم للسحابة التي حان وقت إمطارها، وزنه مفعلات بضمّ الميم وكسر العين.
(ثجّاجا) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ ثجّ- المتعدّي أو اللازم- باب ضرب وزنه فعّال بالفتح.
(15) حبّا، اسم جمع واحدته حبّة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(16) ألفافا: جمع لفيف زنة فعيل كشريف وأشراف، أو بمعنى ملتفّة لا واحد له، أو جمع لفّ بكسر اللام كسّر وأسرار، ووزن ألفاف أفعال.
البلاغة
التشبيه: في قوله تعالى «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَالْجِبالَ أَوْتاداً» .
شبه الجبال بأوتاد الخيام التي تمنعها من الاضطراب، كما تمنع الجبال الأرض أن تميد بأهلها.
التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً» .
ووجه الشبه الستر، لأن كلا من اللباس والليل يستر المتلبس به. والمعنى جعلناه ساترا لكم عن العيون، إذا أردتم هربا من عدو، أو بياتا له، أو خفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه من كثير من الأمور.

[سورة النبإ (78) : الآيات 17 الى 20]
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (20)

الإعراب:
(يوم) الثاني بدل من (ميقاتا) «2» ، (في الصور) نائب الفاعل (أفواجا) حال منصوبة من الفاعل..
جملة: «إنّ يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان ميقاتا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تأتون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ «3» .
19- 20 (الواو) عاطفة في الموضعين، وكذلك (الفاء) في الموضعين..
وجملة: «فتحت السماء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «4» .
وجملة: «كانت أبوابا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فتحت.
وجملة: «سيّرت الجبال» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «5» .
وجملة: «كانت سرابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سيّرت.
الصرف:
(19) أبوابا: جمع باب، اسم جامد، والألف منقلبة عن واو كما يرى في الجمع، وزنه فعل بفتحتين، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً» .
حيث شبه الجبال بالسراب، وحذف الأداة ووجه الشبه، والجامع أن كلا من الجبال والسراب يرى على شكل شيء وليس هو بذلك الشيء.

[سورة النبإ (78) : الآيات 21 الى 30]
إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25)
جَزاءً وِفاقاً (26) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30)

الإعراب:
(للطاغين) متعلّق ب (مرصادا) ، (مآبا) خبر كانت ثان (لابثين) حال منصوبة من الطاغين (فيها) متعلّق ب (لابثين) ، (أحقابا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لابثين) ، (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يذوقون «6» ، (شرابا) معطوف بالواو على (بردا) منصوب (إلّا) للاستثناء (حميما) بدل من (شرابا) «7» ، (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف «8» ، (وفاقا) نعت ل (جزاء) منصوب..
جملة: «إنّ جهنّم كانت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانت مرصادا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يذوقون ... » في محلّ نصب حال من ضمير لابثين.
25- 29 (لا) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (كذّابا) مفعول مطلق منصوب (كلّ) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال أي أحصينا كلّ ... (كتابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «9» .
وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يرجون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «كذّبوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا «10» .
وجملة: « (أحصينا) كلّ شيء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أحصيناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
30- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الفاء) تعليليّة (إلّا) للحصر ...
(عذابا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كذّبتم في الدنيا فذوقوا العذاب في الآخرة.. وجملة الشرط المقدّرة مقول القول لقول مقدّر ...
وجملة: «لن نزيدكم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(21) مرصادا: اسم بمعنى الطريق جاء على وزن صيغة المبالغة من الثلاثيّ رصد بمعنى رقب، أي هي راصدة الكافرين تترقّبهم، أو هي مرصدة لهم ومعدّة لتعذيبهم.
(23) لابثين جمع لابث اسم فاعل من الثلاثيّ لبث، وزنه فاعل، (أحقابا) ، جمع حقب بضمّ فسكون.. انظر الآية (60) من سورة الكهف.
(24) بردا: قد يكون اسما بمعنى النوم، وقد سمّي النوم بردا لأنه يبرد صاحبه وهو لغة هذيل.. وانظر الآية (69) من سورة الأنبياء.
(26) وفاقا: مصدر سماعيّ للرباعيّ وافق، وزنه فعال بكسر الفاء، واستعمل في موضع الصفة مبالغة.
(28) كذّابا: مصدر سماعيّ للرباعيّ كذّب، وزنه فعّال بكسر الفاء وتشديد العين المفتوحة.
(29) كتابا: مصدر بمعنى الكتابة أو بمعنى الإحصاء، وزنه فعال بكسر الفاء.

[سورة النبإ (78) : الآيات 31 الى 37]
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَأَعْناباً (32) وَكَواعِبَ أَتْراباً (33) وَكَأْساً دِهاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35)
جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (36) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37)

الإعراب:
(للمتّقين) متعلّق بخبر إنّ (حدائق) بدل من (مفازا) منصوب مثله، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع، ومثله (كواعب) المعطوف، (أترابا) نعت لكواعب منصوب ...
جملة: «إنّ للمتّقين مفازا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
35- 37 (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يسمعون «11» ، (جزاء) مرّ إعرابه «12» ، (عطاء) بدل من جزاء منصوب «13» (حسابا) نعت لعطاء «14» ... (ربّ) بدل من ربّك مجرور (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف بالواو على السموات (الرحمن) نعت لربّ الثاني (لا) نافية (منه) متعلّق ب (يملكون) بتضمينه معنى ينالون.
وجملة: «لا يسمعون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «15» .
وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ نصب حال من الرحمن.
الصرف:
(31) مفازا: مصدر ميميّ من الثلاثيّ فاز، وزنه مفعل بفتح الميم والعين ففيه إعلال بالقلب، أصله مفوز تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا ... ويجوز أن يكون اسم مكان.
(33) كواعب: جمع كاعب، اسم فاعل من الثلاثيّ كعبت الجارية باب نصر، بدا ثديها للنهود، وزنه فاعل، والجمع فواعل.
(34) دهاقا: صفة مشبّهة من دهق الكأس ملأها، باب فتح،- أو أفرغها- من الأضداد، والكأس الدهاق الممتلئة، وزنه فعال بكسر الفاء.
[سورة النبإ (78) : آية 38]
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (38)

الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يملكون) «16» المنفيّ (صفّا) مفعول مطلق لفعل محذوف «17» (لا) نافية (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ رفع بدل من فاعل يتكلّمون «18» ، (له) متعلّق ب (أذن) ، (صوابا) مفعول به منصوب، وهو نعت عن منعوت محذوف أي قال كلاما صوابا.
جملة: «يقوم الروح ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يتكلّمون ... » في محلّ نصب حال من الروح والملائكة.
وجملة: «أذن له الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن له الرحمن.
الصرف:
(صواب) اسم مصدر من الرباعيّ أصاب، وزنه فعال بفتح الفاء.
[سورة النبإ (78) : آية 39]
ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (39)

الإعراب:
(اليوم) بدل من الإشارة مرفوع- أو عطف بيان عليه- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل يعود على من (اتّخذ) مثل شاء جواب الشرط (إلى ربّه) متعلّق بحال من (مآبا) وهو المفعول الثاني منصوب.. والمفعول الأول محذوف أي اتّخذ الإيمان ...
جملة: «ذلك اليوم الحقّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتم أمر ذلك اليوم فمن شاء ...
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «19» .
وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

[سورة النبإ (78) : آية 40]
إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (40)

الإعراب:
(عذابا) مفعول به ثان منصوب (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عذابا) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به بتضمين ينظر معنى يرى (يا) للتنبيه..
جملة: «إنّا أنذرناكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنذرناكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ينظر المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قدّمت يداه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يقول الكافر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينظر المرء.
وجملة: «ليتني كنت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنت ترابا ... » في محلّ رفع خبر ليت.
الفوائد:
- حذف نون المثنى وجمع المذكر السالم عند الإضافة:
ورد في هذه الآية قوله تعالىَ وْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)
. الملاحظ في كلمة (يداه) أن النون حذفت منها لإضافتها إلى الضمير (الهاء) . وهذه قاعدة مطردة في المثنى وجمع المذكر السالم. وفي جمع المذكر السالم كقولنا (جاء عاملو المحطة) . وكذلك الاسم المفرد يحذف منه التنوين إذا أضيف كقولنا (هذا فتى الفتيان) . ومن هنا جاء قولهم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

__________
(1) يجوز أن يكون (سراجا) مفعولا ثانيا.. والمفعول الأول محذوف أي جعلنا الشمس سراجا.
(2) أو بدل من اسم إنّ.. أو متعلّق ب (تأتون) .
(3) وإذا تعلّق الظرف (يوم) ب (تأتون) كانت الجملة معطوفة على الاستئنافيّة.
(4) أو معطوفة على جملة ينفخ.
(5) أو معطوفة على جملة ينفخ.
(6) أو متعلّق ب (يذوقون) .
(7) جعله بعضهم منصوبا على الاستثناء المنقطع.
(8) أو مفعول لأجله منصوب.
(9) إمّا لأن الكتابة إحصاء، أو لأنّ أحصيناه بمعنى كتبناه ... ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال بمعنى مكتوبا.
(10) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(11) أو متعلّق ب (يسمعون) . [.....]
(12) في الآية (26) من السورة.. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مجازين.
(13) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.. أو مصدر في موضع الحال من فاعل يسمعون.
(14) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.
(15) أو في محلّ نصب نعت لحدائق.
(16) في الآية السابقة (37) .
(17) والجملة المقدّرة حال من الروح والملائكة. أو هو مصدر في موضع الحال أي مصطفّين.
(18) أو في محلّ نصب على الاستثناء.
(19) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-01-2025, 08:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,672
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة الاعلى

الحلقة (571)
من صــ311 الى صـ 318


سورة الغاشية
آياتها 26 آية

[سورة الغاشية (88) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (1)

الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتشويق «1» ، والجملة لا محلّ لها ابتدائيّة.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 2 الى 7]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (2) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3) تَصْلى ناراً حامِيَةً (4) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6)
لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)
الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع خبره جملة تصلى «2» ، (يومئذ) ظرف مضاف إلى اسم ظرفيّ، منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (خاشعة) ، (خاشعة، عاملة، ناصبة) نعوت لوجوه مرفوعة (من عين) متعلّق ب (تسقى) ..
جملة: «وجوه ... تصلى» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تصلى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) .
وجملة: «تسقى ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (وجوه) .
6- 7 (لهم) متعلّق بخبر ليس (إلّا) للحصر «3» ، (من ضريع) متعلّق بنعت ل (طعام) ، (لا) نافية في الموضعين (جوع) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به بتضمين الفعل معنى يدفع.
جملة: «ليس لهم طعام ... » في محلّ رفع خبر ثالث..، والضمير في (لهم) لأصحاب الوجوه.
وجملة: «لا يسمن ... » في محلّ جرّ نعت لضريع.
وجملة: «لا يغني ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يسمن.
الصرف:
(3) ناصبة: جمع ناصب.. اسم فاعل من الثلاثيّ نصب بمعنى تعب، وزنه فاعل.
(4) حامية: مؤنّث الحامي، اسم فاعل من الثلاثيّ حمي، وزنه فاعل.
(6) ضريع: اسم لنوع من الشوك يقال هو الشبرق حال اخضراره فإذا يبس كان ضريعا لا تأكله دابّة..
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ» .
ففي الكلام مجاز أو كناية، أريد به طعام مكروه للإبل وغيرها من الحيوانات التي تلتذ رعي الشوك، فلا ينافي كونه زقوما أو غسلينا. وقيل: إنه أريد أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الناس، كما يقال: ليس لفلان ظل إلا الشمس، أي لا ظل له. وعليه يحمل قوله تعالى «وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ» .
فن التتميم: في قوله تعالى «لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» .
فقوله «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» جملة لا يمكن طرحها من الكلام لأنه لما قال «لا يُسْمِنُ» ساغ لمتوهم أن يتوهم أن هذا طعام، الذي ليس من جنس طعام البشر، انتفت عنه صفة الاسمان، ولكن بقيت له صفة الإغناء فجاءت جملة «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» تتميما للمعنى المراد، وهو أن هذا الطعام انتفت عنه صفة إفادة السمن والقوة، كما انتفت عنه صفة إماطة الجوع وإزالته.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 8 الى 16]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (11) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (12)
فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)

الإعراب:
(وجوه يومئذ ناعمة) مثل وجوه يومئذ خاشعة «4» ، (لسعيها) متعلّق ب (راضية) خبر المبتدأ (وجوه) ، (في جنة) متعلّق بمحذوف خبر ثان لوجوه «5» ، (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (تسمع) «6» ، (فيها) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عين) ، و (فيها) الثالث خبر للمبتدأ (سرر) عطف عليه (أكواب، نمارق، زرابيّ) مرفوعة مثله.
جملة: «وجوه ... راضية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «لا تسمع ... » في محلّ جرّ نعت ثان لجنّة.
وجملة: «فيها عين جارية ... » في محلّ جرّ نعت ثالث لجنّة.
وجملة: «فيها سرر ... » في محلّ جرّ نعت رابع.
الصرف:
(8) ناعمة: مؤنّث ناعم، اسم فاعل من الثلاثيّ نعم، وزنه فاعل.
(11) لاغية: مؤنّث لاغ، اسم فاعل من (لغا يلغو) ، ولاغية فيه إعلال بالقلب أصله لاغوة، قلبت الواو ياء لتحرّكها بعد كسر، وزنه فاعلة، ووزن لاغ فاع.. وقيل إنّ (لاغية) مصدر مثل العافية.
(14) موضوعة: مؤنّث موضوع، اسم مفعول من الثلاثيّ وضع، وزنه مفعول.
(15) نمارق: جمع نمرقة، اسم بمعنى وسادة، وزنه فعللة بضمّ الفاء واللام الأولى، وقد يكسران لغة، ووزن نمارق فعالل بفتح الفاء وكسر اللام الأولى.
(16) زرابيّ: جمع زربيّة، اسم جامد لنوع من البسط والطنافس، وقيل جمع زربيّ بضمّ الزاي وكسرها- كما في القاموس- وتشديد الياء، وقيل بتثليث الزاي فيهما.. وزنه فعليل أو فعليلة، وزن زرابيّ فعاليل بفتح الفاء.
(مبثوثة) ، مؤنّث مبثوث، اسم مفعول من الثلاثيّ بثّ، وزنه مفعول.

[سورة الغاشية (88) : الآيات 17 الى 20]
أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (إلى الإبل) متعلّق ب (ينظرون) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله الفعل الذي يتلوه (إلى السماء) متعلّق ب (ينظرون) ، وكذلك (إلى الجبال، إلى الأرض) ، (كيف) مثل الأول في الموضعين.
جملة: «ينظرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أينكرون فلا ينظرون..
وجملة: «خلقت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الإبل أي ينظرون إلى خلق الإبل «1» أو إلى كيفية خلقها.
وجملة: «رفعت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من السماء.
وجملة: «نصبت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الجبال.
وجملة: «سطحت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال الأرض.

الفوائد:
- وقوع الجملة بدلا من مفرد:
ورد في هذه الآية (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) وقوع جملة (كَيْفَ خُلِقَتْ) بدلا من الإبل، وبناء على ذلك قرر النحاة قاعدة مفادها (الجملة تقع بدلا من المفرد) . وإليك ما أورده ابن هشام في المغني بهذا الصدد: قوله تعالى (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) لا يصح أن تكون (كيف) بدلا من الإبل، لأن دخول الجار على كيف شاذ، على أنه لم يسمع في إلى، بل في على ولأن إلى متعلقة بما قبلها، فيلزم أن يعمل في الاستفهام فعل متقدم عليه ولأن الجملة التي بعدها تصير حينئذ غير مرتبطة، وإنما هي منصوبة بما بعدها على الحال، وفعل النظر معلق، وهي وما بعدها بدل من الإبل بدل اشتمال، والمعنى إلى الإبل كيفية خلقها ومثله قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) ومثلهما من إبدال جملة فيها كيف من اسم مفرد قول الفرزدق:
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ... وبالشام أخرى كيف يلتقيان
أي أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 21 الى 26]
فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25)
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (26)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليهم) متعلّق بمسيطر (مسيطر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (إلّا)للاستثناء «8» ، (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء «9» ، (الفاء) عاطفة (العذاب) مفعول مطلق منصوب (إلينا) متعلّق بخبر إنّ وكذلك (علينا) خبر إنّ الثاني.
جملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم يتّعظ الكفّار بدلائل قدرة الله فذكّرهم بها.
وجملة: «إنّما أنت مذكّر ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لست عليهم بمسيطر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى.
وجملة: «يعذّبه الله» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: يحبسه فيعذّبه.
وجملة: «إنّ إلينا إيابهم ... » لا محلّ لها تعليل للمحاسبة.
وجملة: «إنّ علينا حسابهم» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(21) مذكّر: اسم فاعل من الرباعيّ ذكّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
(25) إيابهم: مصدر سماعيّ للثلاثيّ آب يئوب باب نصر، وله مصدر آخر هو أوبة زنة فعلة بفتح فسكون، ووزن إياب فعال بكسر الفاء.. وفيه إبدال بالقلب أصله إواب، كسر ما قبل الواو قلبت ياء ...

البلاغة
السرّ في تقديم الظرف: في قوله تعالى «إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ» .
معناه التشديد في الوعيد، وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام، وأن حسابهم ليس بواجب إلا عليه، وهو الذي يحاسب على النقير والقطمير.
الفوائد
الجملة المستثناة:
يقول ابن هشام في المغني: إن النحاة قد ذكروا بأن الجمل التي لها محلّ من الإعراب سبع. والحق أنها تسع. والذي أهملوه الجملة المستثناة، والجملة المسند إليها.
أما المستثناة: كقوله تعالى (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) قال ابن خروف: من مبتدأ، و (فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ) الخبر، والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقال الفراء في قراءة بعضهم (فشربوا منه إلا قليل منهم) إن (قليل) مبتدأ حذف خبره أي لم يشربوا، وقال جماعة في (إلا امرأتك) بالرفع إنه مبتدأ والجملة بعده خبر. وليس من الجمل المستثناة قولنا:
(ما مررت بأحد إلا زيد خير منه) لأن الجملة هنا حال من أحد باتفاق، أو صفة له عند الأخفش وفي نحو (ما علمت زيدا إلا يفعل الخير) فإنها مفعول به.
انتهت سورة «الغاشية» ويليها سورة «الفجر»

__________
(1) أو بمعنى قد للإخبار.
(2) جاز الابتداء بالنكرة لأنها وصفت.

(3) أو للاستثناء، و (من ضريع) نعت للمستثنى المقدّر أو للبدل المقدّر أي إلّا طعاما- أو طعام بالرفع- من ضريع.
(4) في الآية (2) من هذه السورة.
(5) أو هو الخبر و (راضية) نعت ثان. [.....]
(6) أو متعلّق بحال من لاغية أي جماعة لاغية فيها.

(7) وفي حاشية الجمل: «ينظرون تعدّى إلى الإبل ب (إلى) وتعدّى إلى (كيف خلقت..)
على سبيل التعليق، وقد تبدل الجملة وفيها الاستفهام من الاسم قبلها وإن لم يكن فيه استفهام.. وإذا علق العامل عمّا فيه استفهام لم يبق الاستفهام على حقيقته ... » اه.

(8) المنقطع من الضمير في (عليهم) ، أو المتّصل من مفعول ذكّر المقدّر أي ذكر عبادي.
(9) أو بمعنى لكن، ف (من) مبتدأ خبره جملة يعذّبه على زيادة الفاء، والجملة مستأنفة أو في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع على رأي ابن خروف.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-01-2025, 02:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,672
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة التين
الحلقة (575)
من صــ351 الى صـ 363



سورة الضحى
آياتها 11 آية
[سورة الضحى (93) : الآيات 1 الى 3]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3)

الإعراب:
(والضحى) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق بفعل أقسم (ما) نافية في الموضعين..
جملة: « (أقسم) بالضحى ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «سجي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما ودّعك ربّك ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «ما قلى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(2) سجي: فيه إعلال بالقلب، أصله سجو- مضارعه يسجو- بمعنى سكن باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وكان حقّه أن يرسم بالألف الطويلة (سجا) ولكنّ رسم المصحف جاء بالياء غير المنقوطة (سجي) ليناسب قراءة الإمالة..
(3) قلى: فيه إعلال بالقلب، أصله قلو- مضارعه يقلو- باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا وعلّة رسمه بالألف القصيرة كعلّة سجي..
وجاء في المصباح: قليت الرجل أقليه باب ضرب إذا أبغضته، ومن باب تعب لغة، فالألف واويّة وائيّة بآن معا.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَاللَّيْلِ إِذا سَجى» .
أي سكن أهله، على أنه من السجو وهو السكون مطلقا، والاسناد مجازي حيث أسند السكون إلى الليل وهو لأهله.
الفوائد:
- سبب نزول السورة:

اختلف العلماء في سبب نزول هذه السورة على ثلاثة أقوال:
1-
عن جندب بن سفيان البجلي قال: اشتكى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل (والضحى والليل إذا سجي) . وأخرجه الترمذي عن جندب قال كنت مع النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في غار، فدميت أصبعه، فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) :
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
قال: فأبطأ عليه جبريل، فقال المشركون: قد ودّع محمد، فأنزل الله عز وجل (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) .
وقيل: إن المرأة المذكورة في الحديث المتفق عليه، هي أم جميل، امرأة أبي لهب.
2-
قال المفسرون: سألت اليهود رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن الروح، وعن ذي القرنين وأصحاب الكهف، فقال: سأخبركم غدا، ولم يقل: إن شاء الله، فاحتبس الوحي عليه ثم نزل.

3-
قال زيد بن أسلم: كان سبب احتباس الوحي، أن جروا كان في بيته، فلما نزل عليه عاتبه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على إبطائه، فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة.
واختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه، فقيل: اثنا عشر يوما. وواضح أن الرواية الأولى أقوى في سبب النزول، وتتفق مع الواقع أكثر.
[سورة الضحى (93) : الآيات 4 الى 5]
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (5)

الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم في الموضعين (لك) متعلّق ب (خير) ، (من الأولى) متعلّق ب (خير) ..
جملة: «للآخرة خير ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم «1» .
وجملة: «سوف يعطيك ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم وجملة: «ترضى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعطيك.
[سورة الضحى (93) : الآيات 6 الى 8]
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (8)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (يتيما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة، ومفعول (آوى) مقدّر، وكذلك مفعولا (هدى، أغنى) ...

جملة: «لم يجدك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آوى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «وجدك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هدى» لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدك.
وجملة: «وجدك (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أغنى» لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدك (الثانية) .
الصرف:
(8) عائلا: اسم فاعل من عال يعيل باب ضرب وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلّة همزة بعد ألف فاعل، أصله عايل أي فقير..
البلاغة:
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى» .
حيث شبه الشريعة بالهدي، وعدم وجودها بالضلال، وحذف المشبه وأبقى المشبه به وهو الضلال.
[سورة الضحى (93) : الآيات 9 الى 11]
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)

الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أمّا) حرف شرط وتفصيل (اليتيم) مفعول به مقدّم عامله (تقهر) ، (الفاء) رابطة لجواب أمّا (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة في الموضعين (أمّا السائل فلا تنهر) مثل أمّا اليتيم فلا تقهر، (بنعمة) متعلّق ب (حدّث) ولا تمنع الفاء ذلك «2» ..
جملة: «جملة الشرط أمّا وجوابه» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان حالك كذلك يتما وضلالا وفقرا فمهما يكن الأمر فلا تقهر اليتيم ...
وجملتا الشرط وجواباهما التاليتان معطوفتان على الجملة الأولى.
وجملة: «تقهر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «تنهر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «حدّث ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الفوائد:
الإحسان إلى اليتيم والسائل:
في هاتين الآيتين توجيه رفيع، وخلق كريم، فهما تحضان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى ملاطفة اليتيم، وعدم زجر السائل. وهذا الخطاب ليس لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فحسب، وإنما هو لكل مؤمن.
روى البغوي بسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشرّ بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، ثم قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، ويشير بأصبعيه.
وعن سهل ابن سعد قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة الوسطى وفرج بينهما.
وأما عدم زجر السائل، فتتحقق فيه أعلى معاني الإنسانية، قال إبراهيم النخعي: السائل يريدنا إلى الآخرة، يجيء إلى باب أحدكم فيقول: هو توجهون إلى أهليكم بشيء؟ وقيل: السائل هو طالب العلم، فيجب إكرامه وإسعافه بمطلوبه، ولا يعبس في وجهه، ولا ينهر ولا يلقى بمكروه وعلى كل حال، فالسائل مهما كان نوع سؤاله، سواء سأل المال أم أي حاجة، أو سأل أن تدله على مكان، فإما أن تحقق له سؤاله إن أمكن، وإلا فقول معروف واعتذار.
انتهت سورة «الضحى» ويليها سورة «الإنشراح»

سورة الانشراح
آياتها 8 آيات
[سورة الشرح (94) : الآيات 1 الى 4]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لك) متعلّق ب (نشرح) ، (عنك) متعلّق ب (وضعنا) ، (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لوزرك (لك) متعلّق ب (رفعنا) .
جملة: «ألم نشرح ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «وضعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «أنقض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «رفعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.

البلاغة:
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» .
حيث شبه حاله (صلّى الله عليه وسلّم) وهو ينوء تحت ما يتخيله وزرا- وليس بوزر- بحال من أتعبه الحمل الثقيل، وبرح به الجهد والحر اللافح، فهو يمشي مجهودا مكدورا، يكاد يسقط من ثقل ما ينوء بحمله. ووضع الوزر كناية عن عصمته (صلّى الله عليه وسلّم) عن الذنوب وتطهيره من الأدناس. عبّر عن ذلك بالوضع على سبيل المبالغة في انتفاء ذلك، كما يقول القائل: رفعت عنك مشقة الزيارة، لمن لم يصدر منه زيارة، على طريق المبالغة في انتفاء الزيارة منه.
[سورة الشرح (94) : الآيات 5 الى 6]
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ في الموضعين..
جملة: «إنّ مع العسر يسرا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ مع العسر يسرا (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
الفوائد:
- لن يغلب عسر يسرين:
تكرر اليسر لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء،
قال الحسن: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أبشروا فقد جاءكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين وقال ابن مسعود: لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر، حتى يدخل عليه ويخرجه. إنه لن يغلب عسر يسرين.
قال المفسرون، في معنى قوله: لن يغلب عسر يسرين: إن الله تعالى كرر لفظ العسر، وذكره بلفظ المعرفة، وكرر اليسر بلفظ النكرة. ومن عادة العرب، إذا ذكرت اسما معرفا، ثم أعادته، كان الثاني هو الأول وإذا ذكرت اسما نكرة، ثم أعادته، كان الثاني غير الأول. وقال بعضهم، إن مع العسر الذي في الدنيا للمؤمن يسرا في الآخرة. وربما اجتمع اليسران: يسر الدنيا وهو ما ذكره في الآية الأولى، ويسر الآخرة وهو ما ذكره في الآية الثانية. فقوله: لن يغلب عسر يسرين، أي إن عسر الدنيا لن يغلب اليسر الذي وعده الله المؤمنين في الدنيا واليسر الذي وعدهم في الآخرة، وإنما يغلب أحدهما، وهو يسر الدنيا. فأما يسر الآخرة، فدائم أبدا غير زائل. قال القشيري كنت يوما في البادية، بحالة من الغم، فألقي في روعي بيت شعر فقلت:
أرى الموت لمن أصب---- ... ح مغموما له أروح
فلما جنّ الليل سمعت هاتفا يهتف في الهواء:
ألا يا أيها المرء ... الذي الهمّ به برّح وقد أنشد بيتا لم
يزل في فكره يسنح إذا اشتد بك العسر ... ففكر في ألم نشرح فعسر بين يسرين
إذا أبصرته فافرح
قال: فحفظت الأبيات ففرج الله عني.

[سورة الشرح (94) : الآيات 7 الى 8]
فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (الواو) عاطفة (إلى ربّك) متعلّق ب (ارغب) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر.

جملة: «فرغت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انصب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ارغب ... » جواب شرط مقدّر أي: إن دعتك الحاجة إلى مسألة فارغب إلى ربّك فيها.
انتهت سورة «الشرح» ويليها سورة «التين»

سورة التّين
آياتها 8 آيات
[سورة التين (95) : الآيات 1 الى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)
ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5)

الإعراب:
(والتين) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (هذا) اسم إشارة في محلّ جرّ معطوف على التين، (البلد) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- مجرور (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (في أحسن) متعلّق بحال من الإنسان (ثم) للعطف (أسفل) حال منصوبة من ضمير الغائب (في رددناه) «4» ..

جملة: « (أقسم) بالتين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «رددناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(1) التين: اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعل بكسر فسكون.
(الزيتون) ، اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعلون بفتح فسكون.
(2) سينين: اسم علم لجبل بعينه في مصر، قيل معناه المبارك، وزنه فعليل بكسر الفاء وسكون العين.
(4) تقويم: مصدر قياسيّ للرباعيّ قوّم، وزنه تفعيل، معناه التعديل والاستقامة.
[سورة التين (95) : آية 6]
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)

الإعراب:
(إلّا) للاستثناء «5» ، (الذين) موصول في محلّ نصب مستثنى«6»»
، (الفاء) زائدة (لهم) متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع.
جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لهم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

[سورة التين (95) : آية 7]
فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام للإنكار في محلّ رفع مبتدأ (بعد) ظرف مبني على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يكذّبك) «7» ، (بالدين) متعلّق ب (يكذّبك) .
جملة: «ما يكذّبك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة
الالتفات: في قوله تعالى «فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ» .
خطاب للإنسان على طريقة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، لتشديد التوبيخ والتبكيت، أي فما يجعلك كاذبا بسبب الجزاء وإنكاره بعد هذا الدليل.

[سورة التين (95) : آية 8]
أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (8)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (أحكم) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس.
جملة: «أليس الله بأحكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(أحكم) ، اسم التفضيل من الثلاثيّ حكم بمعنى قضى، وزنه أفعل.

الفوائد:
- ذكر ما لا يتعلق من حروف الجر:
يستثني من قولنا: «لا بد لحرف الجر من متعلق» الحرف الزائد كالباء ومن في قوله تعالى (وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً) (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) ، وذلك لأن معنى التعلق الارتباط المعنوي، والأصل أن أفعالا قصرت عن الوصول إلى الأسماء فأعينت على ذلك بحروف الجر. والزائد إنما دخل في الكلام تقوية له وتوكيدا، ولم يدخل للربط. وقول الحوفي إن الباء في قوله تعالى (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) متعلقة وهم، نعم يصح في اللام المقوية أن يقال إنها متعلقة بالعامل المقوّي، كقوله تعالى (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) و (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) و (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) لأن التحقيق أنها ليست زائدة محضة، لما تخيل في العامل من الضعف الذي نزله منزلة القاصر، ولا معدية محضة لاطراد صحة إسقاطها، فلها منزلة بين المنزلتين.
انتهت سورة «التين» ويليها سورة «العلق»

__________
(1) في الآية (3) من السورة وأتي باللام لأنّ الكلام مثبت بعد منفيّ.

(2) لأن الفاء في حكم الزائدة، أو لأنها متأخرة من تقدّم. [.....]
(3) إنّ خلوّ (يسرا) الثاني من الضمير أو (ال) يجعله مغايرا ل (يسرا) الأول، ومن هنا جاء مفهوم الاستئناف.
(4) أو هو ظرف منصوب متعلّق ب (رددناه) بحذف موصوف أي مكانا أسفل.
(5) أو بمعنى لكن.
(6) والنصب على الاستثناء المتّصل أو المنقطع بحسب الآراء المختلفة في تفسير الآية الكريمة.. وهو مبتدأ إن كان (إلّا) بمعنى لكن خبره جملة لهم أجر بزيادة الفاء.

(7) انقطع الظرف عن الإضافة لفظا لا معنى فبني على الضمّ، وأصل الكلام: ما يكذّبك بعد ذكر خلق الإنسان وردّه ...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 222.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 219.29 كيلو بايت... تم توفير 3.09 كيلو بايت...بمعدل (1.39%)]