تفسير قوله تعالى: { ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5016 - عددالزوار : 2149268 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4598 - عددالزوار : 1429419 )           »          كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 10 )           »          كتاب الصيام من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 75 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52287 )           »          تعجيل الزكاة قبل وجوبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          نسيان تكبيرة الإحرام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حُكم من حَنَثَ في اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيفية أداء صلاة الفجر بعد الشروق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المعينات على حفظ العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2024, 01:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,186
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير قوله تعالى: { ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم

تفسير قوله تعالى

﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ... ﴾

سعيد مصطفى دياب


قوله تعالى: ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 113 - 115].

لَمَّا وَصَفَ اللهُ تَعَالَى أَهْلَ الْكِتَابِ بِالصِّفَاتِ الْمَذْمُومَةِ فِي الْآيَةِ الْسَّابِقَةِ فكان الحكم عامًّا في كلِ أَهْلِ الْكِتَابِ، ذَكَرَ في هَذِهِ الْآيَةَ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ لَيْسُوا مُسْتَوِينَ في الحكمِ.

﴿ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ ﴾: مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ طائفةٌ قَائِمَةٌ أي: مَوْصُوفَةٌ بالصَّلاحِ والاستقامةِ، و﴿ قَائِمَةٌ ﴾؛ أي: مستقيمةٌ عادلةٌ، من أقمت العود فقام، بمعنى استقام.

قَالَ مَالِكٌ: يَعْنِي: قَائِمَةً بِالْحَقِّ، يُرِيدُ قَوْلًا وَفِعْلًا، وهم الذين مَاتُوا قَبْلَ أن يُدْرِكُوا شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ، أَوْ أَدْرَكُوا شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ فآمَنُوا بِكِتَابِهِم وَآمَنُوا بِالْقُرْآنِ.

﴿ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾: يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ فِي سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَهِيَ آنَاؤُهُ فِي صَلَاتِهِمْ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ يَسْجُدُونَ فِيهَا.

وفي الكلام إيجاز بالحذف تقديره: مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ وَمِنْهُمْ أُمَّةٌ مَذْمُومَةٌ، واقتصرَ على ذِكْرِ الأُمَّةِ القَائِمَةِ؛ لأَنَّ ذِكْرَ أَحَدِ الضِّدَّيْنِ يُغْنِي عَنْ ذِكْرِ الْآخَرِ؛ كما قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:


دَعَانِي إِلَيْهَا الْقَلْبُ إِنِّيَ لَامْرُؤٌ
مُطِيعٌ فَلَا أَدْرِي أَرُشْدٌ طِلَابُهَا









وَالتَّقْدِيرُ: (أَرُشْدٌ طِلَابُهَا أَمْ غَيٌّ) فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الرُّشْدِ عَنْ ذِكْرِ الْغَيِّ.

﴿ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾: يُصَدِّقُونَ بِاللَّهِ تَعَالَى ويوحدونه، وَيُصَدِّقُونَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوتِ والحسابِ والجزاءِ، وَيَأْتمُرُونَ فيما بينهم بِالْمَعْرُوفِ وَيَتنَاهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيَبَادِرُونَ إِلى فِعْلَ الْخَيْرَاتِ يبتغون الأجرَ من اللَّهِ تَعَالَى.

﴿ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾: ومن كانت هَذِهِ صِفَاتُهُمْ فهُمْ مِنْ جُمْلَةِ الصَّالِحِينَ؛ لأنها صفاتٌ حميدةٌ، وخصالٌ مَرْضِيةٌ.

﴿ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ﴾: وَسُمِّيَ مَنْعُ الْجَزَاءِ كُفْرًا، لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْجَحْدِ وَالسَّتْرِ، لأَنَّ الْكُفْرَ فِي اللُّغَةِ هُوَ السَّتْرُ.

وَقد عدِّي تَكْفُرُونِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ: أَحَدُهُمَا نَائِبُ الْفَاعِلِ، والثاني: الهاء؛ والأصلُ أَنَّ شَكَرَ وَكَفَرَ لَا يَتَعَدَّيَانِ إِلَّا إِلَى مَفْعُولِ وَاحِدٍ، يُقَالُ: شَكَرَ النِّعْمَةَ وَكَفَرَهَا؛ لِأَنَّ الْفِعْلَ كَفَرَ هُنا ضُمِّنَ مَعْنَى الْحِرْمَانِ.

﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾: خصَّ الله تعالى الْمُتَّقِينَ هنا بأنه عليم بهم مَعَ أَنَّهُ عَلِيمٌ بجميعِ خلقهِ، للدَلَالَةِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَفُوزُ عِنْدَهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ.

وهذه الآيات السابقة كقَولِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 199].

الأَسَالِيبُ البَلَاغِيةُ:
من الأَسَالِيبِ البَلَاغِيةِ في هَذِهِ الْآيَاتِ: حذف الاختصار في قوله: ﴿ ليْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ..... ﴾، فذكر أُمَّةً واحدةً ولم يذكر بعدها أخرى، وسواء تأتي للمعادلة بين اثنين فما زاد، والتقدير: وأمة على خلاف ذلك.

وحذفٌ في قوله تعالى: ﴿ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ..... ﴾ تقديره قَائِمَةٌ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى.

والْمُقَابَلَةُ في: ﴿ يَأْمُرُونَ ﴾، وَ﴿ يَنْهَوْنَ ﴾، وَ﴿ الْمَعْرُوفِ ﴾، وَ﴿ الْمُنْكَرِ ﴾.

والتضمين في قوله: ﴿ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ﴾، ضُمِّنَ الْفِعْلُ كَفَرَ هُنا مَعْنَى الْحِرْمَانِ.

الإِشارة بالبعيد في: ﴿ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾؛ لبيان علو منزلتهم، وارتفاع مكانتهم.

والاختصاص في قوله: ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]