غنيمة الشتاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 زيوت طبيعية لترطيب الشفاه فى الصيف.. خليها ناعمة طول الوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          4 قواعد مهمة لتربية طفل واثق من نفسه ويتعامل بدون خوف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          طريقة عمل سلطة العدس الأسود بالتونة والأفوكادو فى طبق واحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          العناية بالبشرة قبل النوم مش رفاهية.. اعرفى الروتين الأنسب لنوع بشرتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تخلص من الغيرة.. 5 خطوات بسيطة لحياة أكثر سعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          5 أفكار لاستخدام الموز الناضج.. من السموزى للآيس كريم للعناية بجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          6 أسرار لمكياج احترافى ومشرق على طريقة عارضات الأزياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          مشروبات لطلاب الثانوية تساعد على التركيز.. بعد التحذير من مشروبات الطاقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          طريقة عمل كيكة السميد بالحليب.. مثالية مع فنجان القهوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ما تسيبش الندم ياكل عمرك.. 4 خطوات للتغلب عليه وقبول قراراتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-12-2024, 08:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,091
الدولة : Egypt
افتراضي غنيمة الشتاء

غنيمة الشتاء

ساير بن هليل المسباح

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون:
جاء في سنن أبي داود: ((أن أُسَيدَ بنَ حُضيرٍ رضي الله عنه كان رجلًا ضاحكًا مليحًا، فبينا هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدِّث القوم ويُضحكهم، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعه في خاصرته، فقال: أوجعتني، قال: اقتصَّ، قال: يا رسول الله، إن عليك قميصًا، ولم يكن عليَّ قميص، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، فاحتضنته، ثم جعل يُقبِّل كَشْحَهُ - أي خاصرته - فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، أردت هذا)).

ولما كانت غزوة بدر، اصطفَّ المسلمون لمواجهة عدوِّهم، وتفقَّد النبي صلى الله عليه وسلم صفوفَ جيشه، وفي يده عصًا يعدل بها اعوجاج الصفوف، فمرَّ بسواد بن غزية، وكان خارجًا عن الصف، فطعنه بالعصا في بطنه وقال له: ((استوِ يا سواد، فقال سواد: يا رسول الله، قد أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأقِدْني))؛ والمعنى: اجعلني أقتصُّ منك، ((فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه، وقال له: استقد يا سواد، فاعتنقه سواد وقبَّل بطنه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على هذا يا سواد؟ فقال: يا رسول الله، قد حضر ما ترى، فأردت إن أنا قُتلتُ أن يكون آخر عهدي من الدنيا أن يَمَسَّ جلدي جلدَك، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بخير، وقال له: استوِ يا سواد))؛ [رواه أبو نعيم، وصححه الألباني].

هاتان قصتان يُؤخَذ منهما عِبَرًا كثيرة، والذي يُهِمُّنا هنا استغلال الصحابة رضي الله عنهم للفرص التي تلوح لهم للتقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، والمبادرة لأجل ذلك.

بل قد جاء عن بعضهم الندمُ؛ لأنه لم يستغل فرصة لاحت له ليقترب من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه ليأكل معه فاعتذر بأنه صائم، ثم ندم بعد ذلك، وقال: "ليتني أكلت من طعام النبي صلى الله عليه وسلم".

أيها المسلمون: إن اقتناص فرص العبادة وأوقات الطاعة مما ينبغي أن يكون همًّا للمؤمن، فلا يفوِّتها أو يتركها، ثم يتحسَّر بعد ذلك.

وإن بين أيدينا غنيمةً يغفُل عنها كثير من الناس، ولا يهتمون لها لأسباب كثيرة؛ أهمها: الغفلة عن همِّ التقرب لله تعالى؛ تلك الغنيمة هي أيام الشتاء التي نعيشها ونحياها الآن، وكان السلف يُسمُّونها الغنيمة الباردة، فنهارُه قصير، وليلُه طويل، وجوُّه معتدلٌ، وهل يطمع المؤمن العابد المتقرِّب إلى الله تعالى بأحسن من هذا؟ فالنهار يقضيه المؤمن في الصيام، وكم جاءت من الأحاديث في فضل الصيام وثوابه! ومن أشهرها قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: ((من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفًا))، وقول الرب تبارك وتعالى في الحديث الذي أخرجه البخاري: ((كلُّ عمل ابنِ آدم له إلا الصومُ؛ فإنه لي وأنا أجزي به))؛ هذا في النهار.

أما في الليل، فهو محراب العابدين، وموضع تفاضُلِ الصالحين، فلا بد من الإكثار من صلاة الليل والقيام بين يدي الله تعالى، فهل ما زلت تصلي من الليل ركعةً أو ثلاث ركعات، يستوي لديك ليلُ الشتاء الطويل، وليل الصيف القصير؟

ماذا يضر المرء لو زاد في صلاته عددًا من الركعات، يزيد معها عدد السور والآيات التي يقرؤها في صلاته؟

لماذا لا يخوض المرء تجرِبةَ الوقوف الطويل بين يدي الله تعالى، ويقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد نُقِل عنه أنه كان يطيل الوقوف في صلاته حتى تتورَّمَ قدماه؟

ويقول لعائشة رضي الله عنها فيما رواه ابن حبان وصححه الألباني: ((يا عائشةُ، ذَرِيني أتعبَّد ربي)).

وهو النبي الذي غَفَرَ الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما حاجته للعبادة والإكثار منها، وقد ضمِن الله له مكانه في الجنة، وفضَّله على جميع خَلْقِهِ.

إنه درسٌ منه صلى الله عليه وسلم لأُمَّتِهِ أنَّ موقفَ المؤمن وشرفَه ورفعةَ درجته هو في الوقوف بين يدي الله تعالى وتذلله وانكساره أمام خالقه.

أيها المسلمون، كان من فِعْلِ السلف رضي الله عنهم أنهم يقرؤون القرآن في ليلة واحدة، كما جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وغيره.

وهو أمر لا يُعَدُّ صعبًا ولا مستحيلًا، فاليوم يقرأ حفظة القرآنِ القرآنَ كاملًا في تسع ساعات، في الأيام التي تُسمَّى الأيام القرآنية في الجوامع والمساجد ومراكز التحفيظ، فما الذي يمنع المؤمن أن يفعل هذا الأمر ولو لمرة واحدة في حياته، وهذه ليالي الشتاء الطويلة تساعده في ذلك؟

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب وإثم وخطيئة، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره، واتبع سنته إلى يوم الدين؛ أما بعد أيها المسلمون:
فيأتي الشتاء ويعُدُّ له الناس عُدَّة خاصةً، تختلف عن غيره من الفصول، فتُبنَى في أيامه المخيمات، وتُوقَد في لياليه النيران، ويخرجون يتنزهون هنا وهناك.

فلماذا يكون المؤمن حريصًا على اغتنام متعته الدنيوية، مع ما تكلفه من أموال وانتقال ومشقة وبُعْدٍ عن أهله وأبنائه؟

وتأملوا جيدًا لأولئك القوم المشغولين بالصيد ومطاردة الطيور من مكان إلى آخر، ومن بلد قريب إلى ما هو أبعد منه، لا يُضيِّعون مواسم الصيد، ولا يتخلَّفون عنها ابتغاءَ متعةٍ زائلةٍ وفائدة فانية.

أيها المسلمون:
إن الموفَّق من وفَّقه الله تعالى لعبادته وابتغاء مرضاته، واغتنام مواسم طاعته والقرب منه، ويفعل المسلم من الطاعات أضعافَ ما يفعله في بقية الأيام، فليست الأيام القصيرة مثل الأيام الطويلة، ولا الأجواء المعتدلة مثل الأجواء المتقلبة، والأيام هي الأيام.

وإن أهم ما يُميِّز الصالحين عن غيرهم لا كثرة العبادات ولا تعدد الطاعات، وإنما الذي يميزهم هي تلك النار المشتعلة في صدورهم التي تدفعهم لفعل الطاعات بحبٍّ ورضًا، ويتسابقون في مواسم الفضل كما يتسابق الناس في مواسم التخفيضات؛ ابتغاءَ قِلَّةِ الأسعار، وتوفير الأموال.

فلا يخلو إنسانٌ من نار في صدره تدفعه باتجاه ما وتحُثُّه للمسارعة فيه قبل غيره، والسعيد من كانت الآخرة همَّه، فما يجيء موسم من مواسم الطاعات إلا وقد أخذ منه قدر ما يستطيع، ولن يعرف المرء قيمة هذه الأيام التي يحياها، والأنفاس التي يتنفسها إلا ساعةَ يُوسَّد في قبره، ويُحال بينه وبين العمل: ﴿ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].

نسأل الله تعالى أن يوفِّقنا لطاعته ومرضاته، وأن يَحُول بيننا وبين معصيته وعذابه.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، وانصر عبادك المجاهدين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعَفاف والغِنى، اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ عملٍ يقربنا إلى حبك، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم احفظنا بحفظك، ووفِّقنا إلى طاعتك، وارحمنا برحمتك، وارزقنا من رزقك الواسع، وتفضَّل علينا من فضلك العظيم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.

اللهم أصلح إمامنا وليَّ أمرنا، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين، وفجور الفاجرين، واعتداء المعتدين.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.62 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]