حكم طلب العلم الشرعي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 510 - عددالزوار : 125054 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 593 - عددالزوار : 199623 )           »          المرور بين يدي المصلي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          نصيحة لمن ترك الجمعة والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الزيادة في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3093 - عددالزوار : 353469 )           »          تحريم الخوف دون الطبيعي من غير الله تبارك وتعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الصدقات تطفئ غضب الرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          السلام النفسي في فريضة الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الدرس السابع والعشرون: حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-12-2024, 02:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,393
الدولة : Egypt
افتراضي حكم طلب العلم الشرعي

حكم طلب العلم الشرعي

د. لمياء عبدالجليل سيد


العلم بالأحكام الشرعية إما أن يكون فرضَ عينٍ، وإما أن يكون فرض كفاية، إذا علِمه البعض سقط عن الباقين.

انطلاقًا من قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5].

قال ابن أبي زيد القيرواني: طلب العلم فريضة عامة يحملها من قام بها إلا ما يلزم الرجل في خاصة نفسه؛ كالتوحيد، والوضوء، والصلاة، والصوم، والحج، والبيع والشراء، فإنه فرضُ عينٍ لا يحمله أحد عن أحد.

والعلم الذي يجب على الإنسان أن يتعلمه هو كل ما يحتاج إليه؛ فقد جاء في [جامع بيان العلم وفضله، لابن عبدالبر (1/ 52، 53)، ط الزهيري]: "قال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله: طلب العلم واجب، ولم يصحَّ فيه الخبر، إلا أن معناه: أن يلزمه طلبُ علمِ ما يحتاج إليه من وضوئه وصلاته وزكاته، إن كان له مال، وكذلك الحج وغيره، قال: وما وجب عليه من ذلك لم يستأذن أبويه في الخروج إليه، وما كان منه فضيلة لم يخرج إلى طلبه حتى يستأذن أبويه".

وقد روى الإمام ابن أبي حاتم الرازي في [آداب الشافعي ومناقبه ص: 244] عن الربيع بن سليمان، قال: "سمعت الشافعي يقول: إنما العلم علمان: علم الدين، وعلم الدنيا، فالعلم الذي للدين هو: الفقه، والعلم الذي للدنيا هو: الطب، وما سوى ذلك من الشعر ونحوه، فهو عناء أو عيب.

وروى عنه قوله: لا تسكُننَّ بلدًا لا يكون فيه عالم يُفتيك عن دينك، ولا طبيب يُنبئك عن أمر بدنك"؛ [انتهى].

وهناك من العلم ما هو فرض كفاية إذا علِمه البعض، سقط عن الباقين؛ قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ﴾ [التوبة: 122].

هذه الآية دلالة على وجوب طلب العلم، وأنه مع ذلك فرض على الكفاية؛ لِما تضمنت من الأمر بنفر الطائفة من الفرقة، وأمر الباقين بالقعود؛ لقوله: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ﴾ [التوبة: 122]؛ ا.هـ.

وإذا علِمنا مما سبق أن العلم بالأحكام الشرعية واجبٌ على كل مكلَّف فيما يحتاج إليه من العبادات والمعاملات، فيجب علينا أن نعلَم أنَّ تعلُّم العلم ليس له وقت محدد، وأن أفضل وقت لتعلم العلم الشرعي هو وقت الصغر؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يهتم بالأطفال، ويعتني بهم، ويعلمهم الأدب حتى طريقة الأكل والشرب وغير ذلك؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة عندما رآه يأكل وتَطِيشُ يده في الصحفة: ((يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك))؛ [متفق عليه]، وقوله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما: ((يا غلام، إني أعلمك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعتِ الأقلام، وجفَّت الصحف))؛ [رواه الترمذي].

وقد جاء في (الفواكه الدواني) تنبيهان:
الأول: ينبغي لمن له ولاية على صغيرٍ الرفقُ به، فلا يكلفه من العمل ما لا يُطيقه، قاله في سماع أشهب من كتاب الجامع، قال: وسمعته يسأل عن صبي ابن سبع سنين جمع القرآن، قال: ما أرى هذا ينبغي، قال ابن رشد: إنما قال هذا لا ينبغي؛ من أجل أن ذلك لا يكون إلا مع التشديد عليه في التأديب والتعليم، وهو صغير جدًّا، وترك الرفق به في ذلك، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله رفيق، ويُحبُّ الرِّفق من الأمر كله)).

الثاني: أول من جمع الأولاد في المكتب عمر بن الخطاب، وأمر عامر بن عبدالله الخزاعي أن يلازمهم للتعليم، وجعل رزقه من بيت المال، وكان منهم البليد، والفهيم، فأمره أن يكتب للبليد في اللوح، ويلقِّن الفهيم من غير كتب، وكان عمر رضي الله عنه يُشهدهم على الأمور التي يخاف عليها الانقطاع بطول الزمان؛ كالنسب، والجنس، والولاء، فسألته الأولاد أن يشرع لهم التخفيف، فأمر المعلِّم بالجلوس بعد صلاة الصبح إلى الضحى العالي، ومن صلاة الظهر إلى صلاة العصر، ويستريحون بقية النهار، إلى أن خرج إلى الشام عام فتحها فمكث شهرًا، ثم إنه رجع إلى المدينة وقد استوحش الناس منه، فخرجوا للقائه فتلقَّاه الصغار على مسيرة يوم، وكان ذلك يوم الخميس فباتوا معه، ورجع بهم يوم الجمعة، فتعِبوا في خروجهم ورجوعهم، فشرع لهم الاستراحة في اليومين المذكورين، فصار ذلك سُنَّة إلى يوم القيامة، ودعا بالخير لمن أحيا هذه السنة، ودعا بضيق الرزق لمن أماتها.

وقد بيَّنت دار الإفتاء المصرية أن تعلُّم العلم الشرعي ونشره أثَّر في تحقيق الأمن الفكري؛ فالعلم الشرعي المؤسَّس على الكتاب والسُّنَّة من شأنه أن يُهذِّب النفوس، ويُطهِّر القلوب، ويحمل صاحبه على تعظيم حقوق العباد، وحفظ مصالحهم على اختلاف أديانهم وأعراقهم، ويمنعه عن الإقدام على هَتْكِ الحرمات، وارتكاب المظالم والموبقات، وهو يمنع من التطرف والعنف ابتداءً، كما أنه من أعظم الأسباب الْمُعينة على علاج هذه الظاهرة المدمِّرة، وحمل من تلبَّس بشيء منها على التوبة وعدم المعاودة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.42 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]