|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() الإعلام في رمضان: القنوات الفضائية نموذجاً! إذا كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعونه بقية شهور السنة أن يتقبل منهم الصيام والقيام، فإن القنوات الفضائية تعد العدة لرمضان القادم بمجرد انتهاء رمضان الحالي! فالصائم يبدأ يومه في رمضان مع القنوات الفضائية بالنوم عن صلاة الفجر في جماعة؛ حيث ينادي بها في المساجد، بعد سهر طويل في تقليب القنوات الفضائية حتى الساعات الأولى من الفجر، ثم ينام بعدها ليستيقظ بعد شروق الشمس، فيصلي صلاة متعجل، ينقر الصلاة نقر الغراب للدم، مشغولاً بما رأى في الشاشة من مشاهد ومواقف تئد الحياء، وتفسد القلب، فإن كان له عمل ذهب إليه وقد طبع في قلبه ما رأى من تلك الشاشات، وإن لم يكن له عمل واصل يومه بين تقليب القنوات والنوم ومجالس اللعب والغفلة، إلى أن يفطر! والعجيب أن هذه القنوات تركز على الوقت الذي يستجاب فيه الدعاء بعد الإفطار مباشرة؛ إذ تجعله وقتاً للضحك والطرب، فيفوِّت الصائم على نفسه بذلك دعوة لا ترد! إن القنوات الفضائية - باستثناء الإسلامية منها - تختزل مفهوم الصيام في صيام الجوع والعطش؛ ليغيب صيام الجوارح، وتختفي معاني الصبر والتقوى والاحتساب، وتصوِّر بذلك رمضان ضيفاً ثقيل الدم لا بد من بذل الأسباب التي تجعله يعجل بالرحيل! وإذا كان مردة الشياطين من الجن قد صُفِّدوا في رمضان، فإن مردة شياطين الإنس القائمين على هذه القنوات ما زالوا أحراراً طلقاء، يُعْمِلون معاولهم في هدم القيم والأخلاق، وتفريغ رمضان من محتواه الإيماني، ليصبح المشاهد أسيراً لها، راغباً في الشهوات، عاجزاً عن الخير؛ فينسلخ رمضان وقد خرج منه بحصيلة وافرة من السيئات، في مقابل بضاعة كاسدة من الحسنات؛ فيُخشى أن يكتب من الأشقياء حين ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم : (جاءني جبريل عليه السلام، فقال: شقي عبد أدرك رمضان، فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين) (صحيح الترغيب: 1679). وإن كان ثمة ما نختم به هذا المقال، فهو ثلاث وصايا، إحداها للصائم، والثانية للقنوات الفضائية، والثالثة للدعاة والمصلحين. أما وصيتنا للصائم، فإننا نقول له: إن رمضان فرصة قد لا تُعوَّض أبداً للعتق من النيران والفوز بجنة الرضوان، فكم من صائمين معنا في العام الماضي وهم اليوم تحت أطباق الثرى؛ فالعاقل من اتعظ بغيره، ودان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني. ووصيتنا للقائمين على أمر القنوات الفضائية أن يتقوا الله -عز وجل- في المشاهدين، وألا يبيعوا دينهم بعرض زائل وربح لا يدوم، فلينشروا عبر هذه القنوات الفضيلة والخير؛ حتى يفوزوا بأجري الدنيا والآخرة، وتكون هذه القنوات صدقة جارية لهم، بدلاً من نشر الرذائل والصوارف عن دين الله جل وعلا؛ فيحملوا أوزارهم وأوزار غيرهم ممن أضلوهم، وليذكروا وعيده سبحانه وتعالى حين يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النور: 19). ووصيتنا للدعاة والمصلحين أن يدخلوا حقل الإعلام بقوة، فينشئوا مزيداً من القنوات الهادفة، مصطحبين معهم التخطيط والتجويد، وأن يستعينوا بأحدث وسائل الإعلام وأساليبه؛ ليعرضوا بضاعتهم في أبهى الصور وأروع الحُلَل المباحة، وليثقوا أن بضاعتهم رائجة لن تبور في مقابل البضاعة المزجاة للقنوات الفضائية الفارغة التي تعرض غثاءها في ثوب زاهٍ، ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، مستحضرين قول الله جل وعلا: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} (الرعد: 17). اعداد: علي صالح طمبل
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |