معنى لفظ الجلالة (الله): فائدة من كتاب (إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصف من الأحكام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصحبة الصالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فوائد من قصة يونس عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ثمرات الابتلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نهي العقلاء عن السخرية والاستهزاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فتنة المسيح الدجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          معجزة الإسراء والمعراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيف أتعامل مع ابني المدخن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حقوق الأخوة في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الأقصى: فضائل وأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الشباب أمل وألم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2025, 12:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,210
الدولة : Egypt
افتراضي معنى لفظ الجلالة (الله): فائدة من كتاب (إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصف من الأحكام

معنى لفظ الجلالة (الله)

فائدة من كتاب (إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصف من الأحكام والوصف)

أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب

الحمد لله. يُعَدُّ كتاب "إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصف من الأحكام والوصف" من أبرز مؤلفات الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد عبدالرحمن النقيب، الأستاذ بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كلية التربية، جامعة المنصورة، مصر، والمشرف على دار طابة للنشر والترجمة. يتناول الكتاب تفسيرًا عميقًا لسورة الصف، مسلطًا الضوء على معانيها الإيمانية وأحكامها الشرعية، ومُبرِزًا أهمية فهم أسماء الله الحسنى في تعزيز العقيدة الإسلامية.

في هذا المقال، نستعرض إحدى الفوائد المستخلصة من هذا الكتاب القيم، حيث يوضح المؤلف حفظه الله معنى لفظ الجلالة "الله"، مبينًا أنه الاسم المحبوب إلى قلب كل مُوحِّد، واسم ذات ربنا الكريم، يتناول الدكتور النقيب الآراء المختلفة حول اشتقاق هذا الاسم، مرجِّحًا أنه مشتق من الفعل "أله" بمعنى عبد؛ مما يدل على أن "الله" هو المعبود بحق الذي يستحق العبادة.

قال المصنف - حفظه الله-: أما لفظ الجلالة (الله) فهو الاسم المحبوب إلى قلب كل موحِّد، اسم ذات ربنا الكريم. واختلف هل هو عَلَم جامد؛ أي: غير مشتق، أم هو عَلَم مشتق. ثم إن كان مشتقًّا، فمن أي مادة كان اشتقاقه، أهو من (أَله) بمعنى عبد، أم من (وله) بمعنى فزع، أم من (لاه ليهًا)؛ أي: استقر أو علا أو ارتفع[1].

والذي تطيب إليه النفس وتعتقد: أنه عَلَم مشتق من الفعل (أله) بمعنى عبد، ومنه قوله تعالى (ذاكرًا) قول الملأ من قوم فرعون لفرعون: ﴿ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ﴾ [الأعراف: 127] على القراءة الأخرى[2]، والمعنى: ويترك عبادتك؛ إذ كان فرعونيُعبد ولا يَعْبد، بهذه القراءة [3].

ومنه قول رؤبة بن الحجاج:
لله در الغانيات المُدَّه[4]
سبحن واسترجعن من تألهي





أي من عبادتي. فلفظ الجلالة (الله) علم مركب من (الـ + إله) و(إله: على وزن فعال) بمعنى مفعول، وهذا معروف عند الصرفين فيما يسمونه بـ (تبادل الصيغ)، مثل: كتاب بمعنى مكتوب[5].

إذن ((الإله)) هو المعبود بحق الذي يستحق العبادة، لا القادر على الاختراع دون غيره[6] – كما ذهب الفلاسفة ونحوهم – حيث قضوا أعمارهم في إثبات واجب الوجود، ويعنون الرب العظيم، وهذا المعنى أثبته مشركو العرب قبلهم بقرون، قال الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [لقمان: 25]. ويقول تعالى عنهم: ﴿ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ * بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ ﴾ [المؤمنون: 84- 91]، وغير ذلك من الآيات.

إذن فلا بدَّ من فهم هذه الكلمة العظيمة الدالة على الذات العلية عزّ في علاه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -: "(الإله): هو المعبود المطاع، فإن الإله هو المألوه، والمألوه هو الذي يستحق أن يعبد هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المحبوب غاية في الحب، المخضوع له غاية الخضوع فإن الإله هو المحبوب المعبود الذي تألهه القلوب بحبها، وتخضع له وتذل له، وتخافه وترجوه، وتنيب إليه في شدائدها، وتدعوه في مهماتها، وتتوكل عليه في مصالحها، وتلجأ إليه وتطمئن بذكره، وتسكن إلى حبه، وليس ذلك إلا لله وحده، ولهذا كانت (لا إله إلا الله) أصدق الكلام، وكان أهلها أهل الله وحزبه، والمنكرون لها أعداءه وأهل غضبه ونقمته، فإذا صحت صح بها كل مسألة وحال وذوق، وإذا لم يصححها العبد، فالفساد لازم في علومه وأعماله.

وقال ابن القيم: (الإله: هو الذي تألهه القلوب محبة وإجلالًا، وإنابةً وإكرامًا وتعظيمًا، وذلًّا وخضوعًا، وخوفًا ورجاءً وتوكلًا)، وقال ابن رجب: الإله: هو الذي يُطاع فلا يعصى هيبةً له وإجلالًا، ومحبةً وخوفًا ورجاءً، وتوكلًا عليه، وسؤالًا منه، ودعاء له، ولا يصلح هذا كله إلا لله عز وجل، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية، كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول (لا إله إلا الله) ونقضًا في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق، بحسب ما فيه من ذلك[7].

في الختام، يُذكّر الدكتور أحمد النقيب حفظه الله بأهمية فهم هذه الكلمة العظيمة الدالة على الذات العلية عزَّ وجلَّ، مستشهدًا بأقوال العلماء التي تؤكد أن الإله هو المعبود المطاع، الذي تألهه القلوب بحبها وخضوعها، ولا يصلح هذا كله إلا لله عز وجل.

نُشِر هذا الكتاب "إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصفِّ من الأحكام والوصف" ضمن إصدارات دار طابة للنشر والترجمة، التي تهدف إلى رفع المستوى الثقافي والمعرفي للقارئ العربي والمسلم، وتعمل تحت إشراف فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد عبدالرحمن النقيب، سعيًا لتقديم محتوى علمي موثوق به يسهم في تنمية الوعي الديني والفكري.


[1] انظر هذا الخلاف عند القرطبي: أبي عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر (ت671هـ)، الجامع لأحكام القرآن (1/102، 103)، تحقيق: أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية، القاهرة، ط. الثانية= 1384-1964م. وابن الأنباري: البيان (1/32،33)، والفيروزآبادي: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب (ت817هـ)، القاموس المحيط (ص/1253)، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، مؤسسة الرسالة، ط. الثامنة= 1426-2005م.

[2] وهي قراءة عليّ وابن عباس وابن مسعود وأنس وعلقمة والجحدري والتيمي وغيرهم، انظر ابن جني: أبو الفتح عثمان بن جني (ت392هـ)، المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها (2/123)، وزارة الأوقاف-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ط. 1420-1999م.

[3] ورد ذلك عن ابن عباس بإسناد جيد، انظر تفسير الطبري (1/122).

[4] المدة من مدهه يمدهه مدها، مثل مدحه؛ انظر ابن منظور: لسان العرب (13/540).

[5] انظر مثلًا عند ابن فارس: أحمد بن فارس بن زكريا (ت395هـ)، مجمل اللغة (1/101)، تحقيق: زهير عبد المحسن سلطان، مؤسسة الرسالة، ط. الثانية=1406-1986م. وأبي حيان: الارتشاف (1/74) والزبيدي: محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الملقب بمرتضى (ت1205هـ)، تاج العروس (9/374)، دار الهداية.

[6] انظر ابن تيمية: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم (ت728هـ)، مجموع الفتاوى (17/28)، تحقيق: عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ط. 1416-1995م.

[7] انظر هذه الأقوال للإمام: عبدالرحمن بن حسن بن محمد، فتح المجيد (ص/38)، تحقيق: محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة، ط. السابعة=1377-1957م. وانظر حول هذا لابن تيمية: مجموع الفتاوى (1/365،136).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.18 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]