لماذا نعجز عن استثمار مواسم الطاعات؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4898 - عددالزوار : 1921708 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4468 - عددالزوار : 1240174 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13797 - عددالزوار : 742533 )           »          القواعد العشر في تربية الأبناء : دليل الدكتور بكار للتنشئة الناجحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          لا يزال الذكاء الاصطناعي دولة مجهولة .. والمراهقون هم روادها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الصحافة الرقمية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كتاب “الغرب نقيضًا للحضارة” .. رحلة جريئة لكشف زيف الحضارة الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أهمية السيرة النبوية في حياة المراهق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ثمرات الاستقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حتما.. إنه الرحيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-05-2025, 02:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,988
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا نعجز عن استثمار مواسم الطاعات؟

لماذا نعجز عن استثمار مواسم الطاعات؟ (1)



كتبه/ محمود عبد الحفيظ البرتاوي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلا شك أننا جميعًا، أو أكثرنا، نعلم فضل مواسم الطاعات، وفضل أيام العشر من ذي الحجة؛ ذلك الموسم العظيم من مواسم الرحمة والمغفرة، لكننا مع ذلك نقع في التقصير في حقِّ هذه المواسم المباركة، ويخرج الكثير منا منها نادمًا على تفريطه في استثمارها واستغلالها، ولعلنا نحاول الوقوف على بعض أسباب عدم الانتفاع بهذه المواسم، وعدم الاستغلال الأمثل لها.
1- ضعف الصدق مع الله وضعف التعلق بالآخرة: قال الله -تعالى-: (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ) (البقرة: 63)، وقد تكلَّم أهل العلم عن نوعين من القوة يحتاجهما كل سائر في أي طريق، ويحتاجهما السائر إلى الله سبحانه وتعالى بالأولى، وهما:
- أولًا: القوة العلمية المبصرة التي يرى بها طريقه.
- ثانيًا: القوة العملية، وهي قوة الإرادة والعزم والتحرك بالفعل.
ولا تغني إحدى القوتين عن الأخرى؛ فلا بد من قوة علمية مبصرة، وقوة عملية محركة، ومثل السائر إلى الله كمن يسير بسيارته في طريق مظلم، فإن لم يكن يبصر الطريق الذي يسير فيه فما أسرع أن يصطدم ويهلك، كما أن نور سيارته لا يكفيه حتى يكون محرك سيارته سليمًا يعمل جيدًا؛ لأنه لو توقف حتى مع وجود النور، لأوشك النور أن ينطفئ.
وعندما يقال: غدًا أو بعد أيام الأول من ذي الحجة؛ فهذا ليس مفاجأة أو شيئًا غائبًا عن الأذهان حتى يفوت الإنسان الاستعداد لهذا الموسم العظيم من مواسم الرحمة والمغفرة، بل كلنا نعلم موعد حضور هذا الموسم المبارك؛ فلماذا لا نستعد لاستقباله؟!
ومعلوم أن أحدنا إذا كان ينتظر صديقًا مسافرًا أخبره أنه اشترى له هدايا، سيكون في غاية الشوق لانتظاره، وربما يلح عليه في سرعة السفر والمسير، لأجل ما ينتظره من هداياه؛ فأين هذا الشوق مع مواسم الرحمة؟! فعدم هذا الشوق له دلالة على ضعف التعلق بالآخرة؛ قال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً) (التوبة: 46).
2- ضعف الإخلاص لله والنظر إلى الحسنات على أنها مجرد رصيد، وليس سبب نجاة: ومن أعظم ما يكشف الإنسان أمام نفسه في هذا الباب حاله في الخلوات، وفيما لا يطلع عليه إلا الله؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، ‌فَيَجْعَلُهَا ‌اللَّهُ عز وجل ‌هَبَاءً ‌مَنْثُورًا) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، فالحسنات ليست مجرد رصيد يُجمع، بل هي سبب النجاة إذا قُبلت، ولا يقبلها الله إلا بالإخلاص.
3- طول الأمل والجهل بحقيقة الدنيا: رغم اعترافنا وإقرارنا جميعًا بأن الموت يأتي فجأة، وأنه لا يفرق بين صغير وكبير، ولا بسبب مرض أو غيره؛ إلا أن واقعنا العملي كأننا لا نعرف ذلك، فالإشكالية أننا نجهل حقيقة الدنيا، فنعامل مواسم الطاعات كأنها امتحانات شهرية، وليس على أنها تحديد مصير، فمعاملة الطالب لامتحان الشهر تختلف تمامًا عن امتحانات آخر العام أو الثانوية العامة، وامتحانات الآخرة أعظم وأكبر من ذلك بكثير، فتستوجب مزيد العناية والاهتمام.
إن الهدف من هذه المواسم ليس أن نعاملها كمحطة وقود إن فاتتنا بسبب الزحام سنجد غيرها في الطريق، بل الواجب أن نعاملها على أنها محطة الوقود الوحيدة التي إن فاتنا التزود منها فسننقطع في الطريق، ونموت جوعًا وعطشًا، ونتعرض للحيوانات المفترسة وأحوال الصحراء المهلكة.
4- الغفلة عما خُلق الإنسان لأجله، وأن الدنيا دار امتحان واختبار: قال -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) (الملك: 2)، وقال: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) (الكهف: 7)، والنجاح في هذا الابتلاء يكون بالاستعانة بالله والصمود أمام فتن الدنيا وشهواتها؛ فقد قدَّر الله -وهو أحكم الحاكمين- في الأزل أن يكون طريق الجنة محفوفًا بالمكاره، وطريق النار مفروشًا بالشهوات، ليعلم -وهو علام الغيوب- من المخلص الصادق ومن الدعي الكاذب، من يؤثر مرضاة الله ومحابه، ومن يؤثر أهواء نفسه وشهواته؛ قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69).
5- الجهل بأن الجنة حجبت بالمكاره، والنار حجبت بالشهوات: فالجنة لها أمور حُفت بها وحُجبت، والنار كذلك لها أمور حُفت بها وحُجبت، ولا بد في هذه الحياة من مجاهدة النفس على السلامة مما حُفت به النار والوقاية منه، لئلا يقع العبد فيها فيدخل النار، وكذلك على الإقبال على ما حُفت به الجنة وحُجبت به ليفوز بدخولها؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُجِبَتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ) (متفق عليه).
فإذا علم العبد أن للجنة حُجبًا، وأن للنار حُجبًا، فليعلم أن مَن هتك الحجاب وصل إلى ما وراءه، فمن هتك حُجب النار -وهي محجوبة بالشهوات- وصل إليها، ومن اقتحم حُجب الجنة -وهي حُجبت بالمكاره- وصل إليها.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-06-2025, 03:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,988
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لماذا نعجز عن استثمار مواسم الطاعات؟

لماذا نعجز عن استثمار مواسم الطاعات؟ (2)



كتبه/ محمود عبد الحفيظ البرتاوي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
كذلك من أسباب عدم استثمار مواسم الطاعات:
6- عدم الصبر على الطاعات وعن المعاصي: إن العاقل إذا تأمل في هذا الأمر وأدرك هذه الحقيقة، أحسن في إقباله على ربِّه، وأحسن في مجاهدته لنفسه؛ فإن الطاعة والعبادة والبعد عن المعاصي والذنوب قد تكون في أول وهلة لها مرارة، ولكنها مرارة قليلة تعقبها حلاوة دائمة غير منقطعة، فإن مرارة الدنيا قصيرة، وحلاوة الآخرة دائمة غير منقطعة، ولأن يصبر العبد على مرارة في الدنيا منقطعة فينال حلاوة الآخرة غير المنقطعة، خير له من أن ينشغل في هذه الحياة بحلاوة زائفة ولذة فانية تعقبها حسرة دائمة ومرارة باقية.
فعلى العبد العاقل أن يتأمل في هذا الأمر جيدًا، وأن يحقق الجهاد في هذا الباب. وهو في هذا المقام يحتاج إلى نوعين من الصبر: صبر على الطاعات، وصبر عن المعاصي؛ فيحتاج إلى أن يصبر على طاعة الله -عز وجل-، ويحافظ على الطاعة التي لا غنى له عن ثوابها، ويتجنب المعصية التي لا صبر له يوم القيامة على عقابها.
وإن من الغبن العظيم والخسران الكبير ألا يصبر الإنسان على الطاعة في هذه الحياة، وأن يقتحم المعصية، ثم يبوء يوم القيامة بحسرات دائمة وندم لا يفيد.
7- التقصير في الدعاء والاستعانة بالله: وفي دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني). وليعلم كلٌّ منا أن الجنة قريبة من أهلها، وأن النار كذلك، فليس بين صاحب الجنة والجنة إلا أن يموت، وليس بين صاحب النار والنار إلا أن يموت؛ قال الله تعالى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) (لقمان: 34).
ويا عجبًا لمن يحتمي من الأطعمة النافعة خوفًا من مضرتها؛ كيف لا يحتمي من الذنوب والمعاصي خوفًا من معرتها يوم يلقى ربه -عز وجل- يوم القيامة؟!
نصائح لاستثمار مواسم الطاعات:
1- استغلال الوقت: فينبغي على المسلم في هذه الأوقات الفاضلة استغلال كل لحظة فيها، وأن يقضي وقته في كل ما يفيده في دينه ودنياه.
2- الاقتداء بالمجتهدين: وخير المجتهدين جميعًا رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فاقرأ -أخي المسلم- سيرته، واقتدِ بأفعاله، واهتدِ بهديه، واتبع سنته، وأصلح نفسك، وارفع همتك كما أمرك نبيك -عليه السلام-.
3- مصاحبة الأخيار وتجنب الفجار: لأن للرفيق الصالح أثرًا كبيرًا على نفس الشخص المسلم. فالرفيق هو قرينك؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) (رواه أبو داود، وحسنه الألباني).
4- الاستعانة بالله: يجب أن تستعين بالله على الطاعة وترك المعصية، فالله خير معين للإنسان المسلم، وقد أمرنا بطلب العون منه ليوفقنا إلى طاعته وعبادته، كما قال -تعالى-: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ . اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة: 5-6).
5- الإكثار من السجود: بهذه السجدات تستشعر عظمة الخالق -سبحانه وتعالى-، وتصل دعواتك إليه، وتطلب منه ما تريد، تطلب منه أن يعصمك من نفسك الأمارة بالسوء، ومن الشيطان، ونزوات الدنيا المهلكة.
6- الإكثار من الدعاء: فالدعاء سلاح المؤمن، ومن أسباب توفيق الله للعبد، وبالدعاء ينجي الله عباده المؤمنين؛ كما أنجى نوحًا وهودًا ولوطًا، وأخرج يونس -عليه السلام- من بطن الحوت؛ فلا تستهن بالدعاء، فهو خير معين عند الكرب، وهو صفة الصادقين والأنقياء.
ولتتأمل هذه الآية التي خاطب الله بها الأسرى: (إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنفال: 70).
وتدبر هذه الشهادة من العليم الخبير، التي تدل على أثر صدق القلب فيما ينزله الرب تعالى عليه من بركات: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (الفتح: 18).
فعليك أن تجتهد أخي الحبيب، وتُري اللهَ من نفسك خيرًا، فيوفقك الله وييسر لك طاعته والمسير إليه.
نسأل الله أن يستعملنا في طاعته ومرضاته، وأن يوفقنا إلى كل خير.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.16 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]