بين الدعاء والفرج رحلة الثقة بالله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1073 - عددالزوار : 126928 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-07-2025, 07:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,698
الدولة : Egypt
افتراضي بين الدعاء والفرج رحلة الثقة بالله

بين الدعاء والفرج رحلة الثقة بالله

عبدالله بن إبراهيم الحضريتي



الخطبة الأولى
الحمد لله الكريم الوهَّاب، يسمع أنين المنكسرين، ويجيب دعوة المضطر إذا دعاه، وينزل الفرج في وقته الأجمل، لا يعجله الهوى، ولا يؤخره النسيان.

نحمده سبحانه على آلائه التي لا تُعَدّ، ونشكره على نعمه التي لا ترد، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد من دعاه بالإجابة، وأمر عباده بالدعاء، فقال: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].

ونشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، المبعوث رحمةً ودعوةً وهدايةً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
فأوصيكم- عباد الله- ونفسي المقصرة بتقوى الله، فهي وصية الله للأوَّلين والآخرين.

أيها المؤمنون، من أعظم نِعَم الله على عبده أن يلهمه الدعاء، فإذا فتح لك باب الدعاء، فاعلم أن بابَ الرحمة أقربُ مما تتصور.

الدعاء ليس بابًا يطرق فحسب، بل هو سُلَّم يرتقي به العبد في مدارج الأُنْس بالله، وهو إعلان فقر وذل لله، لا يعرفه إلا من ذاق لذة المناجاة في وقت الحيرة، ودمعة الرجاء في سواد الليل.

قال الحسن البصري رحمه الله: "إن الله لا يرد دعاءً من قلب منيب".

وكم من إنسان ظن أن أبواب السماء قد أُغْلقت، فإذا بها تفتح له فجأةً بفرج ينسيه مرارة الانتظار.

أيها الأحبة، تأملوا هذا الموقف من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، يوم أن اشتدَّ عليه البلاء في الطائف، أوذي وطرد، وسفه عليه الصبيان، وخرج مهمومًا حزينًا لا يدري أين يذهب… لكنه لم يترك الدعاء، بل وقف يناجي ربَّه بهذه الكلمات الخالدة: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس… إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي".

وفي لحظة يظنها الناس انكسارًا، كانت بداية فتح عظيم، فبعد تلك الدعوات، جاءت بيعة العقبة، ثم الهجرة، ثم التمكين!

وهكذا، فإن الفرج قد يأتي بعد الانكسار، والرحمة بعد العسر، والانفراج بعد ضيق لا يحتمل.
ولرب نازلة يضيق لها الفتى
ذرعًا، وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتُها
فُرِجت، وكان يظنها لا تفرج


بارك الله لي ولكم في الكتاب والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والعبر والحكم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربُّنا ويرضى، ونشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

عباد الله، ما من إنسان إلا ويحمل في قلبه رجاءً، ويُخبئ بين جناحيه أمنياتٍ وأحلامًا، بعضها ظن أنه تلاشى، وبعضها تعب من الدعاء له.

ولكن، تمسكوا بهذا اليقين العظيم:
إن الله لا ينسى… ولا يخذل… ولا يخطئ في توقيت الفرج.

قد يتأخر الفرج، لكنه لا يغيب. وقد يمهد له بما لا يدركه بصرك، لكن قلبك المؤمن يراه بنور اليقين، ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216].

واسمعوا هذه القصة من تراثنا النبيل، تضيء لنا معنى هذا اليقين، وهي قصة الصحابي البراء بن مالك رضي الله عنه، الذي طال عليه البلاء، وتقَطَّعت به الأسباب في بعض غزواته، حتى قال: "يا رب، أقسمت عليك أن ترزقني الشهادة!".

فاستجاب الله له في يوم اليمامة، فكان سبب النصر، ونال ما دعا الله به بصدق.
فمن دعا الله بصدق، رأى أثر دعائه ولو بعد حين.

أيها المؤمن، لا تيأس من الدعاء، ولا تظن أن تأخُّر الإجابة يعني الإعراض عنك، بل قد يكون الله يؤخرها حتى تصفو نفسك، ويكتمل ما أعَدَّ لك، وتتهيأ القلوب والظروف لموعد لا يشبهه موعد.

فاثبت على الدعاء، وابْكِ على أعتابه، وقل في سجودك: "يا رب، اجمع لي ما تفرَّق، ويسِّر لي ما تعذَّر، وأتم لي ما تأخَّر".

واذكر دائمًا:
إن الغوث في الطريق، وإن التأخُّر ليس نسيانًا، بل هو اصطفاء وابتلاء ليرتفع شأنك في الدنيا والآخرة.

اللهم يا سامع الدعاء، ويا واسع الرجاء، ويا من خزائنك لا تنفد، نسألك أن ترزقنا يقينًا لا يتزعزع، وأن تجمع لنا ما تفرَّق، وترد لنا ما غاب، وتشرح لنا ما ضاق، وتفرج عنا كل هَمٍّ وكربٍ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

فيا رب العزة والجبروت، يا من تنزهت عن كل نقص، وسلمت رسلك من الكيد والعداء، نحمدك حمدًا يليق بجلالك، ونسبحك تسبيحًا يملأ الآفاق نورًا وطمأنينةً.

اللهم اجعلنا من المسبِّحين بحمدك، المسلمين لأمرك، الحامدين لك في السراء والضراء، وارض عنا كما رضيت عن المرسلين، إنك أنت الغفور الرحيم، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.54 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]