حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) - الصفحة 20 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير آيات الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 529 )           »          اجعلوا من استباق الخيرات في هذا الشهر خير عدة، وأعظم عون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ذكرى سقوط القدس بيد الصليبيين – لتاريخ المؤلم للمدينة المقدسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 11916 )           »          شهر رمضان فرصة لتقارب الصفوف وسد الخلل والتناصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 10826 )           »          النجاح عبر بوابة الفشل الذكي .. 4 شروط تحول الإخفاق إلى إنجاز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          “الحياة معاناة”.. حتى نتعامل مع حياتنا علينا أن نفهمها أولا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ثلاثية بناء الطالب : البيت والمدرسة والمجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          دور الأنشطة المدرسية في تطوير الطالب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #191  
قديم 23-08-2025, 01:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(191)


أهمية الاستغفار وحاجة الناس إليه
الاستغفار هو القناة التي يتواصل المؤمن من خلالها مع ربّه، ليتخلص من زلاته أخطائه بطلب العفو والمغفرة منه جلّ وعلا، وهو حريص على هذه القناة حتى لا تنقطع به السبل أو تحجبه الكبائر عن الوصول إلى الله تعالى.
وبحكم طبيعة الإنسان البشرية التي تتأثر أحيانًا بالأهواء والشهوات والانقياد معها، فيصيبها غفلة حينًا، ونزوة حينًا آخر، وتقصيرًا في عبادة أو تهاونًا في طاعة، فليجأ هذا العبد إلى ربه لتجديد العهد معه والاستغفار والندم على الحالة العارضة عليه، فيبدأ بالاستغفار والإنابة إلى الله تعالى الذي هو أرحم بهذا العبد من نفسه، فيغفر له ويقبل رجوعه إليه، يقول تبارك وتعالى:{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}(1).
ويقول له: «يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، وثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي»(2).
لذا كان الإنسان بحاجة إلى الاستغفار بشكل دائم، لأنه معرض بشكل دائم للعثرات، فيتغبر بالذنوب ثم ينتفض منها بالاستغفار، يقول عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم»(3).
ثم إن هناك مجموعة من المعالم التي تعطي هذه العبادة مكانة عظيمة في دائرة الذكر بصورة عامة، ومن أهم هذه المعالم:
1- أنه سنة الأنبياء جميعًا: كما في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام:{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(4).
وقوله تعالى على لسان نوح حين ينصح قومه ويعظهم:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}(5).
وقوله تعالى على لسان هود عليه السلام:{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}(6).
وكذلك قوله تعالى على لسان آدم وزوجته عليهما السلام بعد أن أكلا من الشجرة فاستغفرا الله تعالى:{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(7).
2- أنه كان شأن النبي ﷺ ووصيته لأصحابه وأمته من بعدهم، لقوله عليه الصلاة والسلام: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة«(8). ويقول عليه الصلاة والسلام: «إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مئة مرة«(9).
3- أنه من صفات المؤمنين الصادقين الذين أثنى الله تعالى عليهم بقوله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(10).
4- أنه سنّة الملائكة بصورة دائمة وشأنهم، كما هي دعاء خيارهم وأفاضلهم وهم حملة العرش حين يستغفرون للمؤمنين، يقول تبارك وتعالى:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}(11).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1) [النساء: 110]
(2) أخرجه الترمذي (ص807، رقم 3540) كتاب الدعوات، باب الحديث القدسي: يا ابن آدم. وقال: حديث حسن صحيح.
(3) أخرجه مسلم (ص1191، رقم 2749) كتاب التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار.
(4) [القصص: 16]
(5) [نوح: 10]
(6) [هود: 52]
(7) [الأعراف: 23]
(8) أخرجه البخاري (ص1097، رقم 6307) كتاب الدعوات، باب الاستغفار.
(9) أخرجه أبو داود (ص224، رقم 1517) كتاب الوتر، باب في الاستغفار. وأحمد (2/45، رقم 9806).
(10) [الذاريات: 15-18]
(11) [غافر: 7]


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #192  
قديم 23-08-2025, 01:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(192)


أوقات الاستغفار
ليس للاستغفار زمن يحدده أو مكان يقيّده، ويستحب الاستغفار في كل الأوقات والأمكنة، لأنه تواصل مع الله تعالى وبثّ الانكسار إليه وطلب العفو منه، وباب الله مفتوح لعباده في كل وقت وآن، وقد وردت نصوص شرعية في فضل الاستغفار في بعض المواضع والحالات التي يمرّ بها الإنسان، ومنها:
1- بعد الفراغ من بعض العبادات كالحج والصلاة مثلاً، يقول تبارك وتعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(1).
كما ورد عنه ﷺ أنه كان إذا فرغ من الصلاة يستغفر ثلاثًا، فيقول: «أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام«(2).
2- بعد الانتهاء من الكلام والقيام من المجلس، فقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى كفارة المجلس بقوله: «من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر ما كان في مجلسه ذلك«(3).
3- يُكثر من الاستغفار عند حبس الأمطار والجفاف، لقول الله تعالى على لسان هود عليه السلام:{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}(4)، وقوله تعالى على لسان نوح عليه السلام:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}(5).
وهذا الاستغفار ينبغي أن يكون باللسان وكذلك بالعمل من خلال إزالة الظلم وردّ الحقوق والتراجع عن قول الزور وغيرها.
4- يستحب الاستغفار عند الشعور بالضعف وقلة الحيلة لأنه يجلب العون والقوة لصاحبه، لقول تعالى في الآية السابقة:{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}(6).
5- وجوب الاستغفار من الشرك والكفر والنفاق، لقوله تعالى:{أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ . وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}(7)، وقوله عليه الصلاة والسلام: «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم«(8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1)
[البقرة: 199]

(2)
أخرجه مسلم (ص239، رقم 591) كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة.

(3)
أخرجه الترمذي (ص785، رقم 3433) كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا قام من مجلسه. وقال: حسن غريب صحيح.

(4)
[هود: 52]

(5)
[نوح: 10-11]

(6)
[هود: 52]

(7)
[هود : 2-3]

(8)
أخرجه أبو يعلى (1/62، رقم 61). والبخاري في الأدب المفرد (ص250، رقم 716). وهو حديث صحيح.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #193  
قديم 23-08-2025, 01:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(193)


أوقات الاستغفار
6- يكثر الاستغفار للميت بعد دفنه، لقول عثمان رضي الله عنه: «كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم واسألوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل«(1).
7- يستحب الاستغفار عند النصر والتمكين وتوالي النعم من الله تعالى، لقوله جل ذكره:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}(2). وقوله تعالى:{وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ}(3).
8- يكثر من الاستغفار عند كسوف الشمس وخسوف القمر، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «إذا رأيتم ذلك فصلوا، وادعوا حتى يكشف ما بكم«(4).
9- يستحب الاستغفار ويكثر منه في آخر الليل عند السحر، حيث أثنى الله تعالى على المؤمنين الذين يستغفرون في هذا الوقت بقوله:{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}(5)، وقوله تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(6).
10- يستغفر العبد عند الخروج من الخلاء، لقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله ﷺ إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك«(7).
11- يكثر من الاستغفار بعد المعصية والخطيئة، لقوله تعالى:{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}(8)، ولقوله ﷺ في سيد الاستغفار: «وأبوء بذنبي إليك فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت«(9).
وغير هذه الأوقات والحالات كثيرة، حيث يوجب على الإنسان أو يشرع له الاستغفار فيها، وجميعها مواطن تذكر الإنسان بقرب الله منه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
أخرجه أبو داود (ص470، رقم 3221) كتاب الجنائر، باب الاستغفار عند القبر للميت. والحاكم في المستدرك (ص1/526، رقم 1372). والبيهقي في السنن الكبرى (4/56، رقم 7315). والحديث صحيح.

(2)
سورة النصر.

(3)
[هود: 61]

(4)
أخرجه البخاري (ص172، رقم 1063) كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف جماعة.

(5)
[آل عمران: 17]

(6)
[الذاريات: 18]

(7)
أخرجه الترمذي (ص3، رقم7) كتاب الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء. وابن ماجه (ص46، رقم 300) كتاب الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء.

(8)
[النساء: 110]

(9)
أخرجه البخاري (ص1076، رقم 6306) كتاب الدعوات، باب فضل الاستغفار.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #194  
قديم 23-08-2025, 01:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(194)


آثار الاستغفار وثمراته
لكل عبادةٍ وذكرٍ ثمراته اليافعة وآثاره الإيجابية على صاحبه في الدنيا والآخرة، وللاستغفار من تلك الثمرات والآثار الشيء الكثير، من أهمها:
1- الاستغفار سبب لتكفير الذنوب والخطايا، لقوله تعالى:{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}(1). وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(2)
وجاء في الحديث القدسي: «يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم«(3). وفي حديث قدسي آخر: «يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، وثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي«(4).
ويقول عليه الصلاة والسلام: «أذنب عبد ذنبًا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك«(5).
2- فيه قرب من الله تعالى ونجاة من النار: لقول النبي ﷺ: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة»(6)، وقوله عليه الصلاة والسلام: «طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا«(7).
3- الاستغفار يحفظ المستغفر من الخزي والعذاب في الدنيا: لقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(8).
4- الاستغفار يرفع من شأن النفس ويطهرها من عوامل الكبر في العبادة، لأن الاستغفار يجعل العبد في حالة شعور بالتقصير نحو الله تعالى مهما حافظ على هذه الطاعات والعبادات، يقول عليه الصلاة والسلام: «إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مئة مرة«(9).
5- الاستغفار يمتّع العبد المتاع الحسن في الدنيا، من الزوجة الصالحة والأموال والبنين وغيرها لقوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}(10).
6- الاستغفار سبب في نزول الأمطار وزوال القحط والجفاف، وإخراج الخير والبركات من الأرض، مما يأكل منه الإنسان والأنعام، لقوله تعالى على لسان نوح:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}(11)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) [النساء: 110]
(2) [آل عمران: 135]
(3) أخرجه مسلم (ص1128، رقم 2577) كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم.
(4) أخرجه الترمذي (ص807، رقم 3540) كتاب الدعوات، باب مغفرة الله لخطايا العبد. وأحمد (5/172، رقم 21544). قال الترمذي: حسن صحيح.
(5) أخرجه مسلم (ص1195، رقم 2758) كتاب التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب.
(6) سبق تخريجه.
(7) أخرجه ابن ماجه (ص545، رقم 3818). والنسائي في السنن الكبرى (6/118، رقم 10289). وهو حديث صحيح.
(8) [الأنفال: 33]
(9) سبق تخريجه.
(10) [هود: 3]
(11) [نوح: 10-11]


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #195  
قديم 23-08-2025, 01:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(195)


آثار الاستغفار وثمراته
7- الاستغفار يزيد النفس بياضًا ونقاءً، لأنه يمحو ما فيها من الذنوب والخطايا التي تسوّد صفحاتها، يقول عليه الصلاة والسلام: «إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قبله وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه وذاك الران الذي ذكر الله عز وجل في القرآن:{كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(1)»(2).
8- الاستغفارُ يفرّج الهموم ويزيل الكربات، ويدخل في النفس السكينة والاستقرار، ويجعلها مطمئنة وراضية بأمر الله تعالى وقضائه، لقوله عليه الصلاة والسلام: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب»(3).
9- الاستغفار يزيد في الرزق ويوسع فيه، ويبارك في الأولاد والبنين، لقوله تعالى:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}(4).
وقوله عليه الصلاة والسلام: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب»(5).
10- الاستغفار يمنح العبد محبة الله تعالى ويزيد من الحب والود بين المؤمنين لقوله ﷺ: «إذا التقي المسلمان فتصافحا وحمدا الله تعالى واستغفرا غفر الله عز وجل لهما»(6).
11- الاستغفار يمنع صاحبه من الانشغال بعيوب الناس، ويصرفه إلى عيوب نفسه وآثامها وزلاتها، فيستغفر لها ويتوب عنها، لأنه يعرف أنه مقبل على يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
12- الاستغفار سبب لمنح القوة والتمكين في الأرض، والتغلب على الأعداء وعدم الرضوخ للمجرمين، لقوله تعالى:{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}(7).
* * *
وأخيرًا:
فإن الاستغفار من الأذكار التي حثّ عليها الله تعالى في آيات كثيرة، كما حفلت السنة النبوية بكثير من الأحاديث الواردة في وجوب الاستغفار وآثاره الإيجابية على حياة الإنسان وبعد مماته، وهو من سنّة الرسل والأنبياء عليهم السلام، بل كان من الأمور المهمة التي كانوا يدعون أقوامهم إليها، ويدل ذلك على عظم شأن هذا الذكر وأهميته للإنسان.
ومن هنا وفي زحمة الأهواء والشهوات، وفي خضم أمواج الفساد القادمة من كل مكان، وفي ظل الضغوطات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، كان لزامًا على المؤمن الإكثار من الاستغفار، وطلب العفو والمغفرة من الله تعالى على ما يصيبه من المعاصي أو الزلات، أو الغفلة عن بعض العبادات، وفي الوقت نفسه يسأله الثبات أمام ما يحيط به من ألوان المغريات والمفسدات.
هذا ؛ وإن الاستغفار لا يخص أناسًا دون آخرين، بل كلهم بحاجة إلى هذا الذكر العظيم للخروج من أزماتهم واستقامة أحوالهم، ابتداء من الحاكم والوزير ومرورًا بالموظف والطبيب والتاجر والمزارع والعامل وانتهاء بالأسرة وما فيها من زوج وزوجة وبنات وبنين، ينبغي على الجميع ملازمة الاستغفار والإكثار منه، لأن رسول الله ﷺ الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان يستغفر في اليوم مئة مرة، فكيف ونحن البشر المنغمسون في بحور الخطايا والذنوب، وفي أوحال الغفلة والتقصير عن الطاعات وأسباب القرب من الله تعالى؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
[المطففين: 14]

(2)
أخرجه ابن ماجه (ص618، رقم 4244) كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب. والترمذي (ص761، رقم 3334) كتاب التفسير، باب ومن سورة المطففين ولفظه »إن العبد إذا أخطأ خطيئة». وهو حديث حسن.

(3)
سبق تخريجه.

(4)
[نوح: 10-12]

(5)
رواه أبو داود، برقم 1518، ص 224. ورواه أحمد والحاكم.

(6)
أخرجه أبو داود (ص731، رقم 5213) كتاب الأدب، باب المصافحة.

(7)
[هود: 52]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #196  
قديم 02-09-2025, 01:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(196)


بر الوالدين وعظيم الأثر
من أعظم صور الوفاء، وأكثرها أثرًا إيجابيًا، وأجلّها بركة في هذه الحياة برّ الوالدين الذي يتضح أثره في الدنيا والآخرة، وعكسه عقوقهما، وفي هذا المبحث نلقي الضوء على هذه المعاني مفتتحين بما رواه الشيخان عن:
ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي ﷺ: أي العمل أحب إلى الله عزّ وجل؟ قال: الصلاة على وقتها، قال ثم أي؟ قال: ثم برّ الوالدين. قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله(1).
مفهوم بر الوالدين:
برّ الوالدين يعني طاعتهما والقيام بشؤونهما، ويندرج تحته جميع صور الرعاية والعناية بهما، قوليًا وعمليًا وماليًا، لقوله تعالى:{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}
(2)
، وقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
(3)
.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
أخرجه البخاري (ص1045، رقم 5970) كتاب الآداب، باب قول الله تعالى: ﴿﴾. ومسلم (ص52، رقم 85) كتاب الإيمان، باب إطلاق اسم الكفر على تارك الصلاة.

(2)
[الإسراء: 23]

(3)
[العنكبوت: 8]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #197  
قديم 02-09-2025, 01:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(197)


فضل برّ الوالدين
إن بر الوالدين من الواجبات الشرعية الكبرى التي ينبغي القيام بها، حيث أعدّ الله تعالى للبارّين بالوالدين الجزاء الأوفى في الدنيا والآخرة، كما أعدّ للعاقّين بهما خلاف ذلك من العقاب في الآخرة والعقوبة العاجلة في الدنيا.
ويمكن بيان فضل برّ الوالدين من خلال المعالم الآتية:
1-قرن الله تعالى برّ الوالدين بتوحيده وعبادته وحده، كما في قوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}(1). وقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(2)، وقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(3)، وقوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(4).
2- أمر الله تعالى الإنسان ووصّاه أن يقوم بواجب البر نحو أبويه على أفضل صورة، مع تذكيره ببعض الآلام التي تحملته الأم شهور الحمل، وهي ضعف على ضعف، حتى يتعرف هذا الإنسان على حقيقة ما كابدته هذه الأم وأن رحلة المشقة بدأت معها منذ ظهور هذا الجنين في رحمها، فيقول تبارك وتعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}(5).
3- يتبيّن فضل برّ الوالدين أيضًا حين قدّمه الرسول ﷺ على الجهاد والهجرة، فعن عن عبدالله بن عمرو قال: «قال رجل للنبي ﷺ: أجاهد؟ قال: ألك أبوان قال نعم، قال: ففيهما فجاهد«(6).
وفي حديث آخر أقبل رجل إلى النبي ﷺ فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله تعالى، قال: فهل لك من والدَيك أحد حيّ؟ قال: نعم بل كلاهما. قال: فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ قال: نعم. قال: فارجع إلى والدَيك فأحسن صحبتهما(7).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي ﷺ: أي العمل أحب إلى الله عزّ وجل؟ قال: الصلاة على وقتها، قال ثم أي؟ قال: ثم برّ الوالدين. قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله(8).
4- قدّم عليه الصلاة والسلام في موضع آخر برّ الوالدين على التطوع بالصلاة كما ورد في حديث جريج، حيث كان في الصلاة فنادته أمه فلم يجبها لكونه في الصلاة فدعت عليه أمه فحصلت له البلية باتهامه بالزنا(9).
5- لأهمية هذا الواجب نحو الوالدين وعظم شأنه أمر الله تعالى عباد بحسن صحبتهما وإن كانا كافرين، بحيث لا يكون في معصية أو ارتكاب إثم، يقول تبارك وتعالى:{وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(10).
6-كما يظهر فضل برّ الوالدين من خلال فضلهما على الأبناء في المراحل العمرية المختلفة، من إحسان ورحمة وحنان، وسهر ورعاية واهتمام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
(1)
[الإسراء: 23]

(2)
[البقرة: 83]

(3)
[النساء: 36]

(4)
[الإسراء: 23]

(5)
[ لقمان: 14]

(6)
أخرجه البخاري (ص1045-1046، رقم 5972) كتاب الجهاد، باب الجهاد بإذن الوالدين. ومسلم (ص1117، رقم 2549) كتاب البر والصلة، باب بر الوالدين.

(7)
أخرجه مسلم (ص1118، رقم 6507) كتاب البر والصلة، باب بر الوالدين.

(8)
سبق تخريجه.

(9)
أخرجه البخاري (ص401، رقم 2482) كتاب الشركة، باب إذا هدم حائطًا فليَبْنِ مثله. ومسلم (ص1118، رقم 2550) كتاب البر والصلة، باب تقديم بر الوالدين على التطوع.

(10)
[لقمان: 15]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #198  
قديم 02-09-2025, 02:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(198)


برّ الوالدين في قصص الأنبياء
ذكر القرآن الكريم نماذج وأمثلة عن الأنبياء السابقين عليهم السلام في برّ الوالدين، من التوصية بهم والدعاء والاستغفار لهم، وغير ذلك من ضروب البرّ والإحسان الكثيرة، ومن تلك النماذج:
- خصّ نوح عليه السلام والديه بالدعاء: كما في قوله تعالى على لسانه:{رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}(1).
- كلام عيسى عليه السلام الذي يشير إلى برّ الوالدين بقوله: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}(2).
- أخبر الله تعالى عن برّ يحيى عليه السلام بوالديه، فقال: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا}(3).
- أما خليل الله إبراهيم عليه السلام فجاءت القصص القرآني حول برّه عليه السلام بوالده ومحاولاته الحثيثة لهدايته وإخراجه من أدران الشرك إلى نور الإيمان، يقول الله تبارك وتعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا . يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا . يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}(4).
- أما حال نبينا محمد ﷺ في البرّ بوالديه، فإنه عليه الصلاة والسلم لم يدركما في بلوغه وإنما كانت فترة الطفولة القصيرة مع أمه فحسب، لكنه عليه الصلاة كان يزور قبرهما، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: «زار النبي ﷺ قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال ﷺ: استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت«(5).
وقد ظهر برّه عليه السلام بأمه من الرضاعة، فعن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: رأيت النبي ﷺ يقسم لحمًا بالجعرانة، قال أبو الطفيل وأنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي ﷺ فبسط لها رداءه فجلست عليه، فقلت: من هي؟ فقالوا: هذه أمه التي أرضعته(6).
كما كان عليه الصلاة والسلام يصل أباه وأخاه من الرضاعة، يقول عمر بن السائب رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ كان جالسًا يومًا، فأقبل أبوه من الرضاعة، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه، ثم أقبل أخوه من الرضاعة، فقام له رسول الله ﷺ فأجلسه بين يديه(7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
[نوح: 28]

(2)
[مريم: 32]

(3)
[ مريم: 14]

(4)
[ مريم: 41-45]

(5)
أخرجه مسلم (ص392، رقم 2259) كتاب الجنائر، باب استئذان النبي ﷺ زيارة قبر أمه.

(6)
أخرجه أبو داود (ص723، رقم 5144) كتاب الأدب، باب في بر الوالدين.

(7)
أخرجه أبو داود (ص723، رقم 5145) كتاب الأدب، باب في بر الوالدين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #199  
قديم 02-09-2025, 02:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(199)


من صور البرّ بالوالدين
لا يمكن حصر صور البرّ بالوالدين وتحديدها ضمن إطار ثابت، لأن البرّ يشمل جميع صور الكلام والتعامل والمشاعر نحوهما، ويمكن الإشارة إلى بعض هذه الصور على سبيل المثال لا الحصر:
1- خفض الجناح لهما وإكرامهما، وتقبيل رأسهما، وحسن ضيافتهما، لقوله تعالى:{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}(1).
2- الدعاء لهما في الحياة وبعد الممات، لقوله تعالى:{وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}(2)، ولقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، أو صدقة جارية، أو ولد صالح يدعوا له«.
3- عدم التأفف لهما، أو العبوس بوجههما أو انتهارهما، أو إيذائهما بكلام أو فعل، لقوله تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}(3).
4- إدخال السرور والفرحة إلى قلوبهما بجميع الوسائل المتاحة، إما بالهدايا أو العطايا أو النفقات، أو بالكلام اللطيف والمعاملة الحسنة، وزيارتهما بين الفترة والأخرى، ومتابعة أحوالهما النفسية والصحية والمادية وغيرها.
5- إكرام أصحابهما من الرجال والنساء، وكذلك أقربائهما من الأعمام والعمات والأخوال والخالات، لقوله عليه الصلاة والسلام: «إن من أبرّ البرّ صلة المرء أهل ودِّ أبيه بعد أو يولى«(4). كما أمر عليه الصلاة والسلام بحسن الصلة بالعم فقال: «العم صنو أبيه»(5) وكذلك حسن الصلة بالخالة حيث قال: «الخالة بمنزلة الأم«(6).
6-أمرهما بالمعروف، ودعوتهما إلى الإسلام إذا كانا غير مسلمين، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، كما فعل إبراهيم عليه السلام: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا . يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا . يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}(7).
كما أمر الله تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف والتواصل معهما وبرّهما، وإن كانا غير مسلمَيْن، ما دام هذا البرّ في المباح وليس في معصية الله، يقول تبارك وتعالى:{وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(8).
7- مقابلتهما بالابتسامة والبشاشة، لأنهما بالأمس القريب سهرا لأوجاع أبنائهما، وتحمّلا كثيرًا من الآلام والعذاب من أجل سعادتهم وراحتهم، بل إنهما أمضيا العمر كله وأفنيا قوتهما وشبابهما من أجل أن يكبر أبناءهما ويتفوقوا في الحياة ويبلغوا المعالي، وقد أبدع أحد الشعراء في تصوير هذا المشهد بهذه الأبيات:
زر والديك وقِفْ على قَبْريْهما *** فكأنني بك قد نقلت إليهما
لو كنتَ حيث هما وكانا بالبقا *** زاراك حبوًا لا على قدميهما
ما كان ذنبهما إليك لطالما *** مَنَحاكَ نفس الودّ من نفسيهما
كانا إذا ما أبصرا بك علَّةً *** جزعا لما تشكو وشقَّ عليهما
كانا إذا سمعا أنينك أسْبَلا *** دمعيهما أسفًا على خديهما
فغدرت حقهما عشية أسكنا *** دار البقا.. وسكنتَ في داريهما
فلتلحقنهما غدًا أو بعده *** حتمًا كما لحقا هما أبويهما
ولتندمن على فعالك مثلما *** ندما هما ندمًا على فعليهما
بشراك لو قدّمت فعلاً صالحًا *** وقضيت بعض الحق من حقيهما
فاحفظ – حفظت – وصيتي واعمل بها *** فعسى تنال البرّ من برّيهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
[الإسراء: 24]

(2)
[الإسراء: 24]

(3)
[الإسراء: 23]

(4)
أخرجه مسلم (ص52، رقم 85) كتاب الإيمان، باب كون الإيمان بالله من أفضل الأعمال.

(5)
أخرجه مسلم (ص395، رقم 993) كتاب الزكاة، باب تقديم الزكاة ومنعها.

(6)
أخرجه البخاري (ص440، رقم 2699) كتاب الصلح، باب الصلح مع المشركين.

(7)
[ مريم: 42-45]

(8)
[ لقمان: 15]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #200  
قديم 02-09-2025, 02:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

(200)


برّ الوالدين بعد الزواج
إن كثيرًا من الناس إذا أقبلوا على الزواج، واستقلوا عن والديهم، وصار عندهم الأولاد والمسؤوليات، أهملوا واجب البرّ بالوالدين، وقلّ اهتمامهم وعنايتهم بهما، وربما يقدم بعضهم طاعة الزوجة على طاعتهما، ومجالسة الصديق على مجالستهما، ومعاشرة الأبناء عن معاشرتهما، والتفكير بالعمل عن التفكير بهما، وكل هذه الأحوال من المحظورات التي ينبغي للإنسان تداركها وعدم الانغماس فيها أو نسيان الواجب الأهم من ذلك كله في برّهما والتواصل معهما، وبناء على ذلك ينبغي أن يكون على مستوى كاف من المسؤولية أمام هذه التداعيات الجديدة، حسب الآتي:
1- الاستعانة بالله تعالى والدعاء إليه، حتى يثبه الله ويجعله قادرًا على تحمل المسؤوليات الاجتماعية الجديدة في حياته بعد الزواج.
2- زيادة البرّ بهما، من حيث الزيارات وشراء الهدايا لهما ودعوتهما بين الفترة والأخرى للمنزل، وغيرها، حتى لا يشعرا بأن ابنهما تغير بعد الزواج، لا سيما الوالدة، لأن هذا الإحساس يكون عندها أقوى من الوالد.
3- الاستقلال بسكن منفرد إذا كانت الأمور ميسورة، ولم تكن هناك حاجة من الوالدين إلى خدمتهم، حتى لا تنشب الخلافات أو تتنافر النفوس.
4- إبعاد الوالدين عن مشكلاته مع زوجته وعدم إفشاء أسرار الأسرة لهما، وحلّ المشكلات بهدوء ورفق داخل البيت وليس خارجه.
5- الحرص على التوفيق بين الزوجة والوالدين، من خلال الخطوات الآتية:
-تذكير الزوجة بتقوى الله تعالى، وأن ما يقدمه لوالديه من خير ومنفعة يكون لها الأجر فيه.
-تذكير الزوجة بحقوق الوالدين الشرعية والثواب المترتب عليها، وكذلك تذكيرها بعقوبة عقوقهما والإساءة لهما.
-تذكير الزوجة وتحذيرها من الابتلاء في الدنيا قبل الآخرة إذا وقفت حاجزًا لبرّ والديه، فربما تُبتلى بأبناء عاقّين في المستقبل، لأن الجزاء كثيرًا ما يكون من جنس العمل.
-تذكير الوالدين بضرورة التعامل الحسن مع الزوجة ما دامت لم تخرج عن ضوابط الشرع والعرف العام.
-الإنصاف مع الزوجة أيضًا، بحيث لا يتعدى على حقوقها من أجل والديه، فكما أن للوالدين حقوقًا فإن للزوجة أيضًا حقوقًا، وإذا أمر الوالدان بالاعتداء على هذه الحقوق فلا طاعة لهما.
-إفهام الزوجة والوالدين بأن المشاكسة والتنازع لن يزيد الأمر إلا سوءًا وتعقيدًا، وأن الرفق والتسامح سبيل الخروج من جميع المشكلات، لقول النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها: «مهلاً يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله«(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1)
أخرجه البخاري (ص1053، رقم 6024) كتاب الأدب، باب الرفق في الأمر كله. ومسلم (ص1133، رقم 2594) كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 230.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 225.15 كيلو بايت... تم توفير 5.84 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]