درر وفوائـد من كــلام السلف - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 709 - عددالزوار : 75597 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 696 - عددالزوار : 431522 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5045 - عددالزوار : 2209212 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4627 - عددالزوار : 1489113 )           »          الإدارة بين الإتقان الشرعي والنجاح الدنيوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          فن المغادرة الاحترافية: إستراتيجيات الارتقاء المهني عند إنهاء الخدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          إضاءة: ما أروع النظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أسرار الكون بين العلم والقدرة الإلهية: رحلة في الغموض والدينامية البيئية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كيف أن الأرض فيها فاكهة ونخل ذات أكمام؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 22-08-2025, 03:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة : Egypt
افتراضي رد: درر وفوائـد من كــلام السلف

درر وفوائـد من كــلام السلف


الاعتزاز بدين الله
يقول الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: «أنا في نفسي صغير فقير، ولكني ساعة أدفع السوء عن حقائق الإسلام، أو أبتغي المصلحة لعامة المسلمين لا أشعر بأن في الأرض قوة للباطل أخشاها على الحق الذي أنطق بلسانه؛ لأن اللسان الذي أنطق به هو لسان الإسلام القوي، وليس لسان الإنسان الضعيف».
أقول : هكذا حال كل من اعتز بدين الله ودافع عنه فإن الله ينصره ويعزه، قال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره}.
الجهمية وتعطيلهم للصفات
قال أبو العباس أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ صاحب كتاب (اللوامع) في الجمع بين الصحاح والجوامع، والمتوفي سنة 521هـ.
قال في مسألة الاستواء من تأليفه: «ورأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي العرش وتعطيل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري، وما هذا بأول باطل ادعوه، وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه الموسوم بـ(الإبانة) عن أصول الديانة أدلة من جملة ما ذكر على إثبات الاستواء.

الحذر من تعيير الناس بالذنوب والعجب بالنفس

يقول الإمام ابن القيم في كتاب مدارج السالكين: وكل معصية عيرت بها أخاك فهي إليك.
يحتمل أن يريد به: أنها صائرة إليك ولا بد أن تعملها، وهذا مأخوذ من الحديث الذي رواه الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله قال الإمام أحمد في تفسير هذا الحديث: «من ذنب قد تاب منه».
وأيضا ففي التعيير ضرب خفي من الشماتة بالمعير، وفي الترمذي أيضا مرفوعا لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك.
(ص: 195) ويحتمل أن يريد: أن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثما من ذنبه وأشد من معصيته؛ لما فيه من صولة الطاعة، وتزكية النفس، وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة من الذنب، وأن أخاك باء به، ولعل كسرته بذنبه، وما أحدث له من الذلة والخضوع، والإزراء على نفسه، والتخلص من مرض الدعوى، والكبر والعجب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس، خاشع الطرف، منكسر القلب أنفع له، وخير من صولة طاعتك، وتكثرك بها والاعتداد بها ، والمنة على الله وخلقه بها؛ فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله ! وما أقرب هذا المدل من مقت الله ، فذنب تذل به لديه، أحب إليه من طاعة تدل بها عليه، وإنك أن تبيت نائما وتصبح نادما، خير من أن تبيت قائما وتصبح معجبا، فإن المعجب لا يصعد له عمل، وإنك إن تضحك وأنت معترف، خير من أن تبكي وأنت مدل، وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين، ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلا هو فيك ولا تشعر.
فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو، ولا يطالعها إلا أهل البصائر ، فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر، ووراء ذلك ما لا يطلع عليه الكرام الكاتبون.
أثـر الكلمـة
بقلم: حمد عبدالرحمن الكوس

قد تكون الكلمة منك مفتاحاً لهداية قلب إنسان، وهذا الإنسان قد يفتح الله به قلوب الفئام من البشر، ويكتب الله لك رضوانه إلى يوم القيامة وانظر إلى الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله عندما قيل له ماكان بدو إنابتك؟ - أي رجوعك إلى الله-فقال: أردت ضرب غلام لي فقال: ياعمر اذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة. رواه ابن أبي الدنيا
انظر الموسوعة ٣/ ٢٣٠ .
فانظر لهذه الكلمة التي تركت أثراً في هذا الحاكم العادل الذي كان يشبه بالخلفاء الراشدين لعدله وعلمه.
وقد تكون الكلمة مفتاحاً لشر وبلاء ومصيبة، وتجر للويلات والمصائب، فتفتح لك بابا من النار والعياذ بالله، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال : الفم والفرج قال الترمذي: حديث حسن صحيح .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا؛ يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا؛ يهوي بها في نار جهنم».
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : «ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول.
وإذا أردت أن تعرف ذلك فانظر فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله -عز وجل-: من ذا الذي يتألى علي أني لا أغفر لفلان؟ قد غفرت له وأحبطت عملك. فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء أن يعبده، أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله .
وفي حديث أبي هريرة نحو ذلك، ثم قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته». الجواب الكافي لابن القيم- ص١٥٩ -١٦٠
فعلى المؤمن أن يعد للسؤال جوابا يوم القيامة فيما قاله أو فعله أو اعتقده، فإما أن يقول خيراً أو يصمت.
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة يرفعه: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت».

القرآن صريح الترتيب
قال ابن القيم رحمه الله:
القرآن من أوله إلى آخره صريح في ترتب الجزاء بالخير والشر والأحكام الكونية والأمرية على الأسباب، بل ترتيب أحكام الدنيا والآخرة ومصالحهما ومفاسدهما على الأسباب والأعمال.
ومن تفقه في هذه المسألة وتأملها حق التأمل انتفع بها غاية النفع .
(ص ١٤ الداء و الدواء).
متى تكون النصرة للرسول بالقوة؟ ومتى تكون بالصبر؟
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عن كل من يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
(الصارم المسلول 1/229 )



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 03-09-2025, 10:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة : Egypt
افتراضي رد: درر وفوائـد من كــلام السلف

درر وفوائـد من كــلام السلف


صحبة الكتاب والسنة
قال ابن القيّم الجوزية:
«فمَن صَحِبَ الكتاب والسنّة، وتغرّب عن نفسِه وعن الخلق، وهاجر بقلبه إلى الله، فهو الصادق المصيب».
مدارج السالكين: ( 2 / 487 )

إصلاح النية من الفساد
قال الشيخ عبدالسلام بن برجس رحمه الله -:
إنَّ أحقَّ ما اعتنى طالبُ العلم به مُعالجة النية وتعُهدها بالإصلاح و حمايتها من الفساد.
{عوائقُ الطلب (ص10)}
أنواع المال
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: خروج المال بالتبرع يكون هبة، ويكون هدية، ويكون صدقة. فما قصد به ثواب الآخرة بذاته فهو صدقة، وما قصد به التودد والتأليف فهو هدية، وما قصد به نفع المعطى فهو هبة.
(الشرح الممتع / ج11 / ص65).
حكم حرق الساحر بالنار
- هل يجوز حرق الساحر بالنار؟
- لايحرق بالنار أحد لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وقال: (إن النار لا يعذب بها إلا الله) بل يقتل بالسيف.
عبد العزيز بن باز رحمه الله



الأفضل للإنسان المصاب بمرض أن يتداوى
حقيقة التوكل على الله منها الأخذ بالأسباب، ولكن سمعت بعض المشايخ يقول: لو أن الإنسان أُصيب بمرض ولم يستعمل الدواء لكان أجره أعظم من الذي استعمل الدواء ولا يصبر على الأذى.
- الصواب أن العلاج أفضل، هذا الذي عليه جمهور أهل العلم، قد عالج النبي صلى الله عليه وسلم وعالج الصحابة، وهم أفضل الناس؛ فالمريض إذا ترك الدواء فلا حرج عليه. ولكن إذا عالج فهو أفضل، وأخذ الدواء النافع المباح فهو أفضل، ومن الدواء القراءة على المريض، هذا من الدواء، ومنه الكي لمن يناسبه الكي، والحجامة لمن تناسبه الحجامة، وشرب العسل لمن يناسبه العسل، والفصد لمن يناسبه الفصد، إلى غير ذلك؛ فتعاطي الأسباب أمر مشروع، للحديث: «عباد الله تداووا»، ولما قالوا: يا رسول الله إن ـــ رقى نسترقي بها ودواء نتداوى به، فهل يرد من قدر الله شيئاً؟ قال: «هو من قدر الله»، فتعاطي الأسباب من قدر الله، ولما رجع عمر من الشام لما وقع بها الطاعون، وأشار عليه بعض المسلمين بالرجوع، وعزم على ذلك، فقيل له في ذلك، أتفر من قدر الله؟، قال: نفر من قدر الله إلى قدر الله، نفر من قدر الله يعني الذي فيه خطر، إلى قدر الله الذي فيه السلامة، ثم جاءه عبد الرحمن بن عوف فحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا سمعتم الطاعون في البلد فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه»، فحمد الله أن الله وفقه لموافقة الحديث وانصرف إلى المدينة، فالحاصل أن التداوي وتعاطي الأسباب أمرٌ مشروع، ومطلوب، وهو أفضل من ترك ذلك، وقد يكون بعض الأسباب واجباً كأن يأكل لئلا يموت ويشرب، هذا سببٌ واجب، وتوقي ما يضره كأن لا يلقي نفسه في بئر أو يلقيها من الجبل أو ما أشبه ذلك كل هذا أمرٌ لازمٌ له، فتعاطي الأسباب التي يحتاج إليها أمرٌ مطلوب مشروع، وتوقي أسباب الهلاكة أمرٌ واجب متحتم، والله فطر العباد على هذا الشيء، وجاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهو لا ينافي التوكل، التوكل الثقة بالله والاعتماد عليه والتفويض إليه، والإيمان بأنه هو مسبب الأسباب، وأن كل شيء بقضائه وقدره، ومن ذلك فعل الأسباب؛ فالمتوكل يعتمد على الله ويثق به، ويعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره، ومع ذلك يأخذ بالأسباب، فيأكل لئلا يجوع، ويشرب لئلا يظمأ لئلا يهلك، يستدفي في الشتاء عن البرد، إلى غيرها من الأسباب التي شرعها الله لعباده.
نور على الدرب - الإمام ابن باز رحمه الله



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 04-09-2025, 05:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة : Egypt
افتراضي رد: درر وفوائـد من كــلام السلف

درر وفوائـد من كــلام السلف


حاجة العبد للمغفرة
- عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه -عز وجل- أنه قال: «يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم». (جزء من حديث رواه مسلم). قال ابن رجب رحمه الله: «وأما الاستغفار من الذنوب، فهو طلب المغفرة، والعبد أحوج شيء إليه؛ لأنه يخطئ بالليل والنهار، وقد تكرر في القرآن ذكر التوبة والاستغفار، والأمر بهما، والحث عليهما».
(جامع العلوم والحكم 41/2).

آيتان في فضل قيام الليل
قال تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿١٦﴾فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. (السجدة:16-17).
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} أي: ترتفع جنوبهم، وتنزعج عن مضاجعها اللذيذة، إلى ما هو ألذ عندهم منه وأحب إليهم، وهو الصلاة في الليل، ومناجاة اللّه تعالى.
ولهذا قال: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} أي: في جلب مصالحهم الدينية والدنيوية، ودفع مضارهما. {خَوْفًا وَطَمَعًا} أي: جامعين بين الوصفين، خوفًا أن ترد أعمالهم، وطمعًا في قبولها، خوفًا من عذاب اللّه، وطمعًا في ثوابه.
{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} من الرزق، قليلاً كان أم كثيرًا {يُنْفِقُونَ} ولم يذكر قيد النفقة، ولا المنفق عليه، ليدل على العموم، فإنه يدخل فيه، النفقة الواجبة، كالزكوات، والكفارات، ونفقة الزوجات والأقارب، والنفقة المستحبة في وجوه الخير، والنفقة والإحسان المالي، خير مطلقًا، سواء وافق غنيًا أم فقيرًا، قريبًا أم بعيدًا، ولكن الأجر يتفاوت، بتفاوت النفع، فهذا عملهم.
{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (17)
وأما جزاؤهم، فقال: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ} يدخل فيه جميع نفوس الخلق، لكونها نكرة في سياق النفي. أي: فلا يعلم أحد {مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} من الخير الكثير، والنعيم الغزير، والفرح والسرور، واللذة والحبور، كما قال تعالى على لسان رسوله: {أعددت لعبادي الصالحين، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر}.
فكما صلوا في الليل، ودعوا، وأخفوا العمل، جازاهم من جنس عملهم، فأخفى أجرهم، ولهذا قال: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
تفسير السعدي - سورة السجدة -آية ١٦- ١٧.

من هم الدعاة الصادقون؟
هم أتباع النبي عليه الصلاة والسلام.. دعاة إلى الله ودينه مخلصون.. لا إلى ماسواه.. على بصيرة واتباع لا على جهل وهوى وابتداع.. وعلى توحيد لاعلى شرك.
حمد عبدالرحمن الكوس

فتوى حول كتاب (تبليغي نصاب) وما شابهه من كتب الصوفية
- س: أنا رجل مسلم أعيش في بريطانيا، أرغب في اتباع منهج أهل السنة والجماعة في جميع أمور حياتي، وبناءً على هذا أحاول قراءة كتب دينية بالأوردية، وأثناء قراءتي لبعض الكتب الدينية المؤلفة من العالم الشهير والبارز الهندي المنتسب إلى جماعة التبليغ (الديوبندية)، اسمه: الشيخ (محمد زكريا كاندهلوي شيخ الحديث)، وجدت في كتابه المسمى: (تبليغي نصاب) على
(الجزء رقم: 2، الصفحة رقم: 98)
الصفحة رقم (113) في الفصل الخامس، قصة نقلها المؤلف من كتاب اسمه (رونق المجالس)؛ حيث ذكر قصة التاجر الذي مات، وقسم ميراثه بين ابنيه، وقد ترك المتوفى إلى جانب المال الكثير شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ الابن الأصغر شعر رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتنازل عن ماله الذي كان يستحقه من وراثة أبيه في حق أخيه الكبير، والذي حصل أن الذي أخذ المال قد أفلس بعد قليل، والذي أخذ الشعر صار غنيًّا، وبعد وفاة الأخ الصغير الذي لديه شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، رأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في منامه؛ حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: «من له حاجة فعليه أن يذهب إلى قبر هذا الأخ الصغير ويدعو الله -سبحانه وتعالى- عند قبره لاستجابة دعائه» نقلاً عن كتاب (تبليغي نصاب)، وكذلك قرأت كتابًا آخر اسمه (تاريخ مشائخ جثت) للمؤلف السالف ذكره الشيخ: محمد زكريا في صفحة رقم (232)؛ حيث ذكر في هذا الكتاب، مرة الشيخ حاجي إمداد الله مهاجر مكي كان في مرض موته فزاره أحد معتقديه وحزن على حاله التي كان هو فيها، فعرف الشيخ حزنه عليه، فقال: «لا تحزن إن الزاهد العابد لا يموت، بل ينتقل من مكان إلى مكان آخر، وإنه يقضي حاجة الناس وهو في قبره، كما كان يقضي حاجتهم في حياته»، نقلاً من كتاب: (تاريخ مشائخ جثت)، والمطلوب أحب أن أسمع عن آرائكم الرشيدة في حق كل من ذكر. وكذلك:
أ - هل هو يبقى مسلمًا أي المؤلف وراوي القصة بعد هذه العقيدة التي ظهرت لنا من خلال كتبه وكلامه؟ بينوا لنا مستدلين بالكتاب والسنة.
ب - إذا لم يبق مسلمًا، فما الدليل من الكتاب والسنة على خروجه من الملة؟
ج: ما نُقل في هذه الكتب مما ذُكر في السؤال من البدع المنكرة والخرافيات التي لا تستند إلى حقيقة شرعية، ولا إلى أصل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا يقول بذلك ولا يعتقده إلا من انتكست فطرته، وعميت بصيرته، وضل سواء السبيل. وادعاء أن شعر الرسول لا يزال موجودًا وأن من حازه سبب له الغنى، وادعاء رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالدعاء عند قبر هذا الرجل - كل ذلك كذب وافتراء لا دليل عليه، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الشيطان لا يتمثل بي فكيف يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بدعاء الله عند القبور وقد نهى عن ذلك في حياته وحذر منه أشد التحذير؟! ونهى عن الغلو في الأنبياء والصالحين والتوسل بهم بعد موتهم، ولم يمت صلى الله عليه وسلم إلا وقد أتم الله به الدين، وأكمل به النعمة، فلا يزاد على ما شرعه ولا ينقص منه، واعتقاد أن الدعاء يستجاب عند القبور بدعة لا أصل لها في الشرع المطهر، وقد تؤول بصاحبها إلى الشرك الأكبر إذا دعا المقبور من دون الله أو معه، أو اعتقد النفع والضر في المقبور، فإن النافع الضار هو الله سبحانه. وكذلك اعتقاد أن الزاهد العابد لا يموت، بل ينتقل من مكان إلى مكان أخر، وأنه يقضي حاجات الناس في قبره، كما كان يقضي حاجاتهم في حياته، اعتقاد فاسد من معتقدات الصوفية المنحرفة، ولا دليل على ذلك، بل دلت الآيات والأحاديث الصحيحة على أن كل إنسان في هذه الدنيا يموت، قال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، وقال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} الآية، كما دلت الأحاديث الصحيحة أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية، وأن الميت في قبره لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا، ومن كانت هذه حاله فإنه لا يملك ذلك لغيره من باب أولى، ولا يجوز طلب قضاء الحاجات إلا من الله وحده فيما لا يقدر عليه إلا الله، وطلبها من الأموات شرك أكبر، ومن اعتقد غير ذلك فقد كفر كفرًا أكبر يخرجه من الملة والعياذ بالله؛ لإنكاره الأدلة الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الدالة على ذلك، وعليه أن يتوب من ذلك توبة نصوحًا، ويعزم على عدم العودة لذلك العمل السيئ، وأن يتبع ما عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة ليفوز برضا الله وجنته ويسلم من عذابه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 12-09-2025, 12:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة : Egypt
افتراضي رد: درر وفوائـد من كــلام السلف

درر وفوائـد من كــلام السلف


ﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟِﻨﺴْﻴَﺎﻥ !

ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺧﺸﺮﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ﺭﺃﻳﺖ ﻭﻛﻴﻊ ﺑﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﻛﺘﺎﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﻣﺎ ﻻ ﻧﺤﻔﻆ ﻓﻌﺠﺒﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؛ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻭﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﻭﻛﻴﻊ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻭﻻ ﺗﻜﺘﺐ ﺳﻮﺍﺩﺍً في ﺑﻴﺎﺽ، ﻭﺗﺤﻔﻆ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻧﺤﻔﻆ؟!
ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻛﻴﻊ ﻭﻗﺪ ﺃﺳّﺮ في ﺃُﺫﻧﻲ:ﻳﺎ ﻋﻠﻲ ! ﺇﻥ ﺩﻟﻠﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺃﺗﻌﻤﻞ ﺑﻪ؟
ﻗﻠﺖ: ﺇﻱ ﻭﺍﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ؛ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻠﺤﻔﻆ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ.
(ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ) 6/384

أبو عمرو الداني الإمام المقرىء وأرجوزته المنبهة
الإمام أبو عمرو الداني -رحمه الله- قال عنه الذهبي: الإمام الحافظ، المجود المقرئ، الحاذق، عالم الأندلس أبو عمرو عثمان ابن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، مولاهم الأندلسي، القرطبي ثم الداني، ويعرف قديما بابن الصيرفي، مصنف (التيسير) و(جامع البيان)، وغير ذلك.
ذكر أن والده أخبره أن مولدي في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة فابتدأت بطلب العلم في أول سنة ست وثمانين، ورحلت إلى المشرق سنة سبع وتسعين، فمكثت بالقيروان أربعة أشهر، ثم توجهت إلى مصر، فدخلتها في شوال من السنة، فمكثت بها سنة، وحججت. (ص: 78)
قال: ورجعت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة تسع، وخرجت إلى الثغر في سنة ثلاث وأربعمائة، فسكنت (سرقسطة) سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قرطبة. قال: وقدمت دانية سنة سبع عشرة وأربعمائة، قلت: فسكنها حتى مات، قال أبو القاسم بن بشكوال كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القرآن: رواياته وتفسيره ومعانيه، وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله تواليف حسانا مفيدة، وله معرفة بالحديث وطرقه، وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط، جيد الضبط، من أهل الذكاء والحفظ، والتفنن في العلم، دينا فاضلا، ورعا سنيا.
وفي فهرس ابن عبيد الله الحجري قال: والحافظ أبو عمرو الداني، قال بعض الشيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئا قط إلا كتبته، ولا كتبته إلا وحفظته، ولا حفظته فنسيته، وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف، فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها.
قلت: إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات، وعلم المصاحف، مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو، وغير ذلك.
ألف كتاب (جامع البيان في السبع) ثلاثة أسفار في مشهورها وغريبها، وكتاب (التيسير) وكتاب (الاقتصاد) في السبع، (ص: 81) و(إيجاز البيان) في قراءة ورش، و(التلخيص) في قراءة ورش أيضا، و(المقنع) في الرسم، وكتاب (المحتوى في القراءات الشواذ)، فأدخل فيها قراءة يعقوب وأبي جعفر، وكتاب (طبقات القراء) في مجلدات، و(الأرجوزة في أصول الديانة)، وكتاب (الوقف والابتداء)، وكتاب (العدد)، وكتاب (التمهيد في حرف نافع) مجلدان، وكتاب (اللامات والراءات) لورش، وكتاب (الفتن الكائنة)، مجلد يدل على تبحره في الحديث، وكتاب (الهمزتين) مجلد، وكتاب (الياءات) مجلد، وكتاب (الإمالة) لابن العلاء مجلد. وله تواليف كثيرة صغار في جزء وجزئين.
مات أبو عمرو يوم نصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة ودفن ليومه بعد العصر بمقبرة دانية، ومشى سلطان البلد أمام نعشه، وشيعه خلق عظيم، رحمه الله تعالى.
انظر كتاب سير أعلام النبلاء - الطبقة الرابعة والعشرون - أبو عمرو الداني- الجزء رقم17(ص: 77).
وانتقيت بعض الأبيات الجميلة من كتابه (الأرجوزة المنبهة) فيقول في أهمية التمسك بالسنة ونبذ البدعة:
وجانب الأراذل المبتدعة
واعمل بقول الفرقة المتبعة
واطرح الأهواء والآراء
وكل قول ولد المراء
من دار بِالسنة فاستمعه
وكل ما قد حد فاتبعه
إذا رأيت المرء قد أحبا
أئمة الدين وعنهم ذبا
كمالك والليث والثوري
وابن عيينة الفتى التقي
والفاضل المعروف بالأوزاعي
ومثلهم من أهل الاتباع
كابن المبارك الجليل القدر
والشافعي ذي التقى والبر
وعابد الرحمن وابن وهب
وصحبهم أكرم بهم من صحب
والقاسم العالِم بالإعراب
والفقه والقرءان والآداب
وأحمد بن حنبل الإمام
ونظرائهم من الأعلام
وفضل الصحابة الأبرارا
وقدم الأصهار والأنصارا
وأبغض البدعي والمخالفا
ومن تراه لهما مخالفا
فاعلم بأنه من أهل السنة
فالزمه واستمسك بما قد سنه
ومن أشعار الإمام أبوعمرو الداني -رحمه الله- في القول في القرءان وأهله وفضل تلاوته:
واعلم هديت الرشد والتوفيقا
وكنت ممن يسلك الطريقا
بأن درس المرء للقرآن
من أفضل الأعمال للرحمن
< < <
لأنه كلامه سبحانه سبحانه الرب الأجل
بكل حرف منه يعطِي عشرا
من حسنات قد كتبن ذخرا
طوبى لمن كان له بالليل
صلاة من شمر فضل الذيل
ليس له عن الهدى من ميل
يبغي من الرحمن حسن النيل
قد جاء مرويا عن الأكابر
فى حامل القرآن شىء ظاهر
خرجه الأشياخ فى الصحيح
عن الرسول الصادق النصيح
أفضلكم معلم القرءان
وماهر بجملة الفرقان
ومثل ذاك صحة وصدقا
بأنهم أهل الإله حقا
وقال أيضا فيهم مقالة
شافية والصدق ما قد قاله
يقال يوم البعث للقراء
بعد الورود احظوا بالارتقاء
فى الدرجات واقرؤوا القرءانا
ورتلوه واسكنوا الجنانا
مُدَّ لكل قارىء حيث انتهى
من أجل ذا رتله أهل النهى
هذا الذي صح عن النبي
يزري بقول القادح الغبي
كالجاحظ الخسيس والنظام
وشبه هذين من الطغام
وغيرهم من الأراذل السفل
لسخفهم بقولهم لا يشتغل
< < <
ويقول الإمام أبو عمرو الداني:
ومن صريح السنة الإقرار
بكل ما صحت به الآثار
فمن صحيح ما أتى به الأثر
وشاع في الناس قديما وانتشر
نزول ربنا بلا امتراء
في كل ليلة إلى السماء
من غير ما حد ولا تكييف
سبحانه من قادر لطيف
ورؤية المهيمن الجبار
وأننا نراه بالأبصار
يوم القيامة بلا ازدحام
كرؤية البدر بلا غمام
وضغطة القبر على المقبور
وفتنة المنكر والنكير
ونحو هذا من أصول الدين
كالجاء في الصفات واليمين
وكالذي جاء من البيان
في الحوض والصراط والميزان
والعرش والكرسي والحساب
والعرض والثواب والعقاب
والكتب والسؤال والشفاعة
في كل عاص تارك للطاعة
من الموحدين أهل القبلة
إذ كلهم مستمسك بالملة
فيتنعمون في الجنان
بعد خروجهم من النيران
كما أتى ذلك في الأنباء
بُعدا لأهل الزيغ والأهواء
ماذا يردون من الآثار
فهم كما جاء كلاب النار
يعطلون شرعة الإسلام
وما لهم في الدين من إمام
كم أحدثوا من بدعة في الدين
وأنكروا من خبر يقين
وحرفوا من محكم التنزيل
واخترعوا من باطل التأويل
وزخرفوا من كذب وزور
واستهزؤوا بالوارد المسطور
عن النبي وعن الكرام
أصحابه في العقد والأحكام
قد أنكروا سخفا نزول عيسى
وشانه تعسا لهم وبوسا
وأنكروا الدجال والأشراطا
وأسقطوا جميعها إسقاطا
فالحمد لله الذي هدانا
لواضح السنة واجتبانا
فهذه عقود أهل السنةْ
فالتزمنها وارجون الجنةْ



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 12-09-2025, 02:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة : Egypt
افتراضي رد: درر وفوائـد من كــلام السلف

درر وفوائـد من كــلام السلف


عقوبات المعاصي
قال ابن القيم رحمه الله
من عقوبات المعاصي:
حرمان الطاعة فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها. تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه.
قال أيضاً ابن القيم من عقوبات المعاصي:
المعاصي تقصر العمر، وتمحق بركته ولابد؛ فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر، وسر المسألة أن عمرالإنسان مدة حياته، ولا حياة له إلا بإقباله على ربه والتنعم بحبه وذكره وإيثار مرضاته.
المعصية تضعف إرادة الخير فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة.
( كتاب الداء والدواء)

الدعوة إلى الله وأثرها في انتشار الإسلام
من إملاءات الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
سؤال للشيخ/ مشهور حسن سلمان
السؤال: ما صحة حديث: «كما تكونوا يولى عليكم»؟
الحديث أخرجه الديلمي عن أبي بكرة مرفوعاً، وفيه يحيى بن هاشم، وهو كذاب يضع الحديث، وله طريق آخر عند ابن جميع في (معجم الشيوخ) (149)، وعند القضاعي في مسنده، من طريق آخر عن أبي بكرة وفيه المبارك بن فضالة وهو ضعيف، والراوي عنه أبو أحمد الكرماني وهو مجهول أفاده الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف المسمى (الكافي الشافي) فهذا الحديث لم يصح ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لكن معناه أمر أُخذ بالاستقراء، فغالباً يكون الناس باهتماماتهم، على حسب الوالي عليهم، ووجد لأبي منصور الثعالبي المتوفى سنة 429هـ، في كتاب مطبوع اسمه: (لطائف المعارف)، وجدت له كلاماً جميلاً يخص هذا الحديث، ويؤكد أن هذا الكلام بالجملة معناه صحيح، فيقول أبو منصور الثعالبي: (كان الأغلب على عبد الملك بن مروان حب الشعر، فكان الناس في أيامه يتناشدون الأشعار، ويتدارسون أخبار الشعراء، وكان الأغلب على الوليد بن عبد الملك حب البناء واتخاذ المصانع وكان الناس في أيامه يخوضون في رصف الأبنية، ويحرصون على التشييد والتأسيس، وكان الأغلب على سليمان ابن عبد الملك حب الطعام والنساء، فكان الناس في أيامه يصفون ألوان الأطعمة ويذكرون أطايبها، ويستكثرون من الحرص على أحاديث النساء، ويتساءلون عن تزوج الحرائر، والاستمتاع بالسراري، ويتجاوزون في الباه، وكان الأغلب على عمر بن عبد العزيز حب الصلاة والصوم وكان الناس في أيامه يتلاقون، فيقول الرجل لأخيه: ما وردك الليلة؟ وكم تحفظ من القرآن؟ وبكم تختمه؟ وكم صليت البارحة؟ وهل أنت صائم؟ وكان يزيد بن عبد الملك يحب الخيل وكان الناس يتنافسون في اختيارها، ويتقربون إليها، باتخاذ الأجود والأحسن منها، وكان هشام بن عبدالملك يحب الثياب ونفائس اللباس وكان الناس في أيامه يتبارون في التجارة فيها، ويتواصفون أنواعها، وكان الوليد بن يزيد صاحب لهوٍ وشراب وسماع، وكان الناس في أيامه يتشاغلون في الملاهي ويترخصون في النبيذ ويقولون بالسماع، وقد صدق من قال: إن الناس على دين ملوكهم والسلطان سوق يجلب إليها ما ينفق فيها».
إذاً هذه المقولة حكمة مأخوذة من خلال النظر في تاريخ الناس، أما عزو ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم على أنه حديث فليس بصحيح، والله أعلم.
موقع طريق الإسلام

الجـانب الآخـر في حياة الألبـاني
قال الأستاذ محمود رضا مراد (وإلى جانب تمرس الشيخ في العلوم الشرعية، فقد حذق في علوم دنيوية كتصليح الساعات وتصميم الأجهزة:
جهاز لتسخين المياه
1 - فقد صعد بي مرة إلى سطح بيته فأراني جهازا لتسخين المياه بحرارة الشمس صممه بنفسه، وهو صندوق مسطح أشبه ما يكون بعلبة الكبريت، -وليس بحجمها طبعا- مطلية بالقار يمر فيه الماء البارد، فيمتص القار حرارة الشمس فترتفع حرارة الماء فيندفع يصب إلى أعلى ليصب في الأنبوب الرئيس الذي يمد منافع البيت بالماء الساخن يظل الماء يحتفظ بحرارته مهما بردت حارة الجو.
مزولة الصلاة
2- كما صمم مزولة لمعرفة أوقات الصلاة.
3 - ولكن ما يلفت انتباه الزائر هو الرافعة التي صممها لنفسه لتحمله من الطابق الأرضي حتى الطابق العلوي؛ حيث كان يشق على الشيخ صعود الدرج لضخامة حجمه، وهي عبارة عن قاعدة يقف عليها يرفعها كابل معدني بواسطة محرك يشبه (الدينمو) فإذا ضغط زر ارتفعت القاعدة إلى أعلى أو أسفل حسب مكان القاعدة)! اهـ.
دوار الكتب
قال عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته) (ص 19): واللهِ يا شيخنا إنك لبارع وذكي حتى في الصناعات، ولا أدلّ على ذلك من هذا (الدوّار) الذي تضع فيه كتبك - وهو دوّار كان شيخنا يضع عليه الكتب المهمة التي يُكثِر من تناولها مثل (تهذيب الكمال) و(تهذيب التهذيب) و(تاريخ البخاري) و(الجرح والتعديل) وغير ذلك من كتب التراجم -، فما كان من شيخنا إلاّ أن قال لي: «يا أستاذ، للإنصاف هذا ليس من ابتكاري، فقد رأيته عند الشيخ أحمد شاكر، لكن بحجم أصغر، وأنا كبّرته».
فتأمّل -حفظك الله- كيف لمثلي بل ولمن هو أكبر سنًّا منّي أن يعلم أن شيخنا أخذ فكرة الدوّار من الشيخ أحمد شاكر، ومع ذلك لم يسع شيخنا السكوت، بل أبان لي الأمر حتى لا أبقى معتقداً أن الدوار من أفكاره. اهـ.
تغذية الطيور
ومن اختراعات الإمام أيضاً ما ذكره أبو خالد السلمي فقال: ما حدثني به الشيخ الفاضل الدكتور فاروق السامرائي رئيس قسم أصول الفقه بكلية الشريعة جامعة اليرموك (سابقا) وهو ممن له صلات عائلية بأهل الشيخ الألباني، وكان يزور الشيخ في بيته، وزاره الشيخ في بيته كذلك، حدثني أن الشيخ كان يربي في بيته أنواعا من الطيور كالبط والدجاج والحمام يأكل منها -رحمه الله- هو وأهل بيته، وقد احتاج الشيخ وأهله إلى السفر للعمرة لمدة أسبوعين، فصنع الشيخ الألباني بيده ومن تصميمه جهازاً في غاية البراعة مؤقتا ومبرمجاً؛ بحيث إنه في ساعة محددة يومياً يفرغ في كل قفص أنواعا معينة وكمية محددة من الحبوب لكل نوع من الطير، وكذلك في أوقات محددة يومياً يصب هذا الجهاز كميات من الماء في آنية الطيور، فسافر الشيخ ورجع والطيور على ما يرام تأكل وتشرب في الأوقات المحددة!
الدعوة (عدد 1717 شعبان 1420)


نبذة عن حياة العلامة الألباني

- ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333هـ الموافق 1914م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة، يغلب عليها الطابق العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم ويرشدهم.
- هاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
- أتم العلامة الألباني دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.
قال عنه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز: ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني، وسئل سماحته عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»؛ فسئل من مجدد هذا القرن؟ فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.
وتوفي -رحمه الله- قبيل يوم السبت في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة 1420هـ، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 20-09-2025, 02:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة : Egypt
افتراضي رد: درر وفوائـد من كــلام السلف

درر وفوائد من كلام السلف


ترجمة الذهبي
لم يُترجم الذهبي رحمه الله لنفسه في السير، مع أنه ذكر فيه كثيرًا من أقرانه ومعاصريه، ولكنه ترجم لنفسه ترجمةً مختصرة، فيها تواضع جمّ وعِظَة لأهل التعاظم والتعالي، ذكرها في كتاب آخر له اسمه (المعجم المختص بالمحدثين) فقال:
« الذهبي، المُصنِّف، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز ابن الشيخ عبد الله التركماني الفارقي ثم الدمشقي الشافعي المُقرئ المحدث، مُخَرِّج هذا المعجم. وُلِد سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وجمعَ تواليفَ، يُقالُ: مفيدة، والجماعة (يتفضلون!) ويُثنون عليه، وهو أخبرُ بنفسه وبنقصه في العلم والعمل، والله المستعان ولا قوة إلا به، وإذا سلِم لي إيماني فيا فوزي!»
(المعجم المختص بالمحدثين صـ٩٧)

الإمام ابن باز: دفاع المسلمين عن بلادهم من الجهاد
- س-أبناؤكم المرابطون على الجبهة يسألون سماحتكم: عما إذا كان لهم أجر المرابطة في سبيل الله .. وأنتم تعلمون أنهم يواجهون عدواً، ثبت من سلوكياته أنه لا يرعى عهداً ولا يحفظ حقاً ؟ ويسألون أيضاً هل يدخل في الجهاد الدفاع عن الوطن والعرض والممتلكات؟ كما يأملون توجيه نصيحة لهم.
- ج-قد دل الكتاب والسنة الصحيحة، على أن الرباط في الثغور من الجهاد في سبيل الله، لمن أصلح الله نيته؛ لقول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(آل عمران: 200)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمن الفتان». رواه مسلم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفي الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها». رواه البخاري.
وفي صحيح البخاري -رحمه الله- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على النار». رواه البخاري.
ولاشك أن الدفاع عن الدين والنفس والأهل والمال والبلاد وأهلها، من الجهاد المشروع، ومن يقتل في ذلك وهو مسلم يعُّد شهيداً؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد». رواه الترمذي.
ونوصيكم أيها المرابطون في الجبهة، بتقوى الله، والإخلاص لله في جميع أعمالكم، والمحافظة على الصلوات الخمس في الجماعة، والإكثار من ذكر الله عز وجل والاستقامة على طاعة الله ورسوله، والحرص على اتفاق الكلمة، وعدم التنازع، والصبر والمصابرة في ذلك بنفس مطمئنة، وحسن الظن بالله، والحذر من جميع معاصيه.
ومن أجمع الآيات فيما ذكرنا، قوله عز وجل في سورة الأنفال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٤٥﴾وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }(الأنفال: 45، 46).
سدد الله خطاكم، وثبتكم على دينه، ونصر بكم وبمن معكم الحق، وخذل بكم الباطل وأهله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كتاب حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية
المؤلف: العلامة بكر‏ بن عبد الله أبوزيد
الكتاب يتناول حكم الانتساب إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية، ويؤكد المؤلف – رحمه الله – من الواجب على العلماء توضيح التصور والرؤية الصحيحة لواقع الفرق المعاصرة، ويقول: فصار من المتعين على أهل العلم إيضاح الجواب عن هذا السؤال نصحا للأمة واستيفاء على روح الإسلام وجماعة المسلمين من أدواء الانحراف ليبقى الأمر على الاستقامة، وقول أيضا: إن من أدق ما يلتفت إليه هنا: هو التزام لغة العلم بمعنى الأسماء والمصطلحات الشرعية، حتى يستطيع السامع والباحث أن يعرف مدى الربط بين الماضي والحاضر ولا يصاب بانفصام عن ماضيه ... وعليه يجب أن يكون النظر والبحث، وترتيب الحكم في قالب لغة العلم لا غير فلنعبر بالفرق لا بشعار (الجماعات الإسلامية)؛ لأن (جماعة المسلمين) واحدة لا تتعدد ( على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم)، ولنعبر بالبدعة أمام السنة، وأهل السنة والجماعة أمام: أهل البدع والأهواء.
ويتناول الكتاب بعض الموضوعات المهمة التي توضح حكم الإسلام في الانتماء إلى مثل هذه الجماعات والفرق، مثل: هدي الإسلام أمام الحزبيات، ولا حزبية في صدر الإسلام، وتاريخ ظهورها بعد، وانشقاق الفرق عن جماعة المسلمين، وتساقطها أمام جماعة المسلمين، وجماعة المسلمين أمام المواجهات، وغير ذلك من الموضوعات العلمية التي توضح الطريق الأسلم للتعامل مع واقع هذه الفرق والجماعات الموجودة على الساحة المعاصرة.


تنبيه مهم لطالب العلم
قال الزهري رحمه الله:
«إن هذا العلم إن أخذته بالمكاثرة غلبك ولم تظفر منه بشيء ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذًا رفيقًا تظفر به.»
حلية الأولياء (4587).


أهل الشام زمن ابن تيمية
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في بيان في فضل أهل الشام في الذين وقفوا في وجه التتار: «هذه العصابة التي في الشام ومصر في هذا الوقت هم كتيبة الإسلام؛ وعزهم عز الإسلام، وذلهم ذل الإسلام. فلو استولى عليهم التتار لم يبق للإسلام عز ولا كلمة عالية ولا طائفة ظاهرة عالية يخافها أهل الأرض تقاتل منه».
(مجموع الفتاوى (٢٨/٥٣٥)


الجماعة والبيعة والتحزب والموقف منها
الذي نراه أن العمل الجماعي مشروع وفق ضوابط :
- أن يكون الاجتماع على الكتاب والسنة، وهدي السلف الصالح.
- وألا يؤسس على الأهواء ، والتحزب للأشخاص، وعقد الولاء والبراء عليه.
- وألا تُعطي هذه الجماعة الدعوية لنفسها ماتُعطيها لجماعة المسلمين العامة كالمبايعة للإمام العام ،
- وأن يكون عمل هذه الجماعة الدعوية؛ مما يؤيد الإمام العام ، ويكون عوناً له.
ونرى أن العمل الجماعي في أمور الدعوة إلى الله -تعالى- أنفع وأفضل من العمل الفردي .
ونرى أن إقامة جماعة سلفية واضحة الأهداف إنما هو وسيلة لخدمة الدين، وليس ذلك من الحزبية التى نهى الشرع عنها.
وعلية فإننا نرى أن إقامة جماعة أو جمعية دعوية في كل بلد لنشر الدين الصافي ومحاربة البدع وتربية الشباب على ضوء هذه العقيدة أمرٌ مشروع ومستحب.
منهاج الجمعية ص ٣٩ ومابعدها -بتزكية كبار علماء الأمة
أرجو التدقيق على الكلام السابق من رسالة الجمعية ووضع أسماء العلماء الذين زكو المنهج.

منهج جمعية إحياء التراث




اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 29-09-2025, 04:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,122
الدولة : Egypt
افتراضي رد: درر وفوائـد من كــلام السلف

درر وفوائد من كلام السلف


دواء الأمة الإسلامية
- ما الدواء الناجع للعالم الإسلامي للخروج به من الدوامة التي يوجد فيها؟
إن الخروج بالعالم الإسلامي من الدوامة التي هو فيها، من مختلف المذاهب والتيارات العقائدية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، إنما يتحقق بالتزامهم بالإسلام، وتحكيمهم شريعة الله في كل شيء، وبذلك تلتئم الصفوف، وتتوحد القلوب.
وهذا هو الدواء الناجح للعالم الإسلامي، بل للعالم كله، مما هو فيه من اضطراب واختلاف، وقلق وفساد وإفساد، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(محمد: 7) وقال -عز وجل-: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠﴾الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور}(الحج: 40 - 41)، وقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}(النور: 55)، الآية وقال سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}(آل عمران: 103) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ولكن ما دام أن القادة إلا من شاء الله منهم يطلبون الهدى والتوجيه من غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويحكمون غير شريعته، ويتحاكمون إلى ما وضعه أعداؤهم لهم، فإنهم لن يجدوا طريقاً للخروج مما هم فيه من التخلف والتناحر فيما بينهم، واحتقار أعدائهم لهم، وعدم إعطائهم حقوقهم {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}(النحل: 33).
فنسأل الله أن يجمعهم على الهدى، وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم، وأن يمن عليهم بتحكيم شريعته والثبات عليها، وترك ما خالفها، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
(موقع العلامة ابن باز -رحمه الله-)


مايقوله المسلم إذا أتاه مايسره وإذا أتاه مايكره
قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: «كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا جاءه ما يسر به قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا جاءه خلاف ذلك قال: الحمد لله على كل حال، وهذا هو الذي ينبغي للإنسان أن يقول عند المكروه: الحمد لله على كل حال، أما ما يقوله بعض الناس: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، فهذا خلاف ما جاءت به السنة».
(تفسير جزء عم سورة البروج / ص١٢٧).

المسارعة في الخيرات قبل أن يغلق على الإنسان
عن خالد بن معدان ، قال : «إذا فتح أحدكم باب خير فليسرع إليه ; فإنه لا يدري متى يغلق عنه» .
(سير أعلام النبلاء للذهبي)


فضل طلب العلم الشرعي
يقول الشافعيّ -رحمه الله- : (ما تُقُرِّبَ إلى الله -عز وجل-بعد أداء الفرائض، بأفضل من طلب العلم)
«طبقات الشافعية الكبرى» (2/129)


الخوارج قوم سوء وأهل شر
«الخوارج قوم سوء لا أعلم في الأرض قوماً شرا منهم»(الإمام_أحمد السنة للخلال ١/ ١٤٥).



اعداد: حمد عبدالرحمن يوسف الكوس





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 138.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 133.93 كيلو بايت... تم توفير 4.47 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]