علموا أولادكم الاستغفار والتوبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 60099 )           »          قضاء الكفارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          موقف الإمام إذا صلى بأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حرمان البنات من الإرث! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          النفقة على الإخوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم الخاتم من الفضة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          منهج طلب العلم الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حق الزوج في معاش الزوجة الموظفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          زكاة الأراضي التي اشتريت للبناء عليها من أجل السكن أو الإيجار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-10-2025, 04:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,613
الدولة : Egypt
افتراضي علموا أولادكم الاستغفار والتوبة

علموا أولادكم الاستغفار والتوبة

عدنان بن سلمان الدريويش

إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا؛ أَمَّا بَعْدُ:
فَأُوصِيكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ فَهِيَ الْعِصْمَةُ مِنَ الْبَلَايَا، وَالْمَنْعَةُ مِنَ الرَّزَايَا، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

يا عباد الله، الاستغفار والتوبة من أَجَلِّ العبادات التي يتقرَّب بها العبدُ إلى الله؛ لأنَّ بواسطتهما يرجع العبدُ عن زلَّته وخطئه الذي اقترفه، فالخطأ من طبيعة ابن آدم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ ابنِ آدم خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوابون))؛ [أخرجه الترمذي].

والاستغفار هو طلبُ المغفرة من الله سبحانه، مع الإقرارِ بالذنب، وتركه، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل.

ويُشترط لقبول التوبة والاستغفار - يا عباد الله - أن يكون صاحبُها مسلمًا؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، وأن يكون كسبُه حلالًا، متورِّعًا عن كسب الحرام مهما تعدَّدت أشكاله؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]، وأن يمتنع عن تَكرار الذنوب؛ لأن الإصرار عليها توبةُ الكذَّابين؛ قال تعالى: ﴿ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].

تقول إحدى الفتيات: "أحاول الاستقامة والتقرُّب إلى الله، ولكنني كلما أذنبت ذنبًا ثم تبتُ إلى الله، عدتُ إليه، ثم أبكي وأستغفر، وأقول في نفسي: هل هذا جزاءُ النِّعم التي أنعمها الله عليَّ؟ ثم أرجع إلى نفس الذنب، ثم أتوب ثم أرجع، وهكذا، أحاول قدر استطاعتي ألَّا أجهرَ بمعصيتي حتى لا يتأثَّر بي أحدٌ، كيف أطلب القرب من الله وأنا أعود وأكرِّر الذنب مرةً تلو الأخرى؟ علمًا بأنني محافظة على الصلاة والأذكار، وأخاف أن أموت، فلا يَقبَل الله توبتي، ساعدوني أرجوكم".

أيها المسلمون، شبابنا وفتياتنا محتاجون إلى مساعدتنا لهم، وأن نُرشدهم إلى طريق الهداية والصواب، وأن نُعلِّمهم بعض الطرق التي تساعدهم على التوبة، ومنها:
أولًا: أن نكون قدوةً صالحة لهم، فهم يعيشون معنا، ويشاهدوننا: كيف نستغفر الله؟ وكيف نحافظ على الطاعة؟ وماذا نعمل عند فعل المعصية؟ وكيف نتصرف عند الفتن؟ ولذا يجب أن نكون أمثلةً حيَّةً وصالحةً لهم.

ثانيًا: تعليمهم آدابَ الاستغفار والتوبة بالحوار الهادئ وبالأسلوب اللطيف، مع ذكر الآيات والأحاديث الصحيحة، وقصص السلف الصالح.

ثالثًا: تعويدهم على اجتناب الأماكن التي تكثُر فيها المعصية؛ حتى لا يعتادوا عليها، وتعليمهم كيف يستخدمون الأجهزةَ الإلكترونية بطريقة صحيحة.

رابعًا: تعليمهم أهميةَ الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله، وألَّا يَيْئَسوا من رحمة الله مهما بلغت ذنوبهم.

خامسًا: تعويدهم على قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسِيَر السلف الصالح، وأنهم بشرٌ يُخطؤون، ثم يتوبون ويعودون إلى الله.

سادسًا: الحرص على الصحبة الصالحة، فهي تُعينهم على الاستغفار والتوبة والإكثار من الطاعات، والحذر من أصحاب السوء، فإنهم يجعلون العبد يعتاد المعصيةَ وتَكرارها.

سابعًا: الثناء على الأولاد عند استغفارهم ورجوعهم إلى الحق، وأن الرجوع هو طريق الأقوياء والصالحين.

ثامنًا: الدعاء لهم بالتوفيق والهداية والصلاح، وتعويدهم الاستغفارَ والذكر، وطلب المغفرة والدعاء بأن يُجنِّبهم المعاصي والفتن.

نفعَني الله وإيَّاكم بهدي نبيه وبسنته - صلى الله عليه وسلم - أقول قُولِي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئةٍ وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، خلَق فسوَّى، وقدَّر فهَدَى، وَصَلَّى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتَفى.

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

يا عباد الله، علينا تذكيرُ شبابنا وفتياتنا بفضل الاستغفار والتوبة، وأنه يَمحو الذنوب كلَّها؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

وأن نُعلِّمهم أن للتوبة علاماتٍ؛ منها: أن يكون العبد بعد التوبة خيرًا من قبلها، وأن يُكثِر من الطاعات، وأن يصاحب أهل الخير، ويَحرِص على ترك المعاصي وأهلها.

أيها الآباء، علينا أن نعلِّم شبابنا أن للاستغفار آدابًا؛ منها: أن يكون القلبُ حاضرًا، ومتوجهًا إلى الله، وأن تكون التوبة صادقة، وأن يَحرِصوا على التوبة من جميع الذنوب والخطايا، الصغيرة منها والكبيرة، وأن يتعرَّفوا على الآثار السلبية لها، سواء كانت عليهم أو على الآخرين، وأن يشعروا بالندم على اقترافها وتَكرارها.

هذا وصلُّوا وسلِّموا عباد الله، على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الْأَحْزَابِ: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.61 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]