يوم المعلم .. تذكير بقدسية الرسالة وتحديات الواقع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5063 - عددالزوار : 2261637 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4645 - عددالزوار : 1538992 )           »          حديقة الأدب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 40448 )           »          5 تريندات ديكور موضة 2026 يفضلها جيل زد.. الألوان الجريئة والفينتدج الأبرز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          لياقتك مهمة.. 4 نصائح تساعدك فى الوصول لجسم رشيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          6 خطوات تسهل على أطفالك أداء واجب المدرسة من غير شكاوى وتوتر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          5 حيل لاكتشاف اللبن المغشوش.. منها اختبار الغليان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          5 خطوات تساعدك على التقرب من أبنائك.. قرب المسافات بينكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          بعد صحيان الصبح للمدرسة.. 4 خطوات تكافح ظهور الهالات السوداء عند الأمهات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          نوع لا يحب الضوضاء وآخر يصطاد الذباب.. 5 أسرار لا تعرفها عن النباتات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-10-2025, 09:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,340
الدولة : Egypt
افتراضي يوم المعلم .. تذكير بقدسية الرسالة وتحديات الواقع

يوم المعلم .. تذكير بقدسية الرسالة وتحديات الواقع
ناصر بوهندي


حامل الرسالة بالأفعال لا بالأقوال
النموذج النبوي التعليم بالقدوة والرحمة
إرث المعلم في التاريخ الإسلامي
المعلم القدوة
حارس البصيرة
النهضة تبدأ من الفصل الدراسي
خاتمة

رجل يتحدث أمام شاشة عرض كبيرة تعرض رسومات بيانات ملونة، مع تواجد طلاب يجلسون في الصفوف الأمامية يحملون أجهزة لوحية. المشهد يبرز تفاعل التعليم التكنولوجي والابتكار في الفصول الدراسية.

في الخامس من أكتوبر من كل عام، يتوقف العالم ليحتفي بـ اليوم العالمي للمعلم، اعترافا بمكانته ودوره في بناء الإنسان. وهذا ينسجم تماما مع تراثنا الذي رفع قدر التعليم من القرآن والسنة إلى مدارس الحضارة، ومع شهادات الأدب العربي التي جعلت تكريم المعلم معيارا لرفعة المجتمع.

وحين ندعم المعلم ماديًا ومعنويًا فإننا نستثمر في أقوى أداة تربوية تمتلكها الأمة وهي القدوة الحسنة التي تصنع جيلًا يفكّر وينقد ويبتكر ويحفظ هويته. دعونا نغتنم فرصة اليوم العالمي للمعلمين ونذكر بمكانتهم ورسالتهم السامية في العملية التربوية وكيف نعزز هذه المكانة بخطوات عملية.
حامل الرسالة بالأفعال لا بالأقوال

ينهض المعلم برسالة الإنسانية، فهو يحمل شعور الأمة ووجدانها النابض، ويصطف في مقدمة قادة الحضارات لأن البناء الحضاري سيرتفع مع علو مكانة المعلم، وبالعكس ستتأثر الأجيال وتضيع وجهتها حين يغيب تقديره. والنظرة الخاطئة لدى البعض عن المعلم أنه موظف مثل بقية الوظائف خاطئة وقاصرة لأنه دوره الكبير يساهم في رسم مسار الوعي، وحماية القيم، وبناء الضمائر.

وقد لخص هذا الدور الرسالي الشاعر أحمد شوقي:

قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا (1)

لكن تحقيق هذا الدور يواجه اليوم تحديات جسام، تهدد قدرته على أن يكون ذلك النموذج الملهم، ما لم يجد الدعم والتمكين.
النموذج النبوي التعليم بالقدوة والرحمة

الإنسان يحضر في القرآن ضمن مشهد المعرفة، إذ نال آدم عليه السلام فضيلة التعليم لقوله تعالى: { وعلم آدم الأسماء كلها } (2). وقد جسد النبي ﷺ بنفسه أرقى صور المعلم، ليس بالقول فقط، بل بالقدوة والرفق، فقال: “إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما ميسرا ” (3).

هذا النموذج النبوي الذي سبق النطريات التربوية بقرون نجد تأكيد ها بما ما عرف لاحقا في علم النفس الحديث بمفهوم النمذجة (Modeling)، حيث كانت أفعاله وسيرته هي المنهج. لقد جسد المعلم الأعظم أن التربية أعمق من التلقين، وأن التعليم رسالة رحمة تصنع القلوب قبل أن تملأ الدفاتر.
إرث المعلم في التاريخ الإسلامي

لم يكن المعلم في حضارتنا يوما عنصرا هامشيا؛ بل كان روح المؤسسات العلمية الكبرى ومحورها. ففي الأندلس كان عماد النهضة في مدارس قرطبة، وفي الأزهر الشريف حمل السند العلمي الموثوق عبر القرون، وفي بغداد ودمشق وسمرقند اجتمع على يديه الشرع والعقل.

وأنجبت القرويين بفضل معلميها فلاسفة كابن رشد، ومؤرخين كابن خلدون، كما برزت معلمات فاضلات أمثال الشفاء بنت عبدالله وأم الدرداء. هذا الإرث العظيم يضع على عاتقنا اليوم واجبا: تمكين المعلم المعاصر ليواصل حمل الرسالة بثقة واقتدار. (4)

المعلم القدوة

هذه الحقيقة ليست مجرد انطباع عاطفي، بل هي مبدأ راسخ يفسره علم النفس التربوي. وهنا يتجلى جوهر نظرية التعلم الاجتماعي (Social Learning Theory) لعالم النفس الشهير ألبرت باندورا، التي تعد المصدر العلمي الذي يوضح لماذا تأثير المعلم كقدوة يفوق بكثير تأثيره كملقن. تقوم هذه النظرية على أن البشر يتعلمون بشكل أساسي عبر التعلم بالملاحظة (Observational Learning) أي من خلال مراقبة سلوك الآخرين وتقليده. (5)

وكما أثبتت تجارب باندورا، فإن السلوك الملاحظ أكثر رسوخا من التعليمات النظرية. قد تضيع تفاصيل الدروس مع الزمن، لكن صورة المعلم الملهم، العادل، الصبور، تبقى محفورة في ذاكرة الطالب، لتشكل جزءا من منظومته القيمية وسلوكياته المستقبلية. المعلم الناجح لا يشرح الدرس فقط، بل يعيش ما يعلم، وبهذا يصنع أثرا لا يمحى.
حارس البصيرة

في عصر تتوافر فيه المعلومات بضغطة زر، قد يظن البعض أن دور المعلم يتضاءل. لكن العكس هو الصحيح؛ فدوره يتعمق ويصبح أكثر أهمية. فبينما تقدم التقنية المعلومة، يقدم المعلم النموذج الإنساني في كيفية التعامل معها. هو الحارس الأمين على لغة الأمة وقيمها، وهو من يعلم الطالب كيف يميز بين الغث والسمين، وكيف يوظف الذكاء الاصطناعي كأداة للبناء، لا كمصدر للتشتت والذوبان.
النهضة تبدأ من الفصل الدراسي

بينما يبني الاقتصاد المصانع وتشيد السياسة المؤسسات، يبني المعلم الإنسان القادر على إدارة تلك المصانع وقيادة تلك المؤسسات. النهضة الحقيقية تبدأ من تلك اللحظة التي يوقظ فيها المعلم فضولا أو شغفا في عقل طالب، فمعلم يعلم طلابه كيف يفكرون وينقدون، يحدث أثرا أعمق من الذي يملأ الدفاتر بالمعلومات؛ فالأول يبني حضارة، والثاني يكدس أوراقا.
خاتمة

روح الأمم لا تقوم على الحجارة فحسب، بل تقوم على الإنسان أولا حيث يظل المعلم حجر الأساس في هذا البناء. وإن تكريمه لا ينبغي أن يكون محصورا في يومٍ في السنة، بل يجب أن يكون تجسيدا عمليا لإدراكنا لأهميته المحورية في بناء العقول وصياغة المستقبل.

لذا يجب أن يترجم هذا الفهم إلى دعم فعلي بإجراءات ملموسة تتمثل في:

تحسين واقعه المادي والمهني.
تحديث الأدوات المتاحة له.
إشراكه في صناعة القرار التربوي.

فلنبدأ من الآن بقول كلمة شكر صادقة، ولنترجمها إلى دعم حقيقي، لأن أعظم استثمار تصنعه الأوطان هو أن تحفظ مقام المعلم وتزيده رفعة وبهاء.
تنزيل PDF

1- شوقي، أحمد. ديوان الشوقيات. ورد البيت في قصيدة بعنوان: قم للمعلم وفه التبجيلا
2- القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية 31.
3- صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب صلاة النبي ﷺ وتخفيفه على الصبيان، حديث رقم 466.
4- شلبي، أحمد.. تاريخ التربية الإسلامية. القاهرة: مكتبة النهضة المصرية (1983)
5- الزيود، نادر فهمي. نظرية التعلم الاجتماعي وتطبيقاتها. عمان: دار وائل للنشر والتوزيع. (2006).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.55 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]