شرح حديث: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخل إدام وغذاء ودواء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحبة السوداء شفاء من كل داء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          دور التربية الإسلامية في مواجهة التحديات لشبكات التواصل الاجتماعي (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أعلام الأدب الرشيد (عماد الدين خليل أنموذجا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          صحابة منسيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 10932 )           »          نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 18 )           »          جسور بين الأفكار.. أم أنفاق للاختراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التوازن في حياة الإنسان: نظرة قرآنية وتنموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحضارات والمناهج التنويرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-10-2025, 05:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,370
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة"

شرح حديث: ((وعظَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ...))

أ. د. كامل صبحي صلاح

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فلقد كان نبينا محمدٌ صلى الله تعالى عليه وسلم يدعو الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم أجمعين إلى فِعل الخيرات والطاعات وسائر القربات، ويحذرهم من الشرِّ، وينهاهم عنه، وكان يقوم صلى الله تعالى عليه وسلم بوعظهم وتذكيرهم بين الحين والآخر؛ لئلا يسأموا ويمَلوا، وهذا من حكمته وعظيم فَهمه وإدراكه صلى الله تعالى عليه وسلم؛ ففي الحديث عن العِرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال: ((وعظنا رسول الله موعظةً وجِلت منها القلوب، وذرَفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظةُ مودِّع، فأوصِنا قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبدٌ، وأنه من يعِش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عَضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحدثاتِ الأمور، فإن كل بدعة ضلالة))؛ [أخرجه أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجه (42)، وأحمد (17144) باختلاف يسير، شعيب الأرنؤوط، تخريج رياض الصالحين (702): إسناده صحيح، والألباني، صحيح الترغيب (37): صحيح].

وفي رواية عن العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال: ((وعظَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موعظةً ذرفت منها العيون، ووجِلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، إن هذه لَموعظة مودِّع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: قد تركتم على البيضاء ...))؛ [أخرجه أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجه (42)، وأحمد (17144) باختلاف يسير، الألباني، السلسلة الصحيحة (2/610): إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات معروفون].


وفي الحديث عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحُجْرِ بنِ حُجْرٍ قالا: أتينا العرباضَ بن سارية، وهو ممن نزل فيه: ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾ [التوبة: 92] فسلَّمنا، وقلنا: أتيناك؛ زائرين، وعائدين، ومقتبسين، فقال العرباض: ((صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً، ذرفت منها العيون، ووجِلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعِش منكم بعدي، فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعَضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومُحدثاتِ الأمور؛ فإن كل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))؛ [أخرجه أبو داود (4607) واللفظ له، وأحمد (17185)، الألباني، صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم (4607)].


شرح الحديث:

وفي هذا الحديث يقول عبدالرحمن بن عمرو السلمي، وحُجْرُ بن حُجْرٍ: "أتينا العرباض بن سارية"؛ أي: جئنا إليه، "وهو ممن نزل فيه" هذه الآية: ﴿ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ﴾ [التوبة: 92]؛ أي: لا أجد ولا أملك من المراكب من الفَرس والإبل ونحوها المعدَّة للجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى؛ لأعطيه لكم لتجاهدوا عليها.

قالوا: "فسلَّمنا"؛ أي: ألقينا عليه السلام،وقلنا: "أتيناك زائرين وعائدين"؛ أي: من باب زيارة المريض، وعيادة الموعوك، وهي من الحقوق المشروعة بين المسلمين.


ومعنى "ومقتبسين"؛ أي: محصِّلين منك العلم للتزود والإكثار والانتفاع منه.


فقال العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه:

((صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم أقبل علينا))؛ أي: بوجهه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم.

قوله: ((فوعظنا موعظةً بليغةً))؛ أي: حدثنا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وذكَّرنا بقول مختصر موجز، ولكنه يحمل المعانيَ الكبيرة الكثيرة العظيمة.


وقوله: ((ذرفت منها العيون))؛ أي: سالت منها الدموع وانسكبت.



وقوله: ((ووجِلت منها القلوب))؛ أي: خافت ورهبت، واضطربت واهتزت؛ وما ذاك إلا لعِظم الموعظة وهيبتها، التي ذكرها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.

قال: ((فقال قائل)) من الحاضرين: ((يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع))؛ أي: موعظة مسافر عند الوداع، وكأنها موعظة أخيرة، لا موعظةَ تكون بعدها.

وقوله: ((فماذا تعهد إلينا؟)) أي: بماذا توصي إلينا يا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم؟



فقال: ((أوصيكم بتقوى الله))؛ وذلك بفعل الواجبات والقربات والطاعات والحرص عليها، والاستمرار والثبات والديمومة على فعلها، والتمسك بالوسائل والسُّبل المُعينة عليها، وترك المحرمات، واجتناب وسائلها وطرقها وسُبلها.

وقوله: ((والسمع والطاعة))؛ أي: الطاعة للأمراء، وولاة أمور المسلمين، ما دامت في طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم.


وقوله: ((وإن عبدًا حبشيًّا))؛ أي: وإن كان هذا الأمير أو الوالي عليكم عبدًا حبشيًّا، يجب طاعته ما دام الأمر في طاعة الله تبارك وتعالى، ولم يأمر بمعصية لله تبارك وتعالى.

وقوله: ((فإنه من يعش منكم بعدي))؛ أي: بعد موت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.


وقوله: ((فسيرى اختلافًا كثيرًا))؛ أي: في الدين، وتغييرًا وتغيرًا فيه وفي غيره.


ثم أرشدهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ودلَّهم إلى أنفع علاج ودواء عند وقوع الاختلاف الكثير، وظهوره العظيم، وحصوله وتفشِّيه، ووقوعه وانتشاره وظهوره؛ فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: ((فعليكم بسُنَّتي))؛ أي: طريقتي ونهجي، وهَدْيِي وسبيلي صلى الله تعالى عليه وسلم، فإنها أفضل سبيل للنجاة، وأقوم طريق للفوز والفلاح والنجاح.


وقوله: ((وسنة الخلفاء المهديين الراشدين))؛ أي: الذين هداهم الله تبارك وتعالى، وأرشدهم إلى الخير والهدى والحق، والمقصود بهم الخلفاء الراشدون الأربعة: (أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب) رضي الله تعالى عنهم جميعًا، وعن جميع الصحابة الكرام.


وقوله: ((تمسَّكوا بها))؛ أي: بسنتي وسنة الخلفاء، وأفرد لفظ (بها) مع أنها تعود على اثنتين؛ لأنهما كشيء واحد، يجب التمسك به، وبأسبابه وطرقه ووسائله، وعدم تركه، والابتعاد عنه، والزهد به.


وقوله: ((وعَضُّوا عليها بالنواجذ))؛ أي: آخر الأضراس؛ والمقصود والمراد بذلك الجِدُّ والعزم والحزم في لزوم اتباع السنة النبوية المطهرة، والتمسك والاعتزاز بها، ولزوم طريقها، وعدم تركها ومخالفتها.

وقوله: ((وإياكم))؛ أي: احذروا واجتنبوا، محدثات الأمور، ((ومحدثات الأمور))؛ أي: الأمور التي تحدث بعد ذلك، من البدع والضلالات التي تخالف أصل الدين وأحكامه، وتخالف شريعة رب العالمين، وهَدْيَ سيد المرسلين صلى الله تعالى عليه وسلم.


وقوله: ((فإن كل محدثة))؛ أي: في دين الله تبارك وتعالى وشرعه.


((بدعة))؛ أي: طريقة مخترعة في الدين، ليس لها مثال سابق، فهي مخترَعة ومصطنعة.

وقوله: ((وكل بدعة ضلالة))؛ أي: موجِبة للضلالة والغواية، ويضل بها صاحبها، والآخذ بها، والداعي إليها عياذًا بالله تبارك وتعالى.


وفي هذا الحديث: الحث والتأكيد الشديد على التمسك بسُنة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهَدْيِهِ وطريقته، وسُنة وسبيل الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله تعالى عنهم أجمعين، والنهي عن الابتداع والإحداث في الدين والتحذير الشديد، والوعيد الأكيد من فِعل ذلك؛ لكونه من طرق الضلالة والهلاك، والفساد والغواية، عياذًا بالله تبارك وتعالى.

هذا ما تم إيراده، نسأل الله العليَّ الأعلى أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن ينفع بما كتب، وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله رب العالمين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.52 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]