|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إن مما يحزن القلب ويدميه في هذه الأيام العصيبة التي كاد الإسلام أن يُصطلم فيها ما نرى من تناقضات وتخبطات دعاة الصحوة في أيامٍ الجميع فيها بحاجة إلى تظافر الجهود لنصرة دين الله والوقوف في وجه الظالمين ..
فالأمة في هذه الأحداث هي أحوج ما تكون إلى اتحاد الكلمة ، ونبذ الفرقة والخلاف ، ومواجهة أعداء الله سبحانه وتعالى الذين أفسدوا في الأرض أيما فساد .. إن المجاهدين الذين على الثغور قد جعلهم الله سبحانه وتعالى شوكةً في نحور الأعداء ، وخنجراً مغروساً في خاصرة الطاغوت الأكبر : هبل العصر وأذنابها .. وهؤلاء الدعاة الذين لم يشرّفهم الله سبحانه بتنسّم غبارٍ مثل غبار ( قندهار ) أو ( كابل ) أو ( جروزني ) أو ( الخليل ) ، ولم يصطفهم لكي يكونوا من حملة الرسالة على شفار السنان يجب عليهم في هذه الأيام على أقل الأحوال أن يكونوا ردءً وسنداً لإخوانهم من المجاهدين الصادقين فيدعمونهم بالمال والكلمة والدعاء وكل وسائل النصرة المتاحة والتي أصبحت حيلة من فُرِضَ عليه حكم الطغاة .. النصرة الغائبة وهذا الأمر من المتقرر شرعياً وتاريخياً ، فقد قال الله سبحانه وتعالى : (( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر )) وهذه الآية نزلت في نصرة من لم يهاجر من الأعراب إذا استعانوا بنا على قتال يقاتلونه - كما ذكر ذلك ابن كثير والقرطبي - ، فما بالكم إذا استعانوا بنا لدفع عدو قد داهمهم ؟ .. والأدلة الشرعية كثيرة على نصرة المسلم أخاه المسلم ودفع الظلم عنه حتى ولو كان هذا الظلم الواقع عليه كلاماً بله أن يكون قتلاً وهتكاً للأعراض !! .. جاء في الحديث : " ما من امرئٍ يخذلُ امرءاً مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه عِرضه ، ويُنتهك فيه من حُرمته إلا خذله اللهُ تعالى في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرتَهُ ، وما من أحدٍ ينصرُ مسلماً في موطنٍ يُنتقصُ فيه من عِرضهِ ، ويُنتهك فيه من حُرمته ، إلا نصره الله في موطنٍ يحبُّ فيه نصرتَهُ " .. وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق ، أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة ، من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا ، قالت الروم ، خلوا بيننا وبين الذين سَبَوْا منا نُقاتلْهم ، فيقول المسلمون : لا ، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً ، ويقتل ثلثهم ، أفضل الشهداء عند الله ، ويفتتح الثلث ، لا يفتنون أبداً ... " .. قال تعالى : (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ )) ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنصرة المظلوم جاء هذا في الصحيحين من حديث البراء رضي الله عنه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " . رواه البخاري ومسلم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة " . الحديث متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما .. حدث سعيد بن عامر الجمحي رضي الله عنه - عندما سأله عمر رضي الله عنه عن سِرّ غشيةٍ تصيبه فتغيّب وعيه - فقال : " شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك بمكة ، وقد قطعت قريشٌ أوصاله وهي تقول له : أتحب أن محمداً مكانك ؟ , فقال : والله ما أحب أن أكون آمناً في أهلي وولدي وأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - يشاك بشوكة ، وإني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت أن الله لا يغفر لي ، وأصابتني تلك الغشية " ! .. سبحان الله ، هذه هي القلوب الحية التي تحترق لأجل الله ولأجل الأخوة في الله ، لا قلوب من إذا رأوا الطائرات تنطلق من بلادهم وتقطع أوصال إخوانهم لووا رؤوسهم وقالوا : سندافع عنهم بإقامة التحالفات مع ليندون لاروش ! ( معارض شهير للسياسة الأمريكية الحالية ) . وعبر سِفْر التاريخ لم يعهد المجاهدون في سبيل الله الذين انطلقوا لفتح البقاع ليعلو الإيمان بالله والتصديق برسوله منائر الكون إلا كل أنواع النصرة من بقية المسلمين ، والأمثلة على ذلك كثيرة وظاهرةٌ لذي عينين .. ما الذي دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قتال اليهود وطردهم مع أنهم لم يزيدوا على السخرية والعبث بامرأة من الأنصار ولم ينتهكوا عرضها أمام محارمها يا دعاة الصحوة ؟ .. أين منا مواقف عمر و أبي عبيدة ومعاوية وهارون الرشيد ؟ .. أين منا جيشٌ وجهه أمير المؤمنين المعتصم بالله وقاده بنفسه لنصرة امرأة ضعيفة قصارى ما فعله العلج بها أن لطمها ( ولم ينتهك عرضها كما يحدث اليوم يا رجال !! ) ؟ .. بالله لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أبا بكرٍ أو عمر أتى في زمننا هذا فأفهمناه بأن هذا جهاز تلفاز وأنه تعرض فيه الصور الحية ثم أريناه ما حدث في فلسطين والشيشان والبوسنة وأفغانستان وأندونيسيا - فقط - وأخبرناه أن هؤلاء قُتلوا لأجل أنهم يقولون لا إله إلا الله ، بالله عليكم يا دعاة الصحوة - بناءً على معرفتكم بنبيكم من خلال سيرته وأحاديثه - أكان سيقول : المسألة فيها نظر ، وربما ندفع عنهم هذا العدوان ببعض التعاقدات مع بني النضير وبعض نصارى نجران ممن لا يتفقون مع اليمين المتطرف ؟!! أو ربما نتواصل مع بعض المحامين من اليهود والنصارى لرفع قضايا على بوش وبلير كما أراد كبيركم ؟؟! يالله للمسلمين !! أين عقولكم يا قوم ؟ والله إنها فتنة لم يثبت فيها إلا من ثبته الله ، أين النصرة يا عباد الله ؟ .. إن هذا الأمر - أمر النصرة - قد أصبح من الأمور التي لا يختلف حولها عاقلان ولا تنتطح فيها عنزان ، ومع ذلك ما زال دعاة الصحوة يقيدون الشعوب بقيد الخونة من بائعي الدين والأرض فيمنعون الناس من نصرة إخوانهم ، وذلك لأنهم يعلمون أن هؤلاء لن ينصروا إخوانهم إلا إذا أزالوا عروش الطغاة عملاء أعداء الأمة ، وبالتالي فستتم إزالة كل مظاهر الدعة والنعيم والترف الذي يعيشون فيه .. ولكن نقول لهم : (( وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير )) .. وأود أن أنبه هنا أنني هنا لست في معرض الرد التفصيلي على الشبه التي تقدم بها دعاة الصحوة فقد كفيت في ذلك ، ولكنها محاولة لفهم كيف تغيّر المشايخ وما هي أسباب ذلك ؟ وما هو حجم التضليل الذي يمارسونه على عوام الأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله ، مع أن العوام كانوا أحسن حالاً من هؤلاء الدعاة ، فهؤلاء الدعاة ما انفكوا يعقّدون أمر هذا الدين و يطلسمونه في أذهان الناس لكي لا يتمكن من الفتيا واتخاذ المواقف غيرهم !! ونسوا أو تناسوا أن هذا الدين قد أتى للراعي في بريّته وللعالم المتصدر فوق دسته وللمرأة في بيتها وللزارع في حقله ، وأن شريعة الله واضحة رائعة كالشمس في رابعة النهار ، فترى بعضهم يؤزه الشيطان أزّا فيتجاهل كبار علماء العالم الإسلامي لمجرد أنهم ليسوا من هذا البلد ، ولعل من المناسب هنا في بيان حالة الدعاة مع بقية الأمة في هذه الأحداث العصيبة أن ننقل هذا الفصل المختصر من كتاب ( النكسة التاريخية ) للشيخ ذياب الغامدي حفظه الله : ( النَّكْسَةُ الثَّالِثَةُ : اتِّفاقُ العَوَامِ واخْتِلافُ العُلَمَاءِ ! : لَقَدْ بَاتَ مِنَ الضَّرُوْراتِ العَقْلِيَّةِ ، والمُسَلَّمَاتِ الدِّيْنِيَّةِ ، والأعْرَافِ الوَضْعِيَّةِ : أنَّ العُلَمَاءَ أيًّا كَانُوا ( مُسْلِمِيْنَ أو كَافِرِيْنَ ) هُمْ للإجْتِمَاعِ والائْتِلافِ أقْرَبُ مِنْهُم مِنَ العَامَّةِ الجُهَلاءِ فِي الجُمْلَةِ ، وهَذا أمْرٌ لا يَحْتَاجُ إلى تَدْلِيْلٍ أو تَوْضِيْحٍ .. فإذَا عُلِمَ هَذَا ؛ فَلَنا أنْ نُفْصِحَ عَنْ نَكْسَةٍ تَارِيْخِيَّةٍ مَا لَهَا سَابِقَةٌ ، قَدْ مَرَّتْ بِها الأمَّةُ الإسْلامِيَّةُ مَرَّ السَّحَابِ ، حَامِلَةً فِي جَنَباتِهِا فَوْضَى فِكْرِيَّةً ، وفَتَاوَى ارْتِجَالِيَّةً ، وأقْوَالاً عَصِيَّةً ، وهُوَ مَا حَدَثَ فِي هَذِه الأيَّامِ مِنْ مَوَاقِفَ مُتَبايِنَةٍ مُتَنَاقِضَةٍ ، لا صِلَةَ بَيْنَها إلاَّ الاسْتِنْكَارُ والإنْكَارُ ، وهُوَ مَا كَانَ بَيْنَ بَعْضِ عُلَمَاءِ المُسْلِمِيْنَ وبَيْنَ عَامَّتِهِم ، وذَلِكَ فِي تَصَوُّرِ الوَاقِعِ ، وبَيَانِ الحَقِّ ، فإنْ كَانَ مِثْلَ هَذَا قَدْ يَقَعُ شَرْعًا وطَبْعًا ؛ إلاَّ أنَّ المُصِيْبَةَ كُلَّ المُصِيْبَةِ إذَا عَلِمْنَا أمْرَيْنِ مُنْكَرَيْنِ : الأوَّلُ مِنْهُما : أنَّ الحَقَّ المُتَنَازَعُ عِنْدَه فِي هَذِه القَضَايا المَصِيْرِيَّةِ الَّتِي تَمُرُّ بالأمُّةِ هَذِه الأيَّامُ كَانَ حَلِيْفَ العَامَّةِ مِنَ المُسْلِمِيْنَ ، ولا يَهُوْلنَّكَ هَذَا ؛ فإنَّه لَمْ يَكُنْ مِنْ بَسْطَةِ عِلْمٍ عِنْدِ العَامَّةِ ؛ بَلْ كَانَ هَذَا مِنْهُم بدَافِعِ : أنَّ الخِلافَ هُنا كَانَ وَاقِعًا فِي أمُوْرٍ مَعْلُوْمَةٍ مِنَ الدِّيْنِ بالضَّرُوْرَةِ ، مِمَّا لا تَحْتَاجُ إلى كَبِيْرِ عِلْمٍ ، وهَذا ثَانِيْهِما ، ومِثَالُ ذَلِكَ مَا يَلِي : 1 ـ لَقَدِ اجْتَمَعَتْ قُلُوْبُ العَامَّةِ عَلَى تَكْفِيْرِ كُلِّ مَنْ وَالَى ونَاصَرَ الكُفَّارَ ( إمْرِيْكا وحُلَفَاءها ) ضِدَّ إخْوَانِهم المُسْلِمِيْنَ فِي أفْغَانِسْتَانَ ، والعِرَاقِ وغَيْرِهِما ، فِي حِيْنَ اخْتَلَفَتْ كَلِمَةُ العُلَمَاءِ فِي هَذِه المَسْألَةِ مَا بَيْنَ مُخَالِفٍ وخَائِفٍ ! .. 2 ـ لَقَدْ شُفِيَتْ صُدُوْرُ العَامَّةِ عِنْدَ تَحْطِيْمِ بُرْجَيْ نِيُويورْكْ فِي إمْرِيْكا ، وتَمْرِيْغِ كِبْرِيائِها فِي التُّرَابِ ، فِي حِيْنَ ضَاقَتْ صُدُوْرُ بَعْضِ العُلَمَاءِ ؛ بَلْ وَصَلَ الحَالُ عِنْدَ بَعْضِهِم أنْ قَالَ : لا يَجُوْزُ الفَرَحُ والتَّشَفِي لِمَا حَصَلَ فِي بِلادِ أمْرِيكا الَّتِي كَانَتْ رَأسًا فِي كُلِّ حَرْبٍ ضِدَّ المُسْلِمِيْنَ ! ، عِلْمًا أنَّ الفَرَحَ بتَحْطِيْمِ وتَمْرِيْغِ أنْفِ إمْرِيكا كَانَ مَحَلَّ اتِّفَاقٍ بَيْنَ البَشَرِيَّةِ ( مُسْلِمِهِم وكَافِرِهِم ) ! .. 3 ـ لَقَدِ اجْتَمَعَتْ قُلُوْبُ وصُفُوْفُ العَامَّةِ عَلَى اللَّعْنِ والدُّعَاءِ عَلَى أهْلِ الكُفْرِ ؛ لاسِيَّمَا إمْرِيكا وحُلَفَائِها ، فِي حِيْنَ اخْتَلَفَتْ فَتَاوَى العُلَمَاءِ فِيْها ! .. 4 ـ لَقَدِ اجْتَمَعَتْ قُلُوْبُ وجُهُوْدُ العَامَّةِ عَلَى مُقَاطَعَةِ بَضَائِعَ أهْلِ الكُفْرِ ؛ لاسِيَّمَا بَضَائِعَ إمْرِيْكا وحُلَفَائِها ، فِي حِيْنَ اخْتَلَفَتْ فَتَاوَى ومَوَاقِفُ العُلَمَاءِ فِيْها ! ، فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَنْظُوْمَةِ النَّكَسَاتِ التَّارِيْخِيَّةِ الَّتِي تَمُرُّ بِها الأمَّةُ الإسْلامِيَّةِ هَذِه الأيَّامِ الحَرِجَةِ .. فالعَامَّة فِي هَذِه المَوَاقِفِ كَانُوا أكْبَرَ عَقْلاً ، وأثْبَتَ مَوْقِفًا ، وأعْلَمَ حُكْمًا ؛ كَمَا أنَّهُم كَانُوا مُؤتَلِفِيْنَ مُجْتَمِعِيْنَ وقْتَئِذٍ ، فِي حِيْنَ اضْطَرَبَتْ مَوَاقِفُ وفَتَاوَى بَعْضِ عُلَمَاءِ زَمَانِنا ( للأسْفِ ) ، كَمَا افْتَرَقَتْ كَلِمَتُهُم شَذَرَ مَذَرَ ! ، ومَا ذَاكَ ( واللهُ أعْلَمُ ) إلاَّ أنَّ القَوْمَ قَدْ خَنَقَتْهُم الضُّغُوْطُ السِّيَاسِيَّةُ ، واحْتَوَشَتْهُم المَنَاصِبُ الدِّنْيَوِيَّةِ ! ، إنَّها واللهِ النَّكْسَةُ التَّارِيْخِيَّةُ ، فَهَلْ لِهَذِه القَاصِمَةِ مِنْ عَاصِمَةٍ ؟! ) أهـ .. وبعد .. فإن الكثير من الإخوة يعتب علينا ويقول : لماذا تنشغلون بالرد على فلان وفلان ، ألم يكن الأولى أن تنتبهوا إلى جهادكم وتقاوموا عدوكم ؟ ما عهدنا المجاهدين إلا في الصفوف لا في المنتديات ... في جملة اتهاماتٍ باردة ، وإليك أيها المبارك نقضها وفلّ حدّها بحول الله وقوته : 1- لِمَ يكون للقاعدين الحق في أن يوجهوا الاتهامات إلى معاشر المجاهدين بأنهم متسرعون متهورون لا يقدرون العلم والعلماء يفتئتون على الأمة ...الخ ، ثم لا يكون للمجاهدين الحق في الرد ؟! هذا عجيبٌ جدا .. 2- من يقول إنكم لو كنتم من المجاهدين لانشغلتم بجهادكم ولم تجدوا الوقت للرد والكتابة ، فأقول له : هذا جهلٌ عظيمٌ منك هداك الله ، وهو يخالف ما عرفناه من سيرة حبيبنا وقدوتنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي كان مجاهداً عالماً مفنّداً لشبه المخذلين والمرجفين في المدينة ، ولكن مشكلة هؤلاء القوم أنهم لم يجرّبوا الجهاد في سبيل الله ، فهم يتصورون أن العبد إذا ذهب للجهاد في سبيل الله فإنه كالراهبِ في صومعة لا يعيش مع الناس ولا يعيشون معه ، ونسي أن الجهاد حركةٌ بشرية تسعى لتحكيم الشريعة وعليه فيجب أن تواجه هذه الحركة المخذّلين والمرجفين الذين يصدون الناس عن اللحاق بكتيبة الله ، والإغلاظ على المخذّلين وفضحهم أمرٌ شرعي واردٌ في الكتاب والسنة ، فمالِ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا .. فليعلم الجميع أن كلامي هذا ليس موجهاً لكل شيخٍ أو عالمٍ أو داعية اتقى الله سبحانه وكف عن المسلمين وعن المجاهدين غوائل نفسه ودَخَلَها ، لأننا نعلم يقيناً أن هناك منهم من ألجمه الخوف إلجاماً - مع وجوب التبيين والبلاغ في هذه الظروف الحرجة - وهناك من آثر اعتزال هذه الأحداث وعدم الميل مع هؤلاء أو هؤلاء ، فهؤلاء ليسوا معذورين ، ولم أكن أقصدهم بالكلام الذي ورد في ثنايا هذه الوريقات .. كيف تغيّر الدعاة ؟ إن الله سبحانه وتعالى لما أراد أن يديل على هذه الأمة أعداءها ، ويعاقبها جل وعلا على ما فرّطت في جنبه وعلى ما أحدثته من المعاصي والبدع والابتعاد عن سبيل الله القويم كان من مظاهر هذا العقاب الذي غيّر واقع الناس في الأمة الإسلامية : تغيّرُ مفاهيم كثيرٍ من المسلمين - إلا من رحم ربي وقليلٌ ما هم - فأصبح الربا من ضرورات الدخول في منظمة ( الجات ) ، وأصبحت موالاة أعداء الله سبحانه وتعالى وأعداء الدين والملة والتحاكم إلى غير ما أنزل الله وتحكيمه : من الشروط الضرورية للانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة الطاغوتية ، وأصبح الغناء فناً راقيا ، ونزع الحجاب حريةً وتقدماً ، أصبح الجهاد لدفع أعداء الأمة - دعك من طلبهم - إرهاباً ووحشية وقتلاً للأبرياء .. وحمى الله سبحانه وتعالى الحصن الأخير للأمة وهم علماء الأمة ودعاتها الذين لم تأخذهم في الله لومة لائم ، فوقفوا في وجه المد التغريبي العلماني الاستعماري الهدّام وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وقاموا بواجب الدعوة إلى الله وبيان حقيقة الإسلام خير قيام ، فعاداهم الطواغيت وسجنوهم وضيّقوا عليهم في معايشهم ، فبعضهم لانت قناته من أول عركة ، وبعضهم ظل صامداً بطريقةٍ تثير الإعجاب وتستحث الدعاء له ولأمثاله من إخوانه الأسرى والمطاردين - نسأل الله أن يثبتهم - .. وأما القسم الأخير فهو محل حديثي ، فقد بدأت أفكاره تتغير ومواقفه تلين وصموده يستحيل حنكةً ومراعاةً للواقع وفهماً للسياسة الدولية ومجاراةً لها ، زعموا !! .. هؤلاء العلماء كانوا إنسان العين بالنسبة لجماهير الشباب ، وكانوا من المراجع التي يعتمد عليها الناس في تنزيل نصوص الوحيين على واقعٍ بئيس سكت فيه الكثيرون ، وكان بعض هؤلاء العلماء يرسلون الشباب إلى الثغور ويقدموهم للساحات إما بأشرطتهم وكتبهم ومضامين أفكارهم القائمة على نبذ الحكم بغير ما أنزل الله وجهاد الطغاة ، وإما بالدعم المادي المتحقق على الأرض فعلاً .. وهكذا سار العالم في تناغمٍ ( ظاهري ! ) - مع الاعتذار للمجاهدين عن إسقاط ما فعله العلماء ضدهم في تلك الفترة ، ولكن دعونا نتكلم في العموم - مع المجاهد ، ولم تطف الخلافات إلى السطح وقامت في ذلك الوقت سوق الشهادة وارتفع شأن المجلس عند هؤلاء الدعاة والعلماء .. بيدَ أن الدعاة سُجنوا وطالَ سجنهم ، فلما خرجوا من السجن وجدوا المجاهدين على نفس المستوى من الصبر والثبات واليقين بوعد الله ومواجهة أعداء الله سبحانه على جميع تراب هذا الكوكب ، وهم - أعني الدعاة - قد مورست عليهم ضغوط قوية ( ولكنها ليست أقوى من الضغوط التي مورست على إخوانهم في الدول العربية ولا على المجاهدين في نفس بلاد الحرمين ) وكان السجن تجربةً جديدة كلياً عليهم ، فهم لم يعهدوا من مشايخهم في هيئة كبار العلماء إلا ( ووالينا أدام الله والينا ) وما كان عندهم رصيد سابق من المواجهة ، بل إن بعضهم كان يعتقد بعقله الباطن أن الدولة مبنية على أساس ديني فلا يمكن أن تتصدى للدعاة بالسجن والتغييب ، فحصل من ذلك أن خبرتهم في مواجهة الضغوط قليلة وضعيفة وغير فاعلة ، فاستسلم كثيرٌ منهم لهذه الضغوط .. فأحدهم بدأ يعيد الحسابات ويتجه نحو ( العصرنة ) وتمييع المفاصلة مع أعداء الله من المرتدين والرافضة والزنادقة بل وتمييع مفاهيم الجهاد والشهادة بل لقد وصم المجاهدين والفدائيين بوصمة ( الجهاديين ) - على جهة الذم - ، وغيره من رفاق دربه وصمهم بـ ( التكفيريين ) ، ولعمري إن حال المجاهدين مع هؤلاء كما قال السموأل : تعيّرنا أنا قليلٌ عديدنا ..... فقلت لها إن الكرام قليلُ أو كما قال القائل : عيرتني بالشيبِ وهو وقارُ ..... ليتها عيّرتْ بما هو عارُ وبعضهم انطلق نحو الدينار والدرهم يجمعه مجتهداً غير كالّ ونسي أو تناسى ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) ، وبعضهم أخذوا يظهرون مع المومسات في القنوات وينظّرون للإسلام السمح الرحيم الذي يدين هجماتٍ كهجمات الثلاثاء الأغر ويرفض مثل هذه الأعمال الإجرامية العنيفة ..!! .. |
#2
|
||||
|
||||
![]() وأنا والله أتعجب من غفلة هؤلاء الدعاة ، فأمرهم مع الحكومة السعودية واضحٌ جليٌ لذي عينين ، فالحكومة عندما تحتاج لهم لجمع الشعب حولها تطلق لهم العنان ليتكلموا ويحاضروا ، فإذا انتهت منهم رجعت وألقت بهم في السجن ، هذا إذا لم يهادنوا وتلِنْ عريكتهم وتتغير أفكارهم خلال فترة التزاوج !! ، وما جرى قبل مدة من فصل الأئمة والخطباء الذين فصلهم صالح آل الشيخ خير دليل على ذلك ، فبعد سلسلة من الكذب المتبادل بين الحكومة وبعض الخطباء فصلتهم الحكومة رغم إخلاصهم لها !! وهكذا حكومتنا في كل أزمة تستخدم الدعاة مطيّة لتنفيذ أغراضها ثم توثقهم بالأدهم الغليظ ، ولعمري لو رأى القاضي الجرجاني هؤلاء لزاد في قصيدته المشهورة بضعة أبيات ! :
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما ..... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ..... عظّموه في الصدور لعُظِّما ولكن أهانوه فهانوا ودنّسوا ..... مُحيّاه بالأطماع حتى تجهّما أأشقى به غرساً وأجنيه ذِلّةً ..... إذاً فاتّباع الجهل قد كان أحزما مثال على التبدل المريع !! مرّ معنا عرضٌ تاريخي لكيفية تغيّر دعاة الصحوة ، ومن صور هذا التغيّر وأمثلته ما أسوقه هنا للتدليل على ما ذكرت سابقاً ، فبعضهم للأسف كان يقول : " إن الحديث عن الحقوق المشروعة والقرارات الدولية الذي استنزف ويستنزف من الإعلام العربي ما يملأ البحار لم يجد أذنًا - ولا عُشرَ أذن - كتلك التي أحدثها انفجار مشاة البحرية في بيروت والهجوم على ثكناتهم في مقديشو ، بهذه اللغة وحدها يسحب الكفر أذيال الهزيمة وتنحني هامات (الخواجات) العتية أمام مجموعات طائفية وعصابات قبلية وليست جيوشًا دولية ، وإن استرداد بضعة قرى ومدن في البوسنة قلب المؤشر الصليبي وأرغمه على إعادة حساباته , وإن أي خطاب للكفر لا يستخدم هذه اللغة هو لغو من القول وزور من العمل " .. كلامٌ جميل لعله دفع بشبابٍ لعل منهم أحد منفذي هجمات الثلاثاء الأبلج إلى ظلال السيوف ، تأمل أخي في كلامه السابق ثم انظر إلى الحالي : " فهناك لغتان (أي أسلوبان في دفع العدوان) : 1- لغة الاستجداء والضعف التي تقتصر على الشجب والمطالبة بالقرارات الدولية من الحكام وتقتصر على البيانات الخطابية من العلماء والمثقفين .. 2- لغة القوة وهي التي تضع البرامج العملية للنكاية في العدو والتأثير عليه ليس عسكريا فقط بل واقتصاديا وإعلاميا وقانونيا أيضا وفق تخطيط محكم ومن أهدافها شدُّ أزر الشعوب الإسلامية وبيان مشروعية مقاومتها ونقل أخبارها والدفاع عن قضاياها أمام العالم وفضح خطط العدو , وكل عاقل يعلم أن هذا من أهم أسباب القوة وأعظم أنواع السلاح ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث حسّاناً وكعب بن مالك رضي الله عنهما على هجاء المشركين ويقول : " اهجهم وروح القدس معك " , وأخبر أن ذلك أشد على المشركين من وقع النبل وهو صلى الله عليه وسلم كان عمره كله مجاهداً في سبيل الله مع أن أيام المعارك معدودة على الأصابع " .. سبحانك ربي !!! الذين كانوا ينظّرون للمواجهة أصبحوا ينظرون للقعود ... ثم إن هذا الكلام منقوض عروةً عروة .. التقدم عن طريق السلم !! (جاهدوا بأقلامكم اليوم يا قوم !!) فنحن ربما كنا نستطيع إيجاد المخرج للشيخ سفر في كلامه الثاني لكن التطبيق ضد ما قاله تماماً ، وإلا فلسنا ضد مقاومة العدوان بالطرق الثقافية والاقتصادية ، ولكننا نعيب على من قال ذلك وحصر المقاومة فيه ورمى السلاح ومع ذلك لم يقاومهم لا ثقافياً ولا اقتصادياً ، فهذه البيانات تصدر عن هؤلاء المشايخ وهذه خطبهم ومحاضراتهم تعج بها التسجيلات الإسلامية ، ولكننا لم نرها تدفع بوش عن غزو أفغانستان ولا العراق ، ولم تثن الصليبيين عن ارتكاب جرائم حرب مروعة في حق إخواننا في الدين والعقيدة بل واللسان !! .. ثم إني أقول : لِمَ المغالطة ؟ ولِمَ يستخدم الدعاة هذا الأسلوب في خلط الأوراق ؟ ألأن المتلقي هم شباب الصحوة المتحمس لمشايخه والذي لا يعلم عن حقيقة الصراع سوى ما يتلقفه منهم ؟ إن من المغالطة الكبيرة استخدام الشيخ سفر لأسلوب الإسقاط النفسي في كلامه السابق لإقناع المتلقي بأن الجزء الأكبر من الجهود في الجهاد يجب أن تصرف على المواجهة الاقتصادية والثقافية والسياسية !! ولكنه لا يستطيع أن ينقض حقائق الإسلام فقال على استحياء : " للنكاية في العدو والتأثير عليه ليس عسكريا فقط بل واقتصاديا وإعلاميا وقانونيا أيضا وفق تخطيط محكم ومن أهدافها شدُّ أزر الشعوب الإسلامية وبيان مشروعية مقاومتها ونقل أخبارها والدفاع عن قضاياها أمام العالم وفضح خطط العدو " .. فتم ذكر القتال في المقال على استحياء ، والمعلوم عند العقلاء أن آلة المواجهة الأولى بين أي قوتين متصادمتين هي الآلة العسكرية والقتال والنزال ، وعلى هامشها تقومُ حربٌ اقتصادية وثقافية !! أما أن يأتي بوش بدباباته وطائراته ليقصف المسلمين العُزّل ويبيدهم ويقتل رجالهم ويستحيي نساءهم ثم نرد عليه بأساليب اقتصاديةٍ وثقافيةٍ وتوعيةٍ بخططه ، فعندئذٍ لن تجد سوى الأصفار .. وامتداداً لأسلوب الإسقاط النفسي ومن المغالطات الكبيرة في الفقرة الصغيرة التي نقلتها آنفاً من كلام سفر قوله : " ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث حسّاناً وكعب بن مالك رضي الله عنهما على هجاء المشركين ويقول : " اهجهم وروح القدس معك " , وأخبر أن ذلك أشد على المشركين من وقع النبل وهو صلى الله عليه وسلم كان عمره كله مجاهداً في سبيل الله مع أن أيام المعارك معدودة على الأصابع " .. سبحان الله .. محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل " .. نبيٌ كريم هذا شأنه تأتي لتقول عنه إن أيام معاركه معدودة ؟!! .. إنه بيّن هنا السبب في أن أيام معاركه معدودة وهو أنه لا يريد أن يكسر قلوب أصحابه الفقراء الذين لا يستطيعون الغزو معه ، بعد هذا تأتي لتقول إنه اهتم بحسان وكعب وكانت معاركه معدودة ؟؟ , سبحان الله .. لماذا هذا التضليل النفسي للمتلقي والقارئ ؟؟ .. ومع ذلك فقد كانت معاركه صلى الله عليه وسلم كثيرة فالمدّة التي قضاها بعد الهجرة قرابة العشر سنوات ومع ذلك فعدد الغزوات والسرايا فيها يزيد على الثلاثين بمعدل 3 معارك أو سرايا في كل عام وكان يقول صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سريةٍ تغزو في سبيل الله أبداً ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني " . رواه مسلم ، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم .. النقطة الثانية في الرد على كلام الشيخ سفر : أن الذي عهدناه من أعدائنا أنهم أذكى من أن يدعوا لنا أي مجال للتقدم عسكرياً أو اقتصادياً أو في أي مجال من مجالات القوة .. ففي الجانب العسكري نلاحظ أموراً مهمة منها : ما هو النظام العربي أو الإسلامي الوحيد الذي يمكن أن يكون ليس بخائنٍ أو عميلٍ للغرب ؟ والذي بالتالي يمكن من خلاله أن تحصل الأمة - أو ذلك البلد - على تقنيات المجال العسكري وإمكاناته المتطورة ؟ .. ثم لو سلمنا بأن هناك بعض الحالات الشاذة الباحثة عن السلاح المتطور الفتاك فتعالوا لننظر كيف تعامل الغرب مع بعض هذه الحالات .. فعلى سبيل المثال الدكتور يحي المشد الذي كان متعاوناً في البرنامج النووي العراقي وجد مذبوحاً بشقته في باريس ... والقصة بكاملها موجودة في كتاب ( عن طريق الخداع صورة مروعة للموساد من الداخل ) .. وهناك دكتورة مصرية بارعة كان عندها مشروع جبار جداً وهو إنتاج الطاقة الذرية من مواد خام غير (اليورانيوم) مثل النحاس وغيره ، واسمها د. سميرة موسى لقيت نفس المصير الأليم وقيل إن الموضوع عبارة عن حادث سيارة .. وهناك كثير من العلماء العرب مورست عليهم ضغوط كبيرة ليوافقوا على منحهم جنسيات غربية وبالتالي بذل كافة التسهيلات لهم وفتح أبواب المعامل والمختبرات لهم والحصيلة بالطبع لهذا البلد الغربي ، فاستسلم كثير منهم لهذه الضغوط خصوصاً أن الحكومة لديه في بلده الأصلي لو علمت بما لديه لاعتقلته فوراً !! .. وكل هذه الضغوط وإهدار الطاقات إنما أتى من خيانة الحكام لأمتهم ، وانصياعهم للغرب الكافر ، ورفضهم أن تمارس أممهم عملية التقدم والازدهار إلا في ركاب الكافرين وفي جوانب ضيقة أيضاً ، ليس منها بالتأكيد جوانب السيطرة العسكرية .. فحصل من هذه الأمثلة أننا كلما أردنا التقدم في المجال العسكري عبر الطرق السلمية والتعلّم والجهود الذاتية وقف الغرب حجر عثرة لهذه الجهود ، فكيف يمكننا أن نتطور ونتقوى عسكرياً ؟؟ - وأما قنبلة باكستان فنسأل الله سبحانه أن يطلق سراحها من أيدي الخونة - .. وفي المجال الاقتصادي هاهي ماليزيا - النمر الآسيوي المستقل - حاولت النهوض والارتقاء اقتصادياً ، ونجحت نجاحاً باهراً ولكن ضربة واحدة من عصابة المرابين العالميين ممثلةً في التاجر اليهودي ( سورس ) أرجعت الاقتصاد الماليزي إلى الوراء سنوات وسنوات .. وفي المجال الثقافي - إن صح التعبير - كلما حاول هؤلاء الدعاة أو غيرهم العودة بالأمة إلى الله وتسوية الصف ونبذ المعاصي والموبقات والكفريات انفتحت عليهم أبواب الجحيم ! ، سجونٌ ومعتقلات وسياطٌ وكلاب وحالٌ بئيسة ، أضف إلى ذلك تسلط الآلة الإعلامية الغاشمة والتي هي غالباً بيد الحاكم على المسلمين ، ومحاولتها مسخ دينهم وهويتهم وثقافتهم - فضلاً عن ترسيخ فكرة مقاومة عدوهم أو حتى تحييدها ، بل تجدها تحض على الركون والذل ، وتشجع على الحوار بين مختلف الديانات ، وهكذا دواليك في سيل دعوات شتى صاغت عقول جهلة المسلمين وأثرت عليهم تأثيراً بالغاً - .. وحتى عندما حاول هؤلاء الدعاة إدارة بعض الوسائل الإعلامية - تحت إشراف طاغوت الحرمين - خرجت هذه الوسائل ضعيفة باهتةً في حجمها التقني أولاً ثم في صدعها بالحق ثانياً ثم في تمييعها لقضايا الأمة - خوفاً من مقص الرقيب - في أحايين وفي أحايين كثيرة فساداً في الفكر وجبناً واستسلاماً ، وأيضاً ارتكب عرّابوها الكثير من المحاذير الشرعية ، كل هذا مقابل آلة إعلامية جبارة يديرها يهود هذا العالم وتعربّها لنا حكوماتنا ويحرصون على إعطائنا جرعةً يوميةً منها كل الحرص فلها مفعول على الشعب كمفعول الأفيون !! .. ولو أن منصفاً تأمل في الأثر الكبير والهائل الذي أحدثته غزوات نيويورك وواشنطن في قلوب المسلمين ، وكيف ساهمت في عودة كثير من الشباب إلى دينهم بل والتحاقهم بركب المجاهدين ، لعلم السبيل الصحيح لإيقاظ الأمة ، ولتأكد من قوله صلى الله عليه وسلم : " حتى ترجعوا إلى دينكم " ، إن هذه الغزوة المباركة لو نظر إليها المنصف من جانب إعلامي وفكري فقط لعلم أن أثرها على الأمة أكبر بكثير من أثر تلك المشاريع السلمية المتخاذلة ، سواء كان هذا الأثر على صعيد إحياء الأمة الإسلامية ، أو على صعيد الدعوة - وهو ما يدندنون حوله - ودخول الناس في دين الله أفواجا ، ورحم الله الذهبيَّ إذ يقول : ( الإنصاف عزيز ) .. |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حراسة الفضيله --( 3 ) | رويدة | ملتقى الأخت المسلمة | 2 | 14-06-2006 05:11 PM |
حراسة الفضيلة - 2- | رويدة | ملتقى الأخت المسلمة | 3 | 29-05-2006 03:08 PM |
أبحث منذ ثلاث سنوات | رايان | اطلب انشودتك المفضلة | 2 | 13-04-2006 06:13 PM |
رؤيا منذ 5 سنوات (تم التعبير) | ابتسامة حياة | ملتقى تفسير الاحلام والرؤى | 4 | 18-03-2006 02:19 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |