حكايةالرأس المقطوع (الجزء الأول) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1184 - عددالزوار : 133267 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2007, 10:05 PM
الصورة الرمزية حنضلة
حنضلة حنضلة غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 59
الدولة : Morocco
59 59 حكايةالرأس المقطوع (الجزء الأول)

ساح دمي على الطوار. انفصل الرأس عن الجسد كأنما قطعه سيف بتار. عز علي أن تظل جثتي ملقاة على الإسفلت فتدوسها شاحنة أو عربة نقل. حاولت أن أصدر الأوامر إلى يدي لترفعا الجثة. لكني أدركت أنهما لم تعودا خاضعتين لتوجيهاتي. الشرايين والأوردة تتدفق نافورة جامحة فتتسع البقعة، متطلعة، ربما، إلى تحقيق مشروع بركة حمراء.
المارة يتابعون طريقهم لا تكاد تلامس عيونهم دمي المسفوح. يتحاشون الرشاش ولا يلتفتون، سمعت شيخا وطئت قدماه البقعة الحمراء فاتسخت بلغته، يتمتم :
"لا حول ولا قوة إلا بالله"
أنا أيضا لم ألمح قاتلي، وسرعان ما غمرتني الفرحة لأن رأسي المقطوع لا يزال قادرا على الحركة، لا يزال يتحكم في انقطاع اللسان. عيناي تدوران بسرعة في محجريهما. كيف أتصرف؟ ماذا أستطيع أن أفعل برأسي المقطوع قبل أن يتنبه الفضوليون لغرابة الظاهرة فيلحقوا الرأس بالجثة في حفرة صامتة؟
أغمضت العينين. ركزت كل ما تبقى من كياني في نقطة واحدة مستفيدا من كتاب "كيف تمارس اليوكا"؟ ثم تمتمت : "هب لي من لدنك جناحين يحملاني بعيدا بعيدا لأعيش ولو يوما واحدا".
قبل أن أتلفظ بالكلمة الأخيرة بدأ رأسي يرتفع سابحا في الهواء بغير جناحين.صحت بسرعة : لتكن وجهتي الجنوب.
بدت لي الرباط من فوق جحرا، مباءة، ثعلبا أجرب. سيفا صدئا، تنينا يمضغه البحر، خلية من غير نحل، صخرة أجرد من صلعة...
تنفست مرتين، انتشيت بدفء الشمس يلسعني على الخدين. اخترقت سربا من الأطيار ففرت مذعورة من مرآى آدمي مجذوع يزاحمها في مناطق النفوذ.
يتوارى البحر فيما أمخر الهواء بسرعة غريبة وأجيل الطرف، فأرى كل ما تحتي دفعة واحدة ممتدا منبسطا بدون تعاريج أو أسرار. ووراء تلافيف الذماغ يدق السؤال :
يا صاحب الرأس المقطوع ماذا ستفعل حينما تحط الرحال؟ أطلت التحليق ما استطعت، خياشمي مشرعة تعبّ الهواء بالكيلوات فيخرج من عروق العنق مُضاعفا السرعة.
بدأت أفهم سر انجذاب عباس بن فرناس إلى التحليق : نحن في حاجة إلى الابتعاد عن الأرض ليتضاعف اشتياقنا إلى اليومي المبتذل. يستعيد هذا اليومي شاعريته حين نمارسه بثقة لا متناهية في قدراتنا. أنا لست آسفا على جسدي ما دمت أستطيع أن أحلق وأبصر وأتكلم. صدقوني، يصفو الدماغ، تتضاعف شفافية الذكاء. يتسع الإدراك لحد الجنون. هذه القدرات المتفجرة تحتاج إلى تجريب...سأحط الرحال عند أول حشد يصادفني. ولتكن أرض "جامع الفنا" لأناقش الحلايقية ورواة الأقاصيص والمشعوذين.
حوّمت فوق الرؤوس محدثا أزيزا يلفت الأسماع علت الدهشةُ الوجوهَ وارتفعت الأصابع والصوات : "راس بنادم طاير".
تحلق خليط من الناس حولي، جمهور في منتهى التمايز والشتات. لم أضِع الوقت: كانت رغبتي قوية في استلام الكلمة :
- أيها التعساء البؤساء القانطون المتسكعون المحرومون الخائفون المقهورون المنتظرون الهاربون من الواقع إلى الكلمات تتسلون بالخرافات. الحقائق تعشي أبصاركم فتخدّرون بالعنتريات والزيديات وببلاد الواق واق تحلمون. تحلمون بكواعب حسان يرضعنكم من أثدائهن الشهوة الحمراء يعدن لكم شبقية واراها الجوع-القهر-الكبت...
أيها التعساء جئت أدق بوابتكم الصدئة. أهز قلوبكم المهترئة لتستبدلوا الصمت بالكلام لتبادروا إلى تسمية الأشياء إلى معانقة الظواهر والقوى وهي تنمو، تتحول، تنتصب عملاقا بألف ذراع..."
كانت الكلمات تندفق من فمي كالرعد القاصف في سرعة وتوتر. أريد أن أقول كل شيء. كل ما اختزنته أو أرجأت التلفظ به. كل ما حيل بيني وبين الجهر به. المتحلقون حولي ينصتون في ذهول. بعضهم لا يفهم جيدا ما أقول، والبعض يتسارون عن هذا الممسوخ الذي يخاطبهم. الحلايقية أنفسهم جاؤوا بعد أن أكسدت سوقهم. قال أحدهم :
- لابد أنه طبق طائر ضاع منه غشاؤه.
- أو أنه رأس آلي ملأوه بهذا الكلام المحفوظ.
__________________
HERO N :1
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-02-2007, 02:06 PM
الصورة الرمزية الورده الحمراء
الورده الحمراء الورده الحمراء غير متصل
مشرفة ملتقى الشعر والخواطر
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: بُيــنٌ ذكٌريــاُتـــيِ ...
الجنس :
المشاركات: 3,765
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي حنظلة
الله يعطيك العافيه على فعل الخير
وبوركت يمناك على هذه القصة الرائعة.... رعااك الله
وبانتظار الجزء الثاني
فحيـاك الله وبيــاك

جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
ودمت بعز الله
والى الجنان ان شاء الله
__________________
بَدَأت الشّمْعَه تَنْطَفِـئ ,,
وسَيَبقَى أثَرُهـا لِمن سَيَتَذكّرُهـا
/ ,,/
الْحَمـْـدُ لِلَّه
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا يَلِيقُ بِـ/جَـلالِ وَجْهِـهِ وَعَظِيمِ سُلْطَانِـه
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسكيتشات رائعة لأبواب الحديد المشغول ( الجزء الأول) onies design ملتقى الصور والخلفيات والتواقيع 26 05-11-2010 06:31 PM
بين الرجل والمرأة : فروق ( الجزء الأول ) رميته ملتقى الأخت المسلمة 5 21-12-2006 11:14 AM
العشر الأول من ذي الحجة manhag الملتقى الاسلامي العام 1 19-12-2006 07:41 PM
من هو القاتل الأول للنساء؟ أبــو أحمد الملتقى الطبي 2 03-05-2006 04:10 PM
الموسوعة الإسلامية الكبرى للكتاب الإلكتروني الجزء الأول Adel Mohamed ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية 1 19-04-2006 10:54 AM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.05 كيلو بايت... تم توفير 2.32 كيلو بايت...بمعدل (4.11%)]