التعريف عن بلادك لعبة حلوووة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أشهى الوصفات للإفطار فى رمضان جدول أكل رمضان ثلاثون يوما تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 14 )           »          كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 45 - عددالزوار : 62 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14684 - عددالزوار : 1071049 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 231 - عددالزوار : 75267 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5025 - عددالزوار : 2169806 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4606 - عددالزوار : 1450821 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 224 - عددالزوار : 144013 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 105 - عددالزوار : 22623 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 21754 )           »          بيع الاستجرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > الملتقى الترفيهي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الترفيهي ملتقى الابتسامة والمسابقات والالعاب الترفيهية الهادفه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2007, 08:54 PM
alexosam alexosam غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الدار البيضاء
الجنس :
المشاركات: 25
الدولة : Morocco
Smile في وصف تونس

انها المرة الأولى التي ازور فيها تونس. لم اكن مدعواً للمشاركة في مؤتمر او مهرجان. ذهبت كسائح الى هذا البلد الذي طالما حدثني عنه الأصدقاء بكثير من الإعجاب. لابد لي من الإقرار أولاً بأنني فوجئت بطيبة الشعب التونسي التي كانت العلامة الفارقة الأولى او الانطباع الحسن الأول كما يقال. اما الانطباع الآخر، الذي يمكن ان يتلمسه المرء بسهولة فهو الأمان أو السلم الأهلي في الشارع. ولخص لي أحد سائقي التاكسي في مدينة المهدية (بناها عبدالله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية) الوضع في تونس حين قال: «للمواطن التونسي الخيار بين الجامع والبار. ان تختار الجامع فأنت حر ولكن بشرط ألا تثير مشاكل تعرض الآخرين للأذى... وان اخترت البار فأنت حر ولكن ألا تزعج الآخرين).

وبدا لي حديث سائق التاكسي على رغم الاختزال الواضح فيه اقرب الى الحقيقة إذ انني لم أصادف في كل المدن التونسية التي زرتها ما يخالف رأي سائق التاكسي، بل ما يعزز قوله... فالفتيات يرتدين الملابس الحديثة في آخر صيحاتها ويسرن في الشوارع جنباً الى جنب مع الشبان من دون أي مضايقة. وفي المقابل بوسع المرء ان يرى بعض الشبان الملتحين وهم قلة على اي حال او الذين يرتدون الملابس التقليدية، لكن من دون أدنى دليل على التطرف او المبالغة. الأمان في تونس شيء حقيقي وهي المرة الأولى التي اشعر فيها بأنني لست مضطراً الى تفقد جوازي وحقيبتي كل خمس دقائق. واللافت في الأمر انني لم أر الكثير من رجال الشرطة في الشوارع على خلاف الكثير من بلداننا العربية التي تغص شوارعها برجال الأمن الذين يخيفون الغريب اكثر من اللصوص.

شوارع تونس ضيقة ولكنها مرتبة ونظيفة ومؤثثة بصفوف من الأشجار الدائمة الخضرة. وقد شعرت بسعادة بالغة حين تلمست ذلك صديقتي الهولندية وأبدت إعجابها بهذا التنظيم. اما المنازل فمعظمها مبني على الطراز الأندلسي الجميل، حيث الأقواس والمقرنصات والأعمدة المخروطية والنوافذ المقوسة المشبكة بالحديد. ولأن تونس بلد بحري فإن ألوان المنازل والمباني تحاكي لون البحر وأحياناً تتماهى معه الى درجة الانصهار فيبدو الأفق ممتداً في شكل لا نهائي.

المجتمع التونسي مجتمع شاب بامتياز. وقلة فرص العمل تجعل الكثير من الشبان يفكرون بالهجرة ككل الشباب في العالم العربي. في الباص العمومي الذي نقلنا من مدينة المهدية الى سوسة التي بدت نائية للغاية على رغم انها لا تبعد سوى سبعين كيلومتراً. أثار حضورنا في هذا الباص فضول بعض الشبان والشابات فأخذوا يتكلمون معنا. وما أثار فضولهم اكثر هو انني عراقي وأتكلم اللغة العربية. تحدثوا في البداية عن العراق المحتل ومحنة الإنسان العراقي وبعد ذلك عن هولندا وإمكان السفر الى هناك وفرص العمل. لكنني تحدثت معهم بصراحة شديدة وقلت لهم ان البقاء في البلد افضل بكثير من التغرب والتشرد في اوروبا التي لم تعد ترحب بالعرب والمسلمين بالتحديد. تسمى تونس تونس الخضراء وهي خضراء بالفعل اذا عرفنا انها مزروعة بما يقارب من ستين مليون شجرة زيتون يأتي زيت الزيتون في المرتبة الثانية من الصادرات بعد الثروة السمكية والتمور في الدرجة الثالثة. إذاً أشجار الزيتون في كل مكان تذهب إليه ولا تكاد تخلو بلدة مهما كانت صغيرة من معصرة للزيتون. البرتقال ايضاً تصادفه في كل مكان وبوفرة عجيبة دفعتني الى معرفة سعره فكان ستين سنتاً أي ما يعادل نصف دولار.

ومن المفارقات ان تونس، هذا البلد الحديث، تفتقر الى وسائل نقل حديثة تواكب عصر السرعة والتقنية. فالبلد ليس بالفقير ولا يفتقر الى الخبرات والإمكانات. عندما ذهبت من مدينة المهدية الى مدينة سوسة وهي المدينة الثالثة في تونس استقليت الباص العمومي واستغرقت الرحلة ساعتين وربع الساعة، بينما المسافة لا تتعدى سبعين كيلومتراً. كان الباص يتوقف في كل قرية ومدينة يمر فيها. وبحساب بسيط فإن رحلة من هذا النوع لن تستغرق اكثر من ساعة في الظروف العادية لو توافرت خطوط نقل حديثة ومباشرة. معنى ذلك ان المواطن يخسر كل يوم ساعتين ونصف ساعة فقط في الطريق. في طريق العودة بحثت عن وسيلة أسرع من الباص فقالوا استقل القطار او المترو كما يسمونه فكانت النتيجة مشابهة، اذ ان هذا «المترو» يتوقف أيضاً كل خمس دقائق. والأكثر مفارقة انه يواصل رحلته الى مدينة مونستير قبل ان يلتف عائداً الى مدينة المهدية.

في مدينة سوسة وهي مدينة جميلة ونظيفة للغاية لم أجد سوى مكتبة واحدة هي مكتبة قاسم. وعندما كنت اسأل بعض المارة كانوا يرشدونني الى محال لبيع القرطاسية! والمعروف ان تونس تقيم في كل سنة عدداً من المهرجانات الثقافية المهمة وفيها أسماء لامعة لمفكرين وكتاب وشعراء... فلماذا هذه الشحة في المكتبات؟ صحيفة «الحياة» وبعض الصحف العربية لم أجد لها اثراً في تونس!

ومن المفارقات ايضاً انني كنت اسأل بعض الباعة في السواق باللغة العربية وكانوا يجيبونني بالفرنسية التي لا افقه منها شيئاً. وعندما كنت اسألهم عن اللغة الأولى في البلد كانوا يقولون: العربية طبعاً. في المقابل وهنا تكمن المفارقة الحقيقية، انني ذهبت مع صديقتي لنركب الخيل على الساحل، كان السائس يرجونني ان اردد له بعض الأبيات الشعرية العمودية وكان يضحك بقوة وهو يشير الى صديقه ويقول: اسمع هذه هي اللغة العربية الحقة، ولم اكن افهم ما كان يدور بينهم.

قلت في البداية انني فوجئت بطيبة الشعب التونسي ولكي اؤكد هذه الحقيقة التي جعلتني اشعر بالسعادة اروي هذه الحكاية القصيرة. في الفندق طرقت العاملة باب الغرفة من اجل تنظيفها وكلمتني بالفرنسية فقلت لها انه يمكنها ان تتكلم بالعربية فسألتني وهي تضحك: هل انت عربي؟ من اين؟ قلت من العراق فرحبت بي بكل ما تستطيع وقالت لا بد من ان تزورنا في البيت، سيفرح اخوتي بوجودك، وأصرّت على ذلك بشدة، فشرحت لصديقتي الأمر وذهبنا. كانوا اعدوا لنا طبقاً تقليدياً هو الكسكس ولم يكن الحوار إلا عن فلسطين والعراق. إنها المرة الأولى التي ازور فيها بلداً عربياً يحضر فيها الشعب العراقي ويغيب عنها صدام حسين.


--------------------------------------------------------------------------------
http://www.youtube.com/profile?user=amigo1958
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-03-2007, 08:57 PM
alexosam alexosam غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الدار البيضاء
الجنس :
المشاركات: 25
الدولة : Morocco
59 59 عروس أميركا الجنوبية بانتظارك

ريو دي جانيرو (البرازيل):
قال لي أحد الأصدقاء بعد أن عاد من زيارة إلى البرازيل إن تجربته في هذا البلد تشبه إلى حد كبير الدخول إلى محل للحلوى السويسرية: «كلما تذوقت صنفا حتى رغبت بتجربة صنف آخر، وعادة ما يكون ألذ من الذي سبقه». على الرغم من أنني لست من المولعين بالحلوى كثيرا، إلا أنني تفهمت وجهة نظر صديقي. لكنني لا اتفق معه فيها، خاصة بعد زيارتي لريو دي جانيرو، أميرة الجنوب. فمتذوق الحلوى لا بد له عند مرحلة ما أن يصاب بالتخمة بعد أن يكون قد فقد القدرة على التمييز بين هذا الصنف وذاك، حتى تتحول متعة المذاق الحلو إلى ألم في المعدة بعد أن يكون الفرد قد التهم أكثر من طاقته الاستيعابية. لكن تخمة المتعة في ريو صعبة، بل مستحيلة. فكل قالب حلوى تقدمه المدينة ألذ من الذي سبقه. ولن يكون مصدر ندمك سوى ضيق الوقت لكثرة ما تملكه مملكة الأمازون من مزايا ندر مثيلها.
لا يخفى على أحد أن الصورة في البرازيل وخاصة في مدن الساحل ليست بالوردية تحت وطأة الفقر المدقع الذي يعاني منه الملايين القاطنون بالقرب من الأحياء الغنية. ينظرون عن كثب نحو عالم يصعب بلوغه. لكن حتى هؤلاء الفقراء لم يعجزوا عن العثور على ما يمتعون أنفسهم به طوال العام. حتى يعتقد الزائر أن لا هم يشغل البرازيليين سوى قضاء بعض الوقت في اللهو و اللعب.

كان استعدادي لزيارة ريو غير مسبوق. قرأت الكثير عن هذه المدينة وعن الذي تقدمه لزوارها. وشاهدت الكثير من البرامج التلفزيونية عن كرنفال ريو السنوي وشاطئ كوباكانا الشهير الذي أصبح عنوان السياحة في هذا البلد اللاتيني. أصبحت البرازيل مألوفة لدي حتى قبل أن أطأ قدما على أرضها من كثرة ما سمعت وقرأت عنها.

لكن كل ما قيل ونقل من أخبار وقصص مسلية لم يكن كافيا لإعدادي لهذه التجربة الرائعة.

البداية كانت في الجهة الأخرى من العالم، على مشارف القارة الأوروبية وبالتحديد في مطار شارل دي غول، في العاصمة الفرنسية باريس. استقللت الطائرة متوجها إلى ريو محملا بآمال وأشواق لبلد اشتقت إليه حتى قبل أن أتعرف عليه. استغرقت الرحلة نحو ثلاث عشرة ساعة قضيت معظمها بين النوم ثم الأكل والنوم!! قد يعتقد البعض أن الرحلة متعبة حتى أنها قد تثني البعض عن المغامرة، لكن المكافأة التي تنتظر الزائر لدى خروجه من المطار تستحق كل هذا العناء. خلال رحلة الطيران، وبعد أن شبعت نوما وطعاما شاهدت رجلا أوروبي المعالم يجلس بالقرب مني تبدو الإثارة على وجهه واضحة بشكل جلي، كأنه يدعوني بصمت لأشاطره الحديث. بعد حديث طويل مشوق اتضح لي أن هذا الرجل، واسمه باتريك، في طريقه إلى أن يقضي باقي حياته في ريو تاركا وراءه حياته كاملة في باريس. ولد باتريك وعاش في باريس طوال حياته إلى أن أخذه القدر لزيارة ريو. هناك تغيرت حياته للأبد. لم يلبث أن أمضى أسبوعا يستمتع في المدينة حتى اكتشف طعما جديدا للحياة لم يألفه من قبل. وعلى الفور عاد إلى باريس. وخلال أيام قليلة أنهى حياته في مدينة الرومانسية ليعود من جديد إلى ريو ليستقر فيها بقية أيام حياته. تحدث باتريك بكل شغف عن وطنه الجديد كمحب تمكن أخيرا من العثور على محبوبته التي لطالما حلم بالحصول عليها. ألهب باتريك حماسي وشوقي للتعرف على هذا البلد الجميل أكثر من ذي قبل.

وصلت الطائرة إلى مطار ريو قبيل منتصف الليل، وهذا أمر عادة لا أحبذه لأنه يسلب مني متعة النظر إلى المدينة من السماء في وضح النهار والتعرف على شكلها وطريقة تصميمها، ولكن ذلك لم ينقص من المتعة لدي، فهناك ما يغني الزائر عن النظر من شباك طائرة صغير للتعرف على المدينة.

استقللت سيارة التاكسي من المطار نحو الجهة الشرقية للمدينة حيث سيكون مقر إقامتي. في الطريق ظهر وسط النجوم وفوق الأفق تمثال ضخم للمسيح، يفرد ذراعيه وينظر إلى أسفل نحو أرجاء ريو وهو يسطع وسط السماء المظلمة بفضل الأنوار المسلطة عليه. يقول سكان ريو إن تمثال المسيح يرعاهم ويمنعهم من ارتكاب المعاصي.

يجد البرازيليون في هذا التمثال مصدر فخر بعد أن أصبح علامة خاصة تميز ريو عن باقي مدن العالم، كما هو الحال بالنسبة لبرج ايفل في باريس وتمثال الحرية في نيويورك. ينتصب هذا التمثال البالغ طوله مئة قدم فوق قمة تلة كروكوفادو البالغ ارتفاعها 2230 قدما.

قررت أن يكون هذا التمثال الشاهق نقطة انطلاقي للتعرف إلى ريو بعد أن فقدت فرصة النظر إليها من الطائرة. وبالفعل في الصباح سألت أحد موظفي الفندق عن كيفية الوصول إلى هناك فابتسم كثيرا وقال لي بلغة إنجليزية ركيكة بأن أفضل طريقة للوصول إلى قمة الجبل هي بواسطة القطار الكهربائي. يوجد القطار الذي كان قد تم افتتاحه مطلع القرن الماضي في منطقة «روا كوزمي فيلو» وتتطلب الرحلة المكونة من جزءين مدة لا تزيد عن عشرين دقيقة، يمر خلالها الزائر وسط متنزه تيجوكا الوطني، حيث يمكن مشاهدة العشرات من الحيوانات والطيور بين الأشجار المترامية على طرفي الطريق. لن يصدق أي زائر أن هذه الغابة كانت فارغة تماما من الأشجار، حيث كانت تستخدم لزراعة البن طوال قرون إلى أن تمت زراعتها بالأشجار بأمر من الإمبراطور.

دائما ما يكون موقع تمثال المسيح مكتظا بالزوار حيث يقدر عدد الزائرين بـ 300 ألف شخص سنويا. تكشف ريو من فوق التلة المرتفعة عن العديد من أسرار جمالها، فالبنايات الاسمنتية تعطي خلفية متناقضة لكن جميلة للأشجار الموجودة في كل مكان بينما يظهر في الأفق مياه الخليج الزرقاء الزاهية تحيط بالشواطئ الذهبية والخلجان. لو وقفت وظهرك للتمثال ونظرت للأمام يمكنك مشاهدة منطقة نيتوري المشهورة بجسرها الحلزوني الضخم، الذي يعد مفخرة معمارية أخرى في المدينة وكذلك منطقة شوغر لوف المنغمسة في الغابة الخضراء. إلى اليسار يمكن مشاهدة الجهة الشمالية لريو التي تحتضن ملعب مركانا الشهير، أما إلى اليمين فهناك أحد أشهر الشواطئ في العالم، إن لم يكن أشهرها، إنه شاطئ كوباكانا. لو كنت محظوظا يمكنك مشاهدة المصطافين على طول الشاطئ الكبير. بعد الانتهاء من التلة، قررت الهبوط نحو شاطئ المدينة لآخذ قسطا من الراحة تحت أشعة الشمس الدافئة. وبالطبع وقع اختياري على شاطئ كوباكانا الذي تجد فيه أن الراحة والاسترخاء ليسا بالأمر الهين لكثرة النشاطات التي يمارسها المصطافون. فلعب كرة القدم الشاطئية وكرة الطائرة وغيرهما من الألعاب على الرمال الناعمة يجعلك تنسى نفسك وتفقد الإحساس بالوقت. كما أن السباحة في المياه الدافئة أمر لا بد منه.

إن كنت تفضل الهدوء، فهناك لائحة طويلة من الشواطئ التي يمكن زيارتها مثل شاطئ ايبانيما الرائع، لجمال المشهد الطبيعي هناك ولسهولة السباحة في المياه الزرقاء الصافية. من الشواطئ المفضلة لدى السياح هو شاطئ فيرميلا في منطقة اوكرا، والبالغ طوله أكثر من ثلاثة كيلومترات، وشاطئ الأميرة ايزابيلا في المنطقة الشرقية، وشاطئ ليبلون الملاصق لمنطقة ايبانيما، ولا ننسى بالطبع بارا دي تيجوكا، أطول شاطئ في ريو بطول عشرين كيلومترا.

للاندماج وسط المجتمع البرازيلي توجهت نحو براكا اوزيريو في منطقة ايباناما، حيث يوجد سوق الهيبيز الشعبي. يتوافد نحو هذه المنطقة البرازيليون والسياح على حد سواء للاستمتاع بالألوان الباهية من المصنوعات المنزلية المعروضة للبيع. يوفر المكان جوا عاما رائعا، حيث الموسيقى والرقص على نغمات السامبا في كل مكان. لن يكون من السهل تجاهل معالم الفقر في هذا السوق ومع هذا يبقى آمنا بالنسبة للسياح. يمكن شراء المواد المصنوعة من الجلد وبأسعار بخسة للغاية مثل الملابس والحقائب والديكورات المنزلية متقنة الصنع. عادة ما يأتي البرازيليون من المناطق النائية لبيع مصنوعاتهم وهنا تكمن المتعة عند مساومته، خاصة إن كنت لا تجيد اللغة البرتغالية، حيث ستجد أن الابتسامة الصادقة لا تفارق الناس على الرغم من وضعهم الاقتصادي المأساوي.

إذا كنت تبحث عن الأناقة وأسماء الموضة الشهيرة، سواء من المصممين البرازيليين الذين بدأوا باكتساب سمعة قوية في باقي أنحاء العالم أو المصممين العالميين، فتوجه نحو ساوث زون وبارا. هنالك العديد من الأسواق الفخمة تقدم آخر ما توصلت إليه الموضة العالمية، كما يوجد هناك متحف الماس الشهير.

لا يفوِّت البرازيليون فرصة للاستمتاع بالوقت إن كان ذلك عند ساعات المساء بعد قضاء يوم شاق في العمل أو خلال عطلة نهاية الأسبوع. فيوما السبت والأحد تتحول المدينة إلى ساحة كبيرة للمهرجانات الغنائية، خاصة الشوارع الرئيسية للشواطئ بين وسط المدينة حتى ساوث زون، حيث تغلق الشوارع بالكامل أمام حركة المرور لإتاحة المجال لآلاف الرجال والنساء والأطفال للاستمتاع بوقتهم. وهنا في هذه المناطق بالتحديد يمر كرنفال ريو السنوي العالمي، الذي يمنح المدينة أزهى لون. إن كنت تملك الوقت الكافي، حاول زيارة منطقة كابو فريو المرتفعة، حيث يوجد العديد من الآثار التي خلفتها العائلة الإمبراطورية التي حكمت البلاد قبل قرون. كانت عائلة الإمبراطور تمضي فصل الصيف الحار في هذه المنطقة المطلة.

ليس من الصعب على أي زائر لمدينة ريو دي جانيرو أن يدرك سبب وجودها ضمن أهم مدن أميركا الجنوبية، بل العالم بأسره. فهذه المدينة لا تستوحي جاذبيتها من الكرنفال السنوي الذي أصبح قرينا للثقافة البرازيلية الحية أو لشاطئ مركانا الشهير، أو ملاعب كرة القدم والرياضات الشاطئية أو الطعام اللذيذ فقط، بل من أسلوب الحياة المميزة والطريقة التي يعيشها البرازيليون.


--------------------------------------------------------------------------------
http://www.youtube.com/profile?user=amigo1958
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-03-2007, 09:00 PM
alexosam alexosam غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الدار البيضاء
الجنس :
المشاركات: 25
الدولة : Morocco
58 58

ساحة جامع الفنا.. موائد طعام وحلقات حكي وغناء

تتسع للجميع وتمنح الفرجة مجانا


مراكش:
هل يمكن أن نتخيل وجود سائح سبق له أن زار مدينة مراكش المغربية، من دون أن يستمتع بسحر ساحة جامع الفنا؟
لن نستبعد أن يكون هذا السائح (في حالة وجوده، طبعا) محط استغراب أصدقائه وأقربائه، إذ يحكي لهم عن تفاصيل وعناوين رحلته المراكشية.

يصعب وصف ساحة «جامع الفنا» أو تعريفها أو تقديمها لمن لم يسبق له أن تجول عبر تفاصيلها.

ساحة جامع الفنا قبل أن تكون فضاء للفرجة والأكل والتسوق، هي رمز وعنوان يقدم لتاريخ من المشاعر والأحداث والأسماء. لذلك تتمنَّع وتستعصي على الوصف. فليس من رأى الساحة كمن سمع عنها.

فهي فضاء يستحيل استنساخه أو التفكير في إقامة مثال له، في هذه المدينة أو تلك. هي فريدة من نوعها، لأنها تلونت بعطر التاريخ واختلطت بمشاعر الناس، في الماضي كما في الحاضر.

أن تزور مراكش يعني أن تهيئ نفسك للقيام بجولة تقودك عبر المواقع الأثرية للمدينة ومختلف فضاءات السمر والسهر. أن توزع برنامجك بين النهار والليل. أن تسأل الدليل السياحي والأصدقاء، الذين زاروا المدينة قبلك. أن تأخذ بنصائحهم وتنصت إلى اقتراحاتهم. سيكون عليك أن ترتب برنامجك، أولا. أسبوع واحد لا يكفي لزيارة مدينة امبراطورية مثل مراكش. احرص على معرفة أحوال الطقس. تأكد أن الشمس ستكون في الموعد، وهي قلما تخذل نهارات المدينة. سيكون عليك، وأنت ترتب للبرنامج، أن تحرص على زيارة ساحة جامع الفنا، المكان الذي يتفق على زيارته سياح وزوار المدينة بكل لغاتهم وجغرافياتهم وطبقاتهم وأعمارهم. الساحة هي ملح مراكش.

الطريق إلى جامع الفنا على امتداد اليوم، تمتلئ الساحة بزوارها. تضيق بهم. تختنق بهم. البعض يأتيها راجلا. البعض الآخر يأتيها راكبا.

من بين الراجلين، هناك من يفضل المشي لإراحة الجيب والبدن، أو للاستمتاع بما يرافق الطريق إلى الساحة. البعض يأتي الساحة راكبا سيارة أجرة. في هذه الحالة، إذا لم يكن سائق سيارة الأجرة جشعا فسيطلب منك، إذا ما أقلك من الجهة المقابلة لمقهى التجار بشارع «جليز» مثلا، أقل من عشرة دراهم (دولار واحد). بعض سائقي سيارات الأجرة يتعاملون مع السائح كما لو أنه بنك متحرك. كثير من السياح فهموا اللعبة فصاروا يطالبون باستخدام العداد. الطريق إلى الساحة، ربما انطلقت بك من شارع جليز. ربما من جهة أخرى. عبر شارع جليز، غالبا ما تكون الحركة في أوجها. من عادة هذا الشارع أن يبقى وفيا لمساءاته وطقوسه وعاداته. سيارات ودراجات نارية وهوائية وراجلون لا يقلون هوائية تتقاذفهم الأرصفة والطرقات.

الماكدونالدز غاص بشباب مغربي منفتح على العصر، وعلى بعضه البعض. ساحة 16نوفمبر تحتفي بماء نافورتها. أما الكتبية ففي امتداد النظر. يمكن زيارة ساحة جامع الفنا والاستمتاع بعالمها في أي وقت. بالنهار كما بالليل. يبدو المساء أحسن توقيت لزيارة الساحة. الزحام والأضواء ودخان المشويات وحلقات الحكي والغناء تزيد الساحة هالة من السحر، خصوصا إذا كنت جالسا في الطابق العلوي من مقهى فرنسا، حيث تنتصب أمامك صومعة الكتبية، كما لو أنها حارسة المكان، فيما يمتد نظرك على الساحة بروادها وحلقاتها ومطاعمها.

الفرجة بدون مقابل: تتوقف بك سيارة الأجرة عند الجهة المقابلة لصومعة الكتبية أو بجوار فندق التازي. ستتمشى قليلا عبر ممر البرانس، حيث المحلات مفتوحة على ساندويتشات الأكل والملابس الشبابية وآخر صرعات الهواتف المحمولة.

مع الأكل والتسوق والفرجة، يستحسن أن يكون الجيب دافئا. ساحة جامع الفنا لا تتطلب مالا كثيرا. إذا قنعت بالفرجة يمكن لجيبك أن يبقى في الحفظ والصون.

يهيئك اختناق ممر البرانس بالزوار لتقبل بامتلاء الساحة بروادها. ستبدو أمامك الساحة كامتداد البحر ذات صيف لافح وأنت على شاطئ رملي. ستبدو، وأنت تغوص في الساحة، كمن يهرب من الرمال الساخنة وحرارة الشمس إلى ماء البحر المنعش، صيفا.

على يمين الساحة، صف طويل من بائعي عصير البرتقال. كأس العصير بثلاثة دراهم. العصير منعش وجيد المذاق. في مقابل عربات بائعي العصير مباشرة ستثيرك عربات بائعي الفواكه الجافة. تمر ولوز وتين مجفف. هناك، أيضا بائعو الحلزون، الذي تم طهيه على نار هادئة، طبعا بعد إضافة مختلف التوابل التي يستوجبها الحصول على مذاق يحرك جيوب الزوار. مغاربة وأجانب. تبدو العربات كما لو أنها خرجت من خيال القرن السادس عشر الأوروبي. فكرتها جميلة. وانتظامها بديع.

في وسط الساحة تنتصب المطاعم الشعبية. لا حاجة للمكيفات الكورية أو الصينية، هنا. تقدم هذه المطاعم مختلف أصناف المأكولات. مشويات من لحم و نقانق وكسكس، بسطيلة، سمك، دجاج، طاجين، قطاني، شوربة مغربية (حريرة) مصحوبة بالتمر والحلويات المغربية (الشباكية). يمكن لمعدتك أن تمتلئ عن آخرها بثمن يتراوح بين عشرة دراهم ( دولار واحد) وخمسين درهما (خمسة دولارات). ذلك يعتمد على جيبك وشهيتك. الأكلات متنوعة، وأرباب المطاعم يستعملون كل الوسائل لتحريك جيبك وإغراء معدتك، ابتداءً من ترتيب المأكولات وانتهاءً بدعوتك بابتسامة تم التعود على رسمها بتلقائية وروح دعابة تحبب الأكل فيما تقترح لائحة الطعام والأثمان. الدعوات قد تكون محرجة أحيانا. كذلك إلحاح بعض مروضي الأفاعي ومروضي القردة والبهلوانيين وبعض الشبان المعتمرين لباس كناوة (فرق فلكلورية)، استجداء لدراهم الزوار.

في هذه المرحلة من التجول والفرجة يستحسن ألا يعتبر الاستجداء عادة سيئة. الوضع، هنا، أشبه بتواطؤ ضمني بين الجميع، بحيث يتم صرف مقابل التنشيط والفرجة من جيب المتفرج وزائر الساحة. لكن، الأداء يعتمد على أريحية الزائر، قبل أي شيء آخر.

ساحة تتسع للجميع: في الليل، تتجمل ساحة جامع الفنا بأضوائها. المطاعم الشعبية تخلت عن الفوانيس التقليدية. دخل الكهرباء ولم تتأثر الساحة جراء غزو التقنيات الحديثة لفضاءاتها. لساحة جامع الفنا قدرة عجيبة على التأقلم مع تحولات الحداثة والتطور. على يسار الساحة، وفي أماكن أخرى متفرقة، يشكل الحكواتيون حلقاتهم. المجموعات الغنائية تستعيد أغاني المجموعات الغنائية المغربية الشهيرة التي تألقت خلال الربع الأخير من القرن الماضي. ناس الغيوان وجيل جيلالة وإزنزارن وأودادن ولمشاهب. الحكواتيون يعيدون سرد ملاحم سيف بن ذي يزن، وحكايات ألف ليلة وليلة، وبطولات عنترة بن شداد، وشجاعة سيدنا علي في مواجهة راس الغول.

هناك، أيضا، المهرجون وهناك الآخرون، ممن لا تستطيع لهم تصنيفا أو وصفا. هم هنا يشكلون حلقاتهم. فقط لأنهم في ساحة جامع الفنا. الساحة تقبل بالجميع، وتسع وتتسع للجميع.

عروض أولاد سيدي احماد وموسى (فرق بهلوانية). مباريات الملاكمة. عالم غريب من الثرثرات والأعراق والمشاهد والمشاعر. أهواء مختلفة ومتعددة تحمل أصحابها لدخول عالم سحري.

يشترك الجميع في اختيار الوقت المناسب لتوقيف العرض والانتقال إلى تجميع الدراهم من المتحلقين، قبل العودة إلى حكايات وأغاني وفكاهة تنقل رواد الساحة إلى الساعات المتأخرة من الليل.

يتجول السياح عبر الساحة في بهجة لافتة. الكل هنا للمتعة والتجول أو الأكل والتسوق والفرجة بدون مقابل. الساحة مفتوحة أمام الرواد والزوار وكل من رأى في نفسه قدرة على الحكي والغناء وشد انتباه الزوار.

من بين كل الحكواتيين، يبدو محمد باريز مثل أي مغربي أنهكه الصراع مع الحياة وأيامها.

شيخ حلقة بنظارات طبية. أسمر اللون، بلهجة مراكشية وتعطش متواصل إلى الحكي. لمحمد باريز سيرة ذاتية غريبة.

ما بين جوطية (سوق خردة واثاث قديمة) الفقيه بن صالح وأضواء الحكي بباريس، صار لمحمد باريز اسم رمزي وكثير من الدفء والأصدقاء.

يشكل باريز حلقته. يطلب من الصغار الجلوس، فيما يشد انتباه الكبار إلى حكي تؤثثه حكايات ألف ليلة وليلة وسيف بن ذي يزن وأيام بغداد وفاس والقاهرة، وأسماء ملوك وأمراء وأميرات وقادة حروب وسحرة وكهان وعفاريت وجواري، لا يمكنك أن تلتقيهم وتسمع عنهم دفعة واحدة إلا وأنت في حضرة الكتب التراثية وحلقات الحكي العجيبة.

إلى الوسط من الساحة، سيؤكد لك منظر قارئات الكف (ولهجتهن المراكشية) أن قراءة المستقبل هي آخر ما جاء بهن إلى الساحة، وأنه سيكون عليك، وأنت جالس إلى إحداهن، أن تغير الموضوع صوب فكاهة تعادل الدراهم التي ستمدها بعد أن تنقل لك صاحبة الخمار أمامك أن شقراء تنتظرك في أحلامها بعد غد.

أسواق شعبية تاريخية: توجد بالساحة أسواق شعبية تاريخية حافلة بمختلف البضائع من الصناعات التقليدية المغربية مثل المنحوتات والمنتوجات الجلدية واللباس التقليدي من القفطان والجلباب والزرابي والمصنوعات الخزفية، وخصوصا منها المصنوعة من الفخار والفضة، حيث يتوسط الطاجين باقي المصنوعات الخزفية.

يعطيك سوق السمارين شعورا بأن هذا الممر، الغارق في المصنوعات التقليدية الفاتنة، لا ينتهي في المكان. تحيط بالساحة مقاه ومطاعم. من بين المقاهي تتميز مقهى «فرنسا» ببساطتها. في مقابلها توجد مقهى «العمبرة»، الاسم المراكشي لقصر الحمراء الشهير في غرناطة. في مقهى فرنسا يمكنك الجلوس إلى جانب الاديب الاسباني خوان غويتصولو.

من عادة غويتصولو أن يضبط جلوسه بمقهى فرنسا على الساعة السابعة مساء، يتكلم خوان، لمن لا يعرفه، إسباني يقيم بمراكش منذ أزيد من ربع قرن. كاتب معروف بمواقف إنسانية جميلة. تتلخص في هذا الإسباني «الغريب» أو «الإسباني على مضض» كثير من المزايا الدافئة. خوان الذي منحته اليونسكو شرف كتابة نص إعلان اعتبار ساحة جامع الفنا ضمن التراث الشفوي الإنساني، اعترافا منها بجهوده في الدفاع عن حق الساحة في إعمال الخيال والتحلي بكثير من الحس الجمالي عند كل محاولة لتوسيعها أو التغيير في ملامحها.

يرى خوان أن الساحة مفتوحة على مستقبلها، تستمد قوتها من رمزيتها وصيتها الإنساني
--------------------------------------------------------------------------------
http://www.youtube.com/profile?user=amigo1958
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-03-2007, 09:02 PM
alexosam alexosam غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الدار البيضاء
الجنس :
المشاركات: 25
الدولة : Morocco
Thumbs up

طلحة جبريل: نيويورك
في حي «ميد وود» في منطقة «كونيم ايلاند» وهي جزء من «بروكلين» احدى المدن الخمس التي تشكل نيويورك الكبرى، يسكن عرب ويهود في حالة تعايش نادرة. داخل بقالة في الحي تعرض صحف عربية، وفي الغالب تباع قبل ان ينتصف النهار. قالت صاحبة البقالة، وهي سيدة تجاوزت الخمسين «طلبنا منهم زيادة عدد النسخ لكن ذلك لم يحدث.. لدينا زبائن كثيرون يسألون عن الصحف العربية».
والعرب الذين يقطنون في حي «ميد وود» يفضلون شراء النسخة الورقية، عن التي توجد على الإنترنت، معظم هؤلاء يعملون في مهن تتطلب منهم العمل أحياناً 12 ساعة في اليوم لذلك يفضلون قراءة الصحيفة. يقول مصدر في شركة «قلوبال ديستربيوشن» وهي واحدة من عشرات الشركات التي تعمل في توزيع الصحف في نيويورك «لم يطلب منا أحد دراسة جدوى لتوزيع الصحف العربية، وهو الأمر الذي تفعله الصحف الاميركية والأوروبية باستمرار... لدينا جهات مختصة في هذا المجال».

واللافت للانتباه في حي «ميد وود»، أنه ينقسم الى قسمين: قسم توجد به فيلات جميلة ونظيفة، والقسم الآخر بنايات صغيرة تتكوم أمامها الأوساخ ودور بعضها متشققة الجدران. في الجزء المرفه تسكن عائلات يهودية ميسورة الحالة، ويتضح ذلك من السيارات الفاخرة...وايضاً من نوعية الكلاب التي يقودها فتيان او صبايا يتمشون بها في منطقة خضراء تشقشق عصافيرها طوال النهار. وفي مطعم يطلق عليه العرب في الحي اسم «المطعم اليهودي» أنهمك عمال هسبانك (من اميركا اللاتينية) في تحضير الوجبات، هذا المطعم يبيع «شاورما» و«فلافل» أو «الطعمية» كما تسمى في بعض الدول العربية، وفي ركن قصي كان احد العمال يجهز «الخبز العربي». ثمن الوجبة في هذا المطعم خمسة دولارات. تأخذ من المقبلات ما تريد ثم يقدم لك خبزة ساخنة تحشوها بأية كمية من الشاورما أو الفلافل، هذا المطعم هو المكان الذي يرتاده يهود وعرب في آن واحد. يهود حي «ميد وود» هم جزء من يهود «بروكلين» وتبعاً لآخر الاحصاءات فإن عدد يهود بروكلين يصل الى 456 الف نسمة، في حين يبلغ عدد اليهود في ولاية نيويورك مليونا و657 الف نسمة، يشكلون نسبة 9.1 في المائة من سكان الولاية، لكن نفوذهم في مجال المال والاعمال والاعلام هنا لا يضاهى.



--------------------------------------------------------------------------------
http://www.youtube.com/profile?user=amigo1958
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-03-2007, 09:05 PM
alexosam alexosam غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الدار البيضاء
الجنس :
المشاركات: 25
الدولة : Morocco
Lightbulb

جنيف:
يبدو ان فكرة المساومة بغرض الحصول على عروض خاصة بأسعار منخفضة قد تبدو غريبة في جنيف التي عرفت بأنها مركز للمصارف الخاصة. بالرغم من ذلك هناك فرص لقضاء عطلة ممتعة بنفقات أقل. فعلى سيبل المثال هناك مطاعم تقدم وجبات بأسعار معقولة مثل مطعم Bains des Paquis. ميزة هذا المطعم لا تكمن فقط في انه يقدم لزبائنه وجبات بأسعار معقولة فحسب، وإنما ايضا موقعه في وسط المدينة بالقرب من بحيرة جنيف. فبما لا يزيد على 2 فرنك سويسري (حوالي 1.55 دولار) يمكن للزائر الدخول الى الرصيف المؤدي الى البحيرة والسباحة فيها او الجلوس في المقهى الذي يقدم وجبات خفيفة ووجبة خاصة كل يوم. ويقول كثير ممن زاروه إن الجو العام لهذا المكان خليط بين المقاهي الباريسية والمعسكرات الصيفية التي تشهد حركة دائبة ونشاطات مستمرة.
يمكن الحصول ايضا على سكن بأسعار معقولة مثل فندق de la Cloch، الكائن على مرمى حجر من البحيرة، إذ يبلغ سعر الغرفة للمبيت لشخصين حوالي 140 (فرنك) سويسريا (حوالي 41 يورو). هناك ايضا موقع على شبكة الانترنت لمكتب السياحة بجنيف http://www.geneve-tourisme.ch. يمكن النقر على الجزء الخاص بالسكن وستظهر مختلف أنواع ودرجات الفنادق وأسعار الإقامة بها. يمكن ايضا السكن في الفنادق المقسمة الى شقق او الإقامة خارج منطقة وسط المدينة في كاروج او ضواحي فيرني ـ فولتير (على الحدود مع فرنسا) التي يمكن الوصول اليها بالمواصلات العامة. وخلال الفترة من يوليو (تموز) حتى سبتمبر (ايلول) تقدم كاتدرائية سينت بيير، في وسط المدينة التاريخية القديمة، حفلات مجانية بآلة الأجراس أيام السبت الساعة الخامسة مساء وحفلات بآلة الاورغن الساعة السادسة، كما تقدم في Parc La Grange بحي Eaux-Vives حفلات موسيقى عالمية مجانية كل مساء كل اربعاء وجمعة خلال شهري يوليو وأغسطس (آب). > أشياء يمكن الحصول عليها مجانا: تقدم منظمة geneva Roule دراجات هوائية مجانية خلال الفترة من 30 ابريل (نيسان) حتى 30 اكتوبر (تشرين الاول) في اربعة مواقع بالمدينة، وكل ما تحتاجه ان تقدم أي مستند يثبت هويتك مع مبلغ 50 فرنك (حوالي 40 يورو) كتأمين يسترد عند نهاية اليوم لدى إعادة الدراجة. ويمكن الاختيار بين دراجات الكبار ودراجات الأطفال، وهناك ايضا دراجات بها مقاعد للأطفال الصغار، كما تقدم ايضا الخوذات والأقفال مجانا.

وسائل المواصلات: تتمتع جنيف بنظام مواصلات عامة سهل الاستعمال. فمبلغ 7 فرنكات يمكنك من الحصول على تذكرة يمكن استخدامها من الساعة التاسعة صباحا حتى منتصف الليل في أي منطقة بالمدينة. وتستخدم هذه التذكرة لركوب الحافلات والترام وحتى القوارب التي تقع في بحيرة جنيف، ويمكن بمبلغ 10 فرنكات شراء تذكرة يمكن استخدامها لمدة 24 ساعة.

*خدمة «نيويورك تايمز»


--------------------------------------------------------------------------------
http://www.youtube.com/profile?user=amigo1958
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-03-2007, 09:08 PM
alexosam alexosam غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الدار البيضاء
الجنس :
المشاركات: 25
الدولة : Morocco
Icon1

القاهرة:

بمقاييس مدينة كالقاهرة، تعدى عمرها الألف عام، يبدو وسط البلد ـ كما يحلو للمصريين أن يطلقوا عليه ـ شابا، ومقارنة بأحياء أخرى أكثر حداثة، يبدو أكثر جاذبية وجمالا بمبانيه التي ما تزال تحتفظ ببقايا (كثيرة أو قليلة) من جماليات اختفت من واجهات الأبنية الأحدث سناَ التي شكلت معا ما يشبه غابات الإسمنت. لكننا، رغم ذلك، وبسبب ما أصاب هذا الوسط من تشوية نطرح فرضية دالة: إذا انتقل المهندس أوسمان، في رحلة عبر الزمن إلى عالمنا هل سيتعرف على ملامح أحياء، خطط معظمها قبل أكثر من قرن؟

لا يزال المكان يحتفظ بكونه قلب العاصمة، رغم محاولات بذلتها أماكن أخرى لتحل محله. تلك الأماكن نجحت جزئيا في اقتطاع جانب من وظيفته كمركز تجاري، لكنه ما يزال محملا بجاذبية غامضة لم يستطع أى مكان آخر أن يقوضها، ربما يكون لعوامل تاريخية شخصية وعامة دخل في هذا. فقد ارتبط المكان بأحداث وأسماء، أصبح مجرد ذكرها يستدعى الحنين: الخديوي إسماعيل المؤسس، والخديوي توفيق الذي استكمل عملية التكوين، ورموز أخرى حملت الشوارع أسماءها، وانتبه الساسة لهذا فتلاعبوا بتلك الأسماء وفقا للاتجاهات السياسية السائدة، فتحول اسم شارع فؤاد بعد ثورة 1952 مثلا إلى شارع 26 يوليو، في محاولة من الثوار لمحو أي أثر للملكية. كما تحول اسم شارع سليمان باشا إلى شارع طلعت حرب. وامتد الأمر للميدان الذي حمل نفس الاسمين، وقبلها بأعوام كان يمكن للشارع نفسه أن يحمل اسم اميرة مقربة من الملك لكن لحظة جفاء كانت كافية ليأخذ الشارع اسما جديدا.

بحكم عوامل التعرية التي تصيب الذاكرة، أصبح تاريخ المكان السابق على لحظات التحول في نهايات القرن التاسع عشر منسيا، لكن المختصين يشيرون إلى شوارع كاملة كانت تحتل الأماكن نفسها بأسماء وتكوينات معمارية أخرى مثل شارع عبد الخالق ثروت الذي كان في الماضي البعيد يحمل اسم شارع المناخ لوجود مناخ ضخم للجمال به. غير أن التحول الأكبر كان في بركة الأزبكية التي ردمت بالكامل ليحل محلها واحد من أشهر ميادين القاهرة حتى الآن وهو ميدان العتبة. د. محمد حسام الدين إسماعيل، أستاذ مساعد الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس، يشير إلى أن هذا المكان كان من أكثر الأماكن التي شهدت تحولات في عهد إسماعيل نفسه: «استعان الخديوي إسماعيل بالمهندس أوسمان الذي أنشأ مدينة باريس الجديدة، ليضع مخططات التغيير. كانت البداية من إسماعيل لكن العصور التالية شهدت إضافات أخرى، غير أن الأزبكية تنسب بأكملها لإسماعيل، فقد خطط أراضيها بعد ردمها، وأنشأ بها دار الأوبرا الملكية، وأقام حديقة الأزبكية بمسارحها المكشوفة التي كان أشهرها كشك الموسيقى». بعد رحيل إسماعيل أكمل ابنه بناء وسط المدينة، يوضح د. حسام إسماعيل: «ينسب لتوفيق ابن اسماعيل حى التوفيقية بالكامل، وكذلك اهتم الخديوي التالي عباس حلمي الثاني باستكمال المسيرة. كان المهندسون القائمون على ذلك إيطاليون وفرنسيون، نقلوا طرز بلادهم، لكن في عصر عباس حلمي الثاني كان هناك اهتمام واضح بمزج هذه الطرز مع الطراز الإسلامي، خاصة أن معظمهم كان يحرص على زيارة إسبانيا قبل الحضور للقاهرة للتعرف على السمات المميزة للعمارة الإسلامية».

بعد مرحلة التاسيس بقليل لم يكن للمصريين نصيب في وسط المدينة، فقد تم تقسيمه إلى مايشبه المحميات. جنوب شارع 26 يوليو (فؤاد سابقا) أقام الأجانب الذين كان الخديوي إسماعيل مدينا لهم، وفي منطقة اخرى أقيمت وزارات الأشغال والمالية والصحة والداخلية، وتوزعت الجاليات الجنبية على المنطقة. فالإيطاليون واليونانيون ارتبطوا بشارع 26 يوليو من ناحية بولاق لارتباطهم بحركة التجارة فيه، وكانت ترتكز على الميناء. لذلك توجد في تلك المنطقية بقايا العمائر الإيطالية، وكذلك نجد أن منطقتي بولاق وعابدين، كانتا محل اهتمام في كتابات الأدباء اليونانيين لارتكازهم فيهما. المفارقة تتمثل في أن هذه المنطقة المخصصة تقريبا للأجانب لم تكن بعيدة عن قلب المصريين ولا أحداثهم السياسية المهمة، فأول مظاهرة تطالب بحرية الصحافة خرجت من وسط البلد عام 1909 بقيادة أحمد حلمي، كما كان ميدان الأوبرا مسرحا أساسيا في مظاهرات ثورة 1919 التي قادها سعد زغلول. كانت الاجتماعات الأولى لأية مظاهرة تبدأ في الأزهر، ويتفرق المتظاهرون في الشوارع على أن يجتمعوا في ميدان الأوبرا. وأول مظاهرة نسائية اجتمعت عند بيت الأمة وخرجت بقيادة هدى شعراوي إلى الأوبرا، ولم يختلف الأمر كثيرا في مظاهرات عام 1946. كان الهدف هو جعل المظاهرة شعبية عبر مرورها بأكبر عدد من الشوارع لتجتمع في النهاية في مكان متسع يمنحها بعدا رمزيا. ولم يكن هناك أفضل من ميدان الأوبرا بمنشآته الحيوية ليقدم هذا الدعم. أي زائر غير مصري يرتاد وسط البلد للمرة الأولى يشعر أنه يسير في مظاهرة، لكنها مظاهرة غير مخطط لها، وليس لها أهداف سياسية. إنه الزحام الذي تتسم به المنطقة، أول أعراض الحزن التي تظهر على الشوارع، زحام يجمع البشر بالسيارات ويفقد السائر مزية تذوق نكهة المكان، من أعلى تطل المفردات المعمارية الخلابة في أسى، يتملكها شعور بالحنين إلى علاقة سابقة كان البشر فيها يلتحمون بجمالياتها. الآن يمضي الجميع بين منشغل بما هو معروض خلف الواجهات الزجاجية، أو سائر في طريقه وقد شغلته ضغوط الحياة اليومية عن كل ما حوله. التجمع البشري مجرد حالة شكلية لا يربط بينها رابط، والكل منفصل عن المكان، ليتحول المشهد إلى مجموعة من المفردات البشرية والمعمارية، تتجاور بفعل الصدفة من دون مشاعر. يرى البعض أن الحالة وليدة زحام غير محتمل، تسهم السيارات فيه بمزيد من الاختناق الذي يقود إلى الحالة النفسية السابقة. د. إبراهيم بكر، الأستاذ المساعد بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، يشير إلى إمكانية فض الاشتباك السابق فيقول: «لا بد من منع مرور السيارات في وسط البلد، وتحويلها إلى منطقة مخصصة للمشاة فقط، وهو نموذج متبع في أوروبا ومطبق عندنا في إحدى مناطق وسط البلد وهو شارع الألفي. يمكننا تخيل المكان بعد منع السيارات فيه، ووضع استراحات وإضاءة جيدة لنتأكد أننا نعيد للمكان اعتباره ونعيد الربط بين مفرداته المعمارية والبشر الذين لن يجدو أنفسهم في صراع مع السيارات التي تتسبب عوادمها في مشكلة أخرى، تتمثل في تدمير الجماليات المعمارية تدريجيا». الحل على المستوى النظري يبدو جيدا لكن هل هو قابل للتنفيذ عمليا؟ سؤال يرد عليه د. بكر بقوله: «ممكن جدا تنفيذه بمنع مرور السيارات وتحويل مساراتها إلى الشوارع الرئيسية المحيطة بالمكان».

في حلقة من برنامج حواري شهير يبثه التلفزيون المصري كان الحديث مخصصا لمشكلات وسط البلد، كاتب هذا الموضوع كان ضيفا فيه، وعشرات الشباب يتابعون لقطات تسجيلية ترصد جماليات المعمار، سمعت في الخلفية إحدى الفتيات تسأل الجالسة بجوارها: معقول أن كل هذا الجمال موجود في مصر؟ السؤال كان يحمل دلالات عديدة، فرغم أن المكان يقع في قلب المدينة، وأن الكثيرين ومن بينهم هذه الفتاة قد زاروه مرارا، إلا أن جمالياته أصبحت غير محسوسة. ورغم أن هذه ملحوظة، تدعو إلى بعض الإحباط إلا أنها تظل أفضل من أخرى تتعلق بعمليات التشويه التي تجري. فعدم الإحساس بالجمال جعل البعض لا يقدرون قيمته، وهكذا بدأ كل من يفتتح محلا، يأخذ في إضافة مايراه من ديكورات حتى لو كانت لا تتناسب مع الطراز الذي تتميز به مباني المنطقة أو حتى المبنى الذي يقع به المحل نفسه. وأصبح صاحب كل شقة، يجري بها ما يروق له من تعديلات حتى ولو على حساب الطابع العام. وهو ما يعترض عليه د. إبراهيم بكر قائلا:

«لا بد أن يكون للدولة دور في وقف ما يحدث، وإذا كانت قد واجهت من قبل مشكلة هدم الفيلات القديمة، فإنها يجب أن تتدخل لمنع هذا العبث. في اوروبا، يمكن لصاحب أية وحدة تجارية او سكنية أن يفعل ما يشاء داخل حدود وحدته، ولا يحق له أن يمتد إلى الخارج وهو أمر طبيعي لأنه يحافظ على النسق المعماري الموحد للمنطقة، خاصة أن هناك عناصر معمارية بالغة التفرد ينبغي الحفاظ عليها، أذكر منها على سبيل المثال تلك العمارة الواقعة بجوار سينما قصر النيل، فهي تنتمي لطراز «الآرنوفو» الذي لا يوجد منه بمصر كلها إلا نحو أربعه نماذج».

غير أن التشوهات التي لحقت بوسط القاهرة ليست حديثة، إذ يؤكد د. حسام الدين إسماعيل أنها بدأت منذ زمن طويل: «بدأت منذ حريق القاهرة الذي شب في عام 1952، فقد لحق الدمار بدور السينما وعدد من المحال الشهيرة مثل «جروبي» و«الأمريكين»، ثم جاءت الثورة بفكرها المعادي للملكية فتسببت في تشوهات أخرى حيث منحت بعض المباني المعروفة بطابعها المعماري المتميز لعدد من الوزارات، وأدى سوء للاستعمال إلى تشوهات عديدة. وتغيرت الرؤى حتى على مستوى الفكر المعماري، فانتشرت ثقافة المساكن الشعبية وقل الاهتمام بالجماليات حتى أن هناك مبانى أنشئت في وسط المدينة، يمكن التعرف عليها بمجرد النظر حيث قل الاهتمام بالنواحي الفنية إلى أدنى درجة، وكان ذلك لمجرد معارضة ما كان سائدا من قبل».

الحديث عن أحزان وسط البلد ليس ترفا فكريا، لأن علاقة البشر بالحجر تشكل نمطا ثقافيا لا يمكن إغفاله، فما بالنا بوضع أصبح فيه كل عابر بهذه المنطقة لا يلتفت إلى جمالياتها، لأن النظر إلى أعلى أصبح ترفا في مجتمع لاهث، كما أنه أصبح غير ممكن واقعيا في شوارع تضيق بالمارة والسيارات. لكن كل عابر لا يتوقف الآن للحظات تأمل سيشعر يوما بالندم، عندما يجد أن هذه المفردات الجمالية قد تآكلت بفعل الزمن، إلا إذا تدخلت معجزة لترد لها اعتبارها، وقتها لن تفاجأ تلك الفتاة ـ التي طرحت سؤالها على استحياء في خلفية البرنامج التليفزيوني ـ بأن كل هذا الجمال الذي لا تعرف عنه شيئا، موجود في مصر!


--------------------------------------------------------------------------------
http://www.youtube.com/profile?user=amigo1958
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-03-2007, 09:11 PM
alexosam alexosam غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الدار البيضاء
الجنس :
المشاركات: 25
الدولة : Morocco
59 59

طنجة .. أصالتها عربية ومناظرها أوروبية

مدينة ابن بطوطة وأرض الأساطير



طنجة: «الشرق الأوسط»
طنجة مدينة باذخة في موقعها. تجلس في استعلاء أسطوري على حافة مضيق جبل طارق وتتأمل العالم منذ آلاف السنين من دون أن يرف لها جفن. إنها مدينة تحس باستعلاء على كل شيء لأنها سبقت التاريخ. في هذه المدينة التي ينظر إليها الناس بإعجاب يمكن أن يعثر الزائر على كل ما يريد. إنها على مرمى حجر من أوروبا، ومن ضفاف شواطئها يمكن رؤية الشواطئ القريبة لجنوب أوروبا. هناك تبدو القرى الإسبانية التي كانت يوما جزءا من الدولة الأندلسية التي ذهبت بها رياح التاريخ ولم يبق منها سوى ذكريات بعيدة.
المدينة القديمة في طنجة فسيفساء في المعمار وفي البشر. المنازل خليط من المعمار الموريسكي الأندلسي والعربي والإسباني والبرتغالي والفرنسي والإنجليزي، والناس فيها خليط من كل مناطق المغرب، لكن سحنات سكانها الأصليين متميزة.

وفي منطقة السوق الداخلي، وهو مركز دولي سابق لكل الأجناس عندما كانت المدينة خاضعة للانتداب الدولي، يمكن للزائرين أن يشموا رائحة التاريخ وهم يجلسون في مقهى «سنترال» بين أصص الورود، وبهرجة السكان الذين تعودوا على التعامل مع كل أنواع وأجناس الزوار الذين يأتون من كل مكان.

أزقة المدينة القديمة متاهة حقيقية بمتاجرها وبازاراتها وضجيجها وروائح توابلها ومطاعمها الصغيرة والكبيرة التي يمكن أن تمنح أكلة بدولار واحد، أو بعشرة أو بأكثر. كل شيء يتعلق برغبة الزائر وذوقه.

أزقة المدينة القديمة تقود جنوبا نحو الميناء الذي يعتبر بوابة افريقيا على أوروبا، وهو معبر لملايين السائحين كل عام، والبواخر السريعة تعبر المضيق في أقل من ساعة ليجد السائح نفسه في أوروبا أو في افريقيا. وشمالا يجد الزائر نفسه في مرتفعات «الحافة» بقصورها الأوروبية القديمة والحارات العتيقة. في منطقة «القصبة» يرقد جثمان الرحالة العالمي الشهير عبد الله بن بطوطة الذي مات قبل أكثر من 600 عام، هذا الرحالة الطنجي جاب أصقاع العالم ووصل مجاهل افريقيا وأصقاع آسيا وأوروبا في رحلة بدأها بعد أن تجاوز العشرين من عمره بقليل. إنه ابن طنجة الأكثر شهرة. قرب قبر ابن بطوطة يوجد متحف القصبة، وهو يوجد في ساحة توجد بها الكثير من المآثر التاريخية، السجن القديم ومستشفى الأمراض العصبية والمدرسة القديمة والثكنة وساحة الحفلات الرسمية والشعبية، وفي مدخل السور القريب يتطلع السكان من علٍ إلى البحر.

خارج أسوار السوق الداخلي تنفتح المدينة على فضاء كبير اسمه «السوق البراني»، أو السوق الخارجي. لم يعد اليوم سوقا كما كان من قبل، لكنه لا يزال يحتفظ بالكثير من وهج الماضي، وعلى طرفه الجنوبي «حدائق المندوبية» التي تؤرخ لفترة زاهية من تاريخ المدينة، وفيها يعثر الزائرون على تلك الشجرة الأعجوبة التي ظلت صامدة لمئات السنين. وفي مرتفعات «مرشان» شمالا، توجد صخرة عملاقة بها حفر لم تكن سوى قبور رومانية ظلت بلا أموات. إنها شاهدة على حضارات كثيرة مرت من هنا. هذه المدينة أغوت الأمم والحضارات السابقة باستيطانها، وعبرتها شعوب كثيرة وتركت فيها رسومها وأطلالها شاهدة على أن الأمم والحضارات على أشكالها تقع مهما كان جبروتها وقوتها وعظمتها.

المدينة العصرية في طنجة لا تفتقر إلى أي شيء. فنادق من آخر طراز ومقاه فارهة ومطاعم تقدم كل وجبات العالم، وأكلات مغربية من كل الأشكال. الزوار الذين يحبون الفضاءات المفتوحة يمكن أن يتوجهوا جنوبا نحو مياه المحيط الأطلسي، حيث الشواطئ الممتدة على مسافة كيلومترات طويلة، هذه المنطقة تبدأ من «أشقار» أو «كاب سبارطيل»، حيث يلتقي البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، في اتجاه مدينة أصيلة المجاورة.

أماكن الترفيه العائلية فيها يمكن العثور عليها مثلا في مجمع «منار بارك» على الجهة الشرقية للمدينة، حيث يمكن العثور على إقامات للسكن تجاور حدائق ألعاب ومسابح ومطاعم ومقاهي وألعابا للأطفال، وحتى للكبار لو أرادوا. وجنوبا هناك نادي الرماية، غير بعيد عن مطار ابن بطوطة، حيث يمكن لهواة الرماية أن يستمتعوا بهوايتهم المفضلة.

أما الراغبون في النزهات الطبيعية فإن غابات مديونة ومسنانة والرهراه، تمنحهم كل المتعة اللازمة. طنجة آخر مدينة في العالم يمكن أن تعوزها الأساطير. إن عمرها الذي لا يقدر بالسنين ولا بالقرون يجعلها واحدة من مدن قليلة بالعالم تسبح في بحر الميثولوجيا إلى حد يجعل البعض يقولون إنها أول مدينة ظهرت على وجه الأرض بعد الطوفان. وتقول الأسطورة إن السفن التي كانت تمخر عباب الماء من غير هدى بعد الطوفان رأت النوارس تحط على السفن وعليها آثار الطين. عند ذلك صار ركاب تلك السفن يصرخون في هستيريا الفرح «الطين جا... الطين جا»، أي جاء الطين. وعندما وصلت السفن إلى تلك البقعة التي كانت لوحدها على سطح الماء الذي غمر الكوكب سموها «طينجا»، وهي الآن طنجة.

ولأن الأساطير لا تولد إلا لكي تتناسل، فإن الآلهة القدامى الذين كانوا يتحكمون في مصائر البشر، حسب ميثولوجيا الإغريق، لم يجدوا مكانا يأوون إليه، على الرغم من صفاتهم وقوتهم الخارقة، إلا مدينة طنجة، وهكذا تصارع في هذه المدينة آلهة كثيرون ودفن فيها آخرون بعد أن قتلوا على أيدي خصومهم أو أدركتهم الشيخوخة بعد آلاف السنين عاشوها صاخبة في صراعهم مع قوى متسلطة وخارقة.

وتقول الأسطورة: إن جبل موسى الشاهق والموجود على بعد حوالي 40 كيلومترا من مدينة طنجة ليس سوى الكتف الأيمن للإله «أطلس» حارس مضيق جبل طارق، وأن الكتف الآخر ليس سوى صخرة جبل طارق، المستعمرة البريطانية الموجودة في أقصى الجنوب الإسباني. وإذا ما تم حساب ذلك بالأرقام فإن المسافة بين كتفي أطلس تصل إلى أزيد من أربعة عشر كيلومترا، وأن جسده يوجد تحت الماء، وكأنه يستعد في أي وقت للنهوض رغم أن لا أحد يتمنى أن يعود، أو يحرك كتفيه على الأقل.

وتضيف الأسطورة أن العملاق أطلس كان يحرس المضيق لأنه كان بمثابة منزله الأسري، فزوجته وأولاده كانوا يعيشون داخل مياهه.

لكن هذا الجبل، يحمل أيضا اسم موسى بن نصير، راعي فتح الأندلس قبل حوالي 1400 عام. ويبدو مضيق جبل طارق الذي يفصل بين إفريقيا وأوروبا من فوق جبل موسى مثل نهر صغير يفصل بين شاطئين، بل إنه يبدو في الأيام الصحوة والصافية مثل طريق معبد تعبره السفن كما تعبر السيارات الطريق السيار.

وتقول كتب التاريخ إن إفريقيا كانت متصلة بأوروبا في غابر الزمن عبر هذه النقطة الجغرافية، ثم تأتي الأسطورة لتقول إن هرقل، الرجل الخارق، دخل يوما في صراع قاهر مع الإله أطلس في صراع على فاتنة روّعت العالم بجمالها، فقرر فصل القارتين بذراعيه القويتين، وهكذا تباعدت القارتان بمسافة 14 كيلومترا. وتضيف الأسطورة ان أطلس الذي انهزم في صراعه مع هرقل، غرق تحت المياه التي كانت تنهمر في شلالات عملاقة من المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط بعد فصل القارتين، وأن هرقل سكن المغارة التي لا تزال تحمل اسمه، وهي على الطريق الغربي من المدينة على شاطئ المحيط الأطلسي ويزورها كل يوم آلاف الزوار.

ومن مضيق جبل طارق عبر الإنسان القديم، إنسان النياندرتال، قبل ملايين السنين، والذي عثر علماء الآثار أخيرا على الكثير من آثاره بين طنجة وسبتة.

وكان المضيق أيضا شاهدا حقيقيا على نكبة الأندلسيين، حين بدأ طرد مئات الآلاف منهم من طرف الملوك الإسبان الكاثوليك المتحالفين مع الكنيسة، وأصبحت مراكبهم الخشبية المتهالكة تعبر البحر من الشمال إلى الجنوب، وهم يبحثون عن مأوى جديد لهم بعد أن فقدوا كل شيء. وعلى طول الشواطئ التي تفصل مدينة طنجة عن مدينة سبتة بأقصى المنطقة الشرقية من المضيق، فإن هناك الكثير من الحقائق والأساطير التاريخية التي ما زالت تستند على أشياء كثيرة في الواقع.

* شواطئ ومناطق طنجة امتداد للجنوب الإسباني، والغابات والنباتات التي تغطي جنوب إسبانيا هي نفسها التي تنتشر في منطقة طنجة، وهذا ما دفع الكثير من المقاولات السياحية في إسبانيا إلى التوجه جنوبا وإنشاء فنادق ومركبات سياحية ترى فيها تكملة لمشاريعها في إسبانيا.

شواطئ المنطقة تعد من أروع شواطئ البلاد، وهي في أغلبيتها الساحقة شواطئ عذراء يجد فيها المصطافون سلواهم بين بحر صاف كالمرآة، وبين غابات وخضرة الجبال.

مرتفعات وهضاب المدينة متعة أخرى، في مرتفع الرميلات عزلة بين الجبل والغابة والبحر. هناك يتذوق الزائرون الشاي الأخضر المغربي، بينما طيور النورس تحلق قريبا من رؤوسهم.

معمار طنجة مزيج هائل من كل شيء. منازل عربية قديمة في أطراف المدينة ووسطها. في حي القصبة العتيق المشرف على البحر يمكن العثور على رياضات توفر خدمات لا تتوفر أحيانا في الفنادق. هناك رياضات فاخرة كثيرة وفنادق صغيرة غير مصنفة في المدينة القديمة، بينما توجد الفنادق العصرية في المدينة الجديدة.

فندق «المنزه»، الذي ينزل فيه زوار المدينة والمغرب من الشخصيات الشهيرة، يوجد في شارع الحرية في قلب المدينة قبالة مقر القنصلية الفرنسية، هذه القنصلية التي تعتبر أيضا تحفة تاريخية ومعمارية. على كورنيش الشاطئ البلدي في وسط المدينة توجد الكثير من الفنادق من فئة 3 نجوم فما فوق. وهناك فنادق عصرية في مختلف فنادق المدينة. العثور على فندق أو الحجز فيه يتم اليوم بأكثر الطرق سهولة. يكفي دخول الإنترنت والبحث في بوابة طنجة للحجز مباشرة. فجميع الفنادق والرياضات المتميزة وضعت خدماتها في متناول رواد الشبكة. ليس هناك أسهل من المجيء لطنجة، وليس هناك أسهل من الشعور بالألفة الكبيرة بين جنباتها. إنها مدينة تألف وتؤلف أكثر من أي مدينة أخرى في المغرب.


--------------------------------------------------------------------------------
http://www.youtube.com/profile?user=amigo1958
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التعريف بالإسلام الــخــنــســاء le forum français 13 11-11-2017 06:01 PM
التعريف بفصائل الدم وعامل ريزوس (Rh) وأهميتها لرعاية الطفل القادم mahmoud eysa ملتقى الأمومة والطفل 7 24-11-2010 01:38 PM
لعبة جديدة ( لعبة حرووووووووووف ممتعة....ارجوا المشاركة) سامي الملتقى الترفيهي 2 03-09-2006 02:17 PM


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 119.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 114.97 كيلو بايت... تم توفير 4.40 كيلو بايت...بمعدل (3.69%)]