~ تحية وإجلال لشيخ المجاهدين عز الدين القسام ~ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 359 - عددالزوار : 44609 )           »          وقعة عمورية الشهيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من أجل بناء إنسان سليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تَعَلُم فقه التمكين العلمي الإيماني من سورة يوسف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضيلة المحبة في الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5065 - عددالزوار : 2271708 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 18367 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4648 - عددالزوار : 1549534 )           »          فتح بلاد السند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أجر الصدقة ثابت وإن وقعت في يد فاسق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-11-2007, 12:58 PM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
افتراضي



رجل .. رفع هامات الأمة

تمر ذكرى استشهاد الرجل كل عام مروراً عابراً دون الاهتمام والتقدير اللذين يليقان بمكانته.. ولو أن هناك عقولاً تتدبر حال الأمة الذي بلغ منها الهوان مبلغه على أيدي يهود.. لوقفت لذكرى هذا الرجل احتراماً.. الزعماء قبل الشعوب.
ولو أن هناك من يحرص على حراسة ذاكرة الأمة بانتصاراتها المجيدة وأبطالها الذين حفروا بدمائهم تاريخاً ناصعاً.. لأصبح يوم التاسع عشر من نوفمبر كل عام عيداً قومياً يجتمع حوله العرب ليكون من الأيام النادرة التي تجمعهم بعد أن فرقتهم الأهواء .. لكن يبدو أنني أحلم حلماً بعيداً.. فالرجل نفسه لو كان حياً لكان على رأس المطلوبين من أنظمة عربية كثيرة إرضاء لليهود، ولتم تصنيفه على رأس قائمة الإرهاب لأنه هو الذي غرس بذرة الجهاد على أرض فلسطين ضد المشروع الاستعماري الصهيوني.. ومن يومها ترعرعت البذرة حتى صارت اليوم شجرة باسقة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. وصارت مستعصية على الاقتلاع.

ففي مثل هذا اليوم.. التاسع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1935م استشهد الشيخ المجاهد عزالدين القسام وهو ممسك بسلاحه ووسط إخوانه يقاوم الاحتلال الغاصب بجسارة منقطعة النظير .. بينما كانت بعض الحكومات العربية تشارك في حراسة المشروع وتخذّل عنه وتسارع للدخول في هدنة تلو الهدنة حتى اليوم.

بين الحين والآخر أتوقف كثيراً أمام شخصية الرجل، كلما سمعت اسم «كتائب الشهيد عزالدين القسام» وأعيد قراءة سطور حياته الناصعة فأخلص إلى نتيجة واحدة وهي: إن الإيمان بالله سبحانه وتعالى مع العلم من منابعه الصافية النقية مع العمل المخلص لله يصنع رجالاً يعدلون أمماً.. بهم يحيي الله موات أقوام، ويبعث فيهم همة وجسارة وإقداماً، وبهم ينعدل ميزان الحق والقسطاس وبهم تتحرر الأوطان وتصان الأعراض.. وترتفع رايات الإسلام خفاقة.

الرجل كان عالماً ورعاً من علماء سورية «من مواليد قرية جبلة» وداعية من دعاة الإسلام الذين تهتز لهم القلوب قبل المنابر.. كان عالماً عاملاً، وكان من قواد الثورة على الاستعمار الفرنسي، وعندما طارده الاستعمار الفرنسي في سورية غادرها في مطلع عشرينيات القرن الماضي مع شقيقه إلى مدينة «حيفا» في فلسطين وهناك اتخذ من المسجد الكبير مقراً يلقي فيه دروسه اليومية التي تركزت على مشروعية الجهاد في سبيل تخليص الأوطان من الاحتلال، وإعلام المسلمين بأن الجهاد العملي والقتال الصادق هو خير منطق يجابه الأعداء الذين يهاجمون أرضنا ويدنسون مقدساتنا.

ومن هذه الدروس انتقى تلامذته من الشباب والرجال الذين كانوا يلتفون حوله ويتفاعلون مع دروسه وكلماته، وكوَّن أول كتيبة للجهاد عرفتها أرض فلسطين. وانطلق في أوائل عام 1935م من المثلث العربي «جنين ـ نابلس ـ طولكرم» ومن هذا المثلث انطلقت أول شرارة للجهاد ومنه سرت روح الجهاد إلى أنحاء فلسطين، لكن قوات الاحتلال الإنجليزي ومعها الصهاينة سارعوا إلى إطفاء جذوة تلك الشرارة، فحاصروا الشيخ ومعه إخوانه المجاهدين في غابة «يعبد» بمنطقة جنين.ودارت معركة فاصلة استشهد فيها الشيخ 25 تشرين الثاني نوفمبر1935م..

وذهب القسام إلى ربه شهيداً بعد عام إلا قليلاً من الجهاد، وظن اليهود أنه تم وأد شرارة الجهاد في مهدها، لكن قطرات الدماء التي تفجرت من جسده الطاهر روت أرض «جنين» وسرت من تحت الأرض لتنبت شجرة الجهاد الصلبة وتحولت شرارتها إلى نيران تحرق العدو كل يوم..

لقد استشهد عز الدين في عام 1935م فأشعل استشهاده الثورة الكبرى في عام 1936م التي استمرت ثلاث سنوات ولم يطفئها إلا نداء الزعماء العرب الذين انخدعوا بوعود بريطانيا.
واستشهد عز الدين عام 1935م لتولد من جديد عام 1987م بنفس الاسم «كتائب الشهيد عزالدين القسام» .. التي عدلت الميزان.. ميزان القوة.. وميزان الرعب مع عدو لا تجدي معه إلا القوة.. ولا يرغمه على الاعتراف بحق إلا الرعب.

ألا يستحق الشهيد عز الدين القسام تكريماً يليق به؟! يكفي الرجل أن من يعرف قدره وهم يتكاثرون مع مرور السنين.
رائد المجاهدين في بلاد الشام في العصر الحديث
الشيخ المجاهد الشهيد عز الدين القسام: "هذا جهاد نصر أو استشهاد"

ليسوا سواء من علم ولم يعمل بما علم ، ومن علم وعمل بما علم ، وجاهد في سبيل الله منذ وعى معنى كلمة الجهاد ، ومكانه الجهاد والاستشهاد في الإسلام وعند الله الذي أمر الرسول القائد بالجهاد وجعله ذروة سنام الإسلام كما ورد على لسان النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ، و إلا فالعلماء والمشايخ والمثقفون كثر ، وقليل منهم الشكور الذي يشكر ربه على ما أعطاه من علم بالعمل به ، وليس بمجرد كلمات يلوكها لسانه الذرب في المجالس والمحافل والمؤتمرات ، وعلى المنابر الإعلامية والإعلانية.

ومن هنا تأتي أهمية الكتابة عن الشيخ المجاهد الشهيد عز الدين القسام، رائد المجاهدين في بلاد الشام في العصر الحديث ، وربما كان رائدهم في سائر بلاد المسلمين.

قاعدة انطلاق للنهوض بالأمة:
لقد امتلأت نفسه بحقائق الإسلام وقضايا المسلمين ، فجعلت منه شخصية فذة تتمثل الإسلام عقيدة وأخلاقاً وسلوكاً كفاحياً ، فكان – من بعد – حرباً على الجهل والفقر والظلم والتبعية والتخلف والخرافات والبدع ، وداعية إلى الالتزام بالإسلام المصفى ملاذاً وحيداً ، وقاعدة انطلاق للنهوض بالأمة ، وتحدي أعدائها ، والتصدي لألوان الغزو الفكري والحضاري والعسكري الصليبي – الصهيوني اليهودي.

العودة إلى الوطن :
بهذه الشخصية الثائرة على كل أشكال التخلف عاد الشاب الشيخ عز الدين إلى بلدته (جبلة) التي تغفو على الشاطئ الشامي ، دون أن تقوى تلك الأمواج على إيقاظها من سباتها ، مثلها مثل كل المدن والبلدات والقرى في العالم الإسلامي الذي استنام ثم هجع في أحضان التخلف وانعدام الوعي ، ولكن شخصية القسام كانت الأقوى ، فأيقظت البلدة من سباتها العميق ، أيقظتها كلمات نسيتها وذكرها بها الشيخ الشاب بخطبه الواعية المستنيرة ، وبدروسه في مسجدها الكبير الذي يؤم المصلين فيه ، ويعظهم ، ويخطبهم ، ويدعوهم إلى إرسال أولادهم إلى المدرسة التي يعلم فيها نهاراً ، وإلى مجيء الأميين منهم ، وأكثرهم أميون ، مجيئهم إلى المدرسة ليلاً ، ليعلمهم ، لوجه الله تعالى ، القراءة والكتابة والقرآن العظيم.

لم يكتف الشيخ الشاب بهذه الدعوات في المسجد الذي غدا إماماً فيه ، بل انطلق يغشى المضافات والمجالس ، يسهر معهم ، ويتحدث إليهم ، يعلمهم أمور دينهم ، ويفتح عقولهم وقلوبهم وعيونهم وآذانهم على الواقع المزري الذي يرتعون فيه.. كان يهاجم الجهل والفساد والظلم والواقع عليهم ، ويندد بالظالمين من أصحاب الأملاك والمزارع الكبيرة الذين يسومونهم سوء العذاب ، يشغلونهم ونساءهم وأطفالهم في مزارعهم ، ثم يلقون إليهم فتات الطعام ، وبالي اللباس.

نفذت كلمات الشيخ الشاب إلى عقولهم وقلوبهم ، فبادروا إلى إرسال أولادهم إلى مدرسته ، وصاروا هم تلاميذ المدرسة الليلية ، وصاروا يغشون دروسه وخطبه المسجدية ، فأحسوا أن لهم كياناً وشخصية وكرامة ، وشعروا بالظلم الواقع بهم ، وتململوا ، وأفصح بعضهم عن معاناته ، فثارت ثائرة كبار الملاك ، وعرفوا أن القسام الشيخ هو الذي حرك النيام بأفكاره التي لامست قلوبهم ، وأثرت بهم ، وجمعتهم حوله ، فثار الإقطاعيون على الشيخ ، وحاولوا الدس عليه لدى الاتحاديين العلمانيين مثلهم ، وهددوا الشيخ الشاب ، ولكن هيهات هيهات أن ينثني أو يتراجع من عرف الإسلام ، وتشبع بروحه التي قررت التكريم والكرامة لنبي آدم.

الانطلاق :
انطلق الشيخ يستقطب الفلاحين والعمال والفقراء ، بما أوتى من الصدق والإخلاص والوعي ، ومن براعة الحديث ، وتواضع النفس ، ودماثة الأخلاق ، وكياسة التعامل ، واستقامة السلوك ، وتوثب الروح ، واستنارة البصيرة ، ومن تسام عما يقتتل حوله الناس ، ويتزاحم الطامعون والطامحون في الاستيلاء على الحطام ، ومن زهد بما في أيدي الناس ، ومن تقشف في حياته البيتية ، وفي طعامه ولباسه ، ومن تضحية بالمال والوقت والجهد والراحة ، ومن جرأة في قول الحق ، ونصر المظلوم ، ومن استعلاء على المستكبرين وأصحاب النفوذ ..

كان الفقراء – وأكثرهم من أتباع الدعوات – يرون فيه القدوة والعالم المحبوب ، والصديق الصدوق ، كانوا يرونه واحداً منهم ، فهو يزورهم في بيوتهم المتواضعة، وفي مزارعهم وقراهم وأماكن عملهم ، يشاركهم في أعمالهم ، ويؤاكلهم على موائدهم البسيطة ويحضر أعراسهم وأفراحهم ، ويظهر الحزن عليه في مآتمهم وأتراحهم ومصائبهم ، ويساعد من يستطيع مساعدته منهم ، يبذل جهد المقل ، فأحبوه ، واستمعوا له وأطاعوه ، وصار مثلاً أعلى لهم ، فقد كان بحق ، قدوة عملية لهم ، لا يكتفي بالكلام المعسول ، بل يقرن كلامه بالعمل ، وربما سبق عمله قوله ، وبهذا تميز من سائر من عرفوا من المشايخ والوجهاء والزعماء.

جهاده :
كان الشيخ عز الدين ابن زمانه ، يعرف ما يحيط به وبإخوانه المسلمين في كل مكان ، وأن المسلمين أمة واحدة ، وجسد الواحد ، إذا اشتكى شعب منهم ، وجب أن يتداعى سائر المسلمين لنصرة ذلك الشعب ، بعيداً كان أو قريباً ، ولهذا كان جهاده يمتد إلى المكان الذي يطوله بجهده ويده ولسانه.

1- ضد الإنكليز في مصر : فقد سمع الكثير عن جرائمهم ومظالمهم ، كما شاهد الكثير بأم عينه ، وعرف الكثير من أحاديث مشايخه وزملائه طلبة العلم ، فامتلأت نفسه كرهاً لهم ، وحقداً عليهم ، وانطلق لسانه يذمهم ، ويدعو إلى محاربتهم وإخراجهم من مصر.

2- وعندما هاجم الإيطاليون طرابلس الغرب،عام 1911 ثار القسام ، وخطب ضدهم ، واستنفر أبناء الساحل السوري لقتالهم ، فتجمع معه بضع مئات من المقاتلين ، وجمع الأموال لشراء السلاح ، وتسليح المقاتلين ، والإنفاق عليهم وعلى أسرهم ، وكلهم من الفقراء ، كان القسام يقود المظاهرات في اللاذقية وجبلة وسائر المدن والبلدان الساحلية ، ويدعو الناس إلى التطوع من أجل الدفاع عن طرابلس واختار من المتطوعين مائتين وخمسين متطوعاً ، وسافر بهم إلى ميناء الإسكندرونة ، وأقاموا في الإسكندرونة أربعين يوماً ينتظرون السفينة التي ستقلهم إلى ليبيا ،

كما وعد الخليفة العثماني وبابه العالي ،ولكن الاتحاديين(القوميين العلمانيين الطورانيين الذين كانوا الحكام الفعليين للدولة العثمانيين) نكصوا وتخاذلوا أمام إيطاليا، وحالوا بين الشيخ المجاهد وجنوده المتطوعين ، وبين السفر من أجل القتال والدفاع عن ليبيا ، فعاد الشيخ القائد بمن معه إلى (جبلة) وبني مدرسة بالمال الذي كان جمعه ، وتابع مهمته التعليمية والتربوية فيها : يعلم الصغار في النهار ، والكبار في الليل.

3- وعندما احتل الفرنسيون الساحل السوري عام 1918 نادى القسام بالثورة عليهم ، وباع بيته الذي لا يملك سواه ، واشترى بثمنه أربعاً وعشرين بندقية، وخرج بأسرته إلى قرية (الحفة) في جبل صهيون ، والتحق بمن معه من تلاميذه المجاهدين إلى الثورة التي قادها المجاهد عمر البيطار في جبال اللاذقية ، وانطلق إلى القرى يدعو الناس إلى الالتحاق بالثورة لمقاتلة الفرنسيين وطردهم من البلاد التي احتلوها ، وكان المسجد منطلقه في كل قرية وبلدة ومدينة ، وبهذا أعاد القسام إلى المسجد دوره ووظيفته الجهادية ، كما كانت أيام الرسول القائد ، وخلفائه الراشدين فمن بعدهم من القادة الفاتحين.

كان القسام حركة دائبة لا تهدأ ، يتصل بقادة الثورات في المناطق السورية ، ويغير على الدوريات والحاميات الفرنسية ، وينسق بين المجاهدين في حلب وجبل الزاوية ودمشق ، يساعده في ذلك الشيخ المجاهد كامل القصاب الذي كان يمده بالسلاح والمال ، ويجعل من نفسه نقطة الوصل مع الثوار الآخرين.

وعندما علم القسام أن الفرنسيين سوف يجتاحون سورية ، ويحتلون دمشق ، سارع مع صاحبه الأثير (القصاب) إلى دمشق ، وشارك في معركة ميسلون ، وكانت معركة غير متكافئة ، وعرف تخاذل الطامحين إلى الحكم ، الطامعين فيه بأي سبيل ، فأسرها في نفسه لقابل الأيام.
عاد القسام إلى جبال اللاذقية ليتابع كفاحه الدامي ضد الغزاة الفرنسيين ، ولكنه وجد المجاهدين في أسوأ حالاتهم ، فقد نفد ما عندهم من زاد وعتاد أو كاد ، وانقطعت الإمدادات التي كانت ضئيلة وغير مناسبة للمهمات الكبيرة التي تصدوا لها ، وغادر بعضهم إلى تركيا ، واستسلم آخرون لليأس ، فعادوا إلى أعمالهم محبطين ، ومع ذلك ، صمم القسام على متابعة الجهاد والقتال مع من بقي معه من المجاهدين.


__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-11-2007, 01:20 PM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
افتراضي



إغراءات :
حاول الفرنسيون إغراءه ، ولكن هيهات لمن باع نفسه لله ، أن يستجيب لمغريات الدنيا ، فقد نوى الشهادة في سبيل الله ، فماذا يستفيد من ذهب الدنيا وما فيها من متع ومتاع ؟


وعندما لم يستجب للإغراء ، ولا تمكنوا منه في ساحات القتال، رغم الأعمال الوحشية التي ارتكبوها بحق الفلاحين الفقراء الذين كانوا يتعاونون مع القسام ، ويؤون رجاله ، اجتمع (الديوان العرفي) في (دولة العلويين التي كانت قائمة أيام الانتداب الفرنسي) وحكم على القسام وبعض رجاله المقربين منه بالإعدام ، ووضعوا مكافأة كبيرة لمن يدل عليه ، قدرها عشرة آلاف ليرة.


عندها نصحه صديقه القصاب بالرحيل إلى فلسطين ، لمتابعة الجهاد هناك ، حيث الأرض المقدسة أسيرة محتلة من قبل الإنكليز وقائدهم الجنرال اللنبي الذي قال بعد أن احتلها : (الآن انتهت الحروب الصليبية) وتذاكرا وعد بلفور المشؤوم بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين التي قرر الإنكليز وتعهدوا أن تكون وطناً قومياً لأعدى أعداء المسلمين والإنسانية : اليهود ، وسوف يمكنونهم في فلسطين ، والجهاد هو الجهاد في أي أرض مسلمة يجتاحها الغزاة ، في مصر ، وفي طرابلس الغرب ، وفي بلاد الشام ، وقبلها فلسطين والقدس والمسجد الأقصى فالإنكليز أساس البلاء ويجب محاربتهم وطردهم من فلسطين قبل أن يستفحل خطر اليهود ويتمكنوا من الأرض المقدسة التي باركها الله وبارك ما حولها.

4- الكفاح الدامي في فلسطين: غادر القسام عرينه في جبال اللاذقية ، وتوجه إلى بيروت ، ومنها إلى فلسطين ، يصحبه ابنا أخيه ، ورفيقا درب جهاده ، الحاج عبيد ، والحنفي ، وسكنوا قرية (الياجور) قرب حيفا في بيوت من تنك ، كان هذا أواخر عام 1920 ، ثم انتقلوا إلى حيفا ، وصار إمام مسجد الاستقلال وخطيبه المفوه الذي استقطب المصلين الذين كانوا يفدون إليه من الأحياء ، والقرى المجاورة ، ليستمعوا إلى هذا الشيخ الوافد من سورية الشمالية ، ويدور على لسانه كلام جديد لا عهد له به وبأمثاله ، كلام لا يعرفه كل من استمعوا إليه من الخطباء ، كلام يتجاوز الآذان ليستقر في العقل والقلب.

أدرك القسام أن الحرب الصليبية الجديدة ستكون أضرى من سابقاتها ، وأن اليهود سيكونون طلائعها ووقودها ، وهذا يعني أن يعد للأمر عدته ، فليس هؤلاء كأي استعمار لأي بلد مسلم ، ولا يلبث أن يزول ، إن استعمار اليهود استيطاني خبيث ، سوف يتشبث في الأرض ، ويحرق ما عليها ، من أجل أن يبقى فيها.

المهمة شاقة : فالمعركة بين علم وجهل وبين غزاة جاؤوا مسلحين بأحدث أنواع السلاح ، وأغنياء ، ولهم أهداف بعيدة ، وماكرون خبثاء ، والمسلمون جهلة متخلفون فقراء ، وليس معهم سلاح يقاومون به الغزاة ، وزعماؤهم متناحرون على المناصب ، منكبون على الشهوات والمتع الرخيصة ، يكيد بعضهم لبعض ، ويتزاحمون على أبواب المستعمرين يقدمون لهم فروض الطاعة والولاء ، وينفقون أموالهم على الغواني من اليهوديات الساقطات.

إذن لا بد من وضع خطة محكمة ينفذها في كفاحه المرير ، ويتعهد تلاميذه ورجاله بتنفيذها من بعد موته ، لأن المعركة طويلة طويلة.

كان من أولويات خطته ، أن يدرس الساحة التي سيتحرك عليها دراسة بشرية وجغرافية ، وهذا يعني أن يكون مع الناس ، وأن يقيم صلاة عميقة معهم من خلال المسجد والمدرسة ، فعمل إماماً وخطيباً لجامع الاستقلال ، وأقام مدرسة كتلك التي أقامها في بلدته (جبلة) لتعليم الصغار والكبار ، يعلمهم فيها ويعظهم ويربيهم وينقلهم إلى ساحة الوعي بدروسه بعد الصلوات ، ثم عمل مأذوناً شرعياً ، ورئيساً لجمعية الشبان المسلمين التي أنشأها في حيفا ، وفتح فروعاً لها في عدد من القرى المحيطة بها ، وبهذا كان الغطاء كافياً ليتصل بسائر الناس ، وكلهم من العمال الذين يعملون في الميناء ، أو الفلاحين الفقراء الذي يعملون في أراضيهم أو أراضي المزارعين الكبار.


كان القسام يزورهم في بيوتهم المتواضعة ، ويسهر معهم ويقص عليهم القصص الهادفة من حياة النبيين والصالحين والمجاهدين الفاتحين ، ويزرع في قلوبهم الإيمان الصحيح ، ويثير فيهم النخوة والكرامة وإباء الضيم ورفض الظلم والبغي ، فأحبه الفلاحون والعمال وسائر الفقراء ، أما الزعماء والوجهاء والأغنياء ، فقد كانت علاقاته بهم جيدة ، ولكنه كان حذراً منهم ومن صلاتهم بالإنكليز واليهود ، فلم يطلعهم على ما يدور في خلده ، لأن مطامحهم غير ما يدندن القسام حوله ويدعو إليه ، وبهذا بعد عن شرورهم وإيذائهم إلى حد ما ، وأمن مكرهم.

مدرسة القسام :
إنها مدرسة الرسول القائد ، صلى الله عليه وسلم ، مدرسة جمعت بين التربية والجهاد ، فهر يربي أبناءها على حب الموت في سبيل الله ، والجهاد من أجل نصرة دينه ، وتحرير مقدساته ، وكل الأرض الشامية مباركة مقدسة ، بل كل بلاد المسلمين تفرض علي المسلمين أن يذودوا عنها عدوان المعتدين ، وأن يبذلوا في سبيل تحريرها من أيدي الغاصبين كل غالٍ نفيس ؛ لذلك رأينا القسام يبيع بيته في (جبلة) ويشتري به سلاحاً يوزعه على المجاهدين لقتال الاستعمار الفرنسي ، وتحرير سورية الشمالية منه ، وطرد جيشها المحتل لأرضها.

وفي حيفا وفر ما استطاع من مال ، واشترى به السلاح ، ودرب المجاهدين عليه ، ثم سلحهم به .. طاف كثيراً من القرى ، وتعرف إلى الناس ، واصطفى منهم صفوة اعتمد عليهم ، ورباهم على الدين والفضيلة ، وعلى الزهد والعفة ، وعلى حب الإسلام ونبي الإسلام ، وعلى الجهاد سبيلاً للتحرير ، وعلى حب الموت في سبيل الله ، وترك المظاهرات والمؤتمرات والمفاوضات للزعامات اللاهثة وراء الحلول السلمية والاستسلامية ، وترك لهم الشعر والشعراء ، والخطب (العصماء) والعواطف البلهاء ، وأكب على التخطيط والعمل والتنفيذ بسرية وكتمان وعمل دؤوب لتكوين نواة حركة جهادية ، وسهر عليها ، ولم يضع شيئاً من الوقت ، ولم يبخل بمال أو جهد أو راحة عليها ، فقد كان يعلم أنه في سباق مع الأعداء ومع الزمن ، مع وعي تام لكل ما يتطلبه السباق من أسس علمية سليمة ، ومن مبادئ إسلامية تحدد له الغاية والأهداف والوسائل النظيفة المتاحة على أرض المعركة.

لقد بذل القسام من الجهد والوقت والمال كل ما كان عنده ، ولم يستبق منه لنفسه ولأسرته شيئاً .. كان يخرج مع تلاميذه ليلاً يخرجهم إلى الخلاء إلى المقالع الحجرية التي جند أكثر العاملين فيها ، ومعه المدرب والمدربان ، ليعلموا المجاهدين فك السلاح ، بارودة كان أم مسدساً ، وعلى تركيبه ، وعلى تنظيفه وصيانته ، وعلى استخدامه والتصويب به بدأ من نقطة الصفر معهم ليكون البناء سليماً قائماً على أسس سليمة ، حتى يدوم ويستمر إلى ما شاء الله ، إلى النصر والتحرير.

وكان تلاميذه يزدادون تعلقاً به ، وحباً له ولما يدعو إليه ، فقد رأوا فيه القدوة العلمية ، والمسلم الحق الذي يطابقون بينه وبين ما علمهم وما عرفوا من سمات القادة الربانيين.
كان القدوة في التضحية والبذل والعطاء ، كان لله وفي الله ، فكانوا كذلك معه ، ولهذا تحملوا حزمه وشدته في التدريب على السلاح في سائر الأحوال ، وعلى الاخشيشان والمشاق.. يأمرهم أن يخلعوا أحذيتهم ويمشوا حفاة فوق الأشواك والصخور ، وأن يتسلقوا الأشجار والجبال ، فتكون المسارعة إلى طاعة الأوامر بحب وطيب ونفس.. يأمرهم بالنوم في العراء في الليلة الباردة والمطيرة ، ويمنعهم من تناول الطعام والشراب ، فينامون بلا وطاء ولا غطاء ، ولا طعام ولا شراب ، استعداداً لما سوف يستقبلهم ويستقبلونه من أيام عوابس ، وليال عجاف وكان من أقسى ما يؤمرون به ، أن يناموا في بيوتهم على الحصير ، وزوجاتهم ينظرن إليهم يفعلون هذا مرة مرتين في الأسبوع ، ويطلبن تفسيراً لهذا التصرف الغريب ، وكأنه هجران في المضاجع ، فيسكت الواحد منهم ، ولا يستطيع إفشاء السر الذي ائتمنه عليه الشيخ القائد الآمر.

كان المبدأ الذي يعتمده شعاراً وسلوكاً ، ويأمر خاصته به : علنية الدعوة ، وسرية التنظيم ، وعلى هذا نشط في زيارة القرى ، والاحتكاك بأهلها ، يلقي دروسه ومحاضراته في مسجدها ومضافاتها وفروع جمعية الشبان المسلمين التي يرأسها، وكانت كلماته تشق طريقها إلى القلوب فتأسرها ، تعلمهم الإسلام وما ينبغي أن يتحلى به المسلم من عزة وكرامة وإباء ، وكيف يدافعون عن أنفسهم وأرضهم وعرضهم ودينهم ضد الغزاة من اليهود والإنكليز المستعمرين المحتلين ، وكان في الوقت نفسه ، يعرف كيف يختار أعوانه ومساعديه ممن يتوسم فيهم الإيمان وما يستتبعه من صدق وإخلاص وتضحية وجهاد في سبيل الله ينظمهم ويفكر معهم في الطريقة المثلى للتحرك في مناطقهم بسرية وكتمان حتى استطاع أن يبث القيادات ويوزعهم في كثير من القرى والبلدات والمدن الفلسطينية ، بل وصل تنظيمه هذا إلى مدينة اللاذقية في سورية ، لتكون قاعدة التسليح فيها.

وهكذا استمر خمسة عشر عاماً يخطب ويحاضر ويحض على الجهاد، ويحث على التضحية والبذل والجود بالمال والروح، وكان يشتري الساحل سراً، ويدرب عليه من وقع اختياره عليه من الأتباع، ثم يأمر أعوانه بتدريب من يرونه أهلاً لحفظ السر والكتمان، على السلاح وعلى القتال، ويأمر من يلقاه من أصحاب الحمية والدين باقتناء السلاح،

تمهيداً للقيام بثورة حدد أهدافها الثلاثة مسبقاً وهي :
1- تحرير فلسطين من الاستعمار الإنجليزي الذي يعد العدو الأول للفلسطينيين ولسائر المسلمين ، لأنه وعد اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين عبر وعد بلفور المشؤوم عام 1917م وسمح بهجرة عشرات الآلاف منهم إليها ، ودرب شبابهم ، وسلحهم ، وتغاضى عن السلاح الذي كانوا يستوردونه من أوروبا وروسيا.

2- الحيلولة دون تحقيق آمال اليهود في إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين وإنشاء دولة يهودية على أرضها ، مهما كلفهم من جهد ودماء وأموال ومتاعب.

3- إقامة دولة عربية إسلامية في فلسطين ، تكون نواة لدولة الواحدة التي تجمع العرب والمسلمين وكان شعاره في حركته : (هذا جهاد .. نصر أو استشهاد) يدور على ألسنة المجاهدين في فلسطين.
كان الشيخ عز الدين يعمل في سرية وتكتم ، ولا يطلع على خطته إلا خاصة أعوانه ومساعديه الذين كانوا يخططون معه للعمليات التي ينفذونها ضد ثكنات الإنجليز ، ومستوطنات اليهود القادمين من الخارج ليلاً ، ثم يعودون إلى أعمالهم نهاراً ، ويستأنفون أعمالهم العادية ، فلا ينتبه لهم أحد.

جهاد فاستشهاد :
كانت عيون الإنجليز واليهود مفتوحة على الشعب ، ثم تركزت على الشيخ عز الدين ، وقد استدعته سلطة الاحتلال الإنجليزي وحققت معه أكثر من مرة ، وكان في كل مرة مثال العالم المجاهد الشامخ بعلمه وعمامته ، يقارعهم الحجة بالحجة ، ولا يخشى سجونهم وما فيه من بلاء.

ولما عرف الشيخ أن وضعه قد انكشف ، وعرف أعداؤه بعض ما قام به ، وما يخطط للقيام به ، خرج بأعوانه إلى جبل جنين ، لتثوير الفلاحين وتدريبهم على حمل السلاح ، ومناجزة الإنجليز واليهود ، وقبل أن يتحرك الشيخ وأعوانه لتنفيذ ما انتووا القيام به ، كشفت سلطات الاحتلال مكانه ، فحشدت أكثر من مائة وخمسين شرطياً بريطانياً وعربياً ، وحاصرته في حرش (يعبد) صباح 20/11/1935 من ثلاث جهات ، وكان بإمكان الشيخ وإخوانه أن يهربوا ، ولكنه أبى الفرار من المعركة التي فرضت عليه ، وقرر خوضها مع علمه بأنها معركة غير متكافئة ، من حيث العدد والعدد والتدريب والمكان ، فقد كان الشيخ وإخوانه في الوادي ، وكان المهاجمون المحاصرون في الجبل.

كان القائد الإنجليزي وضع الشرطة العرب في ثلاثة صفوف أمامية ، فكانوا يتقدمون الحملة ، وكان قد أوهمهم أنهم يهاجمون عصابة من اللصوص وقطاع الطرق ، فأمر الشيخ أخوانه بألا يقتلوا أحداً من الشرطة العرب الذين كانوا يتقدمون نحو المجاهدين ، وهم لا يعرفون أنهم يقاتلون الرجل الذي يحبون إلى أن أحيط بالشيخ وإخوانه فطلب قائد الحملة من الشيخ أن يستسلم وإخوانه ، لينجوا من الموت المؤكد ، فأجابه الشيخ الذي يرى الموت ماثلاً أمامه : (هذا جهاد في سبيل الله ، ومن كان هذا جهاده ، لا يستسلم لغير الله( ) يبدو أن الأمر كان لا يتحمل المناورة والتكتيك السياسي في ذلك الموقف) ، ثم التفت إلى إخوانه وهتف بهم : "موتوا شهداء".

فمات الشيخ وأربعة من إخوانه شهداء ، وجرح اثنان ، وأسر أربعة ، بعد ست ساعات من القتال الضاري ، أظهر فيه الشيخ وإخوانه بطولة نادرة ، وكانوا أمثلة حية تحتذى في التضحية والإخلاص لله والأمة والوطن ، وكان لاستشهاد الشيخ وإخوانه دوي هائل في فلسطين خاصة وبلاد الشام عامة.
ودفن الشيخ عز الدين في قرية (الشيخ) قرب حيفا ، ورثاه كبار الأدباء والشعراء والعلماء والسياسيين .. ولم يخف بعد القادة الإنجليز إعجابهم بالشيخ وبطولته وجهاده.

أما بعد :
فقد تابع تلاميذه تنفيذ خطته من بعد استشهاده ، وفجروا الثورة الفلسطينية الكبرى بعد عام من استشهاده ، واستمرت برغم المؤامرات عليها ، حتى عام 1939 ثم استأنف تلاميذ تلاميذه انتفاضتهم الأولى عام 1987 والثانية عام 1998 وما تزال مستمرة ، شعارها ذلك الذي رفعه رائد المجاهدين الاستشهاديين في العصر الحديث هذا جهاد نصر أو استشهاد ، وسيكون نصراً مؤزراً إن شاء الله القوي العظيم ، مهما تكاثفت الغيوم واسودت المؤامرات في الداخل والخارج ، وبرغم أنوف المتآمرين مع بني صهيون من الفلسطينيين والعرب والبريطانيين والأمريكان ، والله غالب على أمره ، وناصر جنده الذين رباهم الشيخ المجاهد الشهيد عز الدين القسام.











__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-11-2007, 01:30 PM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
افتراضي


ومضات مشعة من حياة الشيخ عز الدين القسام:

لعل من أهم واجباتنا الوطنية المقدسة في فلسطين الوقوف احتراما وإجلالا لأهم رموز وعناوين الحركات الوطنية الثورية.. واهم معالم الثورة والجهاد في فلسطين والتي بالتأكيد تعتبر من باب الوفاء والإخلاص لمن ضحى بماله وروحه من اجل القضية الفلسطينية... وأيضا الاعتراف بالفضل وعدم نكران الجميل والحقائق التاريخية.. وأيضا تثبيتا للمواقف البطولية ..


ومن ابرز هذه الشخصيات على الإطلاق والتي كان لها دور بارز وفاعل في مرحلة المقاومة في العشرينيات والثلاثينيات هو الشيخ الجليل القائد والمعلم/ عز الدين القسام, 1882المولود في جنوب اللاذقية بسوريا لأب شيخ ومعلم في علوم القران.. وقد درس القسام في الأزهر وتأثر ببعض الشخصيات الإسلامية في ذلك الوقت أمثال الشيخ محمد عبده...وقد تأثر أيضا بالمقاومة المصرية للاحتلال البريطاني آنذاك واستفاد من تجاربها.. كما استفاد من تجارب المقاومة السورية واللبنانية للمحتل الفرنسي ...

وقد فر الشيخ القسام إلى فلسطين بعد أن حكم عليه الاحتلال الفرنسي بالإعدام غيابياً.
ومهما تحدثنا عن مناقب الرجل فبالتأكيد لن نعطيه حقه.. فهو اكبر من أن تصفه الكلمات... وأفعاله اشمل واكبر من أن تطوقها المعاني...
ولكن في سطور بسيطة.. هذا الرجل بدا نضاله منذ أن وطأت قدمه ارض فلسطين حيث أدرك منذ البداية أن الخطر آنذاك (العشرينيات) هو الاحتلال البريطاني (الانتداب) كونه الوحيد في المنطقة الذي يستطيع تمكين اليهود من بناء دولة لها رقعة جغرافية ولها شعب وجيش ولها نظام سياسي ذو سيادة ..

وأدرك أيضا خطورة دور السماسرة العرب الذين كانوا يستغلون الوضع الاقتصادي السيئ للفلاح الفلسطيني والذي سببه الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني فكانوا يسهلون عملية انتقال الأراضي من أيدي العرب الفلسطينيين إلى أيدي الصهاينة اليهود...وذلك بقيام سلطة الانتداب بتصفية البنوك التي أنشاها النظام العثماني لمساعدة الفلاحين .. وأيضا عن طريق غلق الحدود أمام الصادرات والمنتجات الفلسطينية مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها ودفع الفلاحين الذين ليس لهم حول ولا قوة بالاقتراض من البنوك اليهودية التي لعبت دور كبير من خلال رفع سعر الفائدة والذي يضطر الفلاح في النهاية إلى بيع أراضيه للسماسرة بسعر زهيد وبسعر بخس كي يسدد ديونه التي تثقل كاهله...

فأدرك الشيخ من خلال فهمه للدين فهم جيد وليس تقليدي ومن خلال انفتاحه على تجارب الدول المجاورة ومن خلال حسن اضطلاعه على مجرى الأمور في المنطقة بان هذا الخطر الصهيوني في تزايد وفي تنامي فاخذ من خلال خطبه ومن خلال الندوات والحلقات الدينية بتوعية الجماهير.. وهنا نسجل إحدى أهم مناقبه وهي بعد نظره للأمور ونظرته الثاقبة حيث اعتمد على جذب الشرائح الكبيرة في المجتمع والمكونة من العمال وأصحاب المهن الحرفية والمزارعين الفلاحين والمشردين والعاطلين عن العمل وهي شرائح عريضة لها تأثيرها وقوتها في المجتمع واغلب هذه الشرائح فقيرة.. وفتح مدرسة لمحو الأمية, واتصل بقيادات حزب الاستقلال.. ومن خلال تواضع الشيخ استطاع جذب الجماهير العريضة وكسب حبهم...

ومن إحدى خطبه المؤثرة في مسجد حيفا أن قال:" أيها المؤمنون أين نخوتكم؟ أين أيمانكم؟ أين هي مروءتكم؟
إن الصليبية الغربية والصهيونية اليهودية تريد ذبحكم كما ذبح الأمريكان الهنود الحمر .. تريد إبادتكم أيها المسلمون حتى يحتلوا أرضكم من النيل إلى الفرات ويأخذوا القدس ويستولوا على المدينة المنورة ويحرقوا قبر الرسول(ص)" ..

نستشف من المقطع البسيط من خطبته انه يعرف عن تاريخ أمريكا وما صنعوا الأمريكان في الهنود الحمر وما زالت صورة المجازر في ذهنه ماثلة.. وأيضا يكشف لنا اضطلاعه على مخططات بني صهيون و إيمانه العميق بان مثل هذه المخططات هي محاولات جدية ويعرف عن أطماع اليهود وحدود دولتهم الكبرى.. ويعرف أنهم يدعون ويزعمون أحقيتهم الدينية في القدس ويعرف بأنهم يحلمون بالرجوع إلى ارض الحجاز وكل ذلك ...
كما وكشف الستار عن دور السماسرة وفضح أمرهم حيث أباح دمهم واعتبرهم من الطابور الخامس ونادي بتصفيتهم وبالفعل تم تصفية العديد منهم والبعض فر من فلسطين ...

ومن عبقرية هذا الرجل انه وطد علاقته بالقادة الكبار في دول الجوار وبأشخاص وطنية ومسيحية , فقد حضر السيد حنا عصفور حلقات التوعية التي كان يقوم بها الشيخ عز الدين القسام.. ونجح في الحصول على الدعم المادي من المؤسسات الوطنية.. فقد دعم السيد رشيد إبراهيم الذي كان يعمل في البنك العربي في فلسطين حركة القسام..

وقد استمر الشيخ في مقاومته للاحتلال فترة طويلة إلى أن جاء يوم19/11/1935والذي كان يوم استشهاده حيث طوقت سلطات الانتداب المكان الذي لجا إليه فارا منهم وعندما حاصروه قام بالتصدي لهم ولم يستسلم بل واجههم وقتل ما يزيد عن 15 جندي بريطاني واستشهد هو فيما بعد ومعه البعض من رفقاءه ...
وهكذا كانت نهاية الرجل الذي الحق بالقوات البريطانية الكثير من الأذى والذي بين خطر الصهيونية في جميع المراحل...

حقيقة, لقد مثل القسام القيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني وكان رافضا لأسلوب القيادات التقليدية المتخاذلة .. وحيث اعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى وجسد ضمير الأمة وطموحاتها وآمالها وانتمى لفئة الفقراء ابتدءا من مولده وانتماءا باستشهاده , وحيث مثل استشهاده الشرارة الأولى لثورة 1936-1939 .. فرحم الله الشهيد البطل والقائد الفدائي والثوري المخلص الغيور على بلاده الشيخ الجليل عز الدين القسام.

كتائب القسّام تؤكد مضيها على نهج الشيخ الذي حملت اسمه
كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي حملت هذا الاسم تيمناً بالشيخ المجاهد "عز الدين القسّام" وتمسكاً بالمبادئ التي سار عليها حتى لحظة استشهاده، جددت في ذكرى استشهاد الشيخ القسّام تأكيدها على مواصلة نهج الجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين، كل فلسطين، مشددة على أن الاندحار الصهيوني من قطاع غزة هو أولى ثمار السير على
هذا الطريق، وأن المقاومة هي الخيار الكفيل بتحرير باقي التراب الفلسطيني المحتل.

وتقول كتائب القسّام في بيان لها في الذكرى السنوية الواحد والسبعون لاستشهاد الشيخ القسام، "يوافق هذا اليوم الأغر، ذكرى عزيزةً على قلوب أبناء شعبنا الفلسطيني عامة، وعلى قلوب أبناء حركة "حماس" وجناحها العسكري خاصة، فهذا الذراع العسكري المجاهد، هو الذي حمل اسم القائد المظفر صاحب الذكرى، الذي ما عرف للراحة طعماً، مذ بدأت حكومات الاحتلال الظالمة باستباحة البلاد العربية، فنفر مع إخوانه يرشدهم ويبصرهم ويدعوهم إلى الجهاد، بل ويشاركهم في ساحات الوغى، فيخط بجهاده أروع آيات البطولة والفداء".
وطبعا قبل أن أنهي كتابتي أقول كل التحية والاجلال لهذا الرجل المغوار والعظيم
وأقول أيضا هنا كلمة للقسام الجناح العسكري للمقاومة الاسلامية حماس
أيتها الحركة اسمك مرتبط باسم أعظم الرجال الذين شهدهم التاريخ الذي لم يرفع سلاحه
إلا في وجه العدو ولم يرفعه أبدا أمام أخاه، وهو من أعظم رجال الدين والمقاومة وكذلك الشيخ أحمد ياسين
أتمنى منكِ أيتها الحركة أن لا تنسي ذلك أبدا وتبقي على خطى الأساتذه العظام
والقادة الذين أسسوا هذه الحركة العظيمة
فأعانك الله أيتها الحركة المقاومة للعدو والمجاهده على درب التحريرفهذا هو درب القسام الجهاد في سبيل الله

__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-11-2007, 04:10 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
Icon1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ

رحمه الله شيخ المجاهدين .. عز الدين القسام

نعم وكما ذكرتى بل اكثر من اسطوره

وصدق الشاعر حين قال ..

........

ما كنتُ أحسبُ قبلَ شخصك أمةً
في بردتيه يضمُّها إنسانُ
لم يثن عزمَك والكتائبُ شمرتْ
نصلٌ يشبُّ توقداً وَسِنانُ
هو صيحةٌ ملأ الفضاءَ دويُّها
فَسَلِ العروبةَ هلْ لها آذانُ
أَوْلتْ عمامتُك العمائمَ كلّها
شرفاً تقصرُ عندها التيجانُ
وجعلتَ لاسمِ الشيخِ أرفعَ رتبةً
نبذتْ قديَم عهوِدها الأوطانُ
يا حصنَ يعربَ في ثراكَ موسدٌ
نعمَ الضحية عنكَ والقربانُ


.. كل احتـــــــــــــرامي ..


__________________
[CENTER]
كبرنا
وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ
يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا !

واستراح الشوق منى
وانزوى قلبى وحيداً
خلف جدران التمني
واستكان الحب فى الاعماق
نبضاً غاب عني


ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال

كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21-11-2007, 11:52 AM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم سياسي جريح
لمرورك الطيب ولردك الجميل
رحم الله كل شهداء أمتنا
دُمتَ برعاية الله وحفظه
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21-11-2007, 08:26 PM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
047

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي الغالية راضية
وأشكر دعائك للشهداء
ورحم الله شهدائنا أجمين

والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وأتمنى النصر القريب لبلادي الغالية والعزيزة
وأتمنى الوحدة لأمتنا ولكل العرب
دُمتِ أختي الغالية برعاية الله وحفظه
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26-11-2007, 11:09 AM
الصورة الرمزية * فلسطــ نجمة ــــين *
* فلسطــ نجمة ــــين * * فلسطــ نجمة ــــين * غير متصل
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: أينما وجد الظلم فذاك موطني
الجنس :
المشاركات: 1,993
الدولة : Palestine
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي المحبة عيون فلسطين
بارك الله فيكِ لردك الكريم وجزال الله كل الخير
دُمتِ برعاية الله وحفظه
__________________

أَطْـــ ي َــافْ المَـــ جْ ـــد

حَمَامَةً تَحْمِلُ رِسَالةً لِكَيْ تُوَّصِلَ تَارِيخَ أَرْضَ الرِبَاطْ
عَبْرَ نَافِذَةِ العَالَمْ ..لِنَجْعَلَ مِنَ الأَلمْ أَمَلْ
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 124.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 120.18 كيلو بايت... تم توفير 4.49 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]