العدل قدرًا وأمرًا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4869 - عددالزوار : 1852024 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4436 - عددالزوار : 1191319 )           »          قصَّة موسى في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 62 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 1202 )           »          عين جالوت - معركة رمضانية ظافرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الوزير نظام الملك أبو علي الطوسي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          طريقة عمل البطاطس المحشية باللحمة المفرومة.. سهلة وبتشبع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          4 خطوات لتنفيذ المكياج التركى موضة 2025.. هتبقى شبه "توركان سوراى" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          طريقة عمل كيك الحرنكش.. مشبعة وطعمها حلو (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نباتات وزهور يمكن وضعها في مطبخك للتخلص من الروائح المزعجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-05-2008, 05:17 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي العدل قدرًا وأمرًا

بالعدل قامت السماوات والأرض، وللعدل أُنزلت الكتب، وأُرسلتِ الرسل، ووُضِع الميزان، وعلى العدل مدار الشريعة ومبناها؛ كما قال جل جلاله: ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
وما من إنسانٍ إلاّ وينشُدُ لنفسه العدل والإنصاف، ويكرهُ لها الظلمَ والبغي، ولكن كم هم أولئك الذين ينصفون غيرَهم من أنفسهم؛ كما ينصفونها من غيرهم؟ وكم هم أولئك الذين يكرهون من نفوسهم ظلمَها لغيرها؛ ككرههم لظلمِ غيرها لها؟!
لو فقه المسلمون منـزلة العدل من الدين ومقاصده لكان قيامُهم به والتزامُهم بميزانه في أول ما يظهر من تدينهم وتوبتهم؛ فلا يُرَون إلاّ عادلين منصفين قوّامين بالقسط ولو على أنفسهم وأهليهم. ولو استحضروا مبلغ العدل من أصول الإسلام لكانوا في التوبة من الظلم أسرع منهم في التوبة مما هو دونه.
ومن المؤسف أن ترى بعضهم قد غيّرت فيه توبته كل شيء إلاّ سلوكه مع الآخرين، فهو بعد توبته وتدينه لا يزال هو هو في سلوكه...في ظلمه...في بغيه وعدوانه... في استخفافه بحرمات الآخرين وحقوقهم.. ولا عجب؛ لأنه تصور الإسلام حقوقاً متمحّضة للخالق سبحانه، ونسى بعدها حقوق الخلق، فلم يقع صلاحه إلاّ فيما يتعلق بحقوق الله.
وما البعث والنشور إلاّ صورتان من صور العدل الإلهي، يتجلّى فيهما كمال العدل الإلهي: بَدءاً من إقامة القصاص بين المخلوقات بعد حشرها ونشرها، وانتهاءً بسَوْقِها إلى مصيره العادل. فهل من العدل أن يدعهم ربُّهم يصلحون في الأرض أو يفسدون ثم يذهب مصلحُهم ومفسدُهم في التراب ضياعاً! ولذا كان الحشر والنشر مقتضى من مقتضيات العدل الإلهي. إن موقف القيامة ليس موقفَ حسابٍ للحسنةِ والسيئة حتى يكونَ مقصوراً على المكلفين وحدَهم، ولكنه موقفٌ لإقامة القصاص بين الخلائق كلِّها؛ حتى ليُقتصَّ للشاة الجلحاء من القرناء.
إنه لا معنى للكرامة بلا حقوق، فإنسانٌ يعيش بلا حقوق هو في الحقيقة إنسانٌ يعيش بلا كرامة. والخالق الذي كرّم بني آدم لا يرضى لهم أن يُهانوا بالظلم وبمصادرة حقوقهم. والعدل أعظم الحقوق التي ينشدها الناس لأنفسهم، بل هو الضمانة للحقوق الأخرى، وكل الحقوق تظل مقيدة بضوابط إلاّ حق العدل فهو القيمة المطلقة التي لا مثنوية فيها ولا تقييد، انظر مثلاً حق الحرية..يظل حقاً مقيداً، فليس للإنسان مطلق الحرية أن يفعل ما يشاء؛ وليس الكافر فيه كالمسلم في أرض الإسلام؛ ولكن لم يَقُل أحدٌ إن العدلَ حقٌّ مقيدٌ تدخله الاستثناءاتُ، بل هو واجب بإطلاق.. مع العدو والصديق، والأقرب والأبعد، والغني والفقير، وفي حالة الحرب كما في حالة السِّلم. كما قال سبحانه: ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا ). أي لا يحملنّكم فقر الفقير على أن تُشفِقوا عليه فلا تشهدوا عليه بالحق، أو تشهدوا له بالزور معاونةً لضعفه، وكذلك لا يحملنّكم غِنى الغني على أن تشهدوا عليه زوراً وانتقاماً من استعلائه وكِبره، بل ( إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا ).
وليس موجِبُ العدل هو الحب؛ بحيث لا يعدلُ المرءُ إلاّ مع من يُحبّ؛ فالمحبُّ ليس بحاجة إلى أن يُؤمرَ بالعدل مع حبيبه؛ فهو مولعٌ بالإحسانِ إليه، بل حاجتُه في أن يُؤمرَ بالهَوْنِ في حُبِّه، وإلى منعه من محاباته على حساب الحق.
إنما موجِب العدلِ هو الإنسانية وحسب، فنحن مأمورون بالعدل مع كل إنسان: أياً كان دينه أو جنسه أو نسبه.
بعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبدَ الله بنَ رواحةَ إلى خيبر خارصًا لثمار خيبر ـ وكان النبي قد زارع اليهود عليها بنصف ثمرها ـ، فلما أتاهم جمعوا له حُليًا من حُلي نسائهم، فأهدوها إليه - على طريقة اليهود في شراء الذمم بالمال حينًا، وبالشهوات حينًا آخر ـ، فقال لهم ـ في إيمان القوي، وقوة المؤمن ـ: يا معشر يهود، والله لقد جئتكم من عند أحبِّ الخلقِ إليَّ، ولأَنتم ـ واللهِ ـ أبغضُ إليّ من أعدادكم من القردة والخنازير، وما يحملني حبيِّ إياه وبغضي لكم على ألاّ أعدلَ فيكم، أو أحيف عليكم قدر مثقال ذرَّة، وأنا أعلمها! فقالوا: بهذا قامتِ السماوات والأرض.
إن أعظم ما يحفظ للإنسان كرامته وحقوقَه هو العدل وليس الحب أو عدم البغض، ولذا فالناس لا يسألونك سوى العدلِ في معاملتك لهم، فإذا ضمنتَ لهم هذا الحقَّ لم يعبَؤوا ـ بعد ذلك ـ أن تشنأَهم وتبرأ منهم.
إن العدل ليس ميزاناً يوضع في مجالس القضاء؛ لتوزن به أحكام القضاة، ويُطالبون به وحدَهم، ولكنه ميزانٌ يجب أن يُسيَّر عليه نظامُ الحياة، وأن يكون أول ما يُربى عليه ناشئتنا من قيمنا الفاضلة، وأن يكون أول ما يدعو إليه دعاتنا ووُعّاظنا منها، وأن يخضع له الناس كلهم بلا استثناء، فليس أحدٌ فوق العدالة؛ لأنه ليس في العدالة مثنوية ولا تخصيص.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-05-2008, 05:34 PM
الصورة الرمزية nobla
nobla nobla غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: قلب امي
الجنس :
المشاركات: 708
الدولة : Morocco
افتراضي

شكرا اخي الكريم على الموضوع المميز
صدقت القول فجزاك الله خير الجزاء
العدل هو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له، وأخذ ما عليه. وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تأمر بالعدل، وتحث عليه، وتدعو إلى التمسك به، يقول تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} [النحل: 90]. ويقول تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} [النساء: 58]. والعدل اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته سبحانه
شكرا مجددا
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-05-2008, 08:34 PM
الصورة الرمزية سامي
سامي سامي غير متصل
مشرف الملتقى الإسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسـطيــن
الجنس :
المشاركات: 9,499
الدولة : Palestine
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك اخي الكريم على الطرح المبارك والمهم

فبالعدل يقوم كل شيء
يكون اساس كل شيء
هو الطريق نحو صناعة مجتمع خال من العداء والبغض والحقد
وامة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي امة العدل

لقوله تعالى " وكذلك جعلناكم امة وسطا "

ففي الحديث
يدعى نوح فيقال : هل بلغت ؟ فيقول : نعم ، فيدعى قومه فيقال : هل بلغكم ؟ فيقولون : ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد . فيقال : من شهودك ؟ فيقول : محمد وأمته ، قال : فيؤتى بكم تشهدون أنه قد بلغ فذلك قول الله تبارك وتعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) والوسط العدل
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2961

فنسأل الله تعالى ان يرزقنا العدل

بارك الله فيك

بالتوفيق
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.99 كيلو بايت... تم توفير 2.58 كيلو بايت...بمعدل (4.56%)]