|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الأصلُ في ( التضادِّ ) أن لا يقعَ إلا في الصفاتِ ، لأنّ الصفاتِ عوارِضُ لا تبرَح الإضافةَ إلى غيرِها ، ولا تستقلُّ بأنفسِها ؛ فلمَّا كانت كذلكَ ، أوجبَ لها هذا وجوهًا عقليَّةً محتملةً من جهةِ اجتماعِها بغيرِها . فإذا امتنعَ اجتماعُها بغيرِها من الصفاتِ في ذاتٍ واحدةٍ ، وعلى حالٍ واحدةٍ ، وزمنٍ واحدٍ ، كان بينهما تضادٌّ ، كالذي بين الطول ، والقصرِ ، وبين الكِبَر ، والصِّغَرِ . والأسماءُ غيرُ الصفاتِ إنما هي أشياءُ مستقِلَّةٌ بأنفسِها ؛ فليس لها ما تضافُ إليهِ ، حتى يُنظرَ أيجتمعُ معُها غيرُها من الصفاتِ فيه أم لا . ولكن قد يقعُ فيها التضادُّ على سبيل المجازِ ؛ فتقولُ : السماء ضِدّ الأرضِ ، والثرى ضدّ الثريا ، والمشرق ضدّ المغربِ ؛ بل قد يقع هذا في الأعلامِ ؛ فتقول : سحبانُ ضِدّ باقلٍ ، وحاتمِ ضدّ مادرٍ . وعلى هذا تقولُ : الشُّهد ( بضمِّ الشين وفتحِها ، والضمّ أفصح : العسل ) ضِدّ العلقمِ ، كما قال الشاعرُ – وهو من شواهد النحاة - : وإن لساني شُهدةٌ يُشتفَى بها ****** وهوَّ على من صبَّه الله علقمُ وذلك أن ( الشُّهد ) واقِع موقِعَ ( حلو ) ، و ( العلقم ) واقِعٌ موقعَ ( مرّ ) ؛ ولكنَّه بدلَ أن يذكرَ الصفةَ شبَّهَها بشيءٍ ظاهرةٍ فيه الصفةُ ، معروفةٍ بهِ ؛ فجمعَ إلى ذِكر الصفةِ التي يريدُ ، المبالغةَ في حدِّها ، وتصويرَها بصورة مستخرجة من الواقع ، يدرِكُها السامعُ كأشدِّ ما يكونُ الإدراكُ . ولهذا التضادِّ بينهما ، كان بينَ ( الشُّهد ) ، و ( العلقمِ ) طباقٌ بلاغيٌّ . وإذا قلتَ : ( حاتم ضدّ مادر ) لم ترِد أن ذاتَ هذا لا تجتمعُ وذاتَ ذاك ؛ ولكنك أردتَّ أن ما فيهما من الصفاتِ التي اشتُهرَا بها لا تجتمعُ في ذاتٍ واحدةٍ ، وزمانٍ واحدٍ . وعلى هذا فقِسْ . طبعاً ليس كلامي ولكن كلام مختص في اللغة العربية ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |