|
|||||||
| ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
بسم الله الرحمن الرحيم سأقص عليكم اليوم أمثالا جديدة كونوا معي لا مخْبَأ لِعِطْرٍ بعد عروس ويروى " لا عطر بعد عروس " قال المفضّل : أول من قال ذلك امرأة من عُذْرة يقال لها أسماء بنت عبد الله ، وكان لها زوج من بني عمها يُقال له عروس ، فمات عنها ، فتزوجها رجل من غير قومها يقال له نوفل ، وكان أعسر أبْخر بخيلا دميمًا ، فلما أراد أن يظعن بها قالت : لو أذنت لي فرثَيْتُ ابن عمي وبكيْت عند رمسِه ، فقال : افعلي . فقالت : أبكيك يا عروس الأعراس ، يا ثعلبًا في أهله وأسدًا عند الباس ، مع أشياء ليس يعلمها الناس . قال : وما تلك الأشياء ؟ قالت : كان عن الهمّة غير نعَّاس ، ويُعْمِل السيْف صبيحات الباس . ثم قالت : يا عروس الأغّر الأزهر ، الطيّب الخِيم الكريم المخْبر ، مع أشياء له لا تُذْكر ! قال : وما تلك الأشياء ؟ قالت : كان عيوفًا للخنا والمنكر ، طيِّب النكهة غير أبخر ، أيسر غير أعسر . فعرف الزوج أنها تُعرِّض به ، فلما رحل بها قال : ضُمِّي إليك عطرك ، وقد نظر إلى وعاء عطره مطروح ، فقالت : لا عطر بعد عروس، فذهبت مثلا يضرب لمن لا يُدَّخر عنه نفيس *** لا يُحسِن العبد الكرَّ إلاَّ الحلْب والصَّر يُقال : إنّ شدادًا العبْسيّ قال لابْنه عنترة في يوم لقاء ورآه يتقاعس عن الحرب وقد حميت فقال : كرّ عنتر ، فقال عنتر : لا يُحسِن العبد الكر إلا الحلب والصّر " وكانت أمّه حبشيّة " ، فقال له : كر وأنت حُر ، فكرّ وأبلى ، فزوّجه أبوه عبلة ابنة عمه يُضرب لمن يُكلّف ما لا يطيق *** مِلْحُهُ على رُكْبته هذا مثل يُضرب للذي يغْضب من كل شيءٍ سريعًا ، ويكون سيّء الخُلُق . أي أدنى شيء ينفِّره ، كما أن الملح إذا كان على الركبة أدنى شيء يفرِّقـُه . ويُقال الملح هاهنا اللبن ، والملح الرَّضاع ، أي لا يُحافظ على حُرْمة ولا يرعى حقـًا ، كما أن واضع اللبن على ركبته لا قـُدرة له على حفظه ، وهو أجود الوجوه قال مسكين الدارمي في امرأته : لا تلُمْها إنّها من نِسْوةٍ ... مِلْحُها موضوعة فوق الرُكب كشموس الخيْل يبدو شغْبها ... كلما قيل لها هابِ وهَب أراد بالشَّغب القتال والخروج عن الطاعة ، وهاب وهب ضربان من زجر الخيْل . وقال ابن فارس : العرب تسمي الشحم ملحًا أيضًا ، وتقول أملحت القِدر إذا جعلت فيها شيئًا من شحم ، ثم قال : وعليْه فُسر قوله " لا تلمها .." البيت يعني أنّ همّها السمن والشحم قال ابن الأعرابي : "فلان ملحه على ركبته " إذا كان قليل الوفاء وقال أبو سعيد : هذا كقولهم : إنما ملحه ما دام معك جالسًا ، فإذا قام نفضها فذهبت . ويُضرب المثل أيضًا لمن لا يطمح إلى معالي الأمور ، بل يُسِفُّ على سِفافها *** ما يوم حليمة بسِرٍّ هي حليمة بن الحارث بن أبي أشمر ، وكان أبوها وجَّه جيْشًا إلى المنذر بن ماء السماء . وذكر عبد الرحمن بن المفضّل عن أبيه قال : لما غزا المنذر بن ماء السماء التي قُتل فيها ،وكان الحارث بن جَبَلَة الأكبر ملك غسان يخاف ، وكان في جيش المنذر رجل من بني حنيفة يقال له شمر بن عمرو ، وكانت أمه من غسان ، فخرج يتوصّل بجيش المنذر يريد أن يلحق بالحارث ، فلما تدانوا سار حتى لحق بالحارث ، فقال : أتاك ما لا تُطيق ، فلما رأى ذلك الحارث ندب من أصحابه مئة رجل اختارهم رجلا رجلا . فقال : انطلقوا إلى عسكر المنذر فأخبروه أنّا ندين له ونُعطيه حاجته ، فإذا رأيتم منه غِرَّةً فاحملوا عليه ، ثم أمر ابنته حليمة فأخرجت لهم مِرْكَئًا فيه خلوق فقال : خَلِّقيهم ، فجعلت تُخَلِّقهم ، فضايقها أحد الفتيان ، فذهبت لأبيها تبكي ، فقال لها : ويلك اسكتي عنه فهو أرجاهم عندي ذكاء وفطنة ومضى القوم ومعهم شمر بن عمرو الحنفي حتى أتوا المنذر فقالوا له : أتيْناك من عند صاحبنا وهو يدين لك ويعطيك حاجتك ، فتباشر أهل عسكر المنذر بذلك ، وغفلوا بعض غفلة ، فحملوا على المنذر فقتلوه فقيل : " ليس يوم حليمة بسر " فذهبت مثلا قال المبرّد : هو أشهر أيام العرب ويقال : ارتفع في هذا اليوم من العجاج ما غطى عين الشمس يُضرب في كل أمر مُتعالم مشهور *** أنْدم من الكُسَعِيّ قال حمزة : هو رجل من كُسَع واسمه محارب بن قيْس، وقيل غامد بن قيْس ومن حديثه أنّه كان يرعى إبلا له بوادٍ معشب ، فبينما هو كذلك إذ أبصر نبْعة في صخرة ، فأعجبته ، فقال : ينبغي أن تكون هذه قوسًا ، فجعل يتعهّدها حتى إذا أدركت قطعها وجففها ، فلما جفَّتْ اتّخذ منها قوسًا وأنشأ يقول : يا رب وفـِّقـْني لِنحْت قوسي .. فإنها من لذَّتي لنفْسي وانْفع بقوسي ولدي وعرسي .. أنتها صفراء مثل الوَرْس * صفراء ليست كقسي النِّكس * ثم دهنها وخطمها بوَتَر ، ثم عمد إلى ما كان من بُرايتها فجعل منها خمسة أسهم ، وجعل يُقلِّبها في كفِّه ويقول : هُنَّ وربي أسهم حِسان .. تلذُّ للرامي بها البنان كأنما قوامها ميزان .. فأبشِروا بالخِصْب يا صِبيان * إن لم يَعُقني الشُؤْم والحرمان * ثم خرج حتى أتى قٌتْرة على موارد حُمُر فكمِن فيها ، فمرَّ قطيع منها فرمى عيرًا فأمخطه السهم ، وأصاب الجبل وظن أنه أخطأ فأنشأ يقول : أعوذ بالله العزيز الرحمن .. من نكد الجدِّ معًا والحرمان مالي رأيت السهم بين الصوان .. يوري شرارًا مثل لون العقيان * فأخلف اليوم رجاء الصبيان * ثم مكث على حاله فمرَّ قطيع آخر ، فرمى منها عيرًا فأمخطه السهم ، وصنع صنيع الأول ، فأنشأ يقول : لا بارك الله في رمْي القتر .. أعوذ بالله من سوء القدر أأمخط السهم لإرهاق البصر .. أم ذاك من سوء احتيال ونظر ثم مكث على حاله فمرّ قطيع آخر ، فرمى منها عيرًا فأمخطه السهم ، فصنع صنيع الثاني ، فأنشأ يقول : ما بال سهمي يُوقِدُ الحُباحِبا .. قد كنت أرجو أن يكون صائبا وأمكن العيرُ وولّى جانبا.. فصار رأيي فيه رأيًا خائبا ثم مكث مكانه فمرّ به قطيع آخر ، فرمى عيرًا منها، فصنع صنيع الثالث ، فأنشأ يقول : يا أسفى للشُؤْم والجِدّ النَّكِد .. أخْلف ما أرجو لأهلٍ وولد ثم مرّ به قطيع آخر ، فرمى عيرًا منها ، فصنع صنيع الرابع ، فأنشأ يقول : أبعْد خمسٍ قد حفظْتُ عدَّها .. أحْمل قوسي وأريد وِرْدها أخزى الإله لينَها وشدَّها .. والله لا تسلم عندي بعدها * ولا أُرْجِي ما حيِيْتُ رِفْدها * ثم عمد إلى قوسه فضرب بها حجرًا فكسرها ، ثم بات ، فلما أصبح نظر فإذا الحُمُر مطروحة حوله مصرعة ، وأسهمه بالدم مضرّجة ، فندم على كسر القوس ، فشدّ على إبهامه فقطعها ، وأنشأ يقول : ندمْتُ ندامةً لو أنّ نفسي .. تُطاوعني إذًا لقطعْتُ خَمسي تبيّن لي سِفاه الرأي مني .. لَعَمْرُ أبيك حين كسرْتُ قوسِي وقال الفرزدق حين أبان النوار زوجته : ندِمْتُ ندامة الكُسَعِيّ لما .. غدت مني مطلّقة نوار وكانت جنّتي فخرجْتُ منها .. كآدم حين لجّ به الضِّرار ولو ضَنَّتْ بها نفسي وكفِّي .. لكان عليّ للقدر اختيار *** والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
![]() يا أقصى والله لن تهون
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |