~~نفحآت شهر شعبآن..

[عبدالله المشهداني]

الحمد لله الذي أفاض على عبآده بالنعمْ
وكتب على نفسه الحلم والكرمْ وأغنى بفضله العوآلم والأممْ
وأنزل إلينآ كتاباً فيه ذكرنآ وفيه الهدى والحكمْ
فسبحانه من رب كريم كريم كريم..
سبحانه من إله عظيم, وآسع الكرم, لاغنى لأحد عن فضله ورحمته
ولاطمع في الفوز بجنته إلا بعفوه ومغفرته..
كم يسعدني أن نتعرض إلى نفحات وفيوضآت هذا الشهر المبآرك
نفحآت ومنح من الحق فرُب نفحة تغنينا عن عبآدة دهرٍ كامل.
لنقف على كوثر المصطفى وننهل من عذب إلهامه ونرشف حوض
أحاديثه وماورد عن هذا الشهر العظيم, شهر رسول الله(صلى الله عليه وسلم) حيث قال:
رجب شهر الله وشعبآن شهري ورمضآن شهر أمتي..
فلنصغ إلى حبْ رسول الله وهو يسآمره بسؤاله له؟..!!
( يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ماتصوم من شعبآن)
قال: ذآك شهر يغفل النآس عنه بين رجب ورمضآن وهو شهر ترفع فيه الأعمآل لرب العآلمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صآئم..
يآحبذا شهر تفوح من نفحآت الحق فلا طيب يضاهيها..
شهر فيه أوقآت قرب تمحي الذنوب والأوزار فابكيهآ..
شهر فيه ليلة من الليآلي التي يسح فيهآ الخير سحاً وفيهآ تجلّ عظيم فآحييها
ليلة فيهآ ترفع الأعمآل إلى الله..
ليلة فيها يكتب كل مولود هذه السنة وفيهآ يكتب كل ميت..
وفيهآ يدبّر الله أمر السنة وينسخ الأحيآء إلى الأموآت وإن العبد ليغرس وينكح الأزواج ويبني البنيآن وإن اسمه قد نسخ
في الموتى ومآينتظر من ملك الموت إلا أن يؤمر به فيقبضه إنها ليلة التكفير والشفآعة حيث سأل رسول الله الشفآعة في أمته فأعطيهآ..
إنها ليلة عيد الملائكة في السمآء فإن للملائكة ليلتي عيد هما ليلة النصف من شعبآن وليلة القدر في رمضآن..
إنها ليلة تصب فيها الرحمآت وتعمّ البركآت وتفتح أبوآب السمآء ويستجآب الدعآء وينظر الله نظرة رأفة وإحسآن طيلة ليلة النصف ويومه..
ما السر في هذه الليلة؟ لم نقوم هذآ القيآم؟ لم أعطيت هذه الليلة من التعبد مالم يعطها لغيره؟؟

ما السر في هذه الليلة؟ لم نقوم هذآ القيآم؟ لم أعطيت هذه الليلة من التعبد مالم يعطها لغيره؟؟
يجيبنا عليّاً أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
إذا كآنت ليلة النصف من شعبآن فقوموا ليلها وصوموا نهآرها فإن الله تبآرك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السمآء الدنيا
فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له ؟ ألا من مسترزق فأرزقه؟
ألا من مبتلى فأعافيه ؟ ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر..
فقد كآن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. يجتهد ليلة النصف من شعبآن في عبآدة الله تعالى فيقول: إن الله يتجلى على عبآده في هذه الليلة ويقول لهم:
هلّموا إليّ واطلبوا ماتشاؤون فأبواب العطايا والإحسآن مفتحة على مصاريعها وهذا الجليل ينادي في الدجى سحراً
هل من مقلّ له الرحمن غفر..
فينبغي الاجتهاد في هذه الليلة اقتداء برسول الله من أولها إلى آخرهآ..
وصوم يومهآ ثم الاكثآر من طلب المغفرة فاطلبوا من فيض الله وتضرعوا إليه يعطكم من كرمه فإن الله عظيم جواد يرضى عن المكثر الدعآء..