إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله ) - الصفحة 58 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77532 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48935 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61459 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42808 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5279 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2013, 12:41 PM
الصورة الرمزية زارع المحبة
زارع المحبة زارع المحبة غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 11,230
الدولة : Algeria
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

الله صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-02-2013, 07:26 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

اللهمَّ اهْدِ ثَقِيفاً

ها هي مكة تقف عقبة في سبيل الدعوة الإسلامية، وها هم سفهاء قريش قد أسرفوا في إيذاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والصد عن سبيل الله بعد تكالب المحن والشدائد عليه، من موت عمه أبي طالب الذي كان يحميه، وزوجته خديجة ـ رضي الله عنها ـ، التي كانت تواسيه وتخفف عنه آلامه .. ومع ذلك فقد مضى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تبليغ دعوته ورسالته، فعزم على أن ينتقل إلى بلد غير بلده، وقوم غير قومه، وهو في ذلك يقتدي بالأنبياء والمرسلين الذين سبقوه، فدعا سرا وجهرا، وبشر وأنذر، ودعا إلى الله في كل وقت وحال .

توجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جهة الطائف حيث توجد ثقيف عسى أن يجد منهم من ينصر الإسلام، ويحمي الدعوة الجديدة، فخرج إليها في شوال في السنة العاشرة من البعثة، ومعه مولاه زيد بن حارثة ـ رضي الله عنه ـ، فأقام بها مدة يدعو ثقيفا إلى الله تعالى، فلم يجد آذانا صاغية، وكان ممن قابلهم ثلاثة من أشرافهم: ابن عبد ياليل، ومسعود وحبيب بنو عمرو بن عمير، وكانوا سادة ثقيف وأشرافها .
فقال له ابن عبد ياليل بن عمرو: إنه سيمرط (سيقطع) ثياب الكعبة إن كان الله أرسله، وقال مسعود: أمَا وجد الله أحدًا غيرك؟!، وقال حبيب: والله لا أكلمك أبدًا، إن كنت رسولاً لأَنْتَ أعظم خطرًا من أن أردَّ عليك الكلام، ولئن كُنْتَ تَكْذِبُ على الله ما ينبغي أن أكلمك .
فمكث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشرة أيام يدعو في الطائف، فما ترك أحدًا إلا كلَّمه في الإسلام، ورغم ذلك فقد اجتمع أهل الطائف على تكذيبه، وأغرَوْا به سفهاءهم وغِلْمَانَهُمْ، وجعلوا يقذفونه بالحجارة، حتى سالت الدماء من قدميه الشريفتين، وشُجَّتْ رأسُ زيد بن حارثة ـ رضي الله عنه ـ .

وقد سألت عائشة ـ رضي الله عنها ـ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قائلة: ( يا رسول الله، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب (ميقات أهل نجد)، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، ولقد أرسل إليك ملَك الجبال لتأمره بما شئت، فناداني ملك الجبال وسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملَك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت؟، إن شئتَ أن أُطبق عليهم الأخشبين (الجبلين)، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) رواه البخاري .

إن هذا الموقف من أعجب مواقف السيرة النبوية، فالله ـ عز وجل ـ أرسل جبريل ومعه ملك الجبال، ليأتمر بأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويطلب منه الموافقة على إهلاك القوم الذين كذبوه وسبوه، وآذوه بالقول والفعل، ومع ذلك فهلاكهم على الشرك لا يَسُرُّ ولا يُرْضِي ـ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وذلك لأنه أشد حرصًا عليهم من أنفسهم، فيرد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ملك الجبال دون تردُّد قائلا : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) .

وتمرُّ الأيام، وتظلُّ ثقيف على كفرها وعنادها، واشتركت مع هوازن في الحرب ضد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في موقعة حنين، وانتهت الموقعة بهزيمتهم وفرارهم إلى مدينتهم الطائف، وذهب إليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحاصرها حصارًا شديدًا مُدَّةَ شهر كامل، لكنه لم يتمكَّن من فتحها، لمناعة حصونها، فقرَّر أن يتركها، وحزن الصحابة لذلك، وقالوا: يا رسول الله، أحرقتْنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( اللهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا ) رواه الترمذي .

لقد كانت إصابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم أُحُد أبلغ من الناحية الجسدية، أما من الناحية النفسية فإن إصابته يوم الطائف أبلغ وأشد، ومع ذلك رفض إهلاك من آذاه، فقد كانت نظرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، نظرة مستقبلية فيها أمل وشفقة، شفقة عليهم ، وأمل في أن يكون منهم ومن أبنائهم من يحمل راية الإسلام عالية خفاقة، وكان ما رجاه وأمَّله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

إن المتأمل في سيرة وحياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومواقفه مع أصحابه وأعدائه ليُدرك عظمة أخلاقه، ونُبل صفاته، ولا يستغرب أفعاله، ولا يتعجب من مواقفه، فهو أحلم الناس وأعفاهم عن جاهل ، وكان حلمه وعفوه دائماً عجيباً يفوق الحد الذي يتصوره الإنسان، خاصة وأن عفوه كان مع القدرة على البطش والانتقام ممن أساء إليه، لكنه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان يقول عمن آذاه وأساء إليه: ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون )، ويقول : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا )، ويقول : ( اللهُمَّ اهْدِ ثَقِيفاً ) .
منقول

__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-02-2013, 07:28 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-02-2013, 07:30 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

نشيد العفاسي محمد صلى الله عليه وسلم
http://media.masr.me/9g-t5Ol-txA
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-02-2013, 07:32 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

ولا تقتلوا وليدا

مثلت الحرب في السيرة النبوية جزءا هاما منها، وشارك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعضها وقادها بنفسه وهي ما يسمى بالغزوات، وقد تعرض الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى حملات تشويه من أعداء الإسلام ـ قديما وحديثا ـ، واشتد هذا العداء والتشويه في العصور الأخيرة من خلال حملات إعلامية مضللة، ركزت بعضها على حروب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغزواته، فزعمت ـ زورا وبهتانا ـ أن الإسلام دين عنف وإرهاب, وأن رسول الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل يحب الحرب وإراقة الدماء ..

وقد أهملت تلك الدراسات عن عمد جوانب العظمة والكمال والرحمة في شخصية وحياة وسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وتجاهلت منهج وأخلاقيات الحرب عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلم تتحدث عن جوانب الرحمة والإنسانية في حروبه مع أعدائه، ولم تذكر رغبته وميله إلى المصالحة والموادعة قبل الحرب، وتناست حسن معاملته للأسرى ..

والسيرة النبوية والتاريخ يشهدان أنه لم تعرف البشرية محاربا أرحم بأعدائه أثناء الحرب وقبلها وبعدها من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وباستقراء سيرته وهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المعارك الحربيّة المختلفة، سواء المعارك التي قادها بنفسه (الغزوات)، أو ما كان يُوصِي به صحابته وقادته في عمليّاتهم ومعاركهم الحربيّة (السرايا) يتضِحُ لنا المنهج الأخلاقيّ الذي وضعه وطبقه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته، والذي يؤكد سمو منهجه وهديه في الحياة كلها بما فيها الحروب والقتال، ويدحض افتراء المفترين وشبهات المبطلين .

وصايا عامة في الحرب :

عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: ( اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا فلا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ) رواه البخاري .
قال الإمام النووي: " قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ولا تغدروا) بكسر الدال، والوليد: الصبي، وفي هذه الكلمات من الحديث فوائد مجمع عليها وهي تحريم الغدر، وتحريم الغلول، وتحريم قتل الصبيان إذا لم يقاتلوا، وكراهة المثلة، واستحباب وصية الإمام أمراءه وجيوشه بتقوى الله تعالى، والرفق بأتباعهم، وتعريفهم ما يحتاجون في غزوهم وما يجب عليهم، وما يحل لهم وما يحرم عليهم، وما يكره وما يستحب " .
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيوشه قال: ( اخرجوا بسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع ) رواه أحمد .
وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( لكل غادرٍ لواء يوم القيامة يُعرف به ) رواه البخاري .
وذكر ابن هشام في السيرة النبوية أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوصى عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ عندما أرسله إلى قبيلة كلب النصرانية الواقعة بدومة الجندل، فقال له: ( اغزوا جميعًا في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لا تَغُلُّوا، ولا تَغْدِرُوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، فهذا عَهْدُ اللهِ وسيرة نبيّه فيكم ) رواه الحاكم .

قبل القتال :

لم يكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينظر إلى أعدائه نظرة لا تفرق بين معاهد ومحارب، ولم يكن ينقض العهود أو يغدر بأعدائه، بل كان يعامل كل فريق بمقتضى ما يربط بينهما من علاقات السلم والحرب، وقد لخص ابن القيم مُجْمل هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذلك في كتابه زاد المعاد فقال : " .. ثم كان الكفار معه بعد الأمر بالجهاد ثلاثة أقسام : أهل صلح وهدنة، وأهل حرب، وأهل ذِّمة، فأمر أن يتم لأهل العهد والصلح عهدهم، وأن يوَّفَّي لهم به ما استقاموا على العهد، فإن خاف منهم خيانة نبذ إلى عهدهم، ولم يقاتلهم حتى يعلمهم بنقض العهد ، وأُمَرَ أن يقاتل من نقض عهده ، ولما نزلت سورة " براءة " نزلت ببيان حكم هذه الأقسام كلها، فأمره فيها أن يقاتل عدوه من أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية أو يدخلوا في الإسلام، وأمره بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم، فجاهد الكفار بالسيف والسنان، والمنافقين بالحجة واللسان " .

أثناء القتال :

رغم كون القتال عملية تزهق فيها الأرواح وتجرح الأبدان، ويقصد فيها إلحاق أنواع الأذى بالأعداء، فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرع لأمته آدابا يتحلون بها قبل الحرب وأثناءها وبعدها .. فعن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمَّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا و لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ) رواه مسلم .

بعد القتال :

إذا وضعت الحرب أوزارها، ووقع قتلى وأسرى من الكفار، راعى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معاني الرحمة والكرامة الإنسانية مع أعدائه، فأوصى بالأسرى خيرا، ونهى عن التمثيل أو تشويه جثث القتلى، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( استوصوا بالأُسَارَى خيرا ) رواه الطبراني .
وعن عبد الله بن زيد ـ رضي الله عنه ـ قال: ( نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن النُّهْبَى، والمُثْلَة ) رواه البخاري . وعن سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة ) رواه أبو داود .

الوصية بالنساء والصبيان :

كما كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوصي بالنساء عامة، فقد كان وينهى عن قتلهن في الحروب، فعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة فأنكر ذلك، ونهى عن قتل النساء والصبيان) رواه أحمد .
وعن رباح بن الربيع بن صيفي قال: ( كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلا، فقال: انظر على ما اجتمع هؤلاء؟، فجاء، فقال: امرأة قتيل، فقال: ما كانت هذه لتقاتل، وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعث رجلا، فقال: قل لخالد: لا يقتلن امرأة، ولا عسيفا "أجيرا" ) رواه أبو داود .

لا شك في أن نهي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قتل الضعفاء أو الذين لم يشاركوا في القتال كالرهبان والنساء والشيوخ والأطفال، أو الذين أجبروا على القتال، كالفلاحين والأجراء (العمال)، شيء تفرد به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تاريخ الحروب في العالم، فما عُرِف قبل الإسلام ولا بعده حتى اليوم مثل هذا التشريع والهدي الفريد المليء بالرحمة والإنسانية قي الحروب مع الأعداء .

فائدة:

بلغ عدد شهداء المسلمين في جميع معاركهم أيام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - (262) شهيدًا، وبلغ عدد قتلى أعدائه (1022) قتيلاً، وبذلك بلغ العدد الإجمالي لقتلى الفريقين (1284) قتيلاً فقط !! وهذا العدد يشمل المعارك التي قادها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنفسه (الغزوات)، أو التي قادها أحد من أصحابه (السرايا)، وفي ذلك دلالة واضحة على رحمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى في القتال والمعارك، وعدم دموية الحروب في عهده وسيرته .
ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يتجنب القتال ما وجد إلى ذلك سبيلاً، وهذه حقيقة أكدتها خمس عشرة سنة مضت دون قتال، وظهرت في أول معركة (بدر) خاضها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أعدائه، وهي حقيقة سجلها القرآن الكريم ، حين قال في ذلك: {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} (الأنفال : 7) .

يقول المستشرق الاسباني جان ليك: " لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء : 107 )، كان محمد رحمة حقيقية " .
ويقول الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل: " لدى محمد ذلك الرجل الكبير العظيم النفس المملوءة رحمة وخيراً وحناناً أفكـار غـير الطـمع الدنيـوي ونوايا خـلاف طلـب السلطة والجاه ".
ويقول المفكر اللورد هدلي وهو يعلق على معاملة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأسرى معركة بدر: " أفلا يدل هذا على أن محمداً لم يكن متصفاً بالقسوة، ولا متعطشاً للدماء، كما يقول خصومه، بل كان دائماً يعمل على حقن الدماء قدر المستطاع " .
ويقول الألماني برتلي سانت هيلر: " كان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد، وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجَّل الصفات، التي تحملها النفس البشرية، وهما العدالة والرحمة " .

إن مظاهر رحمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سلمه وحربه قد حفلت بها سيرته وحياته، فرحم الصغير والكبير، والمرأة والضعيف، واليتيم والفقير، والعبيد والخدم، والحيوان والجماد، بل ومن عاداه وآذاه وقاتله، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107).

منقول
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-02-2013, 07:33 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

انشودة سيد الاخلاق
http://media.masr.me/KPj4ltvlKlo
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17-02-2013, 01:25 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد

__________________
الا الحبيب يا عباد الصليب
http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=148733
__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17-02-2013, 01:25 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

قالوا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم !

وهو والله أكرم وأعظم مما كتبوا .

- المفكر الفرنسي لامارتين:
محمد هو النبى الفيلسوف الخطيب المشـرع المحارب قاهر الأهواء، وبالنظـر إلى مقاييس العظمـة البشرية أود أن أتساءل .. هل هناك من هو أعظم من ال...
نبي محمد ؟!

- الأديب الإنجليزي برنارد شو:
إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل فى تفكير محمد، هذا النبى الذى لو تولى أمر العـالم اليوم لوفق فى حل مشكلاتنا بما يؤمـن السلامة والسعــادة التى يرنو العالم إليها

- الزعيم الهندي المهاتما غاندي:
بعد إنتهاءي من قراءة الجزء الثاني مـن حياة الرسول محمد وجدت نفسي بحاجة للتعرف أكثر على حياته العظيمة ، إنه يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر .

- الكاتب الإنجليزي توماس كارليل:
إني لأحب محمدًا لبراءة طبعه من الريــاء والتصنع ،إنه يخاطب بقوله الحــر المبيـن قياصرة الروم وأكاسرة العجم ليرشدهم إلى مايجب عليهم في هذه الحياة الدنيا والآخرة

- الأديب البريطاني جورج ويلز:
محمد أعظم من قاد دولة للعدل والتسامح

- الأديب الروسي تولستوي:
إن شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة

-المستشرق ميشون:
إن الإسلام الذي أمر بالجهاد قد تسامح مع أتباع الأديان الأخرى ، وبفضل تعاليم محمد لم يمس عمر بن الخطاب المسيحيين بســوء حين فتح القدس

- مؤلف قصة الحضارة ويل ديورن:
إذا ما حكمنا على العظمة لما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا :
إن محمدًا هو أعظم عظماء التاريخ -

اللّهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



منقول
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17-02-2013, 01:26 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

كيف نعَّظم الحبيب صلى الله عليه وسلم
اهتم أهل السنة والجماعة واعتنوا بجمع خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وإبراز فضائله وحسن أخلاقه ، فلم يخل كتاب من كتب السنة من ذكر مآثره ، كما أُفردت كتب مستقلة للحديث عنه وعن سيرته وشمائله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، مما يدعو كل مسلم أن يعظمه ويوقره ، قال الله تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } (الفتح:9:8) .

يقول ابن القيم : " ومما يُحْمد عليه - صلى الله عليه وسلم - ما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق وكرائم الشيم ، فإن من نظر في أخلاقه وشيمه - صلى الله عليه وسلم - علم أنها خير أخلاق الخلق ، وأكرم شمائل الخلق ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان أعظم الخلق ، وأعظمهم أمانة ، وأصدقهم حديثاً ، وأجودهم وأسخاهم ، وأشدهم احتمالاً ، وأعظمهم عفواً ومغفرة ، وكان لا يزيد شدة الجهل عليه إلا حلماً ، كما روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال في صفة رسول الله في التوراة : " محمد عبدي ورسولي ، سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا إله إلا الله، وأفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا " . وأرحم الخلق وأرأفهم بهم ، وأعظم الخلق نفعاً لهم في دينهم ودنياهم ، وأفصح خلق الله وأحسنهم تعبيراً عن المعاني الكثيرة بالألفاظ الوجيزة الدالة على المراد ، وأصبرهم في مواطن الصبر ، وأصدقهم في مواطن اللقاء ، وأوفاهم بالعهد والذمة ، وأعظمهم مكافأة على الجميل بأضعافه ، وأشدهم تواضعاً ، وأعظمهم إيثاراً على نفسه ، وأشد الخلق ذبَّاً عن أصحابه ، وحماية له ، ودفاعاً عنهم ، وأقوم الخلق بما يأمر به ، وأتركهم لما ينهى عنه ، وأوصل الخلق لرحمه " .

ومن أسباب تعظيم الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
تعظيم الله ـ عز وجل ـ له ، حيث أقسم بحياته في قوله تعالى : { لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }(الحجر: 72)، كما أثنى عليه فقال: { وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }(القلم: 4)، وقال: { ورَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }(الشرح: 4) ، فلا يُذكر بَشَر في الدنيا ويثنى عليه كما يُذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويثنى عليه .

ومنها : أن من شروط إيمان العبد أن يعظم النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال - تعالى - : { إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشِّراً ونَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ وتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأَصِيلاً }(الفتح 8 : 9) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول: " إن قيام المدحة والثناء عليه ، والتعظيم والتوقير له ، قيام الدين كله ، وسقوط ذلك سقوط الدين كله ".

ومن أسباب تعظيمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كذلك ما ميزه الله - تعالى - به - من شرف النسب ، وكرم الحسب ، وصفاء النشأة ، وأكمل الصفات والأخلاق والأفعال ، وما تحمله - صلى الله عليه وسلم - من مشاق نشر الدعوة ، وأذى المشركين بالقول والفعل حتى أتم الله به الدين وأكمل به النعمة .

تعظيم الصحابة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

لما نال الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - شرف لقاء وصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان لهم النصيب الأوفى من توقيره وتعظيمه مما سبقوا به غيرهم ، ولم ولن يدركهم أحد من بعدهم .. وأجمل من وصف شأنهم في ذلك عروة بن مسعود الثقفي - رضي الله عنه ـ حين فاوض النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية ، فلما رجع إلى قريش قال : " أي قوم ! والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إنْ رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ، والله إن تنخمَّ نخامةً إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدُّون النظر إليه تعظيما له .." رواه البخاري .

إن الأمر بتعظيم وتوقير النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني أن ذلك عبادة ، ومن ثم فالسؤال الذي يطرح نفسه : كيف نعظم الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ؟

إن من أجَّل وأعظم صور توقير الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ الاقتداء به واتباعه ، فمتابعته - صلى الله عليه وسلم - هي مقتضى الشهادة بأن محمداً رسول الله ، ولازم من لوازمها ، إذ معنى الشهادة له بأنه رسول الله حقاً ـ كما يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب : " طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يُعْبد الله إلا بما شرع " .
وهذا من كمال التعظيم والتوقير ، إذ أي تعظيم أو توقير للنبي - صلى الله عليه وسلم - لدى من شك في خبره ، أو استنكف عن طاعته ، أو ارتكب مخالفته ، أو ابتدع في دينه ، وعَبَد اللهَ من غير طريقه ؟! ، ومن ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد(مردود عليه) ) رواه مسلم .

ومن صور تعظيم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

الثناء والصلاة عليه ، والتأدب عند ذ كره - صلى الله عليه وسلم - بأن لا يذكر باسمه مجرداً ، بل يوصف بالنبوة أو الرسالة ، والإكثار من ذكره ، والشوق لرؤيته ، وتعداد فضائله وخصائصه ، ومعجزاته ودلائل نبوته ، وتعريف الناس بسنته وتعليمهم إياها ، وتذكيرهم بمكانته ومنزلته وحقوقه ، وذكر صفاته وأخلاقه وخلاله ، وما كان من أمور دعوته وسيرته وغزواته ..

ومتى كان تعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم - مستقراً في القلب ، فإن آثار ذلك ستظهر على الجوارح واللسان حتماً لا محالة ، حيث يجري اللسان بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه ، وترى باقي الجوارح ممتثلة لما جاء به ومتبعة لشرعه وأوامره ، ومؤدية لمالَه من الحق والتكريم ، وذلك كله في حدود المشروع ، وسطاً بين الجفاء وبين الغلو.

ومن صور التعظيم للحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعظيم ما جاء به من الشريعة المتضَّمَنَة في الكتاب والسنة كما فهمها سلف الأمة ، وذلك باتباعها والتزامها قلباً وقالباً ، وتحكيمها في كل مناحي الحياة ، وشؤونها الخاصة والعامة ، فإن هذا هو مقتضى التعظيم الحقيقي ، والتوقير الصادق للحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

ولذا قدم الله - عز وجل ـ هذه الصورة من صور تعظيمه ، وهذا الأدب على سائر الآداب الواجبة معه - صلى الله عليه وسلم - ، فنهى عن التقدم بين يديه بأمر دون أمره ، أو قول دون قوله ، فقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِهِ واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (الحجرات: 1) .
ومن ثم فأسعد الناس حظاً بتعظيمه ، وأقربهم إلى الشرب من حوضه ، هم من أحيوا سنته واتبعوا شريعته وهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

إن ادعاء تعظيم الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينبغي ترجمته باتباعه ، والاقتداء بأفعاله ومواقفه ، التي عاشها في العسر واليسر ، وفي الرضا والغضب ، والفقر والغنى ، والفرح والحزن ، وحين أدبرت عنه الدنيا ، وحين كانت تقبل عليه ، بل في حياته كلها ، قال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(الأحزاب:21) ..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المعظمين لرسولنا - صلى الله عليه وسلم ـ المتبعين لسنته ، وأن يحشرنا في زمرته ، ويسقينا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا ..
منقول
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20-02-2013, 10:08 PM
الصورة الرمزية نمضي كـ حلم
نمضي كـ حلم نمضي كـ حلم غير متصل
قلم فضي مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
مكان الإقامة: الحسيمة
الجنس :
المشاركات: 5,889
الدولة : Morocco
افتراضي رد: إلا الحبيب.... يا عباد الصليب (متجدد بإذن الله )

ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻓﺪﺍﻙ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ... ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﺪﺍﻙ ﻋﺮﺿﻲ ﻭﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻷﺣﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺓ

ﻭﻳﺎﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻳﻔﺪﻳﻚ ﻋﻤﺮﻱ ﻭﻣﺎﻟﻲ ﻳﺎﻧﺒﻲ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺎﺕ ... ﻭﻳﺎﺗﺎﺝ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺗﻔﺪﻳﻚ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻧﻔﺲ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺓ

ﻓﺪﺍﻙ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻳﺎﻋﻄﺮﺍﻟﺴﺠﺎﻳﺎ ﻓﻤﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺩﻭﻧﻚ ﻣﻦ ﺯﻛﺎﺓ ... ﻓﺄﻧﺖ ﻗﺪﺍﺳﺔ ﺇﻣﺎ ﺃﺳﺘﺤﻠﺖ ﻓﺬﺍﻙ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ

ﻭﻟﻮ ﺟﺤﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻣﻨﻚ ﻗﻮﻝ ﻟﻜﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ... ﻭﻋﺮﺿﻚ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﻭﺭﺅﺍﻙ ﻓﻴﻨﺎ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 175.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 169.27 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]