|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إلى المشايخ الكرام . ما مدى صحة القول بأن هناك أخطاء عقدية في كتاب الظلال؟ وماذا تقولون فيما يقال عن سيد قطب رحمه الله تعالى؟ المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أخي السائل: "يعد تفسير في ظلال القرآن نقلة جديدة واسعة رائدة في عالم التفسير، فهو من كتب التفسير بالرأي المحمود، حيث لم يخالف المؤلف رحمه الله معتقد أهل السنة والجماعة بل وافقه ونصره في تفسيره في جميع المواطن التي تناولت قضايا الإيمان ومباحث العقيدة، فعقيدته في الصحابة موافقة لما عليه أهل السنة والجماعة من حب الصحابة رضي الله عنهم وتوقيرهم بل إنه يصرح بأن ذلك الجيل الفريد الذي تربى على القرآن وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، لم يتكرر في التاريخ على هذا النحو من عمق الإيمان وإخلاص التوحيد وبذل النفس والمال تحت راية الإسلام. كما أنه رحمه الله عرض في كتابه عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة الإيمان وأنه قول وعمل بطريقة جديدة، حيث فصّل القول بأقوى الحجج وأنصع البراهين على أن الإيمان إذا انفصل عن العمل لم يعد إيماناً، بين ذلك بجلاء لا سيما في قضية الحكم والتشريع، وهي القضية التي أصيبت الأمة بغيابها وانفصالها عن أصل الإيمان في شعور كثير من المسلمين إصابة بالغة. فلم يكن سيد رحمه الله يعتمد في أمر العقيدة سوى القرآن والحديث، كما كان موفقاً في الحذر من التأثر برواسب الثقافات البشرية والتي عكرت صفاء النبع الذي استقى منه الجيل الأول الذي تفرد بتمام النقاء في جانب التلقي والاعتقاد. ولقد ظل مخلصاً لهذا المنهج طوال كتابه مستلهماً الهداية من التنزيل الحكيم وهدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ولهذا وصفه النقاد المنصفون بأنه كان سلفي المنهج، وهذا حق لا ريب فيه، ولقد أثرى بهذا المنهج في عرض القرآن الكريم الدراساتِ التربويةَ الإسلامية أيما إثراء. بل إنه رحمه الله انتقد مناهج بعض المفسرين قبله في أنهم نظروا إلى العقيدة بمنظار الفلسفة والجدل فعقّدوها على المسلمين، ولو أنهم أخذوا عقيدتهم من القرآن والسنة مباشرة لما وقع الجدل والخصام، ولما فُتح على المسلمين في هذا الجانب باب الشقاق والفرقة. ولا يحتاج الدارس لكتاب الظلال لكبير جهد ليقف على مجانبة المؤلف لمنهج المعتزلة في تضخيم دور العقل في منهج التلقي وتكوين العقيدة، وخوضهم في مناهج كلامية جدلية عقيمة دوخت الدارسين وغبشت على المسلمين عقيدتهم السهلة الميسرة، فقد كان قلمه حاسماً واضحاً في هذه القضية حيث بين رحمه الله أن دور العقل لا يتجاوز التلقي عن الوحي، وأنه تابع للوحي وليس العكس، وأن العقل إذا استقل في طلب الهداية وابتعد عن الوحي ضل وانحرف".اهـ [دراسـة نـقـدية لأهـم ما يـمـيـز تـفـسـيـر "فـي ظـــلال الـقــرآن" عـن غـيــره مـن الـتـفــاسـيـر ص1-2]. ومع ذلك –كله- فإن هذا الكتاب عمل بشري يدخله النقص, ويخالجه الخطأ, ويأبى الله أن يتم غير كتابه! لذا فقد ألف عدد من الكتاب في نقد هذا الكتاب النفيس, ولكنهم بين غال وجاف ووسط منصف. فبعض الكتاب قدّس "الظلال" وصيره دستوراً, وظنه منزلاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه! وبعضهم سماه "الضلال" –بالضاد!-, ولم ير فيه ما يُحمد! وربما ساواه بالفصوص لابن عربي الهالك أو كاد! والمنصفون قليلون بين الناس, الذين وزنوا كتاب "الظلال" بالقسطاس, وحبروا في ذلك خير قرطاس. ولم أر أفضل من "ميزان الاعتدال" لشيخنا العلامة أبي محمد المقدسي فك الله أسره, فهو كاسمه, حيث وضح الشيخ ما لسيد رحمه الله وما عليه, بدقة متناهية, وعدم محاباة لأحد, على حساب دين الواحد الأحد. قال شيخنا –فك الله أسره- في مقدمة الطبعة الثانية: "وقد أحببت أن أنشرها بحلتها المنقحة هذه ناسخا بذلك هيئتها الأولى التي لم تطبع أصلا طبعة رسمية وإنما قام بتصوير نسخ محدودة منها بعض من فرح بها من أدعياء السلفية آنذاك ظانين أنها من بضاعتهم المزجاة، لمجرد أن تناولت فيها سيدا رحمه الله بشيء من الانتقاد العلمي كما سيرى القارئ، وليس الأمر كما ظنوا، فما عن عداوة لسيد أو لكتاباته سطرت هذه الأوراق، ولا نصرة لطواغيت الكفر الذين عراهم سيد في كتاباته أو جدالا عنهم كما يفعل كثيرا من مشايخهم الذين تناولوا سيدا أو كتاباته؛ كلا بل فعلته نصرة للحق واتباعا له حيثما كان؛ فكل أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ من قوله ويرد؛ والحق أحب إلينا من سيد وغيره، والخطأ خطأ ويجب بيانه والنصح للأمة فيه سواء صدر من سيد أو غيره ولا محاباة لأحد في دين الله..".اهـ [ميزان الاعتدال ص1]. فنصيحتي لك -أخي السائل- أن تراجع "ميزان الاعتدال" قبل الشروع في قراءة "الظلال" حتى تكون على دراية بالمسائل المنتقدة على الشيخ سيد قطب رحمه الله في كتابه, وهي قليلة بالنسبة لحجم الكتاب, والله أعلم. أجابه، عضو اللجنة الشرعية : الشيخ أبو همام بكر بن عبد العزيز الأثري
__________________
أنا ضد أمريكا و لو جعلت لنا *** هذي الحياة كجنة فيحاء أنا ضد أمريكا و لو أفتى لها *** مفت بجوف الكعبة الغراء أنا معْ أسامة حيث آل مآله *** ما دام يحمل في الثغور لوائي أنا معْ أسامة إن أصاب برأيه *** أو شابه خطأ من الأخطاء أنا معْ أسامة نال نصرا عاجلا *** أو حاز منزلة مع الشهداء |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |