|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() النــــاس أربــــعــــة 0 فمن أيهم نحن؟ في مضمار الخير الواسع نجد الناس أنواعاً في السير فيه والانتساب له. وإذانظرت إلى صنوف الناس هذه وجدتها على مراتب أربع. الأولى: من هو في عمل الخيركمولد الطاقة يبث الحيوية والحياة حوله، تفيض حيويته فيستنفر الناس، ويستثيرالعزائم، ويدفع للعمل، فحيثما وجدوا وجدت الحياة، وحيثما تحركوا دبت الحركة، فهمكالغيث إذا أصاب أرضاً اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، وهؤلاء هم أصحابالمبادرات والسبق إلى الفرص، وشغل الأماكن الشاغرة، وهم بعد ذلك درجات فيما بينهم،فمنهم من يحرك بطاقته أمة، ومنهم من يحرك دولة، ومنهم من يحرك بلداً، ومنهم من يحركحياً، ولكن الجامع بينهم هو الاندفاع الذاتي، والمبادرة والإيجابية، وأهل التأثيرفي الأمة والخلود في التاريخ هم هذا النوع من الرجال، وكان جيل الصحابة رضي اللهعنهم مزدحماً بهذه النوعية المتميزة، وفي فلك التاريخ منهم كواكب نيـرة، وهل كانابن المبارك والثوري والشافعي وابن حنبل وابن تيمية وابن عبد الوهاب وحسن البناوابن باديس وابن باز إلا زينة هذا الصنف وأنموذجه الأعلى، وهذه الفئة هم أهل (من سنفي الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها) وهم (الذين يسارعون في الخيراتوهم لها سابقون) وهم الذين يجددون لهذه الأمة أمر دينها. وهؤلاء بأعلىالمنازل. الثانية: المشاركون في كل عمل خير، وهؤلاء ليس لديهم مبادرة الصنفالأول ولا قدرته على اهتبال الفرص وإيجادها لكنهم يبذلون من أنفسهم وأوقاتهموجهودهم فيما يلوح أمامهم من مشاريع الخير وأعماله القائمة، وهم مع الصنف الأولوحوله، يعملون مع غيرهم ويقل عملهم بأنفسهم، وهؤلاء وإن كانوا دون الصنف الأولمبادرة وسبقاً إلا أنهم جيش الإسلام ورجال العمل الذين تجتمع من مجموع جهودهمالإنجازات الكبار، فهم الأتقياء الأخفياء (إن كان أحدهم في الحراسة كان في الحراسة،وإنكان في الساقة كان في الساقة إن استأذنوا لم يؤذن لهم وإن شفعوا لم يشفعوافطوبى لهم) هم الذين ذكروا لعمر شهداء في بعض الغزوات فقيل له وآخرون -يا أميرالمؤمنين –لا تعرفهم، فبكى وقالوما يضرهم ألا يعرفهم عمر، لكن اللهيعرفهم). وهؤلاء وإن كانوا لا يحركون غيرهم لكنهم يتحركون مع غيرهم، وإن كانوا لايقودون الأعمال لكنها لا تقوم إلا بهم، فهم على خير وإلى خير. الثالثة: فريق منالصالحين لا تُستنهض هممهم ولا تُشحذ عزائمهم بكل أنواع الاستثارة والاستنفار، فهمعلى صلاحهم قد أخلدوا إلى الأرض وكفوا أيديهم، يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحلونالحلال ويحرمون الحرام ثم لا يزيدون على ذلك شيئًا. فمهما بذل معهم من جهدلرفعهم إلى المبادرة أو المشاركة امتصه برود عزائمهم، وفَقد أثره فور مروره علىمسامعهم، والجهد الذي يبذل معهم هو في حفظهم أن يهنوا أو يتهاونوا أو يفرطوا، أماانتظارهم فإنه يقطع السائرين ويستنفذ جهود العاملين وقلما يجدي في زحزحتهم عنمواقعهم وهؤلاء وإن قصروا عن سابقيهم في ا لمبادرة والعمل فإنه يحمد لهم إقامةشعائر الدين، وصلاح حالهم في أنفسهم، وسلامة غيرهم منهم، فهم المسلمون الذين سلمالناس من ألسنتهم وأيديهم، وهم المؤمنون الذين أمنهم الناس، وهم المهاجرون الذينهجروا ما نهى الله، فهم في حالهم على خير. الرابعة: صنف لديهم انتساب للخيرولكن في حرصهم عجز، وفي رغبتهم نقص، وفي تصورهم تشوه، هم مع انتسابهم للخير إلا أنكتفقدهم في مواقف العمل، ولا تجدهم في مواقع الإنجاز، ولكنهم لا يرضون بذلك فيصرونعلى الحضور ولكن بشكل آخر وهو رمي العاملين بالحجارة من خلفهم، والنقد التهشيميلإنجازاتهم. تفاجئهم الإنجازات ويقيدهم عجزهم عن المشاركة فيها. فهم لايستطيعون إقامة الإنجاز ولا يرضون أن يقيمه غيرهم فينشغلون بتحطيم المنجزات ويبذلونفي ذلك جهدًا يكفي بعضه لإقامة إنجاز كبير أو أكبر، وكأنما هم حينما عجزوا أنينجحوا نذروا أنفسهم لإثبات عدم نجاح غيرهم. إن هذه الفئة موجودة في مسيرةالعاملين المصلحين وكأنها ملازمة لإنجازهم ومعلنة عن نجاحهم. يوجد هؤلاءونصيبهم من الوصاة بالصدقة أن يكفوا شرهم عن الناس فإنها صدقة منهم علىأنفسهم. بقي أن نتساءل بعد: هذه صنوف الناس. فمن أيهم نحن؟ د. عبدالوهاب بن ناصر الطريري منقول |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مع .. بعض الناس | ღ بحر العطاء ღ | الملتقى العام | 6 | 13-07-2009 08:02 PM |
فن التعامل مع الناس | مخرب ابوابوهااا | الملتقى العام | 17 | 17-01-2008 09:43 AM |
قارن بنفسك واختار ايهم تحب ان تكون | أمة الحق | الملتقى الاسلامي العام | 4 | 26-11-2006 01:47 PM |
خير وشر الناس | العدنيه | الملتقى العام | 8 | 06-06-2006 03:25 PM |
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |