إلى قاتلي الأمل والطموح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سماحة النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حدث في الرابع والعشرين من شعبان 1143 وفاة إمام الشام الفقيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الأمانة أمانة... حتى في الأشياء الصغيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الأقدار الحزينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 509 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 460 )           »          مفارقات بين الخلق والخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 19 )           »          نحن والوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          صديقي رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3138 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-12-2019, 11:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,275
الدولة : Egypt
افتراضي إلى قاتلي الأمل والطموح

إلى قاتلي الأمل والطموح


عبدالله الرباحي






ألوان وأشكال




أبناؤنا خرِّيجو المعاهد والجامعات شَتلات متفتِّحة زكيَّة، ترعْرَعَت في أحواض الأُسْرة، وتغَذَّت بسِماد العِلْم والمثُلِ، والأخلاق والتخصصات، أُعِدَّت للغرس في سهول العمل في طول البلاد وعَرْضها، تَفْتقر إلى التَّوجيه والمراعاة، وتنمية الخِبْرة العمَليَّة التي غالبًا ما تَصْطدم بالمحسوبيَّة والواسطة لدَى قاتلي الأمل والطموح، الَّذين لا يراعون الكفاءة والمؤهِّلات، وسذاجتهم وطيبتهم، وقلة خبرتهم.



يهربون بقناعاتهم الصغيرة، وخبرتهم البسيطة، وأحلامهم الكبيرة التي تَكُون - بسبب هذه الواسطة - عبئًا كبيرًا، وحِملاً ثقيلاً على كواهلِهم الغَضَّة، وينغمسون بأشياء ممنوعة من مخدِّرات وغيرها، حيث سرابُ الوهم وإغفاءةُ اللاَّمبالاة التي قد تَنتهي بالتمدُّد على فراش الوهن، ووسائد الضعف والعجز، والإدمان.



وتلك الأخرى التي تَندفع منكَسِرة بغير بَصِيرة ولا رويَّة إلى تلك الأساليب للكسْب غير المَشْروع، بعد أن ضاقَتْ بهم فسْحة الأمل على سَعَتِها؛ لكثْرة أحْمال الإحباط واليأس، إضافةً إلى معاناةِ ولَوعةِ الأُسَر وهي ترى أحلامها التي عَتْها طوال تلك السنين وهي تَهْوِي إلى حضيضِ ومتاهةِ الإحباط، برغم قول الشاعر القانع:



فَاصْطَبِرْ وَانْتَظِرْ بُلُوغَ الأَمَانِي

فَالرَّزَايَا إِذَا تَوَالَتْ تَوَلَّتْ








على قاتلي الأمل والطموح لدى المجتهدين المستحقِّين ذَوِي الكفاءات - أن يَعْرفوا أنَّ الأمر يتعدَّى بكثير حُبَّهم لخدمة قرابتهم وأصدقائهم وتفانيهم، بِقَبول غير الأكْفاء وغير المستحقِّين منهم بالواسطة، وحرمان ذَوِي الكفاءات من حقوقهم، بل وحرمان مَوَاطن العمل من طمُوحهم والوقوف ضدَّهم بالتَّسْويف والمواعيد، وبالمقابلات الشَّخصية.



إنَّهم بفِعْلهم هذا يُعنسُون الفتيات، ويَهْدِمون بيوت الأُلْفة والمحبَّة، ويَعتصرون تلك الدموع والآهات من صدُورِ وأعينِ الأُسَر المحتاجة، ويغرسون الحقْدَ في الصدور، ويَزِيدون نسبة الجنوح في المجتمع، وتترَنَّح بسببهم تلك الكواهل الغضَّة للمؤهَّلين بأحْمال الإحْباط، وتتأذَّى العيون بوهج السَّراب، سراب الروتين والتسويف والمواعيد.



يجب أن يَعلم قاتلو الأمل أنَّ قَبول مَن لا يستحقُّ يضر بالعمل والإنتاج والنمو، ويساعد على بروز جيل لا يهتمُّ ولا يبالي بالإخلاص والتفاني والاجتهاد؛ استمرارًا لما كان يفعله ولَم يرَ ويَعِش نتائجه.



لن يُبالي هذا الجيلُ بذلك إطلاقًا؛ لعدم معرفته ومُعايَشتِه لنتائج الإهْمال واللاَّمبالاة التي لم تكن رادعةً لهم.



بل إنَّه بقبولهم والتوسُّط لهم يؤكِّدون ويؤصِّلون اللاَّمبالاة التي رَسخَت في أولئك الخاملين عَدِيمي الذَّوق والحياء والإخلاص، الذين يَقْفزون بكلِّ وقاحة ولا مبالاة وقلَّة حياء، وبسبب الواسطة من الطَّرَف الآخر للسُّلَّم بدون درجات ولا كفاءة.




إنَّنا - يا سادة - بِقَبولنا لهم نَغرس في ساحات العمل - الَّتي لا تَقِلُّ أهمية عن ساحات القتال - غروسًا باهتة بالية، تفتقر إلى الجدِّية والصِّدق في التعامل، كتِلْك الغُروس التي تُوضَع في زوايا (الوِرَش) والمعامل والمكاتب، نباتات الظِّل والبلاستيك، لا ثمر ولا رائحة؛ فقط "ألوان وأشكال".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.57 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]