|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مواصفات الداعية الناجح مصطفى مخدوم الداعية الناجح من قوة إيمانه برسالته ومسؤوليته الفردية لا ينتظر أن يطلب منه أحد المشاركة في الخير ودعوة الناس بل يبادر هو بالمهمات والأفكار الدعوية كهدهد سليمان، ويفكر بطريقة إيجابية تبعثه للعمل والتفاؤل والنظر في الجوانب الإيجابية في الناس ومحاولة تضخيمها واستثمارها فهو يرى شعلة في بعض النفوس فينفخ فيها، حتى تكون نارا مباركة تضئ العالم كله، ولا يخرج في واقعه عن القسمة الثلاثية التي ذكرها بعض المعاصرين: "كن مشروعا أو أسس مشروعا أو ساعد في نجاح مشروع". الداعية الناجح يفكر دائما في مسألة تشغله، وهي كيف أجعل لحياتي معنى يختلف عن حياة الجماهير التائهة؟ وكيف أستطيع تحقيق أهدافي الدعوية؟ وكيف يمكن أن أترك أثرا صالحا عند رحيلي عن الدنيا؟ إن أمتنا اليوم تعاني من الغثائية وانخفاض مستوى الجودة مع كثرة العدد على حدّ قول الشاعر: إني لأفتح عيني حين أفتحها *** على كثير ولكن لا أرى أحدا وهو ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث القصعة: ((أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء لغثاء السيل)). فالأمة -في جملتها- أرقام وبعضهم أصفار لا تؤثر في معادلة الحياة، ولا يمكننا أن نبني قلعة صلبة على لبنات ضعيفة هشة، ومن هنا كان لزاما على الدعاة والمربين النظر في النوعية والتركيز على الكيفية في بنائنا التربوي وصناعة الداعية الناجح، وأبرز مواصفاته ثمانية كعدد أبواب الجنة. (1) العلاقة المميزة بالله -تعالى-: فالداعية الناجح يحرص على رضا الله -تعالى- أولا قبل كل شيء، ويفخر بخدمته وطاعته لمولاه، كما يجد أسعد لحظاته في المناجاة والذكر والعبادة لله رب العالمين. فليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب (2) استحضار الهدف والنهاية: فهو يستشعر دائما أن له هدفا في الحياة وأن له رسالة كلف بها، وأن له نهاية يعود فيها إلى خالقه: ((عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه)) وهذا يجعله على الجادة لا يضيع حياته في العبث لأن نسيان هذا المصير يوقع الإنسان في الغفلة والاسترخاء المذموم. (3) الحرص على التعلم مدى الحياة: فهو يحرص على المعرفة ويدعو: (رب زدني علما) وشعاره التعلم مدى الحياة أو كما قال الإمام أحمد لما رأوه يحمل محبرة آخر عمره: "حمل المحابر إلى المقابر" وهو يدرك أن الداعية كالبئر لا يزال الناس يسقون منها ما دام فيها ماء فإذا جفت هجروها لغيرها. (4) إدراك نعمة الحياة والوقت: يشعر الداعية الناجح أن الحياة نعمة يجب أن تبذل فيما يتناسب مع مكانتها وقدرها فلا تضيع في صغار الاهتمامات، وهو يدرك جيدا أن الحياة فرصة لا تعوض يجب أن تسخر في رفع رصيد الآخرة وتنفيذ الرسالة، ويدرك أن لكل شيء وقته المحدد لأدائه حتى الإيمان لا يقبل بعد نهاية وقته فهذا فرعون أعلن إيمانه وأكده ثلاث مرات ولم يقبل منه: (قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) لأنه قد فات وقت التوبة والإيمان بمعاينة الغرق. (5) همة عالية لا تعرف الاستسلام: إن تحقيق الأهداف دونه عقبات لا يتجاوزها إلا من له همة عالية وعزيمة صارمة كما أنه يدرك أن الطريق إلى الراحة الأبدية ليس مفروشا بالسجاد الأحمر كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((حفت الجنة بالمكاره)) بل هو مفروش بالعرق والدم الأحمر. (6) شعار الإتقان في كل شيء: يعمل الداعية الناجح وهو يستحضر قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة)) [رواه مسلم]. فأمر بالإتقان في كل شيء حتى في الهدم والذبح فمن باب أولى أن يكون البناء كذلك، قال العلماء: "هذا الحديث من الجوامع" أي جوامع الكلم. قال ابن رجب: "فهذا الحديث يدل على وجوب الإحسان في كل شيء من الأعمال لكن إحسان كل شيء بحسبه فالإحسان في الإتيان بالواجبات الظاهرة والباطنة الإتيان بها على وجه كمال واجباتها فهذا القدر من الإحسان فيها واجب..."[1]. حتى في ميدان الحرب والقتل يعلمنا القرآن إتقان العمل؛ كما في قوله -تعالى-: ((فاضربوا فوق الأعناق...)) أي ليكن الضرب فوق عظام الرقبة ودون الدماغ. فهذا التحديد من باب الإتقان وسرعة القتل وليكون أسهل على المقتول فهو من باب الرحمة أيضا، فالله -تعالى- يريد منا الإتقان في كل شيء كما أنه -سبحانه- فعل ذلك في مصنوعاته، فقال: (صنع الله الذي أتقن كل شيء). (7) صاحب قلب يفيض رحمة بالخلق: ينطلق في تعامله مع الناس من منطلق الرحمة لا من منطلق الاستكبار والوصاية لأنه يعرف ضعفهم وشدة وطأة الحياة عليهم، وقوة تأثير البيئة والتربية وضغوط العولمة عليهم، فهو يسعى لإنقاذهم، يفرح لهدايتهم ويحزن لضلالتهم؛ كما قال ابن تيمية عن أهل السنة: "أرحم الناس بالخلق وأعلمهم بالحق". (8) صاحب مبادرات عملية وتفكير إيجابي: الداعية الناجح من قوة إيمانه برسالته ومسؤوليته الفردية لا ينتظر أن يطلب منه أحد المشاركة في الخير ودعوة الناس، بل يبادر هو بالمهمات والأفكار الدعوية كهدهد سليمان، ويفكر بطريقة إيجابية تبعثه للعمل والتفاؤل والنظر في الجوانب الإيجابية في الناس ومحاولة تضخيمها واستثمارها فهو يرى شعلة في بعض النفوس فينفخ فيها حتى تكون نارا مباركة تضئ العالم كله، ولا يخرج في واقعه عن القسمة الثلاثية التي ذكرها بعض المعاصرين: "كن مشروعا أو أسس مشروعا أو ساعد في نجاح مشروع". والله أعلم. _____________________________________________ [1] جامع العلوم152)].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |