|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم يا دعاة الفاحشة، اتقوا الله د. محمد ويلالي الخطبة الأولى: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]. طلعت علينا -منذ قريب- جهة تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان، وتريد أن تعطي المغاربة درسا في الحرية والديمقراطية، وأن تبصرهم بحقوقهم التي لا يعرفونها بعد، فأجمع أعضاؤها على ضرورة المطالبة بعلمانية الدولة، وضرورة حماية ما يسمى بالحرية الجنسية، وأن من بلغ سن الثامنة عشرة صار مسؤولا عن جسده، يملك حرية التصرف فيه كيف يشاء، يعبث فيه كما يشاء، ويهبه لمن يشاء. وبناء عليه، فلا تثريب ـ عندهم ـ على من زنى بامرأة خارج إطار الزوجية، إذا كان ذلك برضاهما، فذلك - زعموا - حق من حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا، يدخل ضمن ما يسمى بحق تملك الجسد، الذي هو شأن خاص بالفرد، يندرج ضمن الحقوق الفردية التي ينبغي أن تصان. فلا الدين - عندهم - يملك أن يمنع، ولا القانون من حقه أن يردع، ولا ضرورة لصوت الشعور الاجتماعي أن يرتفع. وجأروا بأصواتهم بوجوب حذف الفصل 490 من القانون الجنائي، الذي ينص على أن "كل علاقة جنسية بين رجل و امرأة لا تربط بينهما علاقة الزوجية، تكون جريمة فساد، و يعاقَب عليها بالحبس من شهر واحد إلى سنة". لم يكتفوا بما يجري بيننا من انتهاكات صارخة للآداب العامة، وخدش للحياء في الأحياء والطرقات، عن طريق ألوان التبرج التي تقصف حياء الغيورين، ونشر الصور المنافية للأخلاق، والسماح بترويج المواقع والفضائيات الإباحية، حتى أعلنوها حربا على طبائع معظم المغاربة، التي تسيجها الأخلاق الإسلامية، والتوجيهات الربانية. وفي الطرف الآخر من مخطط هذه الحرب، طلعت علينا - منذ قريب - مسرحية، يتوخى أصحابها أن تعرض في مختلف المدن المغربية، عنوانها البذيء، وأحداثها السخيفة، تدور حول العضو التناسلي للمرأة، مستعملة قاموس الشارع، من ألفاظ جنسية ممقوتة، وتعابير قبيحة، وأساليب مائعة داعرة، وحوارات مسفة ماجنة، إمعانا في تمريغ شعور المغاربة في التراب، وكسرا لكل الحواجز الأخلاقية المعروفة، من غير مسكة خجل، أو مزعة حشمة. يأتي هذا كله، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه فنا يرتقي بالمستوى الأخلاقي للناس، ويسمو بالثقافة البانية، لتطهير المجتمع من المفاسد، وتحصينه من الرذائل، ومعالجة قضاياه اليومية، التي تلامس همومه، وتسري عنه أحزانه، فضلا عن القضايا الكبرى التي تعني عموم المسلمين. أما علمتم ـ هداكم الله ـ أنه يولد عندنا ما يقارب 80 الف طفل خارج الزواج سنويا، يخضع جلهم لعملية إجهاض سري، ليبلغ عددهم مليون طفل خلال السنوات العشر الأخيرة، 23 ألفا منهم في مدينة واحدة، عثر على عدد كبير منهم أمواتا بين النفايات، أو مختنقين داخل أكياس بلاستيكية؟ أما علمتم أن عدد من يسمين بالأمهات العازبات - عندنا - قد بلغ 27200 عام 2009، وهو ضعف العدد الذي سجل في السنة التي قبلها، 61% منهن تقل أعمارهن عن 26 سنة، و32% يقل أعمارهن عن 20 سنة. ينجبن كل يوم 135 طفلا؟ أهذه هي الثقافة الغربية الحقيقية التي انبهرتم بها فأردتم استنباتها في بلد مسلم مثل بلدنا؟ ما كفاكم في الغرب مليونُ طفلٍ ![]() أنتجتهم خطيئة الدخلاء ![]() ما كفاكم مليار أنثى تنادي ![]() أنقذونا من وطأة الفحشاء ![]() لقد ورد في كتاب الله النهي عن قربان الفواحش في مواضع متعددة، بيانا لخطورتها، وتحذيرا من مغبتها. قال تعالى:﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ [الأنعام: 151]. وقال تعالى:﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33]. وقال تعالى في حق الشذوذ:﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [الأعراف: 80، 81]. إنهم يعتبرون الزنا ضرورة ملحة، يجب أن ترفع القيود في وجهها، وما علموا أن شرعنا أثبت الحاجة إليها، ولكن نظم طريقة تصريفها، ووضع الضوابط الشرعية لها، حتى لا تنقلب حياة حيوانية هوجاء، تنتج اللقطاء وأبناء الشوارع، وتغرق الشباب في حمأة الرذيلة، ووهدة الخطيئة. فقد جعل الله تعالى الفاحشة من ملذات الدنيا الفانية، التي ابتلي بها المؤمن لاختبار إيمانه وصبره، وضرب لنا أروع الأمثلة في قصة يوسف - عليه السلام - الذي أوتي شطر الحسن والجمال، لتقع في هواه امرأة العزيز بجمالها، ومالها، ومنصبها، وجاهها، وسلطانها، وتتهيأ له في أحسن زينة، وقد غلقت الأبواب حتى لا يراهما أحد، بل هددته بالسجن إن هو أبى تحقيق مطلبها ﴿ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف: 32]. فهل استسلم سيدنا يوسف لمكبوتات النفس، فأرخى لها العنان، وقال أنا أملك جسدي أتصرف كما أريد؟ أم إنه تذكر عقاب الله، واستحضر سوء آثار الفاحشة؟ ﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾ [يوسف: 33]. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، ومنهم: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله" متفق عليه. إنها نزوة عابرة، وزينة فانية، تورث صاحبها الندامة، وتعقبه السقامة. قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]. وقال تعالى: ﴿ والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ﴾ [النساء: 27]. وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه أن شابًا كان يتعبد في المسجد، فهوته امرأة، فدعته إلى نفسها، وما زالت به حتى كاد يدخل معها المنزل، فذكر قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ (طيف وهو الشيطان) مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 202]، فلما ذكرها خر مغشيًا عليه. الخطبة الثانية إن معظم بلايا الفساد مصدرها من إطلاق البصر في المحرمات، وإرسال العين في تتبع العورات. قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 30، 31]. قال سعيد بن أبي الحسن للحسن: "إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن؟ قال: اصرف بصرك عنهن، يقول الله - عز و جل -: ﴿ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ﴾. وعَنْ جَرِيرٍ -رضي الله عنه- قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ نَظْرَةِ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: "اصْرِفْ بَصَرَكَ" مسلم. كل الحوادث مبدأها من النظر ![]() ومعظم النار من مستصغر الشرر ![]() كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ![]() فتك السهام بلا قوس ولا وتر ![]() والمرء ما دام ذا عين يقلبها ![]() في أعين الغيد موقوف على الخطر ![]() يسر مقلته ما ضر مهجته ![]() لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |