الاجتهاد في العمل الصالح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         خبر الحجاج بن علاط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 97 )           »          غزوة وادي القرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 72 )           »          من صور حب أبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الكاتب الأديب أيمن ذو الغنى في رحلته الأدبية والعلمية والعملية (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          طرف مما حصل في بعض السنين من الأوبئة والأمراض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4862 - عددالزوار : 1822038 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 1170945 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 302067 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-02-2020, 03:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,347
الدولة : Egypt
افتراضي الاجتهاد في العمل الصالح

الاجتهاد في العمل الصالح



الشيخ عبدالله الجار الله





إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحْبه وسلَّم.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

أمَّا بعدُ:
فأوصيكم - عبادَ الله - ونفسي بتقوى الله - تعالى - وطاعته.

أيها المسلمون، لقد خَلَق الله - تبارك وتعالى - هذه الحياة وما فيها من بدائع وعجائبَ، وأفراح ومصائب، وفِتن وشهوات؛ ليبلوَنا أيُّنا أحسنُ عملاً؛ كما قال - جل شأنُه -: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2].

وأخبرنا - عزَّ وجلَّ - أنَّ مَن اجتهد في العمل الصالح في جميع أيَّامه فهو موعود بالحياة الطيِّبة، والكرامة الخالدة، والحِفظ والرعاية؛ قال - تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وقال - سبحانه -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

وبشَّرنا - سبحانه وتعالى - في آيات كثيرات، قاطعات بيِّنات، بالجزاء الأوْفَى، والعاقبة الأسْنَى، لمن آمن به واتَّقاه، فكان عملُه في طاعته ورضاه، يمتثِل أمرَه، ويَجتنب نَهْيَه وزَجْرَه؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107 - 108].

عباد الله، ويؤكِّد لنا رسولُنا الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذه الحقيقة التي يغفُلُ عنها كثيرٌ من المسلمين اليوم، وهي أنْ يكون الهمُّ الأول للإنسان آخرتَه، وإنما يكون ذلك بالإيمان والعملِ الصالح، وإلا فالخسارة والندامة؛ يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن كانت الآخرة هَمَّه، جعَلَ الله غِناه في قلبه، وجَمَع له شَمْلَه، وأتتْه الدنيا وهي راغمة، ومَن كانت الدنيا هَمَّه، جعَلَ الله فقْرَه بين عَينيه، وفرَّق عليه شَمْلَه، ولم يأتِه من الدنيا إلاَّ ما قُدِّر له)).

ويقول الله - عزَّ وجلَّ - في الحديث القُدسي: "يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أُوَفِّيكم إيَّاها، فمَن وجَدَ خيرًا فليَحْمَدِ الله، ومَن وجَد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نفْسَه".

أيها المؤمنون، لقد فَقِه سيِّد الأنبياء والمرسلين - عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم - هذه المعاني حقَّ الفقه، وعَلِمها حقَّ العلم، فكان يجتهد في عبادته لربِّه أشدَّ الاجتهاد؛ قال عبيد بن عمير لعائشة - رضي الله عنها -: أخبِرِينا بأعجب شيءٍ رأيتِه من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: فسكتَتْ ثم قالتْ: "لَمَّا كان ليلة من الليالي، قال: ((يا عائشة، ذَرِيني أتعبَّد الليلةَ لربِّي))، قلتُ: والله إني لأحبُّ قُرْبَك، وأحبُّ ما سَرَّك، قالتْ: فقام فتطهَّر، ثم قام يُصلِّي، قالتْ: فلم يَزَلْ يبكي حتى بلَّ حِجْرَه، قالتْ: ثم بَكَى فلم يزلْ يبكي حتى بلَّ لِحْيته، قالتْ: ثم بَكَى فلم يزل يبكي حتى بلَّ الأرض، فجاء بلال يُؤْذِنه بالصلاة، فلمَّا رآه يبكي، قال: يا رسول الله، لِمَ تبكي وقد غفَر الله لك ما تقدَّم وما تأخَّر؟ قال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا؟! لقد نزلتْ عليَّ الليلة آية، وَيْلٌ لِمَن قرأها ولَم يتفكَّر فيها: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190])).

عبادَ الله، وهكذا كان سلفُنا الصالح من صحابة وتابعين - رضي الله عنهم أجمعين - سخَّروا دنياهم لآخِرتهم، وباعوا أنفسَهم وأموالَهم بالجنَّة، فهذا عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - كان - كما ثبتَ في الصحيحين - يقرأ القرآن في كلِّ ليلة، ويصوم كلَّ يومٍ، فلمَّا عَلِم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بحاله، أرادَ منه أنْ يخفِّفَ من ذلك؛ ليعطي أهلَه حقَّهم، فما زال به حتى أقرَّه على أنْ يختِمَ القُرآن في ثلاث، وأن يصومَ يومًا بعد يوم.

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية


الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عُدوان إلا على الظالمين، وأشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وحْدَه لا شريك له، الإله الحق المبين، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، إمام المتَّقين وخَاتَم المرسلين، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

أمَّا بعدُ:
فاتَّقوا الله - عباد الله - حَقَّ تقواه، واعملوا بطاعته ورضاه.

أيها المسلمون، الحذرَ الحذرَ من التمادي في الغَفْلة، والركون إلى الدَّعَة؛ فإنَّ متاع الدنيا قليلٌ، ولا بُدَّ لكلِّ عبدٍ من الرحيل، والإقبال على الملك الجليل؛ ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].

فحافِظُوا - عبادَ الله - في جميع أيَّامكم على الْجُمَع والجماعات، والصيام وأداء الزكوات، والإكثار من النوافل والتطوُّعات، وتحلَّوا بمحاسن الأخلاق ومكارم الآداب؛ من بِرِّ الوالدين، وصِلَة الأرحام، والإحسان إلى الفُقَراء والمساكين والأيتام، وحِفظ اللسان، وغَضِّ البصر وجميع الجوارح عن الفواحش والآثام.

ثم صلُّوا - عبادَ الله - وسلِّموا على نبيِّ الرحمة محمدٍ بن عبدالله، وعلى آله وصَحْبه ومَن اتَّبَع هُداه، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آله وصَحْبه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

اللهم اغفرْ للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات، اللهم اجعلْنا لك شاكرين، لك ذاكرين، إليك مُخبتين أوَّاهين مُنيبين.

ربَّنا تقبَّل توبتنا، واغسلْ حَوْبتنا، وأجبْ دعوتنا، وثبِّتْ حُجَّتنا، واهدِ قلوبنا، وسدِّدْ ألْسِنتنا، واسْلُلْ سَخيمةَ قلوبنا، اللهم ابسطْ علينا من بركتك ورحمتك، وفضْلك ورزقك، اللهم إنَّا نسألك النعيمَ المقيم، الذي لا يحول ولا يزول، اللهم أمِّنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم ولاة أمورنا، اللهم ارزقْهم البِطانة الصالحة الناصحة.

اللهم ارفعْ عنَّا الغلاء والوباء، والزلازل والْمِحَن وسوء الفِتن؛ ما ظهَرَ منها وما بطنَ، عن بلدنا هذا خاصَّة، وعن سائر بلاد المسلمين عامَّة يا ربَّ العالمين.

اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِلْ علينا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطين، اللهم إنَّا نستغفرك؛ إنَّك كنتَ غفَّارًا، فأرسلِ السماء علينا مِدْرارًا، اللهم اسْقِنا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطين، اللهم سُقْيا رحمة لا سُقْيا بلاءٍ ولا عذاب، ولا هَدْم ولا غَرَق؛ ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.77 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]