التحذير من الخمور والمخدرات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4862 - عددالزوار : 1821241 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 1170441 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 302002 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-10-2020, 03:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي التحذير من الخمور والمخدرات

التحذير من الخمور والمخدرات


الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر






الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأسبغ علينا به الإنعام، ويسر ما شرع فيه من الأحكام، وأوضح الحلال والحرام.
أحمده سبحانه، وأشكر له فضله وإحسانه، وأسأله للجميع عفوه وغفرانه، وستره وامتنانه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله، فنعمت الزاد التقوى، ونعمت اللباس للورى، كيف لا والمتقون عند الله هم أكرم الناس في الدنيا والآخرة، وقد ضمن الله تبارك وتعالى للمتقين النجاة من النار، ووراثة الجنة دار الأخيار، لأنهم تحققوا بولايته وفازوا بمحبته.

أيها الناس:
إن من المحاسن الكثيرة الكريمة التي اشتمل عليها دين الإسلام القويم العظيم، أن الله تبارك وتعالى أحل لنا فيه كل شيء طيب نافع مسعد للعباد في المعاش والمعاد، وحرم فيه كل شيء خبيث ضار مفسد للإيمان، أو للعقول والأعراض والأبدان، مشقٍ لأهله في العاجلة والآجلة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 168]، وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، ومن صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل أنه ﴿ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157]، وقد أحل صلى الله عليه وسلم كل طيب، وحرم كل خبيث، وأمر بكل بر، ونهى عن كل إثم، فأوضح الأحكام، وبين الحلال والحرام، وبلغ كل ما أرسل به، وبينه فلم يترك به مبهماً، ولا مشتبهاً، فصلوات ربي وسلامه عليه ما أحرصه على الأمة، وأصدقه في اللهجة، وأرحمه وأرأفه، فجزاه الله عنا خير ما يجزي نبياً عن أمته.

أيها المسلمون:
وإن من الأحكام العظيمة، ذات المقاصد الحكيمة الكريمة، التي بلغها وبينها النبي صلى الله عليه وسلم مبلغاً عن ربه سبحانه، فيما أنزل عليه من آياته، وصح عنه صلى الله عليه وسلم من سننه وهداياته تحريم الخمر، وتحذير أمته من شؤمها وعقوبتها في الدنيا والآخرة، بياناً وتحذيراً، قامت به الحجة، واتضحت به المحجة، وزالت به المعذرة، وترتب عليه الجزاء في الدنيا والآخرة.

أيها المسلمون:
لقد تلى النبي صلى الله عليه وسلم على مسامع الناس قول الله تعالى في التنزيل الكريم، والذكر الحكيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90،91] وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الخمر جماع الإثم، وأنها داء وليست بدواء، وأن كل مسكر خمر، وكل خمر حرام، وأن ما أسكر كثيره فملئ الكف منه -أو قال- قليله حرام، وجلد شارب الخمر الحد، ولعنها ولعن متعاطيها، والمعين عليها، والمستمتع بها، لتعاونهم على معصية الرحمن، وما يضر بالإيمان، ويسبب الإثم والعدوان، حتى صار تحريمها وعقوبة شاربها أمراً مقطوعاً معلوماً من دين الإسلام بالضرورة، مجمعاً عليه لا يجهله خاص ولا عام من أهل الإسلام، بل علم واشتهر حكمه وحده عند معاصري ظهور الإسلام، ومجاوريه من اليهود والنصارى والمجوس والمشركين أهل الجاهلية، حتى لا يمتري فيه منهم اثنان.

معشر المسلمين:
لقد شدد الشرع الحكيم، والدين الإسلامي القويم، في تشنيع الخمر والتنفير منها بأقطع حجة، وأبلغ أسلوب، إذ قرنها بالميسر والأوثان والأزلام التي هي من قبائح الضالين من المنتسبين إلى الملل السماوية، وحماقات أهل الجاهلية، وأنها من مكائد الشيطان التي يوقع بها العداوة والبغضاء بين بني الإنسان، ويصدهم بها عن الصلاة والذكر والقرآن، ويوقعهم بواسطتها في الفجور وانتهاك عظيم الحرمات، وتلف النفوس والعقول والممتلكات، ولذا جاء الأمر صريحاً باجتنابها، وفورية الانتهاء منها، مما يؤذن بشدة مقتها، والعقوبة عليها، وسوء مصير أهلها.

معشر المسلمين:
الخمر اسم لكل مسكر ومخدر مغط للعقل، من أي شراب اتخذ أو مادة استعمل قليلاً كان أو كثيراً، وشربه إيصاله إلى الجوف بأي طريقة كانت، شرباً أو استنشاقاً أو إبراً أو حبوباً، أو أي وسيلة تقصد لهذا الغرض الأحمق، وتلحق به الحشيشة والأفيون والمخدرات بجميع أنواعها، وإيصالها إلى الأبدان بأي وسيلة تترتب عليها آثاره، وهو من الجرائم المحققة والكبائر الموبقة بإجماع من يعتد بإجماعه من المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر)).

أيها المؤمنون:
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله عن الخمر: ((إن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر))، وقال عليه الصلاة والسلام عام فتح مكة: ((إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام)) رواه مسلم، وفيه أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الخمر: ((إنه ليس بدواء لكنه داء))، وفيه أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((كل مسكر حرام، إن على الله عز وجل وعداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال))، قالوا: وما طيبة الخبال يا رسول الله؟ قال: ((عرق أهل النار أو عصارة أهل النار))، وفي السنن بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه))، وفي المستدرك للحاكم بإسناد صحيح عنه أيضاً رضي الله عنها أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه)) الحديث وفيه: ((فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين يوماً، فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال)) قال: ((نهر من صديد أهل النار))، وفيه أيضاً بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من زنى وشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه))، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن))، وفي المسند للإمام أحمد بإسناد صحيح عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر)) إلخ.

معشر المؤمنين:
قرنت المسكرات والمخدرات التي هي الخمر بالأوثان، وجاء عن الصحابة رضي الله عنهم أن شارب الخمر كعابد الوثن، ولو لم يكن من شؤم المسكر إلا أن صاحبه تمر به أوقات السكر وهو لا يعرف الله عز وجل ولا يؤمن به، قال عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه: ((من مات مدمناً للخمر -يعني من إذا وجدها شربها ولو بعد سنين- مات كعابد اللات والعزى)).

أمة الإيمان:
اثبتوا على حقائق الإيمان، وأركان الإسلام، واجتنبوا الكبائر الموبقات، والجرائم المهلكات، ومن شرها الخمور والمسكرات، وأنواع المخدرات، فإنه قد صح عن نبيكم صلى الله عليه وسلم فيما أوحي إليه من ربه أن من اجتنب الكبائر كفرت عنه سيئاته، وأن من لقي الله مجانباً للخمور والمسكرات ونحوها من الكبائر الموبقات فقد ضمن الله تبارك وتعالى له الجنة، وإنه قد ثبت عن نبيكم صلى الله عليه وسلم أن من فتن آخر الزمان وأشراط الساعة أن تستحل المحرمات، ومنها الخمور والمعازف، فتشرب الخمر، وتستحل المعازف، ويعاقب بعض أهل هذه الكبائر بالمسخ والخسف، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر))، فاجتنبوا الخمور والمسكرات وغيرها من أنواع المخدرات، فإنها أم الخبائث، وجماع الإثم، وجالبة الشر، وسبب كل شؤم ومصيبة، فكم جن بها من عاقل، وكم أزهقت بسببها من نفس، وكم هتك بواسطتها من عرض، حتى أن متعاطيها لم تمكن زنى بمحارمه، وكم أتلفت بها من أموال وثروات، وكم صار من مدمنيها من ذوي الدياثة والقوادة على محارمهم، وكم رأى الناس من السكارى من يلطخون أبدانهم بعذراتهم وأبوالهم أمام الملأ، وكم أودعت مستشفيات المجانين من مجانين الخمور والمخدرات الذين ذهبت عقولهم، فصاروا على ذويهم ومجتمعاتهم أشد من السباع الضاريات، فاعتبروا يا أولي الأبصار، واحذروا هذا الشر المستطير، وحذروا منه تقوا أنفسكم وأهليكم الشماتة والعار والخزي وعذاب النار، فإن السعيد من وعظ بغيره، وإن الشقي من وعظ بنفسه، وقد أبلغ في الإعذار من تقدم بالإنذار، وقد عمرتم ما عمرتم، وجاءكم النذير وما للظالمين من أنصار.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 66-70].

بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه، وأنزل له من الهدى والبيان، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



[1] خطبة الشيخ عبد الله بن صالح القصير - حفظه الله - بجامع الأمير فيصل بن محمد بن تركي آل سعود


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.93 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]