|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا تقل هكذا د. عبدالحكيم الأنيس يعلِّمنا العلماءُ المربون اختيارَ الألفاظ، والتدقيق في العبارات، والتطلع دائمًا إلى الأحسن والأفضل في القول والعمل، كل ذلك بفقهٍ سديدٍ، وحرصٍ رشيدٍ: قال القاضي ابنُ العربي: "أخبَرني مُحَمَّدُ بنُ عبدالحَكَمِ البُسْتيُّ الواعظُ قالَ: أَخْبَرَنا أَبو الفضْلِ الجَوهَرِيُّ سماعًا عليه، يقولُ: كُنَّا في جنازةٍ، فقالَ الْمُنْذِرُ بها: انْصَرِفُوا رَحِمَكُم اللَّهُ. فقال: لا يَقُلْ أحَدُكُمْ انْصَرِفُوا، فإِنَّ اللَهَ تعالى قال في قومٍ ذَمَّهُمْ: ﴿ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [التوبة: 127]. ولكن قولوا: انقلِبُوا رَحمَكُم اللَّهُ، فإِنَّ اللّهَ تعالى قال في قومٍ مَدَحَهُمْ: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾ [1]. ◘ ◘ ◘ ◘ وروى أبو نعيم الأصفهاني عن الإمام يحيى بن أبي كثير(ت:129هـ) قال: "خيرُ الإخوان الذي يقولُ لصاحبه: تعالَ نصوم قبل أن نموت. وشرُّ الإخوان الذي يقولُ لأخيه: تعالَ نأكل ونشرب قبل أن نموت"[2]. ◘ ◘ ◘ ◘ ويُذكرُ في كتب الأدب هذان البيتان: إذا العشرون من شعبان ولَّتْ ** فواصلْ شرب ليلك بالنهارِ ولا تشربْ بأقداحٍ صغارٍ ** فقد ضاق الزمانُ على الصغارِ[3] ◘ ◘ ◘ ◘ وقد عارضهما العلامة ولي الدين أبو زرعة العراقي (ت:826هـ) فقال: إذا العشرون من رمضان ولتْ ** فواصلْ صوم يومك بالقيامِ ولا تأخذْ بحظِّك من منامٍ ** فقد ضاق الزمانُ عن المنامِ[4] ◘ ◘ ◘ ◘ وقال العلامة الشيخ علي بن إبراهيم الإبي اليماني ثم المكي الشافعي (790 تقريباً - 859هـ) -وكأنه يعارض ذلك القائل أيضًا-: إذا العشرون من رمضان ولتْ ** فواصلْ ذكر ربك كل حينِ ولا تغفل عن التطواف وقتاً ** فأنتَ من الفراق على يقينِ[5] ◘ ◘ ◘ ◘ وللعلامة الشيخ أحمد بن علي البسكري (ت:1009هـ): إذا العشرون من شعبان وافتْ ** تهيأْ للصيام وللقيامِ ولا تكسل عن الطاعات فيهِ ** فهذا الوقتُ وقتُ الإغتنامِ فشهرُ الصوم قد وافاك حقاً ** بكل المَكْرُمات على الدوامِ[6] ◘ ◘ ◘ ◘ وعلى نهج علمائنا وإرشاداتهم أذكرُ ما وقع لي من ذلك: • للشاعر الببغاء قصيدة يمدح بها عميدَ الجيوش: الحسين بن أبي جعفر(ت:401هـ)، قال فيها: سألتُ زماني بمَنْ أستغيث ** فقال: استغثْ بعميد الجيوش[7] فقلت: ما أحوجنا أن نقول: سألتُ زماني بمَنْ أستغيث ** فقال: استغثْ بمليكِ العروش أتطلبُ عونًا من العاجزينَ؟ ** فأين العميدُ وأين الجيوش؟! ◘ ◘ ◘ ◘ ♦ وللشاعر الأرَّجاني (ت:544هـ) مضمنًا: وقُمْ نأخذْ من اللذات حظًّا ** فإنّا سوف تدركنا المنايا[8] فقلت: ما أحوجه إلى أن يقول: وقُمْ نأخذْ من التقوى بحظٍّ ** فإنا سوف تدركنا المنايا ◘ ◘ ◘ ◘ ♦ وجاء في قصيدة للحسن بن أبي الحسن النحوي البغدادي الدمشقي (ت:568هـ): للعبد أنْ يلتذَّ في ** دنياهُ واللهُ الغفور[9] فقلت: ليته قال: للعبد أنْ ينكفَّ في ** دنياهُ واللهُ الشكور ◘ ◘ ◘ ◘ وقد يقول المرءُ شيئًا، ثم يندم عليه إذا أسيء فهمُه: ومن ذلك أن الإمام أبا إسحاق الشيرازي (ت:476هـ) قال: جاء الربيعُ وحسنُ وردِهْ ** ومضى الشتاءُ وقبحُ بَرْدِهْ فاشربْ على وجهِ الحبيـ ** ـب ووجنتيهِ وحُسْنِ خدِّهْ قال أبو سعد السمعاني: أنشدنا أبو المُظَفَّر شَبيب بن الحسين القاضي قال: أنشدني الشيخ أبو إسحاق الشيرازي لنفسه. وذكر هذين البيتين. قال ابن السمعاني: قال لي شبيب: ثم بعدما أنشدني هذين البيتين أُنشِدا عند القاضي عين الدولة حاكم صور -بلدة على ساحل بحر الروم- فقال: أحضِرْ ذلك الشأن -يعني الشرابَ - فقد أفتانا به الإمامُ أبو إسحاق. فبكى الإمامُ ودعا على نفسه وقال: يا ليتني لم أقل هذين البيتين قط. ثم قال: كيف لي بردِّهما مِنْ أفواه الناس؟ فقلت: يا سيدي هيهاتَ قد سارتْ بهما الركبان[10]. ◘ ◘ ◘ ◘ وبعد: فقد "قال عمرُ بن عبد العزيز رحمه الله لغلامه -ورأى روثَ دابة-: نحِّ ذلك النقيل. تصوُّناً عن اسم الروث. وقال: عرضتْ لي دمَّل تحت يدي فآلمتني. ولم يقل: تحت إبطي"[11]. وروى ابنُ الجوزي عن أبي عبيد قال: ما رأيتُ رجلًا قط أشدَّ تحفظًا في منطقه من عمر بن عبد العزيز"[12]. وروى عن أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز، فقال رجلٌ لرجل: تحت إبطك. فقال عمرُ: وما على أحدكم أن يتكلم بأجمل ما يقدر عليه؟. قالوا: وما ذاك؟ قال: لو قال: تحت يدك، كان أجمل[13]. و"كان الحجّاجُ على قبح أفعاله، وسوء أحواله، يتنزّه عن أن ينطق بلفظة سخيفة. وقد قال لمنْ اتهمه بمال ابن الأشعث: (لو خبأتَه تحت...) حتى قال: (تحت ذيلك، لم يكن بدٌّ من إخراجه). وإنما أراد أن يقول: تحت......"[14]. [1] "أحكام القرآن" (4 /421). [2] "حلية الأولياء" (3 /71) [3] نسبهما اليوسي في "المحاضرات" وفي "زهر الأكم" إلى أبي نواس. ونسبهما بعضُهم إلى ابن المعتز. ونسبهما العماد الأصفهاني في "خريدة القصر" إلى الفقيه أحمد بن علي المشكهري الموصلي! [4] انظر: "ثبت" الوادي آشي ص 111. [5] الضوء اللامع (5 /155). [6] النور السافر ص 555 . [7] الأعلام (2 /234). [8] خريد القصر: القسم الثاني (3 /362). [9] معجم الأدباء (2 /871). [10] انظر: الوافي بالوفيات (6 /65).. [11] جمع الجواهر للحصري. [12] مناقب عمر بن عبدالعزيز ص 193. [13] السابق ص 278. [14] جمع الجواهر للحصري. وانظر الكلمة المطوية فيه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |