لا تقل هكذا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 525 - عددالزوار : 301931 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 36 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          موقف المسلم من الزلازل والكوارث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 624 )           »          إرهاقٌ بلا صوت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2020, 10:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,334
الدولة : Egypt
افتراضي لا تقل هكذا

لا تقل هكذا


د. عبدالحكيم الأنيس







يعلِّمنا العلماءُ المربون اختيارَ الألفاظ، والتدقيق في العبارات، والتطلع دائمًا إلى الأحسن والأفضل في القول والعمل، كل ذلك بفقهٍ سديدٍ، وحرصٍ رشيدٍ:
قال القاضي ابنُ العربي:
"أخبَرني مُحَمَّدُ بنُ عبدالحَكَمِ البُسْتيُّ الواعظُ قالَ: أَخْبَرَنا أَبو الفضْلِ الجَوهَرِيُّ سماعًا عليه، يقولُ: كُنَّا في جنازةٍ، فقالَ الْمُنْذِرُ بها: انْصَرِفُوا رَحِمَكُم اللَّهُ.

فقال: لا يَقُلْ أحَدُكُمْ انْصَرِفُوا، فإِنَّ اللَهَ تعالى قال في قومٍ ذَمَّهُمْ: ﴿ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [التوبة: 127].

ولكن قولوا: انقلِبُوا رَحمَكُم اللَّهُ، فإِنَّ اللّهَ تعالى قال في قومٍ مَدَحَهُمْ: ﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ﴾ [1].
◘ ◘ ◘ ◘


وروى أبو نعيم الأصفهاني عن الإمام يحيى بن أبي كثير(ت:129هـ) قال:
"خيرُ الإخوان الذي يقولُ لصاحبه: تعالَ نصوم قبل أن نموت.
وشرُّ الإخوان الذي يقولُ لأخيه: تعالَ نأكل ونشرب قبل أن نموت"[2].
◘ ◘ ◘ ◘


ويُذكرُ في كتب الأدب هذان البيتان:
إذا العشرون من شعبان ولَّتْ ** فواصلْ شرب ليلك بالنهارِ
ولا تشربْ بأقداحٍ صغارٍ ** فقد ضاق الزمانُ على الصغارِ[3]
◘ ◘ ◘ ◘


وقد عارضهما العلامة ولي الدين أبو زرعة العراقي (ت:826هـ) فقال:
إذا العشرون من رمضان ولتْ ** فواصلْ صوم يومك بالقيامِ
ولا تأخذْ بحظِّك من منامٍ ** فقد ضاق الزمانُ عن المنامِ[4]
◘ ◘ ◘ ◘


وقال العلامة الشيخ علي بن إبراهيم الإبي اليماني ثم المكي الشافعي (790 تقريباً - 859هـ) -وكأنه يعارض ذلك القائل أيضًا-:
إذا العشرون من رمضان ولتْ ** فواصلْ ذكر ربك كل حينِ
ولا تغفل عن التطواف وقتاً ** فأنتَ من الفراق على يقينِ[5]
◘ ◘ ◘ ◘


وللعلامة الشيخ أحمد بن علي البسكري (ت:1009هـ):
إذا العشرون من شعبان وافتْ ** تهيأْ للصيام وللقيامِ
ولا تكسل عن الطاعات فيهِ ** فهذا الوقتُ وقتُ الإغتنامِ
فشهرُ الصوم قد وافاك حقاً ** بكل المَكْرُمات على الدوامِ[6]
◘ ◘ ◘ ◘


وعلى نهج علمائنا وإرشاداتهم أذكرُ ما وقع لي من ذلك:
للشاعر الببغاء قصيدة يمدح بها عميدَ الجيوش: الحسين بن أبي جعفر(ت:401هـ)، قال فيها:
سألتُ زماني بمَنْ أستغيث ** فقال: استغثْ بعميد الجيوش[7]

فقلت: ما أحوجنا أن نقول:
سألتُ زماني بمَنْ أستغيث ** فقال: استغثْ بمليكِ العروش
أتطلبُ عونًا من العاجزينَ؟ ** فأين العميدُ وأين الجيوش؟!
◘ ◘ ◘ ◘


وللشاعر الأرَّجاني (ت:544هـ) مضمنًا:
وقُمْ نأخذْ من اللذات حظًّا ** فإنّا سوف تدركنا المنايا[8]

فقلت: ما أحوجه إلى أن يقول:
وقُمْ نأخذْ من التقوى بحظٍّ ** فإنا سوف تدركنا المنايا
◘ ◘ ◘ ◘


وجاء في قصيدة للحسن بن أبي الحسن النحوي البغدادي الدمشقي (ت:568هـ):
للعبد أنْ يلتذَّ في ** دنياهُ واللهُ الغفور[9]
فقلت: ليته قال:
للعبد أنْ ينكفَّ في ** دنياهُ واللهُ الشكور
◘ ◘ ◘ ◘


وقد يقول المرءُ شيئًا، ثم يندم عليه إذا أسيء فهمُه:
ومن ذلك أن الإمام أبا إسحاق الشيرازي (ت:476هـ) قال:
جاء الربيعُ وحسنُ وردِهْ ** ومضى الشتاءُ وقبحُ بَرْدِهْ
فاشربْ على وجهِ الحبيـ ** ـب ووجنتيهِ وحُسْنِ خدِّهْ


قال أبو سعد السمعاني: أنشدنا أبو المُظَفَّر شَبيب بن الحسين القاضي قال: أنشدني الشيخ أبو إسحاق الشيرازي لنفسه. وذكر هذين البيتين.


قال ابن السمعاني: قال لي شبيب: ثم بعدما أنشدني هذين البيتين أُنشِدا عند القاضي عين الدولة حاكم صور -بلدة على ساحل بحر الروم- فقال: أحضِرْ ذلك الشأن -يعني الشرابَ - فقد أفتانا به الإمامُ أبو إسحاق. فبكى الإمامُ ودعا على نفسه وقال: يا ليتني لم أقل هذين البيتين قط.


ثم قال: كيف لي بردِّهما مِنْ أفواه الناس؟
فقلت: يا سيدي هيهاتَ قد سارتْ بهما الركبان[10].
◘ ◘ ◘ ◘

وبعد:
فقد "قال عمرُ بن عبد العزيز رحمه الله لغلامه -ورأى روثَ دابة-: نحِّ ذلك النقيل. تصوُّناً عن اسم الروث.
وقال: عرضتْ لي دمَّل تحت يدي فآلمتني. ولم يقل: تحت إبطي"[11].


وروى ابنُ الجوزي عن أبي عبيد قال: ما رأيتُ رجلًا قط أشدَّ تحفظًا في منطقه من عمر بن عبد العزيز"[12].


وروى عن أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز، فقال رجلٌ لرجل: تحت إبطك. فقال عمرُ: وما على أحدكم أن يتكلم بأجمل ما يقدر عليه؟.


قالوا: وما ذاك؟
قال: لو قال: تحت يدك، كان أجمل[13].


و"كان الحجّاجُ على قبح أفعاله، وسوء أحواله، يتنزّه عن أن ينطق بلفظة سخيفة. وقد قال لمنْ اتهمه بمال ابن الأشعث: (لو خبأتَه تحت...) حتى قال: (تحت ذيلك، لم يكن بدٌّ من إخراجه). وإنما أراد أن يقول: تحت......"[14].


[1] "أحكام القرآن" (4 /421).

[2] "حلية الأولياء" (3 /71)

[3] نسبهما اليوسي في "المحاضرات" وفي "زهر الأكم" إلى أبي نواس. ونسبهما بعضُهم إلى ابن المعتز.
ونسبهما العماد الأصفهاني في "خريدة القصر" إلى الفقيه أحمد بن علي المشكهري الموصلي!

[4] انظر: "ثبت" الوادي آشي ص 111.

[5] الضوء اللامع (5 /155).

[6] النور السافر ص 555 .

[7] الأعلام (2 /234).

[8] خريد القصر: القسم الثاني (3 /362).


[9] معجم الأدباء (2 /871).

[10] انظر: الوافي بالوفيات (6 /65)..

[11] جمع الجواهر للحصري.

[12] مناقب عمر بن عبدالعزيز ص 193.

[13] السابق ص 278.

[14] جمع الجواهر للحصري. وانظر الكلمة المطوية فيه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]