مقدمة كتاب: التعضية في الأحكام الشرعية وأثرها في شذوذ الفتوى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4878 - عددالزوار : 1874111 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4447 - عددالزوار : 1208630 )           »          عون المعبود شرح سنن أبي داود- الشيخ/ سعيد السواح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 499 - عددالزوار : 86511 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 372 - عددالزوار : 80606 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 48 - عددالزوار : 38420 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 31574 )           »          قصة الحروب الصليبية د .راغب السرجانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 31 - عددالزوار : 43216 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 176 - عددالزوار : 54155 )           »          فريضة تحيط بنا ونغفل عنها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          من وحي آيات الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-11-2020, 01:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,912
الدولة : Egypt
افتراضي مقدمة كتاب: التعضية في الأحكام الشرعية وأثرها في شذوذ الفتوى

مقدمة كتاب: التعضية في الأحكام الشرعية وأثرها في شذوذ الفتوى
د. إسماعيل عبد عباس


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الله عزَّ وجلَّ حين شرع أحكامه ربطها بمقاصدَ وغايات، فلا تقوم الأحكام إلا بالمقاصد، ولا تقوم المقاصد إلا بالأحكام، لذلك كان لزامًا على الخائض في علم الفقه والأحكام، أن ينزل الحكم على الواقع بما يتحقق به القصدُ، فلا يصح لطالب علوم الشرع أن يمتثل الأحكام من دون أن يعرف مواطن تنزيلها، وما تنبني عليه من نتائج؛ ذلك أنه إذا كان فهم الأحكام ومعرفة مناشئها أمرًا لا مناصَ منه، فإن الاجتهاد في تنزيلها لا يقلُّ ضرورة عنه.

والناظر في هذا العلم يجد إذا نظر بعين الفقيه قواعد مهمة، من بينها ضبط مسيرة الإفتاء والحفاظ على سلامته وعدم شذوذه لما من شأنه أن يوقع الناظر في علوم الشرع عامة، والفقيه على الأخص في مناقضة قصد الشارع من تشريعه للأحكام.
إنَّ ظاهرة شذوذ الفتوى قد برزت في هذا العصر، وأصبحت مظاهر امتدادها لا تخفى على المُطالِع في عدد كبير من الفتاوى الشاذة الغريبة، وقد نتج عن هذه الظاهرة: قلَّة الأدب مع أهل العلم، والتعجُّل في الفتوى، ومصـادرة قول الجماعة، والفَهم المعْوجُّ، والتذبذب في الأقوال، والتناقض في الأفعال، وإعجاب ذي الرأي برأيه، في لهثٍ عجيبٍ على الفتوى في المسائل الكبار التي لو كانت في عهد عمر الفاروق رضي الله عنه لجَمَع لها أهلَ بدر، فعلى مثلِ هذا بكى ربيعةُ بن أبي عبدالرحمن شيخ الإمام مالك، رحمه الله، فقال له رجل: ما يبكيـكَ؟ فقال: "استُفتي مَنْ لا علم له، وظهر في الإسلام أمرٌ عظيم، قال: ولَبعضُ مَن يفتي ها هنا أحق بالسجن من السرَّاق"[1].

قال ابن القيم معلِّقًا: "قال بعض العلماء: فكيف لو رأى ربيعة زماننا، وإقدام مَن لا علم عنده على الفتيا، وتوثُّبه عليها، ومدُّ باع التكلف إليها، وتسلُّقه بالجهل والجرأة عليها، مع قلة الخبرة، وسوء السيرة، وشؤم السريرة، وهو من بين أهل العلم منكَر أو غريب؛ فليس له في معرفة الكتاب والسنَّة وآثار السلف، نصيب"[2].

وقد لوحظ في الآونة الأخيرة: شيوع الزلل في الفتيا، والخطأ في الاجتهاد، شيوعًا لم يسبق له نظير في تاريخ فقهنا الإسلامي، والتجرؤ على مناصب الفتيا والاجتهاد، حتى خاض فيها من ليسوا من أهل العلم والاجتهاد المؤهلين للفتيا وبيان الأحكام الشرعية؛ فزادوا فيها ونقصوا، وأفرطوا في تطبيقاتها وفرَّطوا، وحرَّموا وحلَّلوا، وحصل من جراء ذلك: غلوٌّ وتضييق على الناس، أو تفريط وإضاعة، وكان قد انبرى للردِّ على تلك الأخطاء وتفنيد ذلك الشذوذ علماءُ أجلَّاء وأساتذة فضلاء، فأبطلوا ما بها من شبهات، وكشفوا ما بها من زلَّات، وما بحثي هذا إلا جزء من الإسهام في كشف التقصير الذي حدث عند بعض المفتين؛ ممَّا أدَّى إلى شذوذ فتواهم، فاخترت موضوعًا أكتب فيه وهو: (التعضية في الأحكام وأثرها في شذوذ الفتوى) مستفيدًا من مؤلَّف أخي الحبيب الدكتور عمر حسين غزاي، الموسومة: أسباب الخطأ في فتاوى المعاصرين.

وفي الختام فإني كتبت هذا للمتخصصين في مجال الإفتاء من العلماء والباحثين؛ لذلك استغنيت عن كتابة تمهيد أفصِّل فيه مفردات العنوان وكذلك ترك التعريف ببعض المصطلحات الأصولية خشية الإطالة.

وأنا هنا لا أدَّعي لعملي الكمال والتمام؛ إنما قصدي إخراج البحث بالوجه الصحيح، فإن أكُ قد وفِّقت فلله الحمد والمنة، وإن تكن الأخرى فحسبي أني حاولت الوصول إلى الحق وبذلت ما بوسعي من جهد، وإني سائل من حسن ظنه إذا عثر على شيء طغى به القلم، أو زلَّت به القدم، أن يغفر ذلك في جنب ما قربت إليه من البعيد، وقيدت له من الشريد، وأرحته من التعب، وأن يكون في حسبانه أن الجواد قد يكبو، وأن الصارم قد ينبو، وأن النار قد تخبو، وأن الإنسان محل النسيان، وأن الحسنات يُذهبن السيئات، ولست أرى عذرًا لما سهوتُ فيه إلا قول القائل:
وما أبرِّئ نفسي إنني بشرُ
أسهو وأُخطئ ما لم يَحمني قدرُ

ولا أرى عذُرًا أولى بذي زلل
مِنْ أن يقول مقرًّا: إنني بشرُ

واللهَ أسألُ في الختام والتمام أن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجزيني به أعظم الجزاء إنه هو الكريم الجواد.

[1] إعلام الموقعين 4 /207 وما بعدها.
[2] المصدر السابق.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.76 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]