حكم الخشوع في الصلاة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القاضي المحدث ابن شبرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          سنة حسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شهر شعبان نفحة ربانية وانطلاقة إيمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إن عجائب القرآن أطرن نومي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كيف تقضي إجازة صيفية سعيدة وهادفة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الشباب في الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خلق الحياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 18 )           »          مفتي مصر : محمد العباسي المهدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-01-2021, 09:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,101
الدولة : Egypt
افتراضي حكم الخشوع في الصلاة

حكم الخشوع في الصلاة
د. أشرف عبدالرحمن



اختلف العلماء في حُكم الخشوع: هل هو مِن فرائض الصلاة، أو مِن فضائلها ومكملاتها؟ على قولين:
القول الأول: الوجوب، ودليل ذلك:
قوله سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ﴾ [النساء: 82]، والتدبر يعني: فهم ومعرفة ما يُقرأ؛ لأن حركة اللسان غير مقصودة، بل المقصود المعاني والمقاصد.


وقوله سبحانه: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14]، والغفلة عكس الذِّكْر؛ ولهذا نهانا ربنا بقوله ﴿ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205].


وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها))[1].


وعن الحسن رحمه الله: "كل صلاة لا يحضرها قلبك فهي إلى العقوبة أسرع منها إلى الثواب"[2].


وقال عبدالواحد بن يزيد رحمه الله: "أجمعت العلماء على أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل"[3].


وقال ابن تيمية رحمه الله عن قوله سبحانه: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة: 45]: "هذا يقتضي ذم غير الخاشعين".


ومما يدل على وجوب الخشوع قوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، ولقد أخبر سبحانه وتعالى أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة، وذلك يقتضي أنه لا يرثها غيرهم، وقد دلَّ هذا على وجوب هذه الخصال؛ إذ لو كان فيها ما هو مستحب لكانتْ جنة الفردوس تورث بدونها؛ لأن الجنة تنال بفعل الواجبات دون المستحبَّات.

القول الثاني: عدم وجوبه، وأنه فضيلة وسُنة ومِن أدلة أصحاب هذا القول:
1- قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط؛ حتى لا يسمع الأذان، فإذا قُضي الأذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قُضي التثويب، أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا وكذا، ما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى، فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ثلاثًا أو أربعًا، فليسجد سجدتين وهو جالس))[4].


فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر مَن لم يخشع في صلاته بسجدتي سهو، ولم يأمره صلى الله عليه وسلم بإعادتها، ولو كانت باطلة - لعدم الخشوع - لأمره بإعادتها.


2- قال النووي رحمه الله: "يستحب الخشوع في الصلاة والخضوع، وتدبر قراءتها وأذكارها، وما يتعلق بها، والإعراض عن الفكر فيما لا يتعلق بها، فإن فكر في غيرها وأكثر من الفكر لم تبطل صلاته، لكن يكره، سواء كان فكره في مباح أم حرام كشرب الخمر"[5].


ومن الواضح أن القائلين بهذا القول من الفقهاء يتحدثون عن عدم وجوب إعادة الصلاة التي فقدت الخشوع، ولم يتعرضوا لثواب هذه الصلاة التي فُقد فيها الخشوع.


والخلاصة:
أن الصلاة غير الخاشعة لا تجب إعادتها، ولا يترتب على تارك الخشوع أحكام تارك الصلاة، غير أن فاقد الخشوع يفوته الثواب العظيم من هذه العبادة، ولا ثواب على شيء منها إلا بعد حضور قلبه وخضوعه، وبهذا قال ابن عباس: "ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها"[6].


[1] سبق تخريجه.

[2] قوت القلوب لأبي طالب المكي: (2/ 170).

[3] إحياء علوم الدين: (1/ 161).

[4] أخرجه البخاري: (1231)، ومسلم: (389).

[5] المجموع شرح المهذب للنووي (4/ 102).

[6] مورد الظمآن لدروس الزمان، عبدالعزيز السلمان (2/ 440).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.63 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]