المُفتِي في الشَّريعة الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حديقة الأدب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 40406 )           »          5 تريندات ديكور موضة 2026 يفضلها جيل زد.. الألوان الجريئة والفينتدج الأبرز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لياقتك مهمة.. 4 نصائح تساعدك فى الوصول لجسم رشيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          6 خطوات تسهل على أطفالك أداء واجب المدرسة من غير شكاوى وتوتر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          5 حيل لاكتشاف اللبن المغشوش.. منها اختبار الغليان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          5 خطوات تساعدك على التقرب من أبنائك.. قرب المسافات بينكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بعد صحيان الصبح للمدرسة.. 4 خطوات تكافح ظهور الهالات السوداء عند الأمهات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نوع لا يحب الضوضاء وآخر يصطاد الذباب.. 5 أسرار لا تعرفها عن النباتات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          4 توابل منزلية يمكن تحضيرها بنفسك.. خليكى طباخة محترفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          4 خطوات لتنظيم دولابك وترتيبه فى العطلة الأسبوعية.. ودعى الفوضى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-01-2021, 10:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,340
الدولة : Egypt
افتراضي المُفتِي في الشَّريعة الإسلامية

المُفتِي في الشَّريعة الإسلامية














عبد العَزيز بن عبد الرَّحمن الرُّبَيعة




لا يَخلُو أي عَصْر من العُصور - مهما كان ما يسير عليه من أنْظِمة دينية وسِياسية واقتِصادية ، وغيرها من ظَواهر اجتِماعية : تَبرُز في مُحيطِه ، ويكون لها الأَثَر القَوي في سُلُوكه ، والهَيمَنَة الكامِلَة في تَوجيه طاقاتِه نَحْو ما يَعود عليها بالخِدمَة ، للحِفاظ عليها وتنمِيَتها إن كانت ظَواهِر مَحمودَة ، وبإزالَتِها إن كان يمكن ذلك - أو إيجاد ما قد يَحُدُّ من خَطَرها - حين لا يمكن ذلك - إن كانت ظَواهِر سيِّئة .


والباحِث النّابِه يكون واجِبُه تِجاه ذلك ، مُلاحَقَة تلك الظَّواهِر ، والتَّحَدث فيها ، والمُشارَكة في بَحْثها على النَّحو المُلائم لها ، شأنه في ذلك شَأن الطَّبيب الماهِر الذي يَتَتبَّع الأمراض البَدَنية ليُطَبِّق عليها ما جَدَّ في دُنيا الطِّب من عِلاج ، ويَعْصِر ذِهنَه بالمُقارَنَة والتَّجرِبَة لما لم يجد له قبل ذلك نَظيرا ، ويَتَتبَّع الظَّواهر الصِّحيَّة ، فيُهديها لِمُجتَمَعه ، ويُعين على تَنمِيتها إلى أرفَع مُستوى يستطيع الوُصول إليه بها .


ومن هذه الظَّواهر الاجتماعية غير المَحمُودة ، التي برزت في المُجتَمَعات الإسلامية في هذا العَصْر ، الجَهْل بكثير من أحكام دينِها ، حتى صار كثير من الناس يَسير في أمور دِينه على غير هُدَى ، وصار الحَصيف فيهم من يسأل العُلَماء عما يحتاج إليه في ذلك .


ومن هنا بَرَزَت قَضِية الفَتوَى من العالِم للجاهِل ، علاجا لتلك الظّاهِرة ، أو مُواجَهَة لها بما قد يَحُدُّ من آثارها على المُتَّصف بها .


غير أن هذا العِلاج - وإن كان هو العِلاج الوَحيد لِهَذه الظاهرة - لم يَسِر سَيْره الذي يَنبَغي أن يَسيره في كَثير من الشُّعوب الإسلامية ؛ حيث تَصَدى للفَتْوى كثير ممن لا تَتَوفَّر فيهم شُروط المُفتِي ، ولا تَكتمِل فيهم كثير من الأمور التي ينبغي لمن نَصَّب نفسه لهذا المَنصِب أن يَتَفطَّن لها ، وذلك ناتِج في كثير من الأحوال عن قِلَّة من هو أهل لهذا المَنصِب ، وانغِمارِه في خِضَمِّ هذه الأمواج الهائِلَة من الجَهَلة بأحكام دينها ؛ وحُبِّ كثير ممن شَدا بِقِسط قليل من العِلم للظُّهور والتَّبَوُّء للمَكان الذي لم يَتَأهَّل بَعد لأن يَتسَنَّم ذِروته .


ومن أجل ذلك كله آثَرْت أن يكون هذا البَحث مُتَناولا للمُفتِي في الشَّريعة الإسلامية .


ولن يَخْفى على رُوّاد هذا المَيدان أن الإلمام به ، والتَّعَمُّق في جُزَيئاته - في بحث قصير كهذا - بَعيد ، إن لم يَكُن مُستَحيلا .


لِذا فَإنَّني سأقتَصِر فيه على :


التَّعَرف على المُفتِي .


أقسام المُفتِين .


مَنزِلَة المُفتِي في الشريعة الإسلامية .


شُروط من يَتصَدَّى لهذا المَنصِب العَظيم .


وجُملَة أمور ممّا يَنبَغي له أن يَتفَطَّن لها حينما يُمارِس الفَتْوى ، وأختِمُه بِخاتِمَة أُلَخِّص فيها ما أنتَهي إليه من نَتائِج ، مُذَيَّلة باقتِراحات تَهدي إليها تلك النَّتائج ، وتُؤكِّد ضَرورَتَها ، سائلا الله ( سُبحانه ) أن يَمُدَّني بعَونه فيما أتَرَسَّمه من خُطُوات ، وإلهامِه فيما أقُرَّره من حَقائق ، وتوفيقِه فيما أصِل إليه من نَتائج ومُقْتَرَحات .


* * *



تَعريف المُفتِي



الحُروف : الأصلِيَّة التي قامت عليها هذه الكَلِمة ، هي الفاء ، والتاء ، والحرف المُعتَلُّ ، ولها مدلولان :


أحدُهما : الطَّراوَة والجِدَّة ، والآخر : تَبَيُّن الحُكم ، والذي يُناسِب هذه الكَلِمة في مَوضوعِنا المَدلول الأخير ، وإذن فالمُفتِي اسم فاعل على وزن " مُفْعِل " مُشتَق من الإفتاء بِمعنَى الإبانَة ، يقال : " أفتاه في الأَمْر ، أبانَه له ويقال : " أفتى الفَقيه في المَسألة ، إذا بَيَّن حُكمها .


وأما في الإصلاح ، فقد اختَلَف العُلَماء في تَعريفِه على آراء أهَمُّها :


1 - أن المُفتِي هو المُجتَهد المُطلَق ، وهو الفَقيه ، على حَدِّ تَعبير صاحِب " تَحرير الكَمال " ، ولهذا يقول " الصيرفي " إنه " مَوضوع لمن قام للنّاس بأَمْر دينِهِم ، وعَلِم جَمْل عُموم القُرآن ، وخُصوصِه ، وناسِخَه ومَنسوخَه ، وكذلك في السُّنن والاستِنْباط ، ولم يوضع لمن عَلِم مَسألَة وأدرَك حَقيقَتها " ويقول " ابن السَّمعاني " : " هو من استُكمِل فيه ثلاثَة شُروط : الاجتِهاد ، والعَدالَة ، والكَفُّ عن التَّرخيص والتَّساهُل . وللمُتَساهِل حالتان : إحداهما : أن يَتَساهَل في طَلَب الأدِلَّة وطُرُق الأحكام ، ويأخذ بِبادِئ النَّظر وأوائِل الفِكْر ، وهذا مُقَصِّر في حق الاجتِهاد ، ولا يَحِلُّ له أن يُفتي ولا يَجوز . والثانية : أن يَتَساهل في طَلَب الرُّخَص وتَأَوُّل السُّنة ، فهذا مُتَجَوِّز في دينه ، وهو آثَمُ من الأول " .


2 - ويذهب بعض العُلَماء إلى أن المُفتِي يكفي فيه أن يكون مُتَبَحِّرا في مَذهب إمامِه ، فاهما لكَلامِه ، عالما لراجِحِه من مَرجوحِه ، خَبيرا بالمرجُوع عنه من المرجوع إليه ، فلا يُشتَرط فيه أن يكون مُستطيعا لاستنباط الأحكام من أدِلَّتها التفصيلية ، ولا مُتَبحِّرا في الكتاب والسُّنَّة ، عالما بوجوه مَباحِثِهما .


وقد أيَّد أصحاب هذا القول كلامَهم بأن اشتِراط الاجتِهاد المُطلَق في المُفتِي ، يُفضِي إلى حَرَج عَظيم ، واستِرسال الخَلق في أهوائِهم ، ثم إن المُفتي حينما يكون مُتَبَحِّرا في مذهب إمامِه يكون ذلك كافيا ؛ حيث إنه يَغلِب على ظَنِّ العامِّي أنه حُكم الله عنده ، والقَضاء - وهو مَركَز عَظيم - قد أطبق النّاس فيه على تَنفِيذ أحكام من تَوَلاه دون مُراعاة لحُصول شَرط الاجتِهاد فيه ، فليَكُن للمُفتي ما للقاضي من حيث عَدَم اشتِراط الاجتِهاد فيه ، بل إنه قد انعَقَد الإجماع على جَواز الإفتاء لمن يَتَوفَّر فيه هذا الشَّرط ، فقد قال الشيخ " تاج الدين السُّبكي " : " وقد انعَقَد الإجماع في زَمانِنا على هذا النَّوع من الفتيا " .


وإذا أضَفنا إلى ما تَقَدم ما يُحَدثنا به التاريخ من أن أُناسا بَرَزوا في العُصور الزّاهِية للإسلام وملأوا الدُّنيا بعُلُومهم وآرائهم الصّائِبة ، وادَّعَوا الاجتِهاد المُطلَق تَبَعا لذلك ، ومع ذلك لم يُسَلِّم لهم أهل عَصرِهم به ، وإذا أَضَفنا - أيضا - إلى ذلك ، ما نُشاهِدُه في واقِع الأُمة الإسلامية ، من كَثْرة الجَهْل بأحكام الدين في كَثير من أفرادِها ، وكَثْرة المَشاغِل التي تَنْتاب الفِئة المُتخَصِّصة في أحكام الشَّريعة الإسلامية مما قد يَحول بينهم وبين الوُصول إلى دَرَجة الاجتِهاد المُطلَق في أحكام شَريعَتها ، إذا أَضَفنا ذلك كله إلى ما تَقَدَّم ، تَبيَّن لنا أنه لا يُشتَرط لمن يَتَبوَّأ هذا المَنصب أن تَتَوَّفر فيه صِفَة الاجتِهاد المُطلق .


ولَعَل من نافِلَة القَول أنه جاز لمن هذه صفَتُه أن يَتَصدَّى للفُتْيا ، فإنه يجوز بالأَوْلى لمن كان مُجتَهدا مُطلَقا ، أو مُجتَهدا مُقيَّدا في مذهب من ائتَمَّ به " بأن يعرِف قَواعِده ، وتَفْصيل مَذهَبه ، ويَقْوى على استِخراج الأَحكام فيما لم يَنُصَّ عليه إمامُه ، مُراعِيا قَواعِد إمامه ، وعلى تَرجيح قَول على آخَرَ داخِل المَذهَب ، حِينَما يَجهَل المتَقدِّم منها من المُتأخِّر " .


ولهذا نرى الإمام " ابن القَيِّم " ( المُتوفَّى سنة 751 هـ رحمه الله ) حين تَحدَّث عمن يَجوز لهم أن يَنتَصِبوا للفُتْيا ، ويجوز للعامَّة أن يتَّجِهوا إليهم بالأسئِلَة عن أحكام دِينِهم - يقَسِّمهم إلى أربَعَة أقسام :


أحَدُهم : العالِم بكِتاب الله ، وسُنَّة رَسولِه ، وأقوال الصَّحابَة ، فهو المُجتَهِد في أحكام النَّوازِل ، يَقصِد فيها مُوافَقَة الأدِلَّة الشَّرعية حيث كانت ، ولا يُنافي اجتِهادُه تَقليدَه لِغَيره أحيانا . فلا تَجِد أحدا من الأَئمَّة إلا هو مُقلِّد من هو أعلَم منه في بعض الأَحْكام . . .


النَّوع الثاني : مُجتَهد مُقيَّد في مذهَب من ائتَمَّ به ، فهو مُجتَهِد في مَعرِفَة فَتاويه وأقوالِه ومَأخَذه وأُصولِه ، عارِف بها ، مُتَمكن من التَّخريج عليها ، وقِياس ما لم يَنُص من ائتَمَّ به عليه على مَنصوصِه ، من غير أن يكون مُقَلِّدا لإمامِه لا في الحُكم ولا في الدَّليل ، لكن سَلَك طريقَه في الاجتِهاد والفُتْيا ، ودعا إلى مَذهَبِه ، ورَتَّبه ، وقَرَّره ، فهو مُوافِق له في مَقصِده وطَريقِه معا . . .


النَّوع الثالث : من هو مُجتَهد في مَذْهب من انتَسَب إليه ، مُقرِّر له بالدَّليل ، مُتقِن لفَتاويه ، عالِم بها ، لكن لا يتعدى أقوالَه وفَتاويه ، ولا يُخالِفُها إذا وجد نَصَّ إمامه لم يَعْدِل عنه إلى غيره ألبَتَّة . . .


النَّوع الرابِع : طائفَة تَفَقَّهت في مَذْهب من انتَسَبت إليه ، وحَفِظت فَتاويه وفُروعَه ، وأقرَّت على أنفُسِها بالتَّقليد المَحض من جميع الوُجوه ، فإن ذَكَروا الكِتاب والسنَّة يوما في مَسألَة ، فعلى وجه التبَرُّك والفَضيلَة ، لا على وجه الاحتِجاج والعَمَل ، وإذا رأوا حَديثا صحيحا مُخالِفا لقَول من انتَسَبوا إليه ، أخَذوا بقَوْله ، وتَرَكوا الحَديث ، وإذا رَأَوا أبا بَكْر وعُمَر وعثمان وعليًّا وغيرهم من الصَّحابة ( رَضِي الله عَنهُم ) قد أفْتَوا بفُتْيا ، ووَجَدوا لإمامِهم فُتْيا تُخالِفها ، أخَذوا بفُتْيا إمامِهم ، وتَرَكوا فتاوَى الصَّحابة قائلين : الإمام أعْلَم بذلك مِنّا ، ونحن قد قلَّدْناه ، فلا نَتَعدّاه ولا نَتخطّاه ، بل هو أعلَم بما نذهَب إليه منا ، ومن عَدا هؤلاء ، فمُتَكلِّف مُتخلِّف ، قد دنا بنَفسِه عن رُتبَة المُشتَغِلين ، وقَصُر عن دَرَجة المُحصِّلين ، فهو مُكَذْلِكٌ مع المُكَذلِكين ، وإن ساعَد القَدَر واستَقَل بالجَواب ، قال : يَجوز بشَرْطه ، ويَصح بشَرْطه ، ويَجوز ما لم يَمنَع منه مانِع شَرْعي ، ويَرجع في ذلك إلى رأي الحاكِم ، ونَحْو ذلك من الأَجْوبة ، التي يَستحسِنها كُل جاهِل ، ويَستَحي منها كُل فاضِل " .



* * *


يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 165.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 163.78 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.04%)]