فضل تعلم وتعليم شروط لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 749 - عددالزوار : 74941 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 86 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 82 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 78 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 99 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-03-2021, 05:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,842
الدولة : Egypt
افتراضي فضل تعلم وتعليم شروط لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله

فضل تعلم وتعليم شروط لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله












إبراهيم بن أحمد الشريف




(لا إله إلا الله) هي كلمة التقوى وهي العروة الوثقى وكلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة، وهي أساس الدين، والعبد لا يكون مسلمًا حقًا حتى يحقق مدلول هذه الكلمة ويطبق مقصودها؛ فمدلولها لابد من فهمه ومعناها لابد من ضبطه إذ غير نافع بإجماع أهل العلم النطق بها من غير فهم لمعناها ولا العمل بمقتضاها، كما قال الحكمي:






وبشروط سبعة قد قيدت

وفي نصوص الوحي حقا وردت


فإنه لم ينتفع قائلها

بالنطق إلا حيث يستكملها


العلم واليقين والقبول

والانقياد فادر ما أقول


والصدق والإخلاص والمحبة

وفقك الله لما أحبه










والكلمة لها معنى ومعناها لا معبود بحق الا الله أي لا يستحق العبادة بجميع أنواعها الظاهرة والباطنة إلا الله، ولها شروط سبعة لا تنفع قائلها إلا باجتماعها بالعبد حتى يكون موحدًا ظاهرًا وباطنًا فمن قالها وفهمها وأداها كان هذا كمالًا لتوحيده وإيمانه، وليس المراد عدّ ألفاظها وحفظها، فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له عدِّدها لم يحسن ذلك، وكم من حافظ لها تراه يقع فيما يناقضها.







يقول فضيلة الشيخ الدكتور/ عائض بن عبدالله القرني[1] حفظه الله: «..والله لو بقيت في حياتك فقط تُعلم «شروط لا إله إلا الله» وحول لا إله إلا الله لتكونن بإذن الله في الفردوس الأعلى».







ويقول الشيخ أحمد بن عبدالله الحزيمي: ((إن كلمة "لا إله إلا الله" ليست اسمًا لا معنى لهُ، أو قولًا لا حقيقة لهُ، أو لفظًا لا مضمونَ لهُ، كما قدْ يظنهُ البعضُ بلْ هو اسمٌ لمعنًى عظيم، وقولٌ لهُ معنى جَلِيل، هو أجلُّ من جميع المعانِي في هذهِ الدنيا، وحاصلُه البراءةُ مِنْ عبادة كل ما سِوى الله، والإقبال على الله وحدَهُ طمعًا ورغَبًا، إنابةً وتوكُّلًا، هيبةً لهُ وإجلالًا.








فصاحب "لا إله إلا الله" لا يسألُ إلا الله، صاحب "لا إلهَ إلا الله" لا يستغيثُ ولا يتوسَّلُ إلا بالله، ولا يتوكَّلُ إلا على الله، ولا يرجُو غيرَ الله جلَّ وعلا، صاحب "لا إلهَ إلا الله" لا يَذبحُ إلا لله، لا يصرفُ شيئًا من العبادة والخُضُوع والتذلل إلا لله وحدَهُ.








صاحب "لا إلهَ إلا الله" لا يطوفُ على قَبرٍ، ولا يعتقدُ في وَليٍّ أنْ ينفعَ أوْ يضرَّ، ولا يدعوهُ من دونِ الله. صاحب "لا إله إلا الله" لا يأتِي ساحرًا أوْ مشعوذًا أو كاهنًا. صاحب "لا إله إلا الله" لا يتطَيرُ ولا يتشاءمُ ولا يُعلقُ تَميمةً أوْ حِرْزًا.








فلا إله إلا الله - أيها الموحدونَ - تُحَرِّرُ العبدَ من رقِّ المخلوقينَ والتعلُّقِ بهم وخوفهم ورجائهمْ والعملِ لأجلهمْ إلى التعلُّقِ بالواحدِ الأحدِ الفردِ الصَّمدِ سبحانَهُ.








فالله جل وعلا يقول لسيدِ الموحِّدينَ وأفضَلِ العالمينَ نبيِّنا محمد ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾[الزمر: 11 - 13].







إنَّ جميعَ أعمالِ الإسلامِ دَاخِلةٌ في شهادةِ أنْ لا إله إلا الله؛ منْ إقامةِ الصلاةِ وإِيتاءِ الزكاةِ وصَوم رمضانَ وحج البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا، وكلِّ أمرٍ أمر الله به ورسوله وكل أمرٍ نهى الله عنه ورسوله صَلَّى الله علَيْهِ وسَلَّمَ .[2]))








إن هذه الكلمة العظيمة هي التي أخرجت هذه الأمة إلى الوجود أول مرة، وهى التي رفعتها إلى مقام الخيرية على كل أمم الأرض وكل أمم التاريخ قال تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِوَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران:110].








وهى التي دفعتها للحركة في كل مجال من مجالات الحياة الإنسانية فأوصلتها إلى مرتبة التفوق في جميع الميادين.








لم يكن النطق بـ«لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» هو الذي صنع ذلك كله! إنما كان هو النطق بها واليقين الذي يملأ القلب بحقيقتها والعمل بمقتضياتها هو الذي صنع كل تلك الأعاجيب التي سجلها التاريخ.








فظل النبي صلى الله عليه وسلم يربي عليها أصحابه رضي الله عنهم في مكة ثلاثة عشر عامًا ثم انتقل بهم معها إلى المدينة إذ أن لا إله إلا الله لا ينتقل منها إلى غيرها ولكن ينتقل معها إلى غيرها.








لقد كانت الأمة الإسلامية تعيش بكيانها كله في عالم الواقع، ولكنها تحلق في عالم المثال واليوم ما أبعد الواقع عن المثال، اليوم تخبطت الأمة على غير هدى إلا من رحم ربك. بدأت الأمة تبتعد رويدًا رويدًا عن حقيقة التوحيد وعن المعاني العظيمة التي تربى عليها الصحب الكرام رضي الله عنهم...







«لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» ليست كلمة مجردة تلوكها الألسنة فحسب دون فهم لمعناها ومعرفة شروطها والعمل بمقتضاها، إنما هي منهج شامل كامل للحياة بأسرها، وقد قرر العلماء بالاستقراء أن «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» مفتاح الجنة وأن لها شروط سبعة ومنهم من زادها شرطًا فالعلم واليقين والقبول والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة وثامنها الكفر بما يعبد من دون الله، وأن هذه الشروط كالأسنان للمفتاح فإن جئت به فتح لك وإلا لم يفتح، وهي كلمة الإخلاص المنافية للشرك، وكلمة التقوى التي تقي قائلها من الشرك بالله، وهذه الكلمة لها شروط ثقال قيدت بها.








قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله: ((وذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطًا سبعة لا تصح إلا إذا اجتمعت هذه الشروط واستكملها العبد والتزمها بدون مناقضة لشيء منها وليس المراد من ذلك عد ألفاظها وحفظها، فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل عدها لم يحسن ذلك وكم حافظًا لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع فيما يناقضها))[3].








«لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» لها شروط يجب أن يعمل بها المسلم في الباطن والظاهر، حتى يكون مؤمنًا حقًا مستقيمًا، فهي منهج حياة شامل متكامل فيجب علي من قال هذه الكلمة العظيمة أن يدخل بمجموع حياته في دين الله جل وعلا فلا يعبد إلا الله ولا يستغيث إلا بالله ولا يذبح ولا ينذر إلا لله ولا ينقاد إلا لله ولا يستسلم إلا لله ولا يحب إلا في الله ولا يبغض إلا في الله ولا يتحاكم إلي شريعة غير شريعة الله.








فهي ليست لفظة مجردة وإنما هي واقع حي متحرك يظلل جميع مناحي الحياة، فالذي يقول لا إله إلا الله يجب عليه أن يتعلم معناها ويفهم مقتضاها وشروطها وما تنفيه وما تثبته ويهتم بذلك غاية الاهتمام ويعتني بها غاية الاعتناء.








قيل لوهب بن منبه رحمه الله : ((أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ؟ قال: بلى ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك))[4].







ذكر عن الحسن البصري أنه قال للفرزدق وهو يدفن امرأته : ((ما أعددت لهذا اليوم ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة ، قال الحسن نعم العدة ، لكن للا إله إلا الله شروط فإياك وقذف المحصنات.








وقيل للحسن إن أناسًا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال : من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة. وقال وهب بن منبه لمن سأله : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال : بلى ، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لكم وإلا لم يفتح لك))[5].







وقال ابن القيم رحمه الله: ((في قصيدته النونية مشيرًا إلى أسنان هذا المفتاح الذي تفتح به أبواب الجنة وهي العمل بشرائع الإسلام وتحقيق هذه الشروط.









هذا، وفتح الباب ليس

بممكن إلا بمفتاح على أسنان


مفتاحه بشهادة الإخلاص

والتوحيد، تلك شهادة الإيمان


أسنانه الأعمال، وهى شرائع

الإسلام، والمفتاح بالأسنان


لا تلغين هذا المثال فكم به

من حل إشكال لذي العرفان))[6]








فإن «شروط لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» جعلها الله تعالى عنوان الدخول في الإسلام، وثمن الجنة ومفتاحها كما جعلها سبب النجاة من النار ومغفرة الذنوب.








إن من طريقة أهل الزيغ والإفلاس أن يأخذوا من الأحاديث الصحيحة ما يتوافق مع أمزجتهم ويتركون ما يخالفها وإذا لم يجدوا من الأحاديث الصحيحة ما يتفق معهم لجئوا إلى الأحاديث والآثار الضعيفة مع تزيين الشيطان لهم لمعاني الأحاديث الصحيحة المخالفة لأمزجتهم، فلما عثروا على هذا الحديث الصحيح (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة)[7].







أخذوه بلهفه وانتشروا به حتى تفلتت أمتنا الحبيبة من التكاليف وأصبح الإيمان مجرد قول فقط.








فدخل الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر فلا خوف لأنهم ما داموا يقولون لا إله إلا الله فهم مؤمنون صادقوا الإيمان ومعلوم أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.



يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 105.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 104.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.62%)]