|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فلسفة الموت والحياة في معلقة طرفة بن العبد أ. طاهر العتباني (1) معلقة "طرفة بن العبد" ثاني أهم المعلَّقات الشعرية في الشعر الجاهلي، وتأتي أهميتها - في نظرنا - من أنَّها تُمَثِّل على وجه الدِّقة حياةَ صاحبها الشخصيَّة، وتجربته الخاصَّة، فتتمثَّل فيها قمَّة من قمم الصِّدق الفني والموضوعي، كما أنَّها من ناحية أخرى مثَّلَت - على نحوٍ كبير من المطابقة - حياةَ إنسان الجاهلية، ورؤيتَه، وتصوُّرَه للكون والحياة والإنسان، وحملَت في مضامينها أشجانَه وهمومه، وقضاياه التي شكلت هواجسه، وأسئلته الكبرى التي ظلَّت تُخايله وتمثِّل موقفه من الحياة والموت، كما تمثَّلَت فيها خلاصة تجربته التي قادته إلى نوعٍ من الحكمة الجاهليَّة التي تختلف عن تلك الحكمة التي عرفها العربِيُّ الذي عرف الإسلام، وتأثَّرَت به حياته العامة والخاصة. وقبل أن نتناول هذه المعلَّقةَ بالقراءة والتحليل، نعرضها مقسَّمةً إلى ما جاء فيها من أغراضٍ، في شكل وحدات على النَّحو التالي: (1) الأطلال والرحيل: لِخَوْلَةَ أَطْلاَلٌ بِبَرْقَةِ ثَهْمَدِ ![]() تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ ![]() بِرَوْضَةِ دَعْمِيٍّ فَأَكْنَافِ حَائِلٍ ![]() ظَلِلْتُ بِهَا أَبْكِي وَأُبْكِي إِلَى الغَدِ ![]() وُقُوفًا بِهَا صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ ![]() يَقُولُونَ لاَ تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَلَّدِ ![]() كَأَنَّ حُدُوجَ الْمَالِكِيَّةِ غُدْوَةً ![]() خَلاَيَا سَفِينٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ ![]() عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَامِنٍ ![]() يَجُورُ بِهَا الْمَلاَّحُ طَوْرًا وَيَهْتَدِي ![]() يَشُقُّ حَبَابَ الْمَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا ![]() كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ الْمُفَايِلُ بِاليَدِ ![]() (2) ذكرى وغزل: وَفِي الْحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ الْمَرْدَ شَادِنٌ ![]() مَظَاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدِ ![]() خَذُولٌ تُرَاعِي رَبْرَبًا بِخَمِيلَةٍ ![]() تَنَاوَلُ أَطْرَافَ البَرِيرِ وَتَرْتَدِي ![]() وَتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَوَّرًا ![]() تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهْ نَدِ ![]() سَقَتْهُ إِيَاةُ الشَّمْسِ إِلاَّ لِثَاثِهِ ![]() أُسِفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإِثْمِدِ ![]() وَوَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ أَلْقَتْ رِدَاءَهَا ![]() عَلَيْهِ نَقِيُّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ ![]() (3) ناقة طرفة: المعادل الموضوعي للحياة: وَإِنِّي لَأُمْضِي الْهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ ![]() بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَرُوحُ وَتَغْتَدِي ![]() يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() أَمُونٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَسَأْتُهَا ![]() عَلَى لاَحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ ![]() جَمَالِيَّةٌ وَجْنَاءُ تَرْدِي كَأَنَّهَا ![]() سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لِأَزْعَرَ أَرْبَدِ ![]() تُبَارِي عِنَاقًا نَاجِيَاتٍ وَأَتْبَعَتْ ![]() وَظِيفًا وَظِيفًا فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ ![]() تَرَبَّعَتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي ![]() حَدَائِقَ مَوْلِيِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ ![]() تَرِيعُ إِلَى صَوْتِ الْمُهِيبِ وَتَتَّقِي ![]() بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَفَ مُلْبَدِ ![]() كَأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَا ![]() حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيبِ بِمَسْرَدِ ![]() فَطَوْرًا بِهِ خَلْفَ الزَّمِيلِ وَتَارَةً ![]() عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ ![]() لَهَا فَخِذَانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيهِمَا ![]() كَأَنَّهُمَا بَابَا مُنِيفٍ مُمَرَّدِ ![]() وَطَيُّ مَحَالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ ![]() وَأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ ![]() كَأَنَّ كِنَاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنُفَانِهَا ![]() وَأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤْيَّدِ ![]() لَهَا مِرْفَقَانِ أَفْتَلاَنِ كَأَنَّهَا ![]() تَمُرُّ بِسَلْمَيْ دَالِجٍ مُتَشَدِّدِ ![]() كَقَنْطَرَةِ الرُّومِيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَا ![]() لَتُكْتَنَفَنْ حَتَّى تُشَادَ بِقَرْمَدِ ![]() يتبع
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() صُهَابِيَّةُ العُثْنُونِ مُوجَدَةُ القَرَا ![]() بَعِيدَةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ ![]() أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وَأُجْنِحَتْ ![]() لَهَا عَضُدَاهَا فِي سَقِيفٍ مُسَنَّدِ ![]() جَنُوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَتْ ![]() لَهَا كَتِفَاهَا فِي مُعَالًى مُصَعَّدِ ![]() كَأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَيَاتِهَا ![]() مَوَارِدُ مِنْ خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَرْدَدِ ![]() تَلاَقَى وَأَحْيَانًا تَبِينُ كَأَنَّهَا ![]() بَنَائِقُ غُرٌّ فِي قَمِيصٍ مُقَدَّدِ ![]() وَأَتْلَعُ نَهَّاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِهِ ![]() كَسُكَّانِ بُوصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعِدِ ![]() وَجُمْجُمَةٌ مِثْلُ الفَلاَةِ كَأَنَّمَا ![]() وَعَى الْمُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ ![]() وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي وَمِشْفَرٌ ![]() كَسِبْتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَرَّدِ ![]() وَعَيْنَانِ كَالْمَاوِيَّتَيْنِ اسْتَكَنَّتَا ![]() بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ ![]() طَحُورَانِ عَوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَا ![]() كَمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ ![]() وَصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ لِلسُّرَى ![]() لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أَوْ لِصَوْتٍ مُنَدِّدِ ![]() مُؤَلَّلَتَانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيهِمَا ![]() كَسَامِعَتَيْ شَاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ ![]() يتبع
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() وَأَرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَذُّ مُلَمْلَمٌ ![]() كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيحٍ مُصَمَّدِ ![]() وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكُورِ رَأْسُهَا ![]() وَعَامَتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءُ الْخَفَيْدَدِ ![]() وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ ![]() مَخَافَةَ مَلْوِيٍّ مِنَ العَدِّ مُحْصَدِ ![]() وَأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَارِنٌ ![]() عَتِيقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَزْدَدِ ![]() (4) "طرفة" وقومه وفلسفته في الحياة وحكمته: إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتًى؟ خِلْتُ أَنَّنِي ![]() عُنِيتُ فَلَمْ أَكْسَلْ وَلَمْ أَتَبَلَّدِ ![]() وَلَسْتُ بِحَلاَّلِ التِّلاَعِ مَخَافَةً ![]() وَلَكِنْ مَتَى يَسْتَرْفِدِ القَوْمُ أَرْفِدِ ![]() وَإِنْ تَبْغِنِي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِي ![]() وَإِنْ تَقْتَنِصْنِي فِي الْحَوَانِيتِ تَصْطَدِ ![]() مَتَى تَأْتِنِي أَصْبَحْكَ كَأْسًا رَوِيَّةً ![]() وَإِنْ كُنْتَ عَنْهَا غَانِيًا فَاغْنِ وَازْدَدِ ![]() وَإِنْ يَلْتَقِ الْحَيُّ الْجَمِيعُ تُلاَقِنِي ![]() إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الكَرِيمِ الْمُصَمَّدِ ![]() نَدَامَايَ بِيضٌ كَالنُّجُومِ وَقَيْنَةٌ ![]() تَرُوحُ عَلَيْنَا بَيْنَ بُرْدٍ وَمَجْسَدِ ![]() رَحِيبٌ قِطَابُ الْجَيْبِ مِنْهَا رَقِيقَةٌ ![]() بِجَسِّ النَّدَامَى بَضَّةُ الْمُتَجَرِّدِ ![]() إِذَا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِينَا انْبَرَتْ لَنَا ![]() عَلَى رِسْلِهَا مُطْرُوقَةً لَمْ تَشَدَّدِ يتبع
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا ![]() تَجَاوُبَ أَظْآرٍ عَلَى رُبَعٍ رَدِ ![]() وَمَا زَالَ تَشْرَابِي الْخُمُورَ وَلَذَّتِي ![]() وَبَيْعِي وَإِنْفَاقِي طَرِيفِي وَمُتْلَدِي ![]() إِلَى أَنْ تَحَامَتْنِي العَشِيرَةُ كُلُّهَا ![]() وَأُفْرِدْتُ إِفْرَادَ البَعِيرِ الْمُعَبَّدِ ![]() رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِي ![]() وَلاَ أَهْلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ الْمُمَدَّدِ ![]() أَلاَ أَيُّهَذَا اللاَّئِمِي أَحْضُرَ الوَغَى ![]() وَأَنْ أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِدِي ![]() فَإِنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيعُ دَفْعَ مَنِيَّتِي ![]() فَدَعْنِي أُبْادِرْهَا بِمَا مَلَكَتْ يَدِي ![]() أَرَى العَيْشَ كَنْزًا نَاقِصًا كُلَّ لَيْلَةٍ ![]() وَمَا تَنْقُصُ الأَيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَدِ ![]() أَرَى الْمَوْتَ أَعْدَادَ النُّفُوسِ وَلاَ أَرَى ![]() بَعِيدًا غَدًا مَا أَقْرَبَ اليَوْمَ مِنْ غَدِ ![]() وَلَوْلاَ ثَلاَثٌ هُنَّ مِنْ عِيشَةِ الفَتَى ![]() وَجَدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُوَّدِي ![]() وَمِنْهُنَّ سَبْقِي العَاذِلاَتِ بِشَرْبَةٍ ![]() كُمَيْتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالْمَاءِ تُزْبِدِ ![]() وَكَرِّي إِذَا نَادَى الْمُضَافُ مُحَنَّبًا ![]() كَسِيدِ الغَضَا نَبَّهْتَهُ الْمُتَوَرِّدِ ![]() وَتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ وَالدَّجْنُ مُعْجَبٌ ![]() بِبَهْكَنَةٍ تَحْتَ الْخِبَاءِ الْمُعَمَّدِ يتبع
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() كَأَنَّ البُرَيْنَ وَالدَّمَالِيجَ عُلِّقَتْ ![]() عَلَى عُشَرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّدِ ![]() فَذَرْنِي أُرَوِّ هَامَتِي فِي حَيَاتِهَا ![]() مَخَافَةَ شِرْبٍ فِي الْحَيَاةِ مُصَرَّدِ ![]() كَرِيمٌ يُرَوِّي نَفْسَهُ فِي حَيَاتِهِ ![]() سَتَعْلَمُ: إِنْ مُتْنَا غَدًا أَيُّنَا الصَّدِي ![]() أَرَى الْمَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ وَيَصْطَفِي ![]() عَقِيلَةَ مَالِ الفَاحِشِ الْمُتَشَدِّدِ ![]() أَرَى الْمَوْتَ لاَ يَرْعَى عَلَى ذِي جَلاَلَةٍ ![]() وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا عَزِيزًا بِمَقْعَدِ ![]() أَرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بَخِيلٍ بِمَالِهِ ![]() كَقَبْرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَةِ مُفْسِدِ ![]() تَرَى جَثْوَتَيْنِ مِنْ تُرَابٍ عَلَيْهِمَا ![]() صَفَائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيحٍ مُنَضَّدِ ![]() لَعَمْرُكَ إِنَّ الْمَوْتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَى ![]() لَكَالطِّوَلِ الْمُرْخَى وَثِنْيَاهُ بِاليَدِ ![]() مَتَى مَا يَشَأْ يَوْمًا يَقُدْهُ لِحَتْفِهِ ![]() وَمَنْ يَكُ فِي حَبْلِ الْمَنِيَّةِ يَنْقَدِ ![]() (5) "طرفة" وابن عمِّه مالك: أبعاد مشكلة "طرفة" الاجتماعيَّة: رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِي ![]() وَلاَ أَهْلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ الْمُمَدَّدِ ![]() وَلاَ يَرْهَبُ ابْنُ العَمِّ مَا عِشْتُ صَوْلَتِي ![]() وَلاَ أَخْتَنِي مِنْ صَوْلَةِ الْمُتَهَدِّدِ ![]() وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ![]() لَمُخْلِفُ إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي يتبع
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّيَ مَالِكًا ![]() مَتَى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأَ عَنِّي وَيَبْعُدِ ![]() يَلُومُ وَمَا أَدْرِي عَلاَمَ يَلُومُنِي ![]() كَمَا لاَمَنِي فِي الْحَيِّ قُرْطُ بْنُ أَعْبَدِ ![]() عَلَى غَيْرِ شيءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِي ![]() نَشَدْتُ فَلَمْ أُغْفِلْ حُمُولَةِ مَعْبَدِ ![]() بِلاَ حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وَكَمُحْدِثٍ ![]() هِجَائِي وَقَذْفِي بِالشَّكَاةِ وَمُطْرِدِي ![]() وَأَيْأَسَنِي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُهُ ![]() كَأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَدِ ![]() وَلاَ خَيْرَ فِي خَيْرٍ تَرَى الشَّرَّ دُونَهُ ![]() وَلاَ نَائِلٍ يَأْتِيكَ بَعْدَ التَّلَدُّدِ ![]() وَقَرَّبْتُ بِالقُرْبَى وَجَدِّكَ إِنَّنِي ![]() مَتَى يَكُ أَمْرٌ لِلنَّكِيثَةِ أَشْهَدِ ![]() وَإِنْ أُدْعَ لِلْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَا ![]() وَإِنْ يَأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالْجَهْدِ أَجْهَدِ ![]() وَإِنْ يَقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ ![]() بِكَأْسِ حِيَاضِ الْمَوْتِ قَبْلَ التَّهَدُّدِ ![]() فَلَوْ كَانَ مَوْلاَيَ امْرَءًا هُوَ غَيْرُهُ ![]() لَفَرَّجَ كَرْبِي أَوْ لَأَنْظَرَنِي غَدِي ![]() وَلَكِنَّ مَوْلاَيَ امْرُؤٌ هُوَ خَانِقِي ![]() عَلَى الشُّكْرِ وَالتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَدِي ![]() وَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً ![]() عَلَى النَّفْسِ مِنْ وَقْعِ الْحُسَامِ الْمُهَنَّدِ يتبع
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() فَذَرْنِي وَخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِرٌ ![]() وَلَوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِيًا عِنْدَ ضَرْغَدِ ![]() إِذَا أَنْتَ لَمْ تَنْفَعْ بِوُدِّكَ أَهْلَهُ ![]() وَلَمْ تَنْكَ بِالبُؤْسَى عَدُوَّكَ فَابْعَدِ ![]() فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بْنَ خَالِدٍ ![]() وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْرَو بْنَ مَرْثَدِ ![]() فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيرٍ وَزَارَنِي ![]() بَنُونَ كِرَامٌ سَادَةٌ لِمُسَوَّدِ ![]() (6) مفاخر "طرفة": أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَهُ ![]() خَشَاشٌ كَرَأْسِ الْحَيَّةِ الْمُتَوَقِّدِ ![]() فَآلَيْتُ لاَ يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَةً ![]() لِعَضْبٍ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ ![]() حُسَامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِرًا بِهِ ![]() كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمُعْضَدِ ![]() أَخِي ثِقَةٍ لاَ يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيبَةٍ ![]() إِذَا قِيلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَدِي ![]() إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاَحَ وَجَدْتَنِي ![]() مَنِيعًا إِذَا ابْتَلَّتْ بِقَائِمِهِ يَدِي ![]() وَبَرْكٍ هَجُودٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِي ![]() بَوَادِيَهَا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَرَّدِ ![]() فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلاَلَةٌ ![]() عَقِيلَةُ شَيْخٍ كَالوَبِيلِ يَلَنْدَدِ ![]() يَقُولُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيفُ وَسَاقُهَا ![]() أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤْيِدِ ![]() يتبع
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() وَقَالَ: أَلاَ مَاذَا؟ تَرَوْنَ بِشَارِبٍ ![]() شَدِيدٍ عَلَيْنَا بَغْيُهُ مُتَعَمَّدِ ![]() وَقَالَ ذَرُوهُ إِنَّمَا نَفْعُهَا لَهُ ![]() وَإِلاَّ تَكُفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ ![]() فَظَلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِلْنَ حُوَارَهَا ![]() وَيَسْعَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيفِ الْمُسَرْهَدِ ![]() وَيَوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِهِ ![]() حِفَاظًا عَلَى عَوْرَاتِهِ وَالتَّهَدُّدِ ![]() عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى ![]() مَتَى تَعْتَرِكْ فِيهِ الفَرَائِصُ تُرْعَدِ ![]() وَأَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظَرْتُ حِوَارَهُ ![]() عَلَى النَّارِ وَاسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ ![]() (7) حِكْمة "طرفة": لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَوَاجِلٌ ![]() أَفِي اليَوْمِ إِقْدَامُ الْمَنِيَّةِ أَمْ غَدِ ![]() فَإِنْ تَكُ خَلْفِي لاَ يَفُتْهَا سَوَادِيَا ![]() وَإِنْ تَكُ قُدَّامِي أَجِدْهَا بِمَرْصَدِ ![]() فَإِنْ مِتُّ فَانْعَيْنِي بِمَا أَنَا أَهْلُهُ ![]() وَشُقِّي عَلَيَّ الْجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَدِ ![]() وَلاَ تَجْعَلِينِي كَامْرِئٍ لَيْسَ هَمُّهُ ![]() كَهَمِّي وَلاَ يُغْنِي غَنَائِي وَمَشْهَدِي ![]() بَطِيءٍ عَنِ الْجُلَّى سَرِيعٍ إِلَى الْخَنَا ![]() ذَلُولٍ بِأَجْمَاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّدِ ![]() لَعَمْرُك مَا أَمْرِي عَلَيَّ بِغُمَّةٍ ![]() نَهَارِي وَلاَ لَيْلِي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ يتبع
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي ![]() عَدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ وَالْمُتَوَحِّدِ ![]() وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالُ جَرَاءَتِي ![]() عَلَيْهِمْ وَإِقْدَامِي وَصِدْقِي وَمَحْتِدِ ![]() لَعَمْرُكَ مَا الأَيَّامُ إِلاَّ مُعَارَةٌ ![]() فَمَا اسْطَعْتَ مِنْ مَعْرُوفِهَا فَتَزَوَّدِ ![]() سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً ![]() وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ ![]() وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ ![]() بَتَاتًا وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ ![]() عَنِ الْمَرْءِ لاَ تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ ![]() فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارِنِ يَقْتَدِي ![]() (2) بعد أن عرضنا القصيدة، والظُّروفَ الموضوعيَّة التي أحاطت بها وبكاتبها، من خلال تقسيمها إلى مقاطع سبعة، وإعطاء كلِّ مقطعٍ عنوانًا من واقع الظَّرف الموضوعي الذي أملاه، أو الموضوع الذي يتخلَّله، نودُّ أن نشير إشارة سريعة إلى أنَّ مناهج النقد الأدبي قد اختلفَت فيما بينها حول الوظيفة التي يؤدِّيها النقد للعمل الأدبي، إلاَّ أن القليل منها هو الذي انصبَّت وظيفتُه على تفسير العمل الأدبي وتقييمه، من خلال لغة العمل نفسه، بينما دارت باقي المُحاولات النقديَّة حول النص. وإذا كان الأدَبُ - ومنه القصيدة - تعبيرًا عن الحدْس بالأشياء، وكان النَّقد ينصبُّ على الدراسة الثقافية لذلك التعبير؛ فقد تنوَّعَت مناهجُ النقد الأدبي، وتنوَّعَت - تبعًا لها - الوظيفةُ التي يقوم بها الناقدُ بحسب المنهج الذي يتبعه، إلاَّ أن هناك اتجاهًا من الاتجاهات النقدية الحديثة يركِّز على تفسير النص الأدبي، وإبراز عطاءاته من خلال لغة النَّص نفسه، بل ويغالي في سبيل ذلك، فيصل إلى حدِّ اعتبار مؤلِّف النص، أو كاتبه عنصرًا ثانويًّا في اكتشاف ما يدلُّ عليه النصُّ، وما يمكن أن ينتج عنه بشكل موضوعي. كذلك نود أن نشير إلى أن كثيرًا من الدراسات التي تناوَلَت الشِّعر الجاهليَّ قد دارت حول النصِّ، ولم تنفُذْ إلى النصِّ ذاته، بل نظرت له من الخارج بحسب مجموعة الموضوعات التي تناولَتْها القصيدة. ومن هنا ظهر مفهوم الأغراض الذي قسم القصيدة إلى أقسام، كل قسم يتناول غرضًا من الأغراض المذكورة، وأصبحت القصيدة الجاهلية في نموذجها المثالي محددة بعدد من الأغراض: الوقوف على الأطلال - الغزل - وصف الناقة - وصف الليل - وصف الفرس - وصف الرحلة في الصحراء - وصف المطر... إلى آخر ما هنالك من الأغراض التي رأى النقد - وبخاصة أصحاب الاتجاه النفسي - أنها أدَّت إلى فقدان القصيدة للوحدة الموضوعيَّة، والوحدة العضوية، والوحدة النفسية، والوحدة الفنية؛ وذلك بحسبان أنَّ هذه المفاهيم يجب أن تكون واضحةً في القصيدة. ولقد ظهر عددٌ من الدراسات التي حاولت أن تنحو منحًى جديدًا في دراسة الشعر الجاهلي، وذلك بالتركيز على النص الشعري، واستنطاقه؛ للوصول إلى ما يحتويه من القيم الجمالية والفكرية، وغيرها. لقد كان هدف هذه الدراسات هو لغةَ النصِّ الشعري الذي يحوي - في رأي هؤلاء النفر من النقَّاد - المضمونَ الحقيقيَّ للقصيدة، هذا المضمون الذي يتمثَّل في إظهار روح واحدة، ووحدة نفسيَّة وفكرية واحدة، تُهيمن على القصيدة. وبالنظر إلى حياة "طَرفة" الذي عانى اليُتم صغيرًا، وعَرف معنى الموت بفقد أبيه - يمكن أن نجد مفتاحًا يبين ملامح فلسفة خاصة، نستقيها من القصيدة، مستمدة في الأصل من تجربة "طرفة" الشخصية، التي تدس بين ثنايا القصيدة مشكلة الروح العام لها، ومظهرة جوًّا نفسيًّا واحدًا يهيمن على القصيدة رغم مقاطعها المتنوعة وأغراضها المتعددة، هذه الروح العامة هي التي تشكِّل وحدة الجو النفسي، وتبدأ من أول أبيات القصيدة بذلك التقليد الفني الذي درج عليه كثير من القصائد الجاهليَّة، وهو الوقوف على الأطلال: لِخَوْلَةَ أَطْلاَلٌ بِبَرْقَةِ ثَهْمَدِ ![]() تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ ![]() بِرَوْضَةِ دَعْمِيٍّ فَأَكْنَافِ حَائِلٍ ![]() ظَلِلْتُ بِهَا أَبْكِي وَأُبْكِي إِلَى الغَدِ ![]() وُقُوفًا بِهَا صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ ![]() يَقُولُونَ لاَ تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَلَّدِ ![]() إن "طرفة" الذي يفتتح المعلقة بهذه المقدمة الطَّلَلية يتحدث عمَّا حدث في لقائه مع الأطلال، بعد وصفها ذلك الوصف الذي جاء عند غير واحد من شعراء الجاهلية: الطلل، وشم أو كتابة تكاد أن تكون قد انمحَت وضاعت معالمها "كباقي الوشم"، كما أن "طرفة" لا يطلب من رفقائه الوقوف للبكاء، كما فعل امرؤ القيس: "قفا نبك"، بل إنه ينخرط بالفعل في البكاء، ويرتبط فعل البكاء بالفعل "ظل": "ظللت بها أبكي"؛ ليفيد امتداد حالة البكاء فترة من الزمن، حتى إن صحبه وقد رأوه قد اشتد في البكاء، وسيطر عليه الأسى - يرقون له، ويشفقون عليه، إنهم وإن شاركوه الأسى - وربما قد شاركوه البكاء أيضًا - ينبهونه إلى أن البكاء يجب ألا يصل إلى حد الهلكة؛ أسًى، "يقولون: لا تهلك أسًى وتَجَلَّد". وهو في موقفه هذا عن الأطلال يتذكر صاحبته (المالكية)، ولعله لقب لـ"خولة" بعد أن ذكرها بالاسم، وفي الانتقال من ذِكر اللقب بعد الاسم - استعادةٌ لصاحبة تلك الذكرى: كَأَنَّ حُدُوجَ الْمَالِكَيَّةِ غُدْوَةً ![]() خَلاَيَا سَفِينٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ ![]() عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِينِ ابْنِ يَامِنٍ ![]() يَجُورُ بِهَا الْمَلاَّحُ طَوْرًا وَيَهْتَدِي ![]() يَشُقُّ حَبَابَ الْمَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا ![]() كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ الْمُفَايِلُ بِاليَدِ ![]() إن الصورة التي يرسمها الشاعر لرحيل محبوبته، وما هي فيه من الهوادج مع صاحباتها، مخلفة المكان التي كانت به أطلالاً خرساء، وهي صورة السفن التي تشقُّ عباب الماء، يعرضها الشاعر في ثلاثة أبيات على طريقة الترشيح؛ فبعد أن شبَّه الهوادج بالسُّفن، يسترسل في تأمُّل الصورة، ولعل في ذلك نوعًا من الاسترجاع لتفاصيل الوداع بلحظاته التي انطوت على قدرٍ كبير من المشاعر التي يختلط فيها الحزن بالدَّهشة بالأسى، وهو ما جعل الشاعر يطيل في حركة الهوادج التأمُّلَ وضرب المثال. يتبع
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |